رَحمَةُ اللهِ للأمّةِ المُحَمَّدِيةِ بالعِيديْن
عن أنَس رضي اللّه عنه قال: قَدِمَ النبي صلى الله عليه وسلم ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية (1) ، فقال: "قَدِمْتُ عليكم ولكم يومانِ تلعبون فيهما في الجاهلية، وقد أبدلَكُم اللهُ بهما خيراً منهما: يوم النحر ويوم الفطر" (2) .
قال الشيخ أحمد عبد الرحمن البنَّا:
أي: لأنّ يومي الفطرِ والنحرِ بتشريع اللّه تعالى، واختياره لخلقه، ولأنهما يعقبان أداء ركنين عظيمين من أركان الِإسلام، وهما: الحج والصيام، وفيهما يغفر اللّه للحجاج والصائمين، وينشر رحمته على جميع خلقه الطائعين، أما النيروز والمهرجان، فإنهما باختيار حُكماء ذاك الزمان، لما فيهما من اعتدال الزمن والهواء ونحو ذلك من المزايا الزائلة، فالفرق بين المَزِيّتَيْنِ ظاهر لمن تأمل ذلك (3) .


(1) هما يوم النيروز ويوم المهرجان، وانظر "عون المعبود" (3/ 485) للعظيم آبادي.
(2) صحيح، أخرجه أحمد (3/103، 178، 235) وأبو داود (1134) والنسائي (3/179) والبغوي (1098) .
(3) "الفتح الرباني" 9 (6/119) .