العقيدة الاسلامية - اسماء الله الحسنى 2008 - الدرس (047-100)أ : اسم الله الظاهر 1لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي بتاريخ: 2007-11-26


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
من أسماء الله الحسنى: ( الظاهر):
أيها الأخوة الكرام، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى، والاسم اليوم "الظاهر".
ورود اسم الظاهر في القرآن الكريم و السنة الشريفة:
هذا الاسم ورد في القرآن الكريم مقترناً بالاسمين الأول والآخر في قوله تعالى:
﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾
( سورة الحديد )
وقد ورد أيضاً في السنة الصحيحة، في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
(( اللهم وأنت الظاهر فليس فوقك ))
[ أخرجه أبو يعلى عن عائشة أم المؤمنين ]
معاني الظاهر في اللغة :
1 ـ العلو و الارتفاع:
معاني الظاهر في اللغة: الظاهر ؛ اسم فاعل لمن اتصف بالظهور، والظهور العلو والارتفاع، قال تعالى:
﴿ فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً ﴾
( سورة الكهف )
أي ما استطاعوا أن يعلو عليه لارتفاعه. 2 ـ الغلبة و النصر:
و "الظاهر" من الغلبة، والنصر.
﴿ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴾
( سورة الصف )
3 ـ السند و الدعم:
و "الظاهر" من السند والدعم، يقول عليه الصلاة والسلام:
(( خَيْرُ الصَّدَقَةِ ما كان عن ظَهْرِ غِنى ))
[أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي عن أبي هريرة ]
يعني تتصدق وأنت غني، لأن الله عز وجل يقول: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾
( سورة البقرة الآية: 195 )
قال علماء التفسير: تلقون بأيديكم إلى التهلكة إذا أنفقتم كل أموالكم، وتلقون بأيديكم إلى التهلكة إن لم تنفقوا شيئاً. ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً ﴾
( سورة الإسراء )
4 ـ البيان وظهور الشيء الخفي:
والظهور ؛ البيان وبدو الشيء الخفي، الظهر ما غاب عنك، نقول هذا الإنسان الصالح يقرأ القرآن عن ظهر قلب، أي لا ينظر في المصحف.
5 ـ المعاونة:
والمظاهرة المعاونة.
﴿ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ ﴾
( سورة الممتحنة الآية: 9 )
أعانوا على إخراجكم، هذه معاني الظهور. انفراد الله عز وجل بعلو الذات و الغلبة و القهرية:
أما إذا قلنا الله جل جلاله هو "الظاهر" فهو المنفرد بعلو الذات والفوقية، وعلو الغلبة والقهرية، وعلو الشأن وانتفاء الشديد والمثلية، هو "الظاهر" في كل معاني الكمال، هو المبين لحججه الباهرة وبراهينه الظاهرة.
﴿ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾
( سورة الطلاق )
ظاهراً وباطناً، ظهر فوق كل شيء، وعلا عليه، و "الظاهر" هو الذي عُرف بالاستدلال العقلي، بما ظهر من آثار أفعاله وصفاته. وقوع ضعاف الإيمان في اليأس لتوهمهم أن الإسلام قد انتهى:
لكن أيها الأخوة الكرام، لله عز وجل امتحان صعب جداً، سُئل الإمام الشافعي: ندعو الله بالابتلاء، أم بالتمكين؟ فقال: لن تمنكن قبل أن تبتلى.
لذلك من امتحانات الله الصعبة المسلمون اليوم تحت طائلة هذا الامتحان، أنه يقوي الأعداء، يقويهم، إلى أن يفعلوا ما يقولون، إلى أن يتوهم ضيف الإيمان ويقول أين الله؟ هذا امتحان صعب جداً.
لذلك ضعاف الإيمان وقعوا في الإحباط، وقعوا في اليأس، توهموا أن الإسلام قد انتهى، لأن الأرض كلها تحارب الإسلام، في كل مكان وزمان، هذا امتحان صعب جداً.
﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً ﴾
( سورة الأحزاب )
إظهار الله عز وجل آياته بعد موقف ضعاف النفوس من الإسلام:
أيها الأخوة الكرام، الآن موقف ضعاف الإيمان، قال بعض من كان مع رسول الله: أيعدنا صاحبكم أن تفتح علينا بلاد قيصر وكسرى، وأحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته ما قال رسول الله: قال صاحبكم، لأنه رأى أن هذا الذي جاء به النبي ليس حقيقياً.
أيها الأخوة الكرام
﴿ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً ﴾
﴿ وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً ﴾
( سورة الأحزاب )
الآية الدقيقة أن الله عز وجل بعد هذا الإحباط، وبعد هذا اليأس، وبعد هذا القلق والشك يظهر آياته، وهو "الظاهر" يظهر آياته حتى يقول الكافر: لا إله إلا الله، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمد في أعمارنا جميعاً حتى نرى هذه الحقيقة. الحكمة من تقوية المؤمنين مرة و الكافرين مرة أخرى:
أيها الأخوة الكرام، الحكمة من أن الكفار في حين من الأحيان يقويهم الله عز وجل، وفي حين آخر يقوي المؤمنين، قال تعالى:
﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾
( سورة آل عمران الآية: 140 )
لو أن الله مكّن الأعداء إلى أبد الآبدين، لوقع اليأس في صفوف المؤمنين ولو أنه قوى المؤمنين إلى أبد الآبدين ظهر النفاق في الأرض، ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾
مرة يقوى المؤمنين وينافق أهل الأرض لهم، ومرة يقوى الكفار والمجرمون وينافق أهل الأرض لهم، ﴿ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾
الحوادث التي تبين أن الله ظاهر لا تعد ولا تحصى منها:
1 ـ قصة سيدنا يونس و نجاته من بطن الحوت:
الله عز وجل "الظاهر" طيف ؟ أحياناً يكون الأمل صفر، لا أقول 1%، صفر إنسان يجد نفسه فجأة في بطن حوت، والإنسان لقمة واحدة في طعام الحوت، وجبته المعتدلة أربعة طن، الإنسان 80 كغ لقمة واحدة، وجد سيدنا يونس نفسه في بطن حوت، في ظلمة بطن الحوت، وفي ظلمة البحر، وفي ظلمة الليل.
﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾
( سورة الأنبياء )
يمتحن لكن أحياناً يستجيب لك فيقول الكافر: لا إله إلا الله. 2 ـ سيدنا موسى و نجاته من فرعون:
سيدنا موسى مع شرذمة من بني إسرائيل كما جاء في الآية، هؤلاء شرذمة قليلون، أمامهم البحر، وراءهم فرعون، بقوته، بأسلحته، بحقده، بجبروته.
﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾
( سورة الشعراء )
ما في أمل، بالمنطق، بالواقع، بالأدلة، بالفطرة، ما في أمل، قال: ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾
( سورة الشعراء )
ضرب البحر بعصاه، فأصبح الطريق طريقاً يبساً، إذاً ظاهر الله عز وجل في هذه القصة لمن ؟ لنا، حتى لا نيأس، سيدنا يونس القصة لمن ؟ لنا، حتى لا نيأس ﴿ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾
3 ـ سيدنا إبراهيم و نجاته من النار:
سيدنا إبراهيم، الله عز وجل سمح أن يقبضوا عليه، وكان بالإمكان أن يصلوا إليه، وسمح أن يحاكموه، وسمح أن يتخذوا قراراً بإحراقه، وجمعوا ناراً عظيمة، وألقوه في النار، الله عز وجل "الظاهر":
﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾
( سورة الأنبياء )
دققوا: ﴿ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾
لو أن الله قال كوني برداً لمات من البرد، لو أنه قال: كوني سلاماً لانتهى مفعول النار إلى أبد الآبدين، قال: ﴿ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾
فقط، وحده، الله "الظاهر" أظهر آياته. رسائل الله عز وجل إلى أهل الأرض:
أيها الأخوة، الحوادث التي تبين أن الله ظاهر لا تعد ولا تحصى، صار في زلزال في تركيا، في مركز الزلزال في مدينة إزميت بالتاء، غير إزمير، كل شيء على الأرض أنقاض الأبنية أصبحت مهشمة تهشيماً بحي لا يزيد ارتفاع الأنقاض عن أربعين سنتيمتر، عدا مسجد، ومعهد شرعي، لم يصب بأذى، البي بي سي عرضت هذه الصورة تركت هذه الصورة اضطراباً في العالم، بمركز الزلزال كل شيء على الأرض، الصورة عندي، وعرضتها في المسجد، أما هذا المسجد، وهذا المعهد الشرعي لم يمس بأذى، الله ظاهر.
باخرة صنعت في عام 1912 اسمها التاي تنك، هذه الباخرة صممت بجدارين وبين الجدارين قواطع، بحيث لو خُرق الجدار الخارجي أغلقت القواطع فنجت السفينة من الغرق، لذلك صانعو هذه السفينة أصدروا نشرة كتبوا فيها: إن القدر لا يستطيع إغراق هذه السفينة، وفي أول رحلة لها من لندن إلى بوسطن، وعليها نخبة أغنياء العالم، بل إن قيمة الحلي والألماس في نساء هؤلاء تبلغ المليارات، وهذه الباخرة لم يصنع فيها قوارب نجاة لأن القدر لا يستطيع إغراقها، وفي أول رحلة لها ارتطمت بجبل ثلجي شطرها شطرين فأرسلت الاستغاثات، فظن من حولها أنهم يحتفلون بهذه الرحلة، ومات جميع ركابها، فقال بعض القساوسة في بريطانية: إن غرق هذه السفينة رسالة من الله لأهل الأرض، الله عز وجل "الظاهر".
الله عز وجل ظاهر على كل شيء:
أيها الأخوة، في أي تجمع بشري في شخص قوي، في جامعة، في مستشفى، في وزارة، في دائرة، في أي تجمع بشري، هناك رجل قوي، إما أن يكون ظاهراً، أو أن يكون غير ظاهر، لكن في إنسان بيده القرار يسمى اليوم صانع القرار، فالله عز وجل أحياناً ظاهر ظهور الشمس، وأحياناً الظاهر أقوياء، وطغاة، لكن الله من ورائهم محيط.
﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾
( سورة الفتح الآية: 10 )
قالوا: ظهرت على سره، أي ؛ اطلعت على سره، فالله ظاهر يعني يعلم السر وأخفى، يعلم ما أسررت، وما أعلنت، وما خفي، علم ما كان، وعلم ما يكون، وعلم ما سيكون، وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون. كل شيء في الكون يدل على الله:
أيها الأخوة، كل شيء يدل عليه، وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد إذاً فهو ظاهر.
شخص سأل الإمام علي رضي الله عنه: متى كان الله ؟ فقال له: ومتى لم يكن ؟.
هو ظاهر، شخص سأل رجلاً من أهل القلوب، قال: ألا تشتاق إلى الله ؟ قال له: لا والله، قال له: كيف ؟! قال له: متى غاب حتى أشتاق إليه ؟.
ظاهر، وبحياة كل واحد منا، من بين كل مئة قصة في قصة واحدة يبدو فعل الله صارخاً، تأييد الله، حفظ الله أحياناً، حفظ إلهي، تأييد، يقوي المؤمنين.
أيها الأخوة، في طائرة احترقت فوق جبال الألب، ومع احتراقها انشطرت مكان انشطارها راكب وقع، وقع من ارتفاع 43 ألف قدم، نزل فوق غابة من غابات جبال الألب وفوق الغابة في خمسة أمتار ثلج، هذه الخمسة أمتار مع أغصان الأشجار، كانت كماصات الصدمة، فنزل واقفاً، قصة مشهورة قرأتها.
وإذا العناية لاحظتك جفونه ا نم فالمخاوف كلهن أمان
* * *
الله عز وجل فعال و موجود و بيده كل شيء:
قصص كثيرة في حياة كل واحد منا، تنبئ أن الله ظاهر، في طائرة باكستانية انطلقت من الرياض إلى الباكستان، فوق الخليج نافذة تعطلت بها فخرقها الهواء، طائرة مضغوطة بالهواء 8 أضعاف، حتى يكون الضغط الجوي على ارتفاع أربعين خمسين ألف قدم كالضغط الجوي على الأرض، تحقن الطائرة بـ8 أضعاف حجمها من الهواء، ففي ضغط عال جداً فوق، فلما خُرقت بعض نوافذها إنسانة على حضنها رضيعان خرجا من النافذة من شدة الضغط، في أمل ؟ على ارتفاع خمسين ألف قدم رضيعان صغيران نزلا إلى جانب صياد، فالماء امتص الصدمة، والصياد انطلق إلى الماء وأخرج الطفلين، وبعد اتصالات مديدة أُعلمت السفارة الباكستانية في الخليج أن هناك طفلين سليمين أخبروا أمهما.
يعني الله عز وجل ظاهر، أنت حينما تؤمن أن الله موجود، وفعال، وبيده كل شيء، لا تيأس.
أعرف رجلاً مدرساً أصيب بمرض عضال في رئتيه، والأطباء الذين عالجوه أصدقائي، المرض الخبيث من الدرجة الخامسة، وقال له الطبيب أمامي: في احتمال واحد أن تذهب إلى أمريكا لزرع رئة، والعملية تكلف ما يساوي ثمن بيته الذي اشتراه لتوه، بيت فخم جداً اشتراه، والأمل بالـ% 30، والقصة من ثلاث و عشرين سنة، وشفاه الله شفاءً ذاتياً دون أن يذهب، ودون أن يجري عملية، والرجل لا يزال حياً يرزق، الله عز وجل ظاهر، في أحداث لا تفسر، إلا أن الله بذاته العلية أحدث هذا الحدث. الله عز وجل ظاهر يظهر آياته دائماً بأدنى سبب:
فيا أيها الأخوة الكرام، قصص كثيرة، الإنسان وصل إلى القمر، نقل الصورة عبر الأقمار، غاص في أعماق البحار، صنع الطائرات، صنع الجوال، صنع الكمبيوتر ، صنع كل شيء، بلغ درجة من التقدم مذهلة، الإنسان مع كل هذا العلم، ومع كل هذا التفوق ومع كل هذا العلو في الأرض، والتأله، لا يستطيع أن يتنبأ بالزلزال قبل ثانية من وقوعه بينما الدواب تتنبأ بالزلزال قبل عشرين دقيقة، لحكمة بالغة، البهائم ! لذلك في زلزل تسونامي في قرية رأت البهائم تعدو سريعاً، فقلدتها فنجت، في قرية واحدة في أثناء زلزال تسونامي رأت البهائم قبل فترة طويلة، ما كان في شيء إطلاقاً تعدو سريعاً، فقلدتها ونجت.
أيها الأخوة الكرام، تروي الروايات: أن فرعون رأى في منامه أن طفلاً من بني إسرائيل سيقضي عليه، اتخذ قراراً ببساطة بالغة بذبح أبناء بني إسرائيل من دون استثناء وأية مولدة لا تخبر عن وليد ذكر تقتل مكانه، وانتهى الأمر، قوي، جبار، طاغية.
بالمناسبة لكل عصر طاغية، الذي حصل أن الطفل الذي سيقضي عليه رباه في قصره.
﴿ فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً ﴾
( سورة القصص الآية: 8 )
الله عز وجل ظاهر، يعني ينصر بأدنى سبب، بخيوط العنكبوت حفظ هذه الرسالة حتى الآن، ويهزم على أدنى سبب.
أعرف رجلاً قوياً، غنياً، له شبكة علاقات مذهلة، الأمور كلها ميسرة في ريعان شبابه، في أوج قوته، في أوج علاقاته، لسبب صغير جداً في بيته أصيب بحادث أودى به، الله عز وجل ظاهر، يظهر آياته. من هان أمر الله عليه هان على الله:
لذلك قال بعضهم: عرفت الله من نقض العزائم، أنت تريد، وأنا أريد، والله يفعل ما يريد.
(( ابن آدم كن لي كما أريد، أكن لك كما تريد، ابن آدم أنت تريد وأنا أريد فإذا سلمت لي ما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد ))
[ورد في الأثر]
الله عز وجل ظاهر، أيها الأخوة، سيدنا خالد بن الوليد واجه ثلاثمئة جندي من جنود الأعداء، وكان عدد جنوده 30 ألف، 30 أمام 300، فأرسل إلى سيدنا الصديق يطلب النجدة والمدد، طلب منه خمسين ألفاً، خمسين وثلاثين ثمانين، مقابل ثلاثمئة، الذي حصل أن سيدنا الصديق أرسل له القعقاع بن عمر، فلما وصل إليه قال له: أين المدد ؟ قال له: أنا المدد، صعق ! قال له: أنت ؟ قال له: أنا، معه كتاب قرأه، يقول بالكتاب سيدنا الصديق: والذي بعث محمداً بالحق إن جيشاً فيه القعقاع لا يهزم.
لما طبقت الأمة الإسلامية سنة رسولها كان الواحد منهم كألف، فلما تركت سنته صار المليون منهم كأف. ﴿ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً ﴾
( سورة الكهف )
هان أمر الله عليهم فهانوا على الله. امتحان الإنسان من قِبل الله عز وجل:
لذلك أيها الأخوة، يقول الله عز وجل :
﴿ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾
( سورة آل عمران الآية: 179 )
مستحيل وأف ألف ألف مستحيل أن لا يمتحن الإنسان. ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾
( سورة العنكبوت )
أن يضعك في ظرف دقيق جداً، بحيث تكشف على حقيقتك، قل ما شئت، حدث الناس عنك ما شئت، لكن الله يمتحنك، ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾
أصل الدين معرفة الله فمن عرفه تفانى في طاعته:
أيها الأخوة الكرام، قضية أسماء الله الحسنى تحتل أكبر جزء من العقيدة، لأنك إن عرفته أحببته، وإن أحببته أطعته، ومن أعجب العجب أن تعرفه ولا تحبه، ومن أعجب العجب أيضاً أن تحبه ثم لا تطيعه.
فمعرفة أسماء الله الحسنى تحتل أكبر جزء من عقيدتك، من هو الله ؟.
(( ابن آدم اطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء وأنا أحب إليك من كل شيء ))
[ورد في الأثر]
أيها الأخوة الكرام، أصل الدين معرفة الله، أنت إذا عرفت الله، ثم عرفت أمره تفانيت في طاعته، أما إذا عرفت أمره ولم تعرفه تفننت في التفلت من الأمر.
كيف أُخذ الإسلام الآن ؟ بالفتاوى، هناك فتوى لكل معصية، مهما كبرت، إما بالتأويل، أو بالفتاوى، أو بإلغاء السنة، هذه بعض مواطن الضعف في المسلمين المعاصرين أسأل الله جلّ جلاله أن يقوينا، وأن نرى الله عز وجل بأفعاله، وصفاته حتى نستقيم على أمره.والحمد لله رب العالمين