يُزعجنا دائماً أن نقف بموقف التائهون ، و أين نحن من صحّة هذا الخبر ؟ و ما هو الخبر الأكثر مصداقية ؟ و كيف لنا أن نربط الماضي بالحاضر و المستقبل لنحصل على أقرب إجابة ممكنة ، و لهذا سأقدم إجابة واضحة بإذن الله لقُرائي عن طريق هذا البحث ..

ما هي البقع الشمسية ( Sunspot ) ؟


هي بُقع سوداء مُؤقتة تظهر على سطح الشمس ، و تكون بارزة بشكلٍ واضح في حال ازدياد عددها على سطح شمسنا ، و سبب ظهورها الأول هو النشاط المغناطيسي القوي الذي يُخّفض من درجة حرارتها ( حوالي 3528 درجة كالفن ) مُقارنةً مع درجة حرارة سطح الشمس الحارقة ( 5800 درجة كالفن ) ، هذا الفرق في درجة الحرارة يؤدي إلى ظهور تلك البقع السوداء على الشمس .
قديماً ، قام الصينيون برصد تلك البقع قبل الميلاد و سجّلوها في كُتبهم دون أن يضعوا التفسير الحقيقي لها كما نعرفه في هذه الحقبة الزمنية .
هذه البقع تتحرك على سطح الشمس بحريّة تامة ( بسبب دوران الشمس حول نفسها ) ، و تتوسّع و تتقلص حسب طبيعة ظهورها ، ومن الممكن أن يصل امتدادها إلى 80 ألف كيلو متر ، و حينها بالإمكان أن نقوم برؤيتها من سطح الكرة الأرضية دون الحاجة إلى تلسكوب .




ما هي الظواهر الممكنة في حال وجود عواصف مغناطيسية شمسية ؟





بشكلٍ طبيعي جداً ، لن تظهر لنا سوى الحلقات البيضاوية ( شاهد ملحق الصور ) في بعض المناطق النشطة مغناطيسياً بالكرة الأرضية ، أو بعض مشاكل الانقطاعات الهاتفية بسبب تأثرها الوقتي مع النشاط المغناطيسي الشمسي ، و ربما انقطاعات كهربائية مؤقتة على الأماكن الأقرب لهذه الموجة المغناطيسية .

إذ قال الكثير من العلماء – بما فيهم علماء ناسا – أن الانقطاع الكهربائي احتمال غير وارد ، و لو حصل في بعض المناطق ، فلن نواجه الكثير من المشاكل إن قُمنا بالإعدادات الجّيدة لتفادي أضرار هذه الموجة .

و من المُتعارف عليه أن أعداد هذه البُقع قابلة للزيادة أو النقصان ، و أن نتائج الأبحاث أظهرت في الفترة

الحاضر ، بدأت أعداد هذه البقع الشمسية بالانخفاض ، و هذا هو سبب خوف العلماء الأول ، لأنهم لم يجدوا تفسيراً واضحاً لقلّة هذه البُقع بالعقد الأخير من الزمن بالرغم من وجود نشاط مغناطيسي كبير على سطح الشمس .
لهذا سنجد أنهم يخافون من ( استيقاظ الشمس بعد سُباتها ) كما يذكر العلماء ، فزيادة المجال المغناطيسي سيؤدي لزيادة البقع ، و هذا ما سيؤدي بدوره إلى زيادة العواصف الشمسية التي تنقل لنا تلك الموجة المغناطيسية المضرّة على كل الأجهزة التكنولوجية و الإلكترونيات .
هذا يعني أن الضرر سيلحق بالأقمار الصناعية فقط و لم يذكر أحدهم بأن هنالك ضررٌ سيحل بالبشرية سواءً من ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة ، أو حتّى انعكاس متوقع في قطبية الأرض كما أدّعى الكثير ليعللوا ظهور علامة من علامات الساعة الكبرى في عقيدة المسلمين .
1900 – 1960 م أن البقع الشمسية كانت تزداد على وضعٍ تصاعدي . أمّا ما بعد تلك الفترة حتى وقتنا




ما هو حدث الـ Carrington ؟


حدث الكارنجتون ( سبتمبر 1859 م ) هو الحدث الذي سجّل أكبر عاصفة شمسية على مر التاريخ ، إذ شهد بعض المدنيين بالقرب من جبال روكي عاصفةً شديدة اللمعان . و حسب الرواية ، استيقظ عمّال المنجم لتجهيز طعام الإفطار ظناً منهم بأن الصبح قد حلَّ و أنه قد حان وقت العمل !
في تلك العاصفة ، واجه الأمريكيون و الأوروبيون بشكلٍ خاص مشاكل انقطاع التيار الكهربائي ، و الاتصالات ، لكنهم لم يذكروا أي خسائر بشرية بسبب تلك العاصفة الأقوى على مر التاريخ ..



هل للبقع الشمسية علاقة بارتفاع درجة الحرارة ؟


نعم ، فبعض العلماء أشار بأن ارتفاع درجة الحرارة بكوكب الأرض مرهون بزيادة البقع الشمسية و التي تؤدي إلى هبوب عواصف شمسية مغناطيسية لها علاقة مباشرة بذلك الارتفاع .


لماذا يخاف العالم من 2012 و 2013 م ؟


في عالم الإنترنت الفسيح ، سنجد الكثير من الأقاويل و الأكاذيب التي لا تستند على حقيقة الموضوع ولا تتحّراه كما ينبغي ، فمن غير المعقول أن نقوم بتأويل العديد من القصص لإرهاب القلوب رغم طبيعة الأمر على مرِّ السنين ! فجميعنا يعلم ما آلت إليه أحوال الناس من خوف و رعب بسبب نهاية العالم المتوقعة في 2012 م ، و ستثبت الأيام أنها مجّرد هرطقة هوليودية كمثلث برمودا و غيرها لجذب المشاهد من جميع أنحاء العالم .

بإمكانك قراءة بحثي الكامل عن واقعة نهاية العالم في 2012 م



و كملخص للبحث ، أستطيع القول أن العالم لن يشهد بإذن الله أيَّ مصائب كارثية أو مدّمرة كما صّورها البعض ، و بإمكانكم الإطلاع على الجدول التالي و الذي يوّضح أن المسألة طبيعية جداً ، فهي تحصل منذ آلاف السنين ، قد تكون هنالك مشاكل لكنها ليست بذلك الضرر الذي جسّده الكتاب سواءً العرب أو الأجانب .
فالضرر الأكبر سيُواجه الدُول المتطورة و التي تتعامل بشكلٍ رئيسي مع الأقمار الصناعية في كافة مجالات اتصالاتها المنتشرة في أوطانهم ، أمّا الأضرار البشرية فهي بإذن الله لن تكون متوفرة ، فالمجال المغناطيسي لن يُوازي سطح الكرة الأرضية و سيظل ملازماً للطبقات العليا التي تحتوي الأقمار الصناعية فقط .


أما بخصوص الخسائر المادية المتوقعة و التي قد تكون ضعف خسائر اعصاء كاترينا الأمريكي المدمّر بعشرين مرّة ! تلك الخسائر لن تكون سوى لأقمارٍ صناعية متطورة جداً ، و قد كلّفت الدول المتقدمة الكثير من الأموال لإنشائها ، مع العلم أن خسائر دولة أمريكا بهذا الإعصار قد تجاوزت 80 بليون دولار ، أي أن الخسائر المتوقعة من العاصفة الشمسية القادمة في عامي 2012 و 2013 م قد تصل إلى رقم خُرافي يقّدر بحوالي 1600 بليون دولار .
ختاماً ، أتمنى بأني وفقت في كتابة هذا البحث بعد استنادي على عدّة مصادر موثوقة ، و أتمنى من جميع القراء تحّري حقيقة أي خبر قبل التأكد من وقوعه ، فمعلومات الإنترنت المتداولة غير موّثقة بالغالب و تحتاج إلى أكثر من مصدر علمي للتأكد منها .







________________________________________

مُلحق الصُور


صُور لتلك البُقع السوداء بالعين المجّردة:




صُوره للحلقات البيضاوية :