( ليَتَدَّبَرو اياتُه ) وَقْفَة تَدَبُّر ..
إِن الْحَمْدُلِلَّه نَحْمَدُه وَنَسْتَعِيْنُه وَنَسْتَغْفِرُه وَنَعُوْذ بِالْلَّه مِن شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالِنَا
، مِن يَهْدِه الْلَّه فَلَا مُضِل لَه ، و مَن يُضْلِل فَلَا هَادِي لَه و أَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الْلَّه وَحْدَه لَا شَرِيْك لَه ، و أَشْهَد أَن مُحَمَّدا عَبْدُه و رَسُوْلُه ، الَّذِي خَصَّه بِالْقُرْآَن الْمُبِيْن ، وَالْكِتَاب الْمُسْتَبِيْن الَّذِي هُو أَعْظَم الْمُعْجِزَات ، و أَكْبَر الْآَيَات الْبَيِّنَات ، صَلَّى الْلَّه عَلَى مَن أَنْزَلَه عَلَيْه وَعَلَى آَلِه الْمُخْتَصِّين بِالزُّلْفَى لَدَيْه .
وَبَعْد :
أَنْزَل الْلَّه تَعَالَى كِتَابَه هَادِيَا لِطَّرِيْق الْسَّدَاد ، وَكَافِيا لِمَصَالِح الْعِبَاد .
فَهُو نُوَر نَهْتَدِي بِه إِذَا أَظْلَمَت الْأُمُور ، وَسُوَر نَتَحَصَّن بِه عِنْد نُزُوْل الْمَحْذُوْر ،
وَضِيَاء تَسْتَمِدّه الْبَصَائِر فَلَا تَزِيْغ عَن الْحَق و لَا تَجُوْر
(( كِتَاب أَنْزَلْنَاه إِلَيْك مُبَارَك لِيَدَّبَّرُوٓا آَيَاتِه و لِيَتَذَكَّر أُوْلُو الْأَلْبَاب ))
أَنْزَل الْلَّه تَعَالَى كِتَابَه لِيَكُوْن مَنْهَجَا لِلْحَيَاة ، و مِشْعَلا لِلْحَق ، فَبِه تَنْجَلِي ظُلَم الْشُّكُوْك ، وَيَنْحَسِر لِثَام الشُّبُهَات .
أُوْدِع فِيْه نُصُوْص الْأَحْكَام ، وَبَيَان الْحَلَال و الْحَرَام ، و الْمَوَاعِظ الْنَّافِعَة و الْعِبَر الْشَّافِيَة ،
وَالْحُجَج الْدَّامِغَة الْبَالِغَة .
فَكُلَّمَا ازْدَاد الْعَبْد تَأَمَّلَا فِيْه ، ازْدَاد عِلْمَا وَعَمَلَا و بَصِيْرَة .
أَحِبَّتِي فِي الْلَّه ...
لَا يَكْتَفِي الْمُسْلِم بِهَذِه دُوْن وَعْي ، أَو حِفْظُه دُوْن فَهُم ، بَل لَابُد مِن تَأَمُّلِه و تُدَبِّرُه و الْتَّفَكُّر فِيْه .
يَقُوْل ابْن الْقَيِّم رَحِمَه الْلَّه :
لَو عَلِم الْنَّاس مَا فِي قَرَأَة الْقُرْآَن بِالْتَّدَبُّر لَا اشْتَغَلُوا بِهَا عَن كُل مَا سِوَاهَا ، فَإِذَا قَرَأَة بِتْفَكِّر حَتَّى مَر بِآَيَة هُو مُحْتَاج إِلَيْهَا فِي شِفَاء قَلْبِه كَرَّرَهَا وَلَو مَائَة مَرَّة ، وَلَو لَيْلَة ، فَقِرَاءَة آَيَة بِتَفَكُّر وَتَفَهُّم خَيْر مِن قِرَاءَة خَتْمَة بِغَيْر تَدَبُّر و تَفَهَّم ، و أَنْفَع لِلْقَلْب ، و ادَّعَى إِلَى حُصُوْل الْإِيْمَان و ذَوْق حَلَاوَة الْقُرْآَن .
إِذَا دَعَوْنَا نَتَوَقَّف مَع اياتُه فَنَتَدُبَرَهَا وَنَتَأَمّل أَسْرَارِهَا وَحكْمُهَا
المفضلات