الرد على صلاح المقطري - المواضيع العامة
أهلا وسهلا بك إلى معهد توب ماكس تكنولوجي.
  1. ما شاء الله تبارك الله ( يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك )
  2. معهد توب ماكس تكنولوجي | أعلى قمة للتكنولوجيا الحديثة في الشرق الأوسط - صرح علمي متميز
  3. طريقة تسجيل عضوية في معهد توب ماكس تكنولوجي بشكل سريع
    مع ملاحظة أن التسجيل مجاني ومفتوح طيلة أيام الأسبوع عند تسجيل العضوية تأكد من البريد الالكتروني أن يكون صحيحا لتفعيل عضويتك وأيضا أن تكتبه بحروف صغيره small و ليست كبيرة تستطيع أيضا استخدام الروابط التالي : استرجاع كلمة المرور | طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية
  4. اشترك ألان في خدمة رسائل المعهد اليومية لتعرف كل جديد اضغط هنا للاشتراك
التفاصيل : الردود : 1 المرفقات : 1 المشاهدات: 783 مشاهدة
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق…

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-12-2012, 02:10 AM
  2. مسيرات تضامنية مع الناشطه بشرى المقطري في تعز وصنعاء
    بواسطة يمن فويس في المنتدى المركز الاخباري
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-10-2012, 06:20 AM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-09-2012, 10:00 PM
  4. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-18-2011, 05:10 PM
  5. فن الرد ؟
    بواسطة ngm في المنتدى المواضيع العامة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02-26-2010, 05:01 AM

النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تكنولوجي جديد
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    العمر
    39
    المشاركات
    1
    معدل تقييم المستوى
    0

    Icon122 الرد على صلاح المقطري

    بسم الله الرحمن الرحيم
    رسالة في
    (المولد النبوي الشريف )
    على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
    قال الله سبحانه وتعالى (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )
    آل عمران ( 164 )
    ومما لاشك فيه أن أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده وامتن بها عليهم هو إظهاره تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وبعثته وإرساله إلى هذه الأمة وليس هناك من النعم التي أنعم الله علينا ما يوازي نعمة وجوده ورسالته صلى الله عليه وسلم . قال الإمام ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - ( فإن النعمة على الأمة بإرساله صلى الله عليه وسلم أعظم من النعمة عليهم بإيجاد السماء والأرض والشمس والقمر والرياح والليل والنهار وإنزال المطر وإخراج النبات وغير ذلك , فإن هذه النعمة كلها قد عمت خلقاً من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه فبدلوا نعمة الله كفراً , وأما النعمة بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم فإن بها تمت مصالح الدنيا والآخرة ) لطائف المعارف( 137/138)

    ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم نعمة أنعم الله بها على هذه الأمة فقد ذهب جمع من العلماء إلى جواز إظهار الفرح والسرور في يوم ولادته صلى الله عليه وسلم والتعبير عن ذلك بالإنفاق والصيام وإطعام الطعام وقراءة سيرته صلى الله عليه وسلم وإنشاد شيء من المدائح النبوية في ذلك اليوم وهو بما يسمى بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف
    على أن الاحتفال والسرور بيوم مولده صلى الله عليه وسلم له شروط وضوابط سنذكرها في آخر هذا البحث إنشاء الله .
    وما دعاني لكتابة هذه الرسالة هو قول بعضهم - وهم من الأفاضل نحسبهم كذلك - أن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم بدعة منكرة بإجماع العلماء!! أو أنها تكاد تكون بدعة بإجماع العلماء !!
    وقد بحثت في المسألة وكلام العلماء فيها فوجدت أنها محل خلاف بين أهل العلم قديماً وحديثاً بين مجيز ومانع . ويشهد لذلك كلام العلماء :
    - يقول الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور عن الاحتفال بالمولد ( وقد أتى القرن التاسع والناس بين مجيز ومانع وقد استحسنه السيوطي وابن حجر العسقلاني وابن حجر الهيتمي ).
    - ويقول الشيخ رشيد رضا في المنار20/23 ( وقد استحسن جماهير المسلمين الاحتفال بالمولد في مشارق الأرض ومغاربها ويجتمعون لقراءة قصته في المساجد ولكن أنكر هذا الاحتفال بعض العلماء ......)إلى آخر كلامه رحمه الله


    وهذا دليل على أن من أنكر الاحتفال بالمولد النبوي إنما هم بعض العلماء وليس كل العلماء. فلا يجوز أن يقال أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة بإجماع العلماء .

    - وما سنذكره الآن من فتاوى العلماء يشهد لما سبق تأصيله :

    1- قال الإمام الحافظ السيوطي في رسالة سماها حسن المقصد في عمل المولد ما نصه ( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد : فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع وهل هو محمود أو مذموم , وهل يثاب فاعله أولا.
    والجواب عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنه التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف . فأول من أحدث ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري ابن زين الدين علي ابن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد وكان له آثار حسنه . قال ابن كثير : كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً وكان شهماً شجاعاً بطلاً عاقلاً عالماً عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه , وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحيه مجلداً في المولد النبوي سماه (( التنوير في مولد البشير النذير )) فأجازه على ذلك بألف دينار ... انتهى
    قال ابن خلكان في ترجمة أبو الخطاب ابن دحيه : كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء . الحاوي (1/181)

    2- وقال الإمام الحافظ شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني وهو يسأل عن عمل المولد النبوي الشريف فأجاب ( أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا ,
    قال وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكراً لله تعالى , فيستفاد منه الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمه ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنه , والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة , وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم .

    (1) قال عنه الإمام الذهبي : كان كريم الأخلاق كثير التواضع مائلاً إلى أهل السنة والجماعة
    تاريخ الإسلام (45/403)
    (2) قال عنه ابن كثير : وقد وقفت على هذا الكتاب وكتبت منه أشياء حسنة مفيدة
    البداية والنهاية (13/169)
    ثم يقول الحافظ : وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير وعمل الآخرة . )
    ذكره السيوطي في الحاوي 1/188

    3- وقال الإمام أبو شامة شيخ الإمام النووي ( ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق ليوم مولده صلى الله عليه وسلم من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور فإن ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء مشعرٌ بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكر الله تعالى على ما من به من إيجاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين . )
    إعانة الطالبين 3/364
    4- وقال الإمام السخاوي - رحمه الله - ( إن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة ثم لازال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم
    المصدر السابق
    قلت : وفي قول الإمام السخاوي - رحمه الله - ثم لازال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن الكبار ........ كفاية لإبطال قول من قال أن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم يكاد يكون بدعة بإجماع العلماء

    5- وقال الإمام الحافظ شيخ القراء والمقرئين ابن الجزري - رحمه الله - في كتابه المسمى {عرف التعريف بالمولد الشريف } ما نصه:

    ( قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له مالك فقال في النار إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا وأشار لرأس أصبعه وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبإرضاعها له .
    فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم به فما بال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدره في محبته صلى الله عليه وسلم . لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم ) ذكره السيوطي في الحاوي

    6- وقال الإمام شمس الدين ابن ناصر الدمشقي - رحمه الله - في كتابه : ((مورد الصادي في مولد الهادي ))

    قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سروراً بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ثم أنشد:


    إذا كــان هذا كـــــــافر جاء ذمه وتبت يـداه في الجـحيم مخـلدا
    أتى أنــه في يـوم الاثـنـيـن دائما يخفف عنه للسـرور بأحـمـدا
    فما الظن بالعبد الذي طول عمره بأحمد مسروراً ومات موحدا

    7- وسئل الشيخ عطية صقر - وهو من كبار علماء الأزهر الشريف - عن الاحتفال بالمولد النبوي فقال :

    (( قال الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور: وقد أتى القرن التاسع والناس بين مجيز ومانع واستحسنه السيوطي وابن حجر العسقلاني وابن حجر الهيتمي - ثم ذكر حديث صيامه صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فقال - فالرسول صلى الله عليه وسلم نص على أن يوم ولادته له مزية على بقية الأيام وللمؤمن أن يطمع في تعظيم أجره بموافقته ليوم فيه بركة .
    وتفضيل العمل بمصادفته لأوقات الامتنان الإلهي معلوم قطعاً من الشريعة ولذا يكون الاحتفال بذلك اليوم وشكر الله على نعمته علينا بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وهدايتنا لشريعته مما تقره الأصول. ))

    8- ثم قال الشيخ عطية بعد أن ذكر كلام ابن عاشور:
    (( ورأيي أنه لا بأس بذلك في هذا العصر الذي كاد الشباب ينسى فيه دينه وأمجاده في غمرة الاحتفالات الأخرى التي كادت تطغى على المناسبات الدينية على أن يكون ذلك بالتفقه في السيرة وعمل آثار تخلد ذكرى المولد النبوي كبناء مسجد أو معهد أو أي عمل خيري يربط من يشاهده برسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته . ))
    دار الإفتاء المصرية
    9- وقال صاحب تحفة المحتاج في شرح المنهاج وهو يثني على الإمام السيوطي حينما ألف الرسالة المعروفة - حسن المقصد في عمل المولد - والتي رد بها على الإمام الفاكهاني الذي ذم الاحتفال بالمولد في رسالته - المورد في عمل المولد - فقال صاحب التحفة رحمه الله :
    (( وقد أطال - أي السيوطي - في إيضاح الاحتجاج لكون المولد محموداً مثاباً عليه بشرطه مع إيضاح الرد على من خالف في ذلك بما ينبغي استفادته وجعل ذلك كله مؤلفاً سماه { حسن المقصد في عمل المولد } فجزاه الله ما هو أهله , ثم حكى - أي السيوطي - أن الشيخ تاج الدين عمر ابن علي اللخمي السكندري المشهور بالفاكهاني من متأخري المالكية ادعى أن عمل المولد بدعة مذمومة وألف في ذلك كتاباً سماه - المورد في الكلام على المولد - , ثم سرده - أي السيوطي - برمته ثم نقده أحسن نقد ورده أبلغ رد فلله دره من حافظ إمام . )) انتهى كلامه رحمه الله
    تحفة المحتاج في شرح المنهاج (31/ 378 )




    10 - وقال الإمام الحافظ ابن حجر الهيتمي : والحاصل أن البدعة الحسنه متفق على ندبها وعمل المولد واجتماع الناس له كذلك . (( أي بدعة حسنه ))
    السيرة الحلبية 1/137
    11- وقد أجاز الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم كذلك الإمام أبو الطيب محمد ابن إبراهيم السبتي المالكي .. قال عنه السيوطي : أحد العلماء العاملين كان فقيهاً مالكياً متفنناً في العلوم متورعاً أخذ عنه أبو حيان وغيره
    ذكره السيوطي في الحاوي
    12- وكذلك ممن أجاز الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من علماء هذا العصر الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي ومفتي الديار المصريه الدكتور علي جمعه.
    وبعد هذه الفتاوى من أولئك الأئمة الكبار أيقال أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة بإجماع العلماء أو يكاد يكون بدعة بإجماع العلماء !!
    أم يقال عنا حينما نقول أن الاحتفال بالمولد النبوي جائز عند بعض العلماء بأننا ننشر البدع ونؤصل للبدع !! إذاً فليكن هؤلاء الأئمة الذين يقولون بجواز الاحتفال بالمولد النبوي هم من ينشر البدع ويؤصل للبدع !!
    ونحن حينما نقول بجواز الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم لابد أن نبين أهم الضوابط التي وضعها العلماء لجواز الاحتفال بالمولد النبوي ومن ذلك ما يلي :

    1-أن لا يعتقد حضور النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم ومشاركته في ذلك
    2-أن يكون الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم خالياً من الاختلاط والرقص وما شابه ذلك من ما يفسد الاحتفال ويخرجه عن مسماه
    3-أن لا يكون في الكلام والمدح الذي يمدح به صلى الله عليه وسلم ما يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من دائرة البشرية إلى دائرة الألوهية والربوبية
    4-أن لا يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم ويطلب منه قضاء الحاجات وتفريج الكربات وما إلى ذلك مما لا يجوز أن يطلب إلا من الله سبحانه وتعالى .
    بل يكون الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم بالصيام في ذلك اليوم وإطعام

    (1)قال الإمام ابن رجب الحنبلي : وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم الاثنين ( ذلك يوم ولدت فيه وأنزلت علي فيه النبوة ) إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده فإن أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وسلم وبعثته وإرساله إليهم - ثم يقول رحمه الله - فصيام يوم تجددت فيه هذه النعم من الله على عباده المؤمنين حسن جميل وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر ونظير هذا صيام يوم عاشوراء ....... إلى آخر كلامه رحمه الله لطائف المعارف 137/138



    الطعام وقراءة القرآن ودراسة شيء من سيرته صلى الله عليه وسلم وإنشاد شيء من المدائح النبوية كما ذكرناه سابقاً . لأن كل ما جاز السرور به جاز إثارة السرور فيه .

    وختاماً : فلا يجوز أن نقول عن حكم الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم أنه بدعة بإجماع العلماء أو أنه يكاد يكون بدعة بإجماع العلماء بعد أن عرفنا آراء العلماء في ذلك .
    بل تبقى المسألة خلافية اجتهادية بين العلماء ولا ينبغي أن نحجر الواسع ونضيق الخلاف
    ولا ينبغي كذلك أن نصف من يقول بجواز الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم استناداً إلى آراء أولئك العلماء بأنه ناشرٌ للبدع ومؤصلٌ للبدع . فإن ذلك مما لا يليق بمنتسب إلى العلم إطلاقاً , بل من قال بجواز ذلك فإن له سلف في ذلك ومن قال ببدعية ذلك فإن له سلف في ذلك وكلهم أئمة مشهود لهم بالعلم والفضل والصلاح ,
    على أن الاعتقاد بقول أحد الفريقين لا يعني ذلك تبديع المخالف له ممن يعتقد بالقول الآخر وذلك انطلاقاً من القاعدة التي تقول :
    ( لا إنكار في مسائل الخلاف ) إلا إذا كان المُنْكِر لا يعتد بخلاف غيره من العلماء فإن ذلك له شأنٌ آخر

    والله أسأل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه سميع قريب مجيب الدعاء .
    والحمد لله رب العالمين
    كتبه الفقير إلى عفو ربه ورحمته
    محمد عبدالله صالح الحيدري

  2. #2
    تكنولوجي جديد الصورة الرمزية ماهر مكرد
    تاريخ التسجيل
    Dec 2011
    المشاركات
    1
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: الرد على صلاح المقطري

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الحيدري مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    رسالة في
    (المولد النبوي الشريف )
    على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
    قال الله سبحانه وتعالى (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )
    آل عمران ( 164 )
    ومما لاشك فيه أن أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده وامتن بها عليهم هو إظهاره تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وبعثته وإرساله إلى هذه الأمة وليس هناك من النعم التي أنعم الله علينا ما يوازي نعمة وجوده ورسالته صلى الله عليه وسلم . قال الإمام ابن رجب الحنبلي - رحمه الله - ( فإن النعمة على الأمة بإرساله صلى الله عليه وسلم أعظم من النعمة عليهم بإيجاد السماء والأرض والشمس والقمر والرياح والليل والنهار وإنزال المطر وإخراج النبات وغير ذلك , فإن هذه النعمة كلها قد عمت خلقاً من بني آدم كفروا بالله وبرسله وبلقائه فبدلوا نعمة الله كفراً , وأما النعمة بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم فإن بها تمت مصالح الدنيا والآخرة ) لطائف المعارف( 137/138)

    ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم نعمة أنعم الله بها على هذه الأمة فقد ذهب جمع من العلماء إلى جواز إظهار الفرح والسرور في يوم ولادته صلى الله عليه وسلم والتعبير عن ذلك بالإنفاق والصيام وإطعام الطعام وقراءة سيرته صلى الله عليه وسلم وإنشاد شيء من المدائح النبوية في ذلك اليوم وهو بما يسمى بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف
    على أن الاحتفال والسرور بيوم مولده صلى الله عليه وسلم له شروط وضوابط سنذكرها في آخر هذا البحث إنشاء الله .
    وما دعاني لكتابة هذه الرسالة هو قول بعضهم - وهم من الأفاضل نحسبهم كذلك - أن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم بدعة منكرة بإجماع العلماء!! أو أنها تكاد تكون بدعة بإجماع العلماء !!
    وقد بحثت في المسألة وكلام العلماء فيها فوجدت أنها محل خلاف بين أهل العلم قديماً وحديثاً بين مجيز ومانع . ويشهد لذلك كلام العلماء :
    - يقول الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور عن الاحتفال بالمولد ( وقد أتى القرن التاسع والناس بين مجيز ومانع وقد استحسنه السيوطي وابن حجر العسقلاني وابن حجر الهيتمي ).
    - ويقول الشيخ رشيد رضا في المنار20/23 ( وقد استحسن جماهير المسلمين الاحتفال بالمولد في مشارق الأرض ومغاربها ويجتمعون لقراءة قصته في المساجد ولكن أنكر هذا الاحتفال بعض العلماء ......)إلى آخر كلامه رحمه الله


    وهذا دليل على أن من أنكر الاحتفال بالمولد النبوي إنما هم بعض العلماء وليس كل العلماء. فلا يجوز أن يقال أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة بإجماع العلماء .

    - وما سنذكره الآن من فتاوى العلماء يشهد لما سبق تأصيله :

    1- قال الإمام الحافظ السيوطي في رسالة سماها حسن المقصد في عمل المولد ما نصه ( بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد : فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع وهل هو محمود أو مذموم , وهل يثاب فاعله أولا.
    والجواب عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنه التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف . فأول من أحدث ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري ابن زين الدين علي ابن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد وكان له آثار حسنه . قال ابن كثير : كان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالاً هائلاً وكان شهماً شجاعاً بطلاً عاقلاً عالماً عادلاً رحمه الله وأكرم مثواه , وقد صنف له الشيخ أبو الخطاب ابن دحيه مجلداً في المولد النبوي سماه (( التنوير في مولد البشير النذير )) فأجازه على ذلك بألف دينار ... انتهى
    قال ابن خلكان في ترجمة أبو الخطاب ابن دحيه : كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء . الحاوي (1/181)

    2- وقال الإمام الحافظ شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني وهو يسأل عن عمل المولد النبوي الشريف فأجاب ( أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا ,
    قال وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكراً لله تعالى , فيستفاد منه الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمه ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنه , والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة , وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم .

    (1) قال عنه الإمام الذهبي : كان كريم الأخلاق كثير التواضع مائلاً إلى أهل السنة والجماعة
    تاريخ الإسلام (45/403)
    (2) قال عنه ابن كثير : وقد وقفت على هذا الكتاب وكتبت منه أشياء حسنة مفيدة
    البداية والنهاية (13/169)
    ثم يقول الحافظ : وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير وعمل الآخرة . )
    ذكره السيوطي في الحاوي 1/188

    3- وقال الإمام أبو شامة شيخ الإمام النووي ( ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق ليوم مولده صلى الله عليه وسلم من الصدقات والمعروف وإظهار الزينة والسرور فإن ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء مشعرٌ بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكر الله تعالى على ما من به من إيجاد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين . )
    إعانة الطالبين 3/364
    4- وقال الإمام السخاوي - رحمه الله - ( إن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة ثم لازال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم
    المصدر السابق
    قلت : وفي قول الإمام السخاوي - رحمه الله - ثم لازال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن الكبار ........ كفاية لإبطال قول من قال أن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم يكاد يكون بدعة بإجماع العلماء

    5- وقال الإمام الحافظ شيخ القراء والمقرئين ابن الجزري - رحمه الله - في كتابه المسمى {عرف التعريف بالمولد الشريف } ما نصه:

    ( قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له مالك فقال في النار إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا وأشار لرأس أصبعه وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبإرضاعها له .
    فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم به فما بال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدره في محبته صلى الله عليه وسلم . لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم ) ذكره السيوطي في الحاوي

    6- وقال الإمام شمس الدين ابن ناصر الدمشقي - رحمه الله - في كتابه : ((مورد الصادي في مولد الهادي ))

    قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سروراً بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ثم أنشد:


    إذا كــان هذا كـــــــافر جاء ذمه وتبت يـداه في الجـحيم مخـلدا
    أتى أنــه في يـوم الاثـنـيـن دائما يخفف عنه للسـرور بأحـمـدا
    فما الظن بالعبد الذي طول عمره بأحمد مسروراً ومات موحدا

    7- وسئل الشيخ عطية صقر - وهو من كبار علماء الأزهر الشريف - عن الاحتفال بالمولد النبوي فقال :

    (( قال الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور: وقد أتى القرن التاسع والناس بين مجيز ومانع واستحسنه السيوطي وابن حجر العسقلاني وابن حجر الهيتمي - ثم ذكر حديث صيامه صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين فقال - فالرسول صلى الله عليه وسلم نص على أن يوم ولادته له مزية على بقية الأيام وللمؤمن أن يطمع في تعظيم أجره بموافقته ليوم فيه بركة .
    وتفضيل العمل بمصادفته لأوقات الامتنان الإلهي معلوم قطعاً من الشريعة ولذا يكون الاحتفال بذلك اليوم وشكر الله على نعمته علينا بولادة النبي صلى الله عليه وسلم وهدايتنا لشريعته مما تقره الأصول. ))

    8- ثم قال الشيخ عطية بعد أن ذكر كلام ابن عاشور:
    (( ورأيي أنه لا بأس بذلك في هذا العصر الذي كاد الشباب ينسى فيه دينه وأمجاده في غمرة الاحتفالات الأخرى التي كادت تطغى على المناسبات الدينية على أن يكون ذلك بالتفقه في السيرة وعمل آثار تخلد ذكرى المولد النبوي كبناء مسجد أو معهد أو أي عمل خيري يربط من يشاهده برسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته . ))
    دار الإفتاء المصرية
    9- وقال صاحب تحفة المحتاج في شرح المنهاج وهو يثني على الإمام السيوطي حينما ألف الرسالة المعروفة - حسن المقصد في عمل المولد - والتي رد بها على الإمام الفاكهاني الذي ذم الاحتفال بالمولد في رسالته - المورد في عمل المولد - فقال صاحب التحفة رحمه الله :
    (( وقد أطال - أي السيوطي - في إيضاح الاحتجاج لكون المولد محموداً مثاباً عليه بشرطه مع إيضاح الرد على من خالف في ذلك بما ينبغي استفادته وجعل ذلك كله مؤلفاً سماه { حسن المقصد في عمل المولد } فجزاه الله ما هو أهله , ثم حكى - أي السيوطي - أن الشيخ تاج الدين عمر ابن علي اللخمي السكندري المشهور بالفاكهاني من متأخري المالكية ادعى أن عمل المولد بدعة مذمومة وألف في ذلك كتاباً سماه - المورد في الكلام على المولد - , ثم سرده - أي السيوطي - برمته ثم نقده أحسن نقد ورده أبلغ رد فلله دره من حافظ إمام . )) انتهى كلامه رحمه الله
    تحفة المحتاج في شرح المنهاج (31/ 378 )




    10 - وقال الإمام الحافظ ابن حجر الهيتمي : والحاصل أن البدعة الحسنه متفق على ندبها وعمل المولد واجتماع الناس له كذلك . (( أي بدعة حسنه ))
    السيرة الحلبية 1/137
    11- وقد أجاز الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم كذلك الإمام أبو الطيب محمد ابن إبراهيم السبتي المالكي .. قال عنه السيوطي : أحد العلماء العاملين كان فقيهاً مالكياً متفنناً في العلوم متورعاً أخذ عنه أبو حيان وغيره
    ذكره السيوطي في الحاوي
    12- وكذلك ممن أجاز الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من علماء هذا العصر الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي ومفتي الديار المصريه الدكتور علي جمعه.
    وبعد هذه الفتاوى من أولئك الأئمة الكبار أيقال أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة بإجماع العلماء أو يكاد يكون بدعة بإجماع العلماء !!
    أم يقال عنا حينما نقول أن الاحتفال بالمولد النبوي جائز عند بعض العلماء بأننا ننشر البدع ونؤصل للبدع !! إذاً فليكن هؤلاء الأئمة الذين يقولون بجواز الاحتفال بالمولد النبوي هم من ينشر البدع ويؤصل للبدع !!
    ونحن حينما نقول بجواز الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم لابد أن نبين أهم الضوابط التي وضعها العلماء لجواز الاحتفال بالمولد النبوي ومن ذلك ما يلي :

    1-أن لا يعتقد حضور النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم ومشاركته في ذلك
    2-أن يكون الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم خالياً من الاختلاط والرقص وما شابه ذلك من ما يفسد الاحتفال ويخرجه عن مسماه
    3-أن لا يكون في الكلام والمدح الذي يمدح به صلى الله عليه وسلم ما يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من دائرة البشرية إلى دائرة الألوهية والربوبية
    4-أن لا يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم ويطلب منه قضاء الحاجات وتفريج الكربات وما إلى ذلك مما لا يجوز أن يطلب إلا من الله سبحانه وتعالى .
    بل يكون الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم بالصيام في ذلك اليوم وإطعام

    (1)قال الإمام ابن رجب الحنبلي : وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن صيام يوم الاثنين ( ذلك يوم ولدت فيه وأنزلت علي فيه النبوة ) إشارة إلى استحباب صيام الأيام التي تتجدد فيها نعم الله على عباده فإن أعظم نعم الله على هذه الأمة إظهار محمد صلى الله عليه وسلم وبعثته وإرساله إليهم - ثم يقول رحمه الله - فصيام يوم تجددت فيه هذه النعم من الله على عباده المؤمنين حسن جميل وهو من باب مقابلة النعم في أوقات تجددها بالشكر ونظير هذا صيام يوم عاشوراء ....... إلى آخر كلامه رحمه الله لطائف المعارف 137/138



    الطعام وقراءة القرآن ودراسة شيء من سيرته صلى الله عليه وسلم وإنشاد شيء من المدائح النبوية كما ذكرناه سابقاً . لأن كل ما جاز السرور به جاز إثارة السرور فيه .

    وختاماً : فلا يجوز أن نقول عن حكم الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم أنه بدعة بإجماع العلماء أو أنه يكاد يكون بدعة بإجماع العلماء بعد أن عرفنا آراء العلماء في ذلك .
    بل تبقى المسألة خلافية اجتهادية بين العلماء ولا ينبغي أن نحجر الواسع ونضيق الخلاف
    ولا ينبغي كذلك أن نصف من يقول بجواز الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم استناداً إلى آراء أولئك العلماء بأنه ناشرٌ للبدع ومؤصلٌ للبدع . فإن ذلك مما لا يليق بمنتسب إلى العلم إطلاقاً , بل من قال بجواز ذلك فإن له سلف في ذلك ومن قال ببدعية ذلك فإن له سلف في ذلك وكلهم أئمة مشهود لهم بالعلم والفضل والصلاح ,
    على أن الاعتقاد بقول أحد الفريقين لا يعني ذلك تبديع المخالف له ممن يعتقد بالقول الآخر وذلك انطلاقاً من القاعدة التي تقول :
    ( لا إنكار في مسائل الخلاف ) إلا إذا كان المُنْكِر لا يعتد بخلاف غيره من العلماء فإن ذلك له شأنٌ آخر

    والله أسأل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه سميع قريب مجيب الدعاء .
    والحمد لله رب العالمين
    كتبه الفقير إلى عفو ربه ورحمته
    محمد عبدالله صالح الحيدري
    بدعة الاحتفال بالمولد النبوي
    (( لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم , ولا عن خلفائه ، ولا عن الصحابة ، ولا علماء السنة المتبوعين من عمل مولدًا ، وإنما هذا المولد أحدثه الفاطميون العبيديون الرافضة الذين يرجع نسبهم إلى المدّعي النسب الفاطمي وهو يهودي من سلمية ))انظر: البدعة ضوابطها وأثرها السيء في الأمة (ص/16).
    (( اتفق أهل العلم على أن السلف الصالح من أهل القرون الثلاثة المفضلة ؛ وفي مقدمتهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا هذا الاحتفال ، ولذلك لم ينقل فعله ولا القول بمشروعيته عن أحد من أهل القرون الثلاثة المفضلة ، مع شدة محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وحرصهم على الخير )) تسهيل العقيدة الإسلامية (1/524).
    قال الشيخ محمد رشيد رضا - رحمه الله -: "إن عمل الموالد بدعة لم تنقل عن أحد من سلف الأمة الصالح من أهل القرون الثلاثة التي هي خير القرون بشهادة الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، ومن زعم بأنه يأتي في هذا الدين بخير مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وجرى عليه ناقلو سنته فقد زعم أنه صلى الله عليه وسلم لم يؤد رسالة ربه ... " مجلة المنار (29/665-666) ، وانظر (2/288-) ، و (3/664).
    و سُئل – رحمه الله تعالى- عن قراءة القصص المسماة بالموالد هل هي سنة أم بدعة؟ ومن أول من فعل ذلك؟ فأجاب بقوله:(( هذه الموالد بدعة بلا نزاع ، وأول من ابتدع الاجتماع لقراءة قصة المولد النبوي أحد ملوك الشراكسة بمصر((المرجع السابق (17/111) و فتاوى رشيد رضا (4/1242-1243).
    وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني - رحمه الله تعالى-:(( لم أجد إلى الآن دليلاً يدل على ثبوت الاحتفال بالمولد ، من كتاب ولا سنة ، ولا إجماع ، ولا قياس ، ولا استدلال ، بل أجمع المسلمون أنه لم يوجد في عصر خير القرون ، ولا الذين يلونهم)) الفتح الرباني (2/1087 ـ 1091).
    وقال د.عبدالله بن عبدالعزيز الجبرين – حفظه الله تعالى-: (( حكى هذا الإجماع جمع من أهل العلم ممن يرى تحريم هذا الاحتفال، ووافقهم على حكاية إجماع السلف على ترك الاحتفال بالمولد جميع من كتب عنه ممن يرى إباحته. قال الإمام الفاكهاني المالكي في المورد في عمل المولد (ص/8-10) :"لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكَّالون … لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة ولا التابعون، ولا العلماء المتدينون -فيما علمت- وهذا جوابي عنه بين يدي الله تعالى إن سئلت عنه")) تسهيل العقيدة الإسلامية (ص/524).
    (( والسؤال أين كان المسلمون خلال عدة قرون عن هذا الاحتفال لو كان مشروعاً؟ وأين كان الصحابة والتابعون وسلف الأمة عن هذا الاحتفال لو كان مشروعاً؟ )) اتباع لا ابتداع (1/221).

    فسر خلف أصحاب الرسول فإنهم * نجوم هدى في ضوئها يهتدي الساري
    وعج عن طريق الرفض فهو مؤسس * على الكفر تأسيساً على جرف هـار
    تنبيه: هذا الإجماع ظني وهو: ما لم يقطع فيه بانتفاء المخالف , ويسمى الإجماع الإقراري والاستقرائي , وهو ما يعبر عنه أهل العلم بقولهم: لا نعلم لذلك مخالفاً . انظر: الثوابت والمتغيرات (ص/51).
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -:(( الْإِجْمَاعُ نَوْعَانِ: قَطْعِيٌّ. فَهَذَا لَا سَبِيلَ إلَى أَنْ يُعْلَمَ إجْمَاعٌ قَطْعِيٌّ عَلَى خِلَافِ النَّصِّ. وَأَمَّا الظَّنِّيُّ فَهُوَ الْإِجْمَاعُ الإقراري والاستقرائي: بِأَنْ يَسْتَقْرِئَ أَقْوَالَ الْعُلَمَاءِ فَلَا يَجِدُ فِي ذَلِكَ خِلَافًا أَوْ يَشْتَهِرُ الْقَوْلُ فِي الْقُرْآنِ وَلَا يَعْلَمُ أَحَدًا أَنْكَرَهُ فَهَذَا الْإِجْمَاعُ وَإِنْ جَازَ الِاحْتِجَاجُ بِهِفَلَا يَجُوزُ أَنْ تُدْفَعَ النُّصُوصُ الْمَعْلُومَةُ بِهِ لِأَنَّ هَذَا حُجَّةٌ ظَنِّيَّةٌ لَا يَجْزِمُ الْإِنْسَانُ بِصِحَّتِهَا؛ فَإِنَّهُ لَا يَجْزِمُ بِانْتِفَاءِ الْمُخَالِفِ وَحَيْثُ قَطَعَ بِانْتِفَاءِ الْمُخَالِفِ فَالْإِجْمَاعُ قَطْعِيٌّ)) . مجموع الفتاوى (19/267-268).
    أول من أحدث الاحتفال بالمولد
    قال مفتي الديار المصرية سابقاً الشيخ محمد بن بخيت المطيعي – رحمه الله تعالى-:(( مما أحدث وكثر السؤال عنه الموالد، فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله...)). أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام (ص/44).
    وهؤلاء الفاطميون لم يعترف بنسبهم إلى أهل البيت أحد من أهل العلم الثقات ، بل ألفوا في الطعن والقدح فيهم الكتب والمحاضر، وشهدوا عليهم بالإلحاد والزندقة والإباحية ، قال الباقلاني- رحمه الله تعالى-:(( هم قوم يظهرون الرفض ، ويبطنون الكفر المحض )). البداية والنهاية (11/ 398).
    وكانوا يحدثون في هذه الاحتفالات أموراً شنيعة ذكرها المقريزي في خططه، وعقب عليها العلامة محمد بخيت المطيعي- رحمه الله تعالى- بقوله:(( وأنت إذا علمت ما كان يعمله الفاطميون في المولد النبوي ؛ جزمت بأنه لا يمكن بأن يحكم عليه بالحل )) أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام (ص/52).
    موقف المستعمرين من هذه البدعة
    حرص المستعمرون على إحياء مثل هذه البدع , كما حصل في الاستعمار الفرنسي على مصر بقيادة نابليون بونابرت انكمش الصوفية وأصحاب الموالد فقام نابليون وأمرهم بإحيائها ودعمها كما ذكر ذلك المؤرخ المعاصر الجبرتي فقد قال في مظهر التقديس :" وفيها (أي سنة 1213هـ في ربيع الأول ):سأل العسكر عن المولد النبوي ولماذا لم يعملوه كعادتهم فاعتذر الشيخ البكري بتوقف الأحوال وتعطل الأمور وعدم المصروف فلم يقبل وقال (لابد من ذلك ) وأعطى الشيخ البكري ثلاثمائة ريال فرانسة يستعين بها فعلقوا حبالا وقناديل واجتمع الفرنسيس يوم المولد ولعبوا ودقوا طبولهم واحرقوا حراقة في الليل وسواريخ تصعد في الهواء ونفوطاً" مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس (ص/47).
    لكن ما هدف المستعمر الصليبي من تأييد ؟ ندع الجواب للمؤرخ الجبرتي المعاصر لهم حيث يقول في تاريخ عجائب الآثار: " ورخص الفرنساوية ذلك للناس لما رأوا فيه من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات والتلاهي وفعل المحرمات " تاريخ عجائب الآثار (2/306) , ولمزيد الفائدة انظر: (2/249،201).
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

 

 

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
لتوفير الجهد والوقت عليك ابحث عن ما تريد في جوجل من هنا

جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة توب ماكس تكنولوجي

Copyright © 2007 - 2010, topmaxtech.net . Trans by topmaxtech.

المعهد غير مسئول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه اتجاه ما يقوم به من بيع وشراء و اتفاق مع أي شخص أو جهة