في هذه التدوينة نحاول تسليط الضوء على أهم مقوّمات التجارة الالكترونية الأساسية والتي من دونها يصعب إخراج وإنتاج مشاريع تقنية في مجال التجارة الالكترونية . إجمالا ً ، يمكن تلخيص تلك الأعمدة في ثلاث نقاط رئيسية : البنية التحتيّة ، بوابات الدفع ، و نظام العناوين .
العمود الأول : بنية تحتيّة قوية

والمقصود هنا ، هو أن يكون هناك بنية تحتيّة قوية في مجال تقنية المعلومات ليتمكن الأفراد وأصحاب المشاريع من البدء باستخدام التجارة الالكترونية . البنية التحتيّة تشمل : توفير وسائل متعددة وفعّالة للاتصال بالشبكة العنكبوتية ، وتوفير طرق مختلفة للحماية والتحقق من مصداقية المواقع وغيرها من العوامل .
أمثلة /
(الأفراد) توفير اتصال برودباند للاتصال بالشبكة العنكبوتية وبأسعار في متناول اليد ، تزيد من نسبة استخدام المستخدمين للإنترنت وبالتالي ، ازدهار للتجارة الالكترونية .
(للجهات والحكومات) توفير شهادات رقمية وبنية تحتية آمنة لتبادل المعلومات ، يؤدي إلى ثقة المستخدم وتبنيّه للتجارة الالكترونية بشكل أكبر . هناك مشاريع قائمة أبرزها : المركز الوطني للتصديق الرقمي يهدف إلى تعزيز هذا الجانب .

العمود الثاني : بوابات الدفع

صحيح أن التجارة الالكترونية ليست محصورة في ” البيع والشراء ” عن طريق الإنترنت . وقد يكون لها أهداف ونماذج ربحية مختلفة عن البيع والشراء . ولكن تبقى جزئية الدفع وسهولة توفيرها واستخدامها لصاحب الموقع وللمستهلك ، محفّز كبير جداً للبدء بمشروع تجارة الكترونية .
وتجدر الإشارة هنا ، إلى أن هناك بوابات دفع عالمية ، تعتمد استخدام البطاقات الائتمانية ويمكن للمستخدمين الاستفادة من خدماتها حول العالم ( تكلّمت عنها وقارنتها بشكل ممتاز مدونة وليدوف في تدوينة بعنوان : أفضل بوابات الدفع الالكترونية )
إلى جانب البوابات التي تعتمد على البطاقات الائتمانية مثل / الباي بال ، هناك وسائل أخرى يمكن توفيرها للمستخدمين المحليين . ونقصد بتلك الحلول تلك الحلول التي لا تعتمد على البطاقات الائتمانية وإنما على الحسابات البنكية .
هناك محاولات مثل محاولة شركة بلوميل في خدمة : فواتير ، لكن يظل هناك إشكالية في زيادة عدد البنوك المدعومة والتي توفر هذه الخدمة. قد يكون الحل هو أن تتيح بوابة دفع وسيطة مثل سداد خدمات لأصحاب مواقع الويب أو لشركة أخرى وسيطة تركز على مجال الإنترنت .
هناك حلول أخرى مثل البطاقات مسبقة الدفع ، يمكن الرجوع إلى تفاصيلها بالرجوع إلى تدوينة : الشراء عبر الإنترنت بدون بطاقة ائتمان !

العمود الثالث : نظام العناوين الفيزيائية

ونقصد بهذه الجزئية هي الوصول إلى نظام عناوين متطور يقوم على ترقيم كل منشأة / بيت برقم فيزيائي محدد ليكون هو العنوان الذي تستقبل عليه : البريد ، الرسائل ، تعطيه للمطعم الذي يقوم بتوصيل الطلبات لمنزلك !
نظام العناوين موجود في كثير من البلدان المتقدمة ولكنه ينقص كثير من الدول العربية ، فلا يزال الاعتماد حتى الآن على البريد المركزي واستخدام صندوق البريد للتوصيل .
عدم وجود نظام ترقيم فيزيائي يعيق ظهور كثير من خدمات التجارة الالكترونية ويصعب ظهورها ، أو في بعض الأحوال قد يجعلها مكلفة وتعتمد على شركات مثل Fedex أو أرامكس والتي تتطلب مبالغ كبيرة للتوصيل ( هذا إن كان الغرض من وجود نظام الترقيم هو التوصيل فقط )
استخدامات كثيرة لنظام العناوين أبرزها : التوصيل ، تحديد الأماكن بشكل دقيق على الخريطة .. إلخ
نظام ” واصل ممثلاً بخدمة المحدد ” من البريد السعودي من الممكن استغلالهم بشكل جيّد لسد النقص في هذا الجانب .

في النهاية ، نحتاج إلى هذه الأعمدة الثلاثة لتعزيز التجارة الالكترونية في أي مكان . كما بدى لكم ، هناك محاولات في كل من الجوانب أعلاه ، وحلول بديلة ، ولكنها لا تغني عن حاجتنا لتوفير حلول طويلة أمد أو جذرية للمشاكل أو المعوقات .
هل ترى أننا بحاجة إلى أعمدة أخرى ؟ ( شاركنا ! )