الإتيكيت…خلق وآداب إسلامية


قال صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنتَ ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها ، وخالقِ الناسَ بخُلُق حَسَن) [الترمذي].

مقدمة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد بعثه الله تعالى هداية ورحمة للعالمين ، وعلي آله وصحبه والتابعين الذين اهتدوا بهديه واستنوا بسنته إلى يوم الدين .
إن الأخلاق الإسلامية في طبيعتها هي ” السلوك من أجل الحياة الخيرة وطريقة للتعامل الإنسانى ، حيث يكون السلوك بمقتضاها له مضمون إنسانى ويستهدف غايات خيرة ([1]) .
وقد عرف بعض الباحثين المحدثين الأخلاق الإسلامية بأنها : عبارة عن مجموعة من المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنسانى التى يحددها القرآن والسنة المطهرة لتنظيم حياة الإنسان وتحديد علاقته بغيره على نحو تحقيق الغاية من وجوده فى هذا العالم على أكمل وجه .
وقال الماوردي : في الخلق العظيم ثلاثة أوجه : أحدها : أدب القرآن ، والثانى : دين الإسلام ، والثالث : الطبع الكريم وهو الظاهر ، قال : وحقيقة الخُلُق ما يأخذ به الإنسان نفسه من الآداب ، سمي بذلك لأنه يصير كالخِلْقه فيه ([2]) .
وبذلك نجد أن الإسلام قد أمر بكل ما تستحسنه العقول وتستسيغه ، ونهى عن كل شيء تستقبحه العقول الذكية ، وأمر بالآداب والأخلاق الإسلامية ، التي من شأنها التأليف بين قلوب البشر وإزالة البغضاء والشحناء عنهم .
والأخلاق الفاضلة متمثلة في الآداب والسلوك المهذب هي التي تبني أفراد الأمم والشعوب، وتمثل المعاقد الثابتة التي تعقد بها الروابط الاجتماعية ، والأخلاق الاجتماعية تحدد للمجتمع أهدافه وقيمه العليا ومبادئه الثابتة التي تسهل على الناس حياتهم وتحفظ لهم استقرارهم وأمنهم وكيانهم في إطار موحد ، فنجد الشرائع السابقة كلها تحث على الأخلاق الفاضلة وتتفق عليها ، ولكن الشريعة الكاملة جاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بتمام مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال ، وتحسين سلوك وآداب الإنسان والرقي به نحو مجتمع حضاري متكامل ، فوضع أسسًا وقواعد لتعامل الإنسان فيما بينه وبين نفسه ، وفيما بينه وبين كل ما يحيط به تقوم في مجملها على الذوق العام ، وحسن الخلق ، وهو ما يطلق عليه اليوم (فن الإتيكيت) ، أي فن التعامل مع الناس ومع الأشياء . ومع كل ما يواجهه العالم اليوم من تقدم ورقي وتطور سريع في إطار الحياة وتقدم وسائل التكنولوجيا والاتصال وتنوعها واختلاف مسمياتها نجد أن هذه الآداب والتعاليم الإسلامية صالحة لكل فرد في أي زمان ومكان .
فالإتيكيت في الأصل خلق إسلامي أصيل ، كان معلمه أفضل معلم وخير البشرية وهادي الأمة ، نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي أثنى الله عليه ثناءً عظيماً قال تعالى : ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ ([3]) ، فكان خلقَه صلى الله عليه وسلم القرآن ، (عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام قالت ” كان خلقه القرآن” ) ([4]).
وقد وصل هذا الخلق والسلوك النبوي إلى بلاد الأندلس عن طريق المسلمين ، وبعد سقوطها اهتمت به دول كثيرة منها فرنسا وأسبانيا وبريطانيا ، وطوروا وأضافوا له الكثير ، حتى وصل إلينا بهذه الصورة الحالية ، ومنه الإتيكيت الدولي والبرتكول الذي هو أكثر صرامة ويهتم بكل صغيرة وكبيرة في المعاملات الرسمية .
ومن نظر في سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وجد أنه كان يتعامل مع الناس بقدرات ومهارات أخلاقية عالية ، ملك بها قلوب البشر ، فكانت أخلاقه سجية ، كيف لا ! وهو الذي يتعبد بها لله تعالى ، وجعلها سبباً لمحبته والقرب منه ، قال عليه الصلاة والسلام ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً )([5]) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ) ([6]).
وسئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق ) ([7])،وقال عليه الصلاة والسلام ( ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ) ([8]) ، وقال كذلك : ( إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل وصائم النهار ) ([9]) .
ومهما أكثر الإنسان من الأعمال الصالحات فإنها قد تفسد عليه إذا كان سيء الخلق فقد ذُكر للنبي صلى الله عليه وسلم حالُ امرأة أنها تصلي وتصوم وتتصدق لكنها تؤذي جيرانها بلسانها ( يعني سيئة الخلق )، فقال صلى الله عليه وسلم : ( هي في النار ).
هذا بعض مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل حسن الخلق ، وبعض ما جاء به في تربية المسلم الحق الكامل ، فقامت دولة الإسلام الأولى وحققت قمة الانتصار والمجد بمبادئها وقيمها وخلقها العظيم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( بعثت بالحنيفة السمحة ) فلاعَنَتَ فيها ولا تنطّعَ ولا تكلّفَ ولا مشقةَ ولا غلوَّ ، بل فطرةٌ وسنةٌ ويسرٌ واقتصادٌ .
وإذا نظرنا إلى هذه التربية والأخلاق في حياة المسلم وجدناها أوسعَ مدىً وأعمقَ غورًا؛ فنجد أن المسلم يتميز بجملة أخلاق خاصة به ولا تُعرَفُ في غيره ، كالصدق والخشية والكرم والأمانة والعدل، والرحمة والخشوع والشهامة والشجاعة ، وهي الأخلاق الإنسانية التي فطر الله الناس عليها ، فالمسلم يتحلى بها إيماناً وابتغاءً لوجه الله تعالى ، وطمعًا في مثوبته ورضاه سبحانه وتعالى ، فلا يتساهل فيها ، ولا يتنازل عنها ، مهما تقلب الزمن ، ومهما كان الجديد والإغراء ، وعلى العكس من ذلك نجد غير المسلم يتمسك بهذه الأخلاق طالما كان يجني من ورائها مبتغاه من َكَسْب للمال أو الشهرة أو الجاه ، فإذا لم يتحقق له ذلك فإنه لا يتورَّع عن التفريط فيها .
وجاء اهتمامي بتقديم هذا الكتاب لعدة أسباب :
· امتثالاً لقوله تعالى : ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾([10]) ، ولست بأحسن منكم فيه فأذكر نفسي ولبعض من نسي أو تساهل وتهاون في بعض قواعد وآداب السلوك العامة ويعدها من الصغائر ولا علاقة للدين بها ، فمن باب التذكير والتوصية ، ففي الحديث الشريف (روي أن أبا ذر رضي الله عنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة : قلت يارسول الله : من أين أتصدق وليس لنا أموال ؟ قال : من أبواب الصدقة التكبير ، وسبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، واستغفر الله ، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتعزل الشوك عن طريق الناس ، والعظم والحجر ، وتهدي الأعمى ، وتسمع الأصم والأبكم حتى تفقه، وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها ، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث ، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف ، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك)([11]) .
· الإلمام بأصول المعاملة والإتيكيت يحقق الشعور بالراحة والسعادة والبعد عن المشكلات والحرج ، فيصبح الإنسان راضياً عن نفسه راضياً عن تصرفاته في أي زمان ومكان.
· اختلاف قواعد السلوك الاجتماعي باختلاف الجماعات والأمم واختلاف العصور حيث أن مرجعيتها الثقافة الإنسانية ، ففي وسع كل جماعة أن تدعي أن سلوكها الاجتماعي هو المثل الأعلى ، حتى الشعوب البدائية لها قواعدها وعاداتها وعلينا أن نراعيها إذا تواجدنا في أحد هذه المجتمعات ، ويحق لنا كسر هذه القواعد متى ما خالفت الدين والعرف والصحة .
· الإتيكيت هو سلوك بالدرجة الأولى ، والسلوك تصرفات وممارسات ، فإذا كانت قناعات الإنسان إيجابية تكون تصرفاته إيجابية ، لهذا فللأب والأم الدور الأعظم في تربية الأبناء وفق احترام الذات واحترام الآخرين وحسن التعامل معهم ، وكذلك للبيئة والإعلام دور في ترسيخ القناعات ، كما للمدرسة والمعلمين الدور الأساسي، وليكن هناك مادة باسم “الإتيكيت الإسلامي” لا تنفك ولا تنفصل عن خلق المسلم وتربية الطفل على هذه الآداب منذ الصغر ، فلنسكب ثقافتنا الإسلامية على حياتنا في كافة مناحيها ، ونجعلها جزءاً من يومياتناحتى نستعيد القوامة والحضارة من جديد.
· عند دراستي واهتمامي بالتنمية البشرية وتطوير الذات وجدت أن الكثير من الدورات والعلوم التي تدرس في هذا المجال من إدارية وقيادية وتدريبية واجتماعية وحتى الدراسات التي أجريت في الفترة الأخيرة كلها ترتكز وتبنى قواعدها على آداب السلوك وحسن التعامل والتواصل التي نادى بها الرسول صلى الله عليه وسلم منذ الأف السنين ، ومن هذه الدراسات كمثال : أهمية الابتسامة في حياة الإنسان وقد جاء فيها : ( للابتسامة دور فعال على صحة الإنسان النفسية والبدنية، الابتسام يستخدم (14) عضلة من عضلاتالوجه الثمانين ، بينما العبوس يكاد يستخدمجميع عضلات الوجه ، وتشير الدراسات النفسية إلى أن الابتسامة تزيد من شعور الإنسان بالسعادة والثقة بالنفس، وهي صمام أمان من القلق والكبت والاكتئاب، كما أنها تزيد مناعة الجسم ضد الأمراض والضغوط النفسية وتخفف من حموضة المعدة، وهي سلاح ضد التجاعيد على الوجه، وتثير نشاط الذهن، و تزيد في الانتباه وتساعد على تعميق الفكر وتنمية القدرات الإبداعية، وتجعل الإنسان دائماً متفائلاً، والتفاؤل مصدر مهم في حياة البشر، إذ يقول بعض الباحثين من جامعة لومايلند بكالفورنيا : إن التفاؤل عند المحن والشدائد وضغوط الحياة يزيد من قوة تحمل الإنسان، كما أن لها دوراً فاعلاً في العلاقات الاجتماعية والأسرية ، وكذلك في الناحية الاقتصادية ، والمثل الصيني يقول: (الذي لا يحسن الابتسامة ينبغي ألا يفتح متجراً)، وأعدت دراسة في محل تجاري طلب من العاملين فيه بأن يوقفوا الابتسامة في وجوه العملاء لمدة شهرين ، فقد لوحظ أن الدخل فيه قل بمعدل (60%) ، وقد حث الإسلام – قبل دراسات الغرب والشرق – على الابتسامة وأهميتها النفسية والاجتماعية ، قال صلى الله عليه وسلم : ‏(لا تحقرن من المعروف شيئاً ، ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق‏) ([12])، وقال صلى الله عليه وسلم : (تبسمك في وجه أخيك صدقة) ، وقال رجل للرسول عليه الصلاة والسلام ( دلني على عمل من أعمال الطاعة قال: لا تغضب ورددها ثلاثاً)، وهذا ما ورد في خلق النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان دائم التبسم .
· خلق المسلم وآدابه آداب ربانية مصدرها الوحى : ولذلك فهي قيم ثابتة ومثل عليا تصلح لكل إنسان بصرف النظر عن جنسه وزمانه ومكانه ، أخلاق عملية هدفها التطبيق الواقعي. وبيان طرق التحلي بها أن مصدر الإلزام فيها هو شعور الإنسان بمراقبة الله تعالى له ، ومبادئها تقنع العقل السليم وترضي القلب والوجدان ، فهي لا تحكم على الأفعال بظاهرها فقط وإنما تمتد إلى النوايا والمقاصد ، والأخلاق الإسلامية كذلك تمتد علاقتها لتشمل كل مجالات الحياة ، فتمتاز بالشمولية ، فتحتضن حياة الإنسان من المهد إلى اللحد في كل مجال من المجالات الإنسانية الداخلية والخارجية ، فللفكر أخلاق ، وللاعتقاد أخلاق ، وللقلب أخلاق ، وللبدن أخلاق ، أخلاق معللة مفهومة ليست تحكمية مجردة من أي تفسير، أخلاق وسطية متوازنة جامعة بين الدنيا والآخرة ، والروح والمادة ، والعقل والقلب ، والحق والباطل .
· فلذلك نجد أن لخلق وتعامل المسلم دور كبير في دخول العديد من الأفراد إلى دين الإسلام ، فقد كان انتشار الإسلام في بعض الدول عن طريق التجار والدعاة وحسن تعاملهم وخلقهم ، ولكننا نجد اليوم نفور وابتعاد الكثير من غير المسلمين من الإسلام والمسلمين بسبب سوء خلق وتعامل بعض المسلمين الذي جعلنا سخرية من قبل البعض ، ” يُحكى أن أحد المُستشرقين عند وصوله إلى بلاد المسلمين للتّعرف على الإسلام عن كثب ، أول ما لفت انتباهه لوحة مزخرفة بزخارف إسلامية قد علقها سائق التاكسي الذي أقله من المطار إلى محل إقامته ، منقوش عليها ” إنّ النظافة من الإيمان”، فتكونت لديه صورة مُشرقة عن تلك الديار التي تعتنق مثل هذه القيم والمبادىء، حتى أنه تمتم بينه وبين نفسه قائلاً: ” إنه لدين عظيم ذلك الذي يُبين للناس أمور حياتهم ، ويهتم بالنظافة المادية الخارجية ، كما يهتم بنظافة الداخل المعنوية ، ومادامت النظافة عندهم داخلة في صلب الإيمان والاعتقاد – ليس بسلطة القانون كما في بلادنا – فلا بدّ أني سأدخل إلى مدينة قمة في النظافة والترتيب !”. ولكن حدث ما لم يكن في حسبان المُستشرق فما إن بدت له المدينة بشوارعها ، وحاراتها ، وأزقتها ، حتى هاله ماوجده فيها، من أوساخٍ مُلقاة في كل حدبٍ وصوب ، والذي أوقعه أرضاً ما شاهده عندما زار مكان المُسلمين المُقدس” المسجد ” ، والفوضى العارمة التي تكتنف أرجاءه ، ومنظر الأحذية المبعثرة ، غير الموضوعة في أماكنها المُخصصة ، حينها قال قولته الشهيرة التي اختصرت مشواره الاستشراقي ” الآن عرفتُ سرّ تأخر المُسلمين على الرغم من كل القيم الرائعة التي يعتقدونها ، إنهم يفرقون بين الفكر والعمل ، بين النظرية والتطبيق، بين ما يرددون من شعارات وما يمارسونه . وكذلك مقولة الامام محمد عبده الشهيرة عندما زار بعض بلاد الغرب قال : ” في الغرب وجدتُ الإسلام ، ولم أجد المُسلمين ، وفي البلاد الإسلامية وجدتُ المُسلمين ولم أجد الإسلام” .
· الإساءة إلى المسلم واتهامه بالتخلف وعدم الرقي بالمقارنة مع الغرب الذي نجده اليوم في قمة التقدم والإنجاز وذلك لأن أخلاقهم أخلاق تعامل : (احترام الوقت – خدمة الزبون –احترام الناس وكيفية التعامل معهم – احترام الوظيفة والمكان الذي يوجد به ) ولنتذكر أن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذه بها ، ولهذا فمهما اختلفت المسميات أو طريقة العرض والتقديم فإن الأصل ثابت راسخ ، ونحن أحق به منهم ، أحق بآداب السلوك ، وإن شئت فلنقل فن الإتيكيت ، لهذا فلنأخذ ما يفيدنا ويؤدي إلى التقدم والرقي ورفعة إنجازاتنا وعملنا ولا يخالف تعاليم ديننا .
· فنحن أولى بالإتيكيت منهم ، ولكنا قد أسأنا إلى أنفسنا ، فلنرتقي بأنفسنا ونسترد مكانتنا في العالم ، ونتماشي مع تطورات الحياة المختلفة ، فالإنسان في هذا العصر وبحكم هذا التطور والارتقاء مطالب إلى الأخذ بأسباب هذه الحياة التي هيأتها له المدنية الحديثة ساعياً وراء كل ما يقيم حياته ويحفظ كيانه ووجوده ، وبذلك نحافظ على استحقاقنا بأننا خير أمة أخرجت على وجه الأرض.
· ارتبط فن الإتيكيت عند البعض بأنه أحكام جامدة وثقيلة ، وأننا لسنا بحاجة إليها ولا معنى لها مثل كيفية التعامل بالشوكة والسكين وطريقة ترتيب ( الصفرة ) ، وعلى العكس من ذلك نجد أن الإتيكيت جملة آداب وأخلاق إسلامية ترتب حياة الفرد في جميع النواحي ، فعلى المسلم أن يتباهي ويفخر بها ويهجر ما ينافي الدين والعقيدة ، فنحن بحاجة إلى الإتيكيت وآداب السلوك في كل حياتنا وفي كل مكان وتعد عندنا عادة وعبادة ؛ فالمؤمن حسن الخلق في حياته منذ مولده ، وحسن الخلق أعم وأشمل عنده ، فهو يرتب وينظم حياته صغيرة وكبيرة .
· كذلك الفكرة الخاطئة لدى البعض بأن الإتيكيت يختص بطبقة الذوات والأغنياء فقط بحكم حياتهم ، وأنه يختص بالمرأة على وجه الخصوص ، وأن الإتيكيت بعيد عن الدين والتدين ، وأنه يطبق في أماكن خاصة . وعلى العكس من ذلك نجد أن الإتيكيت هو قواعد وآداب إسلامية يحتاجها كل إنسان صغير وكبير- ذكر وأنثي – أب وام – معلم ومعلمة .
· فعلى المسلم أن يتخلق بخلق الإسلام وآداب السلوك المهذب ويفخر بها أينما وجد ، وأن لا يشوه الإسلام بتصرفات غير لائقة عند سفره خارج بلده ، أو حتى داخل بلده وداخل بيته ، فكثير من الناس – مع الأسف الشديد- يحسن الخلق مع الناس ولكنه لا يحسن الخُلُق مع أهله وداخل بيته ، فالأهل والأقارب أحق الناس بأن تحسن إليهم في التعامل والصحبة والعشرة ، قال رجل : يا رسول الله من أحق الناس بحسن مصاحبتي ؟ قال : ( أمك ) قال : ثم من ؟ قال : ( أمك ) قال : ثم من ؟ قال : ( أمك ) قال : ثم من؟ قال : ( أبوك ).
· العمل على مبدأ (الذوق نعمة) وتسهيل الحياة اليومية والبعد عن تعقيدها وأن الإتيكيت ليس نوعاً من التكلف أو الرفاهية ولكنه احترام للنفس وللغير، فلنبعد عن التقليد الأعمى ولنبعد عن التباهي والتفاخر ونجد ذلك متمثلا في الآونة الأخيرة بظهور عادات وتقاليد لا أصل لها ، بل إنها تعتبر مضيعة للوقت والجهد والمال فيما لا يفيد.
· ومن كل ذلك نجد أن الغرب هم من يحتاجون إلى تعلم الإتيكيت وآداب السلوك ويحتاجون إلى مدارس لذلك ، أما نحن فنحتاج إلى التطبيق وعدم التساهل والغفلة والبعد عن اللامبالاة
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً