النشاط الزائد للشمس يهدد الحياة على الأرض

ثوران الشمس يؤدي الى انبعاث بروتونات عالية الطاقة تؤدي الى سرعة تلف التجهيزات الالكترونية للأقمار الصناعية.


باريس - بعد هدوء طويل، ينتظر ان تشهد الشمس بحلول العام 2013 ذروة في نشاطها المغناطيسي، مع ما يولده ذلك من مخاطر متزايدة على الاقمار الصناعية التي تدور في فلك الارض على علو شاهق.
فاقمار الاتصالات تدور في فلك الارض على ارتفاع 36 الف كيلومتر، كما ان اقمار تحديد المواقع الجغرافية "جي بي أس" تدور على ارتفاع 20 الف كيلومتر، وهذان النوعان من الاقمار الصناعية هما الاكثر عرضة للاصابة بآثار العواصف الشمسية.
يمر نشاط الشمس في دورات تمتد كل منها على 11 عاما. وازدياد البقع على سطح الشمس، وهي مناطق اقل توهجا وحرارة، يدل على زيادة نشاط هذا الجرم الملتهب.
يشرح فيليب كالفيل من مجموعة "تاليس" لصناعة المركبات الفضائية ان الاقمار الصناعية مجهزة لتعمل في وسط مليء بالاشعاعات الفضائية، بدءا من الحزام المغناطيسي لكوكب الارض، ومرورا بالانبعاثات الشمسية المتفرقة، وانتهاء بالشعاع الكوني عالي الطاقة.
ويضيف انه يمكن تسجيل "ثوران ضخم" اربع او خمس مرات في الدورة الممتدة على أحد عشر عاما، تؤثر على عمل الاقمار الصناعية.
وقد اكدت وكالة الفضاء الاوروبية ان الاقمار الصناعية التي ستطلق بالتزامن مع ذروة النشاط الشمسي مجهزة لتحمل ذلك. وستطلق هذه الاقمار في اطار مشروع نظام "غاليليو" الاوروبي المنافس لنظام "جي بي أس" الاميركي.
يؤدي ثوران الشمس الى انبعاث بروتونات عالية الطاقة تصطدم بالالواح الشمسية للاقمار الصناعية، الامر الذي قد يؤدي الى سرعة تلف التجهيزات الالكترونية. كما من شأنه ان يولد اضطرابا في الذاكرة الالكترونية.
ويشير كالفيل الى خطر آخر يتمثل في "الكتل الاكليلية" اي الجزيئات من البروتونات والالكترونات ونواة الهيليوم المنبعثة من الغلاف الجوي للشمس. ومن شأن هذه الجسيمات المشحونة بالطاقة ان تؤثر على الحقل المغناطيسي لكوكب الارض.
من هنا تأتي مخاطر تفريغ الشحنات الذي قد يحطم التجهيزات بما في ذلك داخل القمر الصناعي. اما الالواح الشمسية للقمر الصناعي فقد "تتقوس او تتحطم او تثقب".
في كانون الثاني/يناير من العام 1994، تعرض القمر الصناعي انيك-اي2 لتفريغ شحنات كهربائية، وكذلك حصل مع القمر الصناعي غالاكسي 15 في نيسان/ابريل 2010. وقد اسفر الحادث الاول عن اصابة جيروسكوب القمر الصناعي (جهاز تحديد الاتجاه) فلم يعد انيك- اي2 قادرا على تغيير اتجاهه. أما غالاكسي 15 ففقد جهاز القياس الذاتي "ولم يعد بالامكان قيادته".
ويقول كالفيل "هذان نموذجان عن الاعطال ما زالا حاضرين في اذهاننا جميعا، وسببهما انبعاثات الكتل الاكليلية" التي قد تكون اخطر من الانفجارات الشمسية.
يجري اختيار مكونات الاجهزة الالكترونية بعناية، ويتم تجهيزها بدروع اذا لزم الامر، وكذلك بمواد عازلة.
ويقول كالفيل "لا نختار سوى تقنيات ومكونات قابلة للصمود في الفضاء وتحمل الاشعاعات، انه الشرط الاول".
ويشرح احد الخبراء التقنيين ان مصممي الاقمار الصناعية يفضلون التقنيات المعروفة، ويميلون الى مكونات تقنية اقل تعقيدا وصغرا في الحجم من تلك المستخدمة على الارض".
وينغي الانتباه الى امر اضافي، فكل الشبكات الالكترونية مزدوجة، فاذا تأثرت واحدة بالاشعاعات، يمكن ان يتردد ذلك على الشبكة"، وفقا لهذا الخبير.