خلق الله الكون متوازنا، إلا أننا نحن البشر نحاول تكييف الحياة حسب أهواءنا ورغباتنا، فنعيث فسادا في الارض ونزهق أرواح ما يروق لنا من مخلوقات، فمثلا عند رؤيتنا لأي صرصور فمن الطبيعي محاولة قتله أو الهرب منه، والطريقة المألوفة للإعدام الفوري هي سحقه بأرجلنا، ولكن .. لنتوقف قليلا ونتسائل … هل خلقت الصراصير عبثاً؟


توجد الصراصير على سطح الأرض منذ خمسين مليون سنة، وهذا يعني أنها من أوائل المخلوقات، وقد أصبح مؤكداً من أن الأرض قد تعرضت على الأقل لخمس موجات انقراض، تسببت كل موجة في إبادة 90% من المخلوقات، وفي آخر موجة ابادة هلكت الديناصورات والثدييات العملاقة، فيما نجحت الصراصير في البقاء، ويقول بعض العلماء لو حدثت تفجيرات ذرية مدمرة للحياة، فسيكون الصرصور هو المخلوق الوحيد المتبقي على وجه الارض، فبعد قصف مدينتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان بالقنابل الذرية الامريكية مات الناس جميعا ونفقت جميع الكائنات الحية بما فيها النباتات ولم يبقى أي أثر للحياة، وعاشت الصراصير تصول وتجول وكأن شيئا لم يحدث، ففي حال التعرض لهجوم نووي، فإن كل كائن حي يقع في نطاق 10 اميال من موقع انفجار القنبلة النووية سوف يستنشق غبارها النووي ويهلك باستثناء الصراصير، فالصراصير تتمتع بنوع من الكروزومات في جيناتها الوراثية تحول بينها وبين الهلاك، ويجتهد علماء الاحياء والبيئة بتحليل حاملات الجينات الوراثية لدى الصراصير أملاً في التوصل إلى عقار يقي من الاشعاعات النووية.




وفي أحد المقولات هذه العبارة الطريفة :-

“A nuclear war, will not be won by the Americans, Russians or the Chinese. The winner of World War III will be the cockroach.”

“الحرب النووية إن حصلت لن تكسبها امريكا … أو روسيا … أو الصين ، الرابح الأكبر للحرب العالمية الثالثة هو الصرصور!!”


http://www.youtube.com/watch?v=sO5ne...layer_embedded




فيلم تمثيلي لانفجار القنبلة الذرية في اليابان
Hiroshima Atomic Explosion video


من تشاهدونه في هذه الصورة هو بول تيبيتس الذي ألقى القنبلة الذرية على هيروشيما، وقد توفي في 1-11-2007 عن عمر يناهز الثانية والتسعين بعد أن رفضته الحكومة الهندية ليكون ملحقا عسكريا في السفارة الامريكية هناك.

وقد توفي الياباني (تسوتومو ياماغوتشي) في مطلع هذا العام 2010 عن عمر ناهز الثالثة والتسعين، وذلك من جراء إصابته بسرطان في المعدة، وهو الناجي الوحيد من القنبلتين الذريتين اللتين أسقطتهما الولايات المتحدة على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين، ومن الغريب أن (ياماغوشي) كان في هيروشيما في رحلة عمل عندما أسقطت أول قنبلة ذرية على المدينة وأصيب بحروق خطيرة قبل أن يعود إلى ناغازاكي مسقط رأسه ليشهد بعد ثلاثة أيام انفجار القنبلة الذرية الثانية، سبحان الله … قال تعالى : ” وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ” .


نعود لموضوعنا، الصراصير قادرة على العيش في جميع المناطق بلا استثناء، وأعدادها تفوق أعداد البشر وكامل الثدييات بأضعاف مضاعفة، وأنثى الصرصور قد تلتقي بالذكر مرة واحدة فقط وتظل تلد طوال حياتها، وإحدى أغرب وأعجب مميزات الصرصور أنه بعد احتكاكه بالإنسان يسارع إلى مخبئه لتنظيف نفسه، وقد إتضح للعلماء أن الصرصور يستطيع أن يستمر حيا لمدة شهر كامل بعد قطع رأسه، وذلك لأن ليس له أنف ولا رئتين للتنفس، بل إن الاكسجين يصل للخلايا عن طريق شعيبات متصلة بالقشرة الخارجية، وكل خلية لها أنبوب يوصل لها الاكسجين، وبالتالي فلا حاجة للدماغ الموجود في الرأس، ويمكن لقلب الصرصور ان يتوقف عن العمل ساعة كاملة دون ان يقلل ذلك من نشاطه، ويمكن لهذا المخلوق العجيب ان يتوقف عن التنفس لمدة 45 دقيقة دون ان يصيبه أي مكروه.


وفي روسيا وبعد سنوات من استخدام المبيدات الحشرية وبعد اختفاء الصراصير من عدة مناطق، اتضح للعلماء الروس أمرا عجيبا، فقد توصلوا إلى أن الحياة بحاجة إلى الصراصير، لأنها تلتهم المخلفات المتعفنة، وإلا فإن تعفن هذه المخلفات سيزيد من تراكم الميكروبات، ولا يوجد حشرات أخرى لتأكل هذه المخلفات، و يقولون أنه من الضروري تواجد الصراصير لتستكمل السلسلة الغذائية، والمقصود بالسلسلة الغذائية هو تغذي المخلوقات الصغيرة على الكائنات الدقيقة لتكون هذه المخلوقات الصغيرة غذاء لما هو أكبر منها وهكذا حتى نصل إلى الحيوانات ثم إلى الانسان، والآن هم يدرسون أي نوع من أنواع الصراصير أكثر ملائمة لاحضارها من جديد لتعيش معهم مرة أخرى بكرامة.


وللصراصير فوائد للبشرية، فقد توصل الكيميائيون والصيادلة والباحثون في علم الحشرات إلى التأكيد على أن الصراصير تقدم علاجات ناجحة للبشر وخاصة ضد السرطان والملاريا، وقال الباحثون في جامعة بابرويت في جنوب ألمانيا ثمة العديد من الأنواع الحيوانية تختزن في داخلها مواد بيولوجية مختلفة مثل البكتيريا والطحالب ذات المنافع الطبية المؤكدة، وهناك حوالي ستة ملايين نوع من الحشرات تشكل خزاناً هائلاً لمثل هذه المواد البيولوجية المفيدة، وقال الباحثون إن أثنى هذه الصراصير تنتج مادة في دمها لحماية بيضها تسمى (بيديرن) وهي مادة سامة وقادرة على منع تكاثر الخلايا السرطانية، وقد نجح فريق العمل الذي يشرف على البحث في الحصول على عقار يمنع الإصابة بالتورمات السرطانية، وذلك نتيجة لدراسة استغرقت عشر سنوات على نوع من الصراصير الأوروبية ذات الأجنحة القصيرة.


ومن الغريب أن اليابان قد نجحت في تمويل إنتاج صراصير أميركية للإغاثة والتجسس، حيث نجح علماء يابانيون في تطوير نوع من الصراصير مزودة بكاميرات دقيقة وميكروفونات خاصة لمهمات التجسس أو للبحث عن ضحايا الكوارث تحت الحطام، ويمكن التحكم بهذه الصراصير عن بعد، وأشار الدكتور إيساو شيموياما من جامعة طوكيو إلى أنه بالإمكان التحكم في حركة الصراصير واتجاهها إلى اليمين أو اليسار أو الزحف للأمام أو القفز للخلف وذلك بواسطة الرقاقة الدقيقة التي تغرس بصورة جراحية في ظهرها، وبواسطة أقطاب كهربائية موصولة بأدمغتها، وقال إنه تم اختيار الصراصير بالذات لهذه المهمة لأنها صلبة بصورة مدهشة، ومقاومة للسموم والإشعاعات، ويمكنها القيام بمهمات لا يتسنى للإنسان القيام بها، وقد قام الباحثون بإنتاج جيش من الصراصير الأميركية التي تعرف باسمها العلمي (بيربلانيتا أميركانا)، حيث تعتبر النوع الوحيد الكبير والقوي بما يكفي ليحمل ضعف وزنه عشرين مرة، وذكرت صحيفة إلكترونيك تلغراف أنه تمت إزالة أجنحة الصراصير وقرون استشعارها لوضع الأجهزة الإلكترونية التي يبلغ وزنها عشر الأونصة ولكنها ضعف وزن الحشرة.


ومن الطريف ان الصراصير ترفع من درجات الطلاب في روسيا، فقد ابتكر الطلاب طريقة جديدة للتلاعب بالعلامات المتدنية في شهاداتهم الدراسية، وهي الطريقة التي تعتمد على العسل مع استخدام الصراصير بعد تجويعها.











فقد ذكرت صحيفة «برافدا» الروسية أن تلاميذ المدارس في مدينة بيكاتيرنبورغ لاحظوا أن الصراصير تلعق الحبر الجاف من على الورق وتزيله دون أن تترك له أي أثر، وحتى يمحو التلميذ أي درجة سيئة من الشهادة الدراسية يضع عليها قطرة من عسل النحل قبل أن يطلق العنان للصرصور الجائع لكي يلعقها بالكامل ويلعق معها الحبر الجاف المستخدم لتدوين الدرجة دون أن يترك أي أثر يدل على أن شيئًا كان مكتوبًا في تلك الخانة، فبدأوا في اللجوء إلى تلك الطريقة، ومن ثم يكتب التلميذ الدرجة التي تحلو له قبل أن يسلم الشهادة إلى والديه، وجاء في الصحيفة نقلا عن عدد من التلاميذ الذين جربوا هذه الطريقة بأنها طريقة فعالة للغاية.

______________________________