العلم من وجهة نظري هو منحة إلهية وليس منحة أكاديمية، فعباس العقاد لم يحصل إلا على الشهادة الابتدائية ولكنه كان أكثر علماً من دستة من حاملي الدكتوراه بدون مناقشة, ولتعرفوه أكثر اقرأوا ما قاله عنه أنيس منصور في كتابه الممتع و الرائع : في صالون العقاد كانت لنا أيام , فبلادنا العربية حافلة بحملة البكالوريوس و الماجستير والدكتوراه ولكن أين نحن من العلم…….

سنتحدث اليوم عن رجل عمره 48 سنة وصنع حوالي 47 روبوت !!




منهم من يمشى ومنهم من يتسلق الجدران ومنهم من يصب الماء, ومنهم من يشعل السجائر ومنهم من يعزف الموسيقى!!

هذا الرجل – صدق أو لا تصدق – مزارع صيني لم تطأ قدماه كلية أو جامعة بل بالكاد أنهى دراسته الابتدائية !!


http://www.youtube.com/watch?v=49MoN...layer_embedded





بعض أعمال المزارع +روبوت يتسلق الجدران

لا تندهش عزيزي القارئ فالصين هي بلد العجائب, فاذا كان هؤلاء أقل أهل الصين علما وهم المزارعين الذين لم يحصلوا على قدر كاف من التعليم فما بالك بعلمائهم !!!! , فليس بغريب إذن أن يستحوذ التنين الصيني على العالم بمصنوعاته ومنتجاته بل و يصنع المعجزات أيضاً.

بدأت هذه الهواية الغريبة مع وو يولو – بالانجليزية wu yulu – عندما كان في الحادية عشر جالسا أمام مدخل المنزل يشاهد المزارعين وهم يعملون , فبرزت في ذهنه فكرة عمل آلة تمشى مثل البشر ولأن الموهبة تولد مع المرء فقد قام وهو صغير بتحويل دراجته الى آلة للحصاد ,ليس هذا فقط ولكنه شاهد بالصدفة في العام 1976 برنامج في التلفزيون عن عالم أجنيي يصمم الروبوتات فانبهر به وقرر أن يصبح مثله.

و قد أنهي وو صنع أول روبوت له في العام 1987 وهو عبارة عن روبوت يمشى مثل البشر وسماه على اسمه Wu No1 وكانت خطوته بسيطة , بينما أقربهم لقلبه هو Wu No 25 الذي يسحبه على عربة “الريكشا” الخاصة به ويستطيع العمل لمدة 6 ساعات متواصلة.

صورة للمخترع والروبوت Wu No 25 يقوم بسحبه، وهذه صورة أخرى:


والمفاجأة الكبرى أن هذا المزارع سيعرض حوالي 38 من أفضل روبوتاته في معرض شنغهاي اكسبو حيث سيكون فى استقبال الزوار الأجانب روبوت يعزف موسيقي فولكلور صينى قام وو بصنعه !!



وهذه مجموعة أخرى من الصور لابتكاراته:


























أما بالنسبة لتأثير هذه الهواية الغريبة على الحياة الخاصة لهذا الرجل فسوف نجد أنه ينظر لهذه الروبوتات باعتبارها أبناؤه بل ويحبها أكثر من طفليه ; و عندما اضطر مؤخرا لبيع بعضها لتسديد بعض ديونه حزن حزنا شديدا وقد أصيب إصبعه من قبل وهو يعمل على أحد الروبوتات ,أما زوجته “دونج” فتقول أنه قدم لها مروحة كهربائية من صنعه وليس باقة زهور……
أما الآن فهى تشعر بحنق بالغ لأنه لا يهتم إلا بروبوتاته و كانت على وشك الطلاق منه بسبب تلك الهواية الغريبة التي جعلته يستدين آلاف الجنيهات ولكنها غيرت رأيها عندما ربح مسابقة محلية للعلوم وربح 10.000 يوان صيني وباع أحد أبناؤه – أو روبوتاته – على حد تعبيره مقابل حوالي 50.000 يوان صيني عندها فقط اقتنعت بجدوى هذا الأمر ( امرأة مادية جداً ) , بل ولقد تسبب في احتراق منزلهم من قبل نتيجة ماس كهربى عندما نسى أن يطفئ جهاز ما!

بقى أن تعلموا أنه ينفق ثلثى دخله على تلك الأشياء !!

هناك عدة نقاط أحب أن نراجعها سوياً:

هل تعلم أن في الصين مسابقة بعنوان مسابقة المزارعين الوطنية للعلوم والتكنولوجيا وهي التي ربحها وو واسمها بالانجليزية :
(National Farmer Science and Technology ) يبدو اسما كوميديا بعض الشيء ولكنها كانت دافعا للمزارعين ليبدعوا فهكذا تتقدم الأمم ,التليفزيون الصيني يهتم بالمواد العلمية منذ العام 1976 ,الصين تبنت هذا المزارع البائس وستفرد له مساحة كبيرة جدا لعرض أعماله في شنغهاي اكسبو, قام وو بعرض أعماله جنبا إلي جنب مع سفن الفضاء الصينية .
أما في بلادنا لا نجد أحدا يهتم بالخريجين فما بالك بالمزارعين, ونجد أصحاب الاختراعات العظيمة يصرخون وما من مجيب ونجد الكفاءات تفر ,ونجد أن التليفزيون ليس لديه وقت للمواد العلمية لأنه مشغول بالمسلسلات و فوازير رمضان …
و أخشي أن يأتي يوم تكون فيه سمعة المزارعين الصينيين أفضل من سمعة أساتذة الجامعات المصريين والعرب.

شاركوني آرائكم في نظم التعليم في بلادنا..

وهل صادفت من قبل في حياتك موهبة دفنت في الرمال لأنها لم تجد من يرعاها ؟

______________________________