هنالك أقوال مأثورة حملتها أجيال المضاربين ، من جيل إلى جيل. مثل:


No Plan , No Trade

(لا خطة ، لا عملية)
و


Plan the Trade & Trade the Plan
(خطط لعمليتك ، وأعمل بخطتك)

فما هي خطة المتاجرة ، وما هي أهميتها للمضارب؟


تعريف خطة المتاجرة:

خطة المتاجرة ، هي مجموعة من الإجراءات المحددة مسبقاً والتي يتم العمل بها منذ لحظة دخول السوق ، وحتى الخروج منه.

إن الأقوال المأثورة اعلاه تشدد على أهمية الخطة في هذا السوق الصعب (وكل الأسواق المالية صعبة) ، وبرأيي الشخصي ، أن إهمال خطة المتاجرة وعدم العمل بها هو من أهم أسباب الخسائر الكبيرة التي تحدث للأغلبية من رواد الأسواق المالية. فكثيراً ما تجد زملاء يحددون وقف لعملية لهم بـ 30 -50 نقطة ، وعند إقتراب السعر من الوقف يهرع إلى برنامج التداول لإزالته أو إبعاده أكثر عن سعر الدخول ، وربما يكرر ذلك مرتين أو أكثر ، حتى تصبح نتيجة العملية المفتوحة في خسارة تزيد عن 250 نقطة ، وهي التي كانت أصلاً بوقف 30 أو 50 نقطة !


لماذا يجب على المضارب وضع خطة قبل دخول السوق؟

لأن في داخل هذاالمضارب هنالك شخصين إثنين في الحقيقة:

1. المحلل والمراقب للسوق "من الخارج" والذي يشاهد الحركة السعرية وقادر على تحليلها وتحديد إتجاه لها ، والنقطة الأهم هي أن هذا المحلل قد يغير رايه في لحظة ما إذا تغيرت أمامه الأدلة التي يقدمها التحليل الفني.

2. المضارب الذي قد دخل السوق فعلاً ، وفي لحظة دخوله السوق يفقد حياديته وقدرته على التحليل ، وينحاز بالكامل لإتجاه عمليته المفتوحة (وهذه طبيعة بشرية من الصعب جداً التخلص منها)، وحتى لو توافرت أمامه ادلة قوية من التحليل الفني على أن الإتجاه هو عكس إتجاه هذه العملية فإنه سيشيح بوجهه بعيداً عن كل الأدلة ، وسيتمسك بعمليته المفتوحة. وهنا نجد عدو حقيقي للنجاح في الأسواق المالية وهو (الأمل) Hope.





لماذا يترك المضارب خطته بعد أن يكون قد وضعها؟


تقول دراسات التحليل النفسي أن هنالك عاطفتين تتحكمان بكل متاجر في هذا السوق ، وهما عاطفتي الخوف Fear والطمع Greed ، وهذه العواطف تتدخل في الوقت الذي تبدأ العملية فيه بالخسارة ، فتجعل المضارب "يخاف" من الخروج على خسارة 30 نقطة أو أكثر قليلاً وكأن في ذلك نهاية العالم ، و"يطمع" بعودة العملية إلى الربح ، رغم أن التحليل الفني لا يقدم أي دليل يدعم هذا الرأي.


ولا حاجة للقول ، أنه في السوق ، كما هو في الحياة بشكل عام ، نجد أن الأغلبية الساحقة من القرارات التي تبنى على العواطف تكون خاطئة .

إن الخطوة الأولى في الإستعداد للمتاجرة ، هي العمل الجاد وبكل صدق وإصرار على عزل العواطف بعيداً عن عملية إتخاذ القرارات. فالبيع والشراء يجب أن يتم وفق ما يقدمه التحليل الفني من أدله تدعم فكرة الهبوط أو الصعود ، وليس بناءاً على أمنيات المضارب وأماله.


وأنا شخصياً تعجبني عبارة مستخدمة في اللغة الإنجليزية وهي
"Paralyzed by fear"
أي "مشلول بفعل الخوف" وهذا ما يحصل للمضارب إن دخل في مرحلة الخوف ، فهو يصبح عاجزاً عن التصرف ، وعن القيام بأي حركة غير مراقبة السوق ، بينما يشاهد خسائرة تتعاظم.

بعد هذه المقدمة التي لا بد منها ، سأقدم في المشاركة التالية بنود خطة المتاجرة.