قالت الرئيسة التنفيذية لمجموعة الاتصالات الأردنية «أورانج الأردن» نايلة خوام: إن مجموعة «فرانس تيليكوم» العالمية تنظر إلى «الأردن» واستثمارها في مجموعة الاتصالات الأردنية منذ بداية العقد الحالي كإحدى أهم وأنجح تجاربها في أسواق العالم، وإن شراكتها التي مضى عليها 10 سنوات هي شراكة «طويلة الأمد».
وأضافت خوام لـ«الشرق الأوسط» أن «فرانس تيليكوم» خصصت 7 مليارات دولار للتوسع عالميا؛ حيث «نتواجد في المنطقة في عدة دول ونمتلك 46% من أسهم (موبينيل) المغربية، وفي مصر من خلال (موبينيل)، وفي تونس والبحرين من خلال شركة صغيرة، بالإضافة بالطبع إلى الأردن، وهناك تفكير دائم بالتوسع والانتشار في المنطقة والعالم».

وأكدت أن هناك «انسجاما كبيرا بين (فرانس تيليكوم) و(الاتصالات الأردنية) في الأفكار والتطلعات»، مشيرة إلى أن المجموعة بدعم شريكها الاستراتيجي ملتزمة بالاستمرار في الاستثمار بالبنية التحتية لخدمات الاتصالات وتطويرها وإدخال أفضل التقنيات التي يجري إدخالها في أكثر أسواق العالم تقدما؛ حيث «نستثمر حوالي 70 مليون دولار سنويا في البنية التحتية في الأردن».

وقالت خوام: إن الشركة التي تقدم خدمات متكاملة مستمرة في الاستثمار لإدخال أحدث التقنيات إلى السوق المحلية، خصوصا في خدمات الإنترنت عريض النطاق، وتحديدا «الموبايل إنترنت»، مع مضي الشركة في إكمال تغطيتها لخدمات الجيل الثالث التي فازت بترخيصها صيف العام الماضي، مشيرة إلى أن شبكة الجيل الثالث هي بالمناسبة من أفضل الشبكات الموجودة على مستوى الأردن؛ حيث توفر سرعات وسعات هي الأعلى من نوعها، ووفرنا التغطية لمعظم المناطق الآهلة بالسكان في المراحل الثلاث الأولى، ومؤخرا قمنا بإضافة وتوسعة التغطية لتضم مناطق جديدة في المرحلة الرابعة.

وأكدت أن انتشار خدمات الجيل الثالث ممتازة؛ حيث «نتوقع أن يصل عدد المشتركين إلى 100 ألف مع نهاية العام الحالي».

وحول فكرة أن يكون الأردن مركزا إقليميا للمنطقة، قالت خوام: «إن هذه الفكرة تعني أن نكون متقدمين في جميع القطاعات، ومنها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأن نكون قادرين في هذا القطاع تحديدا على تقديم الخدمات داخليا وخارجيا، ونستفيد من موقعنا لنعمل أكثر من طاقتنا الداخلية».

وترى خوام أن ثمة مقومات يتميز بها الأردن ليكون مركزا إقليميا للمنطقة، منها نوعية الشبكات المتوافرة في السوق المحلية (البنية التحتية)، والموارد البشرية التي يعمل الكثير منها في دول مختلفة، فضلا عن وجود عدد من شركات تكنولوجيا المعلومات الأردنية التي أصبح لها تواجد ملحوظ في أسواق خارجية، واهتمام الشركات العالمية بشركات تكنولوجيا المعلومات المحلية، خصوصا العاملة في مجال المحتوى، كما هو الحال بقصة استحواذ «ياهو» على «مكتوب». وأضافت خوام: «إن المملكة قطعت أشواطا في مجال أن تكون مركزا إقليميا للمنطقة، ولا يزال أمامها الكثير من العمل في هذا المجال».. لكنها شددت على ضرورة التفكير في «سرعة التنفيذ» في هذا المجال، خصوصا أن «قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعتبر قطاعا ديناميكيا متسارع التطور».

وضربت مثلا تطبيق مفهوم شبكات الاتصالات والكابلات الإقليمية التي دخلت فيها «أورانج» مع شركتي «زين» و«مدى» خلال الشهور الماضية، مشيرة إلى أن هذا المفهوم كان من المفترض أن يطبق وينفذ منذ سنوات، لما له من أثر كبير في جعل الأردن مركزا إقليميا للمنطقة ويطور البنية التحتية والخدمات في الأردن.

وعن موضوع مد هذه الشبكات إقليميا، قالت: قامت الشركات بالأردن، بالاشتراك مع السعودية وسورية وتركيا، بمد خط ألياف ضوئية إقليمي «جادي» يبدأ من جدة في المملكة العربية السعودية، مرورا بالأردن فسورية فإسطنبول تركيا، ومنها إلى أوروبا.

وهناك أيضا تحالف آخر لمد شبكة ألياف إقليمية أرضية أخرى «RCN» تبدأ من الإمارات العربية مرورا بالمملكة العربية السعودية إلى الأردن فسورية فتركيا، ومنها إلى الشبكة الدولية في أوروبا وأميركا.

بالنسبة لتوصيل شبكة الألياف الضوئية إلى المنازل، قالت خوام: أود الإشارة في بادئ الأمر إلى أن شبكة الألياف الضوئية تعطي سرعات كبيرة تصل إلى 100 ميغا بيتز مقارنة بالموجود حاليا والذي يصل في أقصاه إلى سرعة 8 ميغا بيتز، مشيرة إلى أن «أورانج» قامت بتوصيل شبكة الألياف الضوئية إلى المدن الصناعية والمناطق التي تتواجد فيها مشروعات أعمال كثيرة، ونحن بصدد توصيلها إلى أماكن مختلفة بعمان، لكن الأمر يتطلب بعض الوقت.. أما بالنسبة لموضوع توصيل شبكات الإنترنت إلى البيت فهو أمر يحتاج إلى بعض الوقت؛ حيث إن دولا كالمملكة العربية السعودية بدأت العمل على الموضوع، ولكن من خلال الحكومة؛ حيث يتطلب الأمر استثمارات ضخمة، وهي استثمارات بعيدة المدى، وكذلك الحال بالنسبة لبعض دول أوروبا التي بدأت أيضا في مد شبكات الألياف الضوئية إلى البيوت عن طريق تحالفات لكبريات شركات الاتصالات الأوروبية لحاجة هذا المشروع، كما أسلفنا، إلى استثمارات ضخمة، موضحة أن توصيل الشبكات إلى البيوت أمر يتطلب من سنتين إلى ثلاث سنوات.

وقالت: إن المنافسة الكبيرة أدت إلى إنجاح وتقوية سوق الاتصالات بالأردن؛ حيث فاقت نسب الانتشار 100% بالنسبة للهاتف الخلوي وخدمات الإنترنت، فهي، كما تعلم، مختلفة عن خدمات الصوت؛ حيث لا يتطلب تسويق ونشر الخلوي جهدا كبيرا في مجال التوعية بفوائد الخدمة بعكس الإنترنت التي لا يزال أكثر السكان يتخوفون من استخدامها بالنسبة لأولادهم (هناك دراسة تقول: إن أكثر من 50% من المواطنين يتخوفون من استخدام أبنائهم للإنترنت) وهذا يشكل تحديا لنا في القطاع للقيام بحملات توعية مكثفة بمزايا الإنترنت ومنافعها.

وأكدت أن انتشار الإنترنت أيضا وصل إلى أرقام جيدة؛ حيث وصلت نسبة انتشار الإنترنت إلى 35% وقد قدمت «أورانج» خدمات مضافة جديدة للتعامل مع هذه المخاوف مثل خدمة parental Control التي تمنع الأولاد من الدخول إلى المواقع غير المرغوبة. إضافة إلى ذلك، قمنا، من خلال استراتيجيتنا للمسؤولية الاجتماعية، بإنشاء صندوق دعم الإنترنت الذي من خلاله نقوم بتزويد 500 مدرسة بالإنترنت عريض النطاق، بالإضافة إلى القيام بحملات توعية في هذه المدارس حول مزايا الإنترنت ومنافعها.

أما بالنسبة لحرب الأسعار فقالت: إن حرب الأسعار ليست في مصلحة أحد، وهي ضارة بالقطاع ككل، وهي تختلف عن سياسة تخفيض الأسعار التي اتبعناها في «أورانج» من حيث إن هذه تأخذ طابعا تدريجيا طويلا، بينما حرب الأسعار تعتمد على تحطيم الأسعار لفترة زمنية محدودة لالتقاط حصة سوقية إضافية، ومن ثم يقوم المشغل برفع هذه الأسعار ثانية.

وأكدت أن حرب الأسعار لا تساعد على إدخال وتوفير خدمات مضافة جديدة، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على الاستثمار؛ حيث إن التوقف عن الاستثمار لإدخال خدمات جديدة يعتبر موتا سريريا للمشغل.

وحول حصة «أورانج» بالسوق الأردنية قالت: نحن نمتلك قاعدة مشتركين تبلغ 2.9 مليون مشترك، أي ما يقرب من 42% من الحصة السوقية الكاملة لسوق الاتصالات في الأردن في جميع القطاعات (الخلوي والإنترنت والثابت)، أما فيما يتعلق بالإنترنت وحدها فنحن نمتلك حصة سوقية تزيد على 50% من السوق الأردنية.

وبالنسبة لموضوع المحتوى، فنحن نعمل على زيادته وزيادة انتشاره في الوقت نفسه؛ حيث قدمنا خدمات محتوى كثيرة، منها خدمة مشاهدة برامج الـMBC مباشرة على الخلوي وبأسعار معقولة جدا وهي تلاقي رواجا كبيرا، إضافة إلى خدمة الأخبار، وأنفقنا مليون دينار على تعريب خدمات الـe - learning من بين خدمات أخرى كثيرة.