السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لا يقبل صوم رمضان مع ترك الصلاة
السؤال:
أنا أصوم رمضان ولكن لا أصلي فهل يكون صيامي صحيحا؟
الحمد لله
لا يقبل صوم رمضان ، بل ولا أي عمل منالأعمال مع ترك الصلاة ، وذلك لأن ترك الصلاة كفر لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَالشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاةِ»رواهمسلم (82( .
والكافر لا يقبل منه أي عمل لقول الله تعالى : ) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءًمَنْثُورًا( (الفرقان:23( . وقوله سبحانه : ) لَئِنْأَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ( )الزمر:65(
وروى البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «مَنْ تَرَكَ صَلاةَ الْعَصْرِ فَقَدْحَبِطَ عَمَلُهُ»رواه البخاري (553( .
ومعنى )حبط عمله) أي : بَطَلَ ولم ينتفع به .
فهذا الحديث يدل على أن تارك الصلاةلا يقبل اللهُ منه عملاً ، فلا ينتفعُ تاركُ الصلاةِ من عمله بشيء ، ولا يَصْعَدُله إلى الله عملٌ .
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في معنى هذا الحديث : " والذي يظهر في الحديث ؛ أن الترك نوعان : تركٌ كليٌّ لا يصليها أبداً ، فهذا يحبطالعملُ جميعُـه ، وتركٌ معينٌ في يومٍ معينٍ ، فهذا يحبط عملُ ذلك اليومِ ،فالحبوطُ العامُّ في مقابلةِ التركِ العامِّ ، والحبوطُ المعينُ في مقابلةِ التركِالمعينِ" اهـ من كتاب الصلاة ص 65 .
فالنصيحة للسائلة أن تتوب إلى اللهتعالى ، وتندم على تفريطها في حق الله ، وتعريضها نفسها لمقت الله تعالى وغضبهوعقابه، والله تعالى يقبل توبة من تاب من عباده ، ويغفر له ذنوبه ، بل ويفرح بهاسبحانه وتعالى أشد الفرح ، وقد بشر النبي صلى الله عليه وسلم التائب بقوله : «التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لاذَنْبَ لَهُ»رواه ابن ماجه (4250) وحسنهالألباني في صحيح ابن ماجه 3424 .
ولتبادر إلى الاغتسال والصلاة لتجمع بينطهارة الظاهر وطهارة الباطن ، ولا تؤجل التوبة وتقول سوف أتوب غداًّ أو بعد غد ،فإن الإنسان لا يدري متى يأتيه الموت ، ولتتب إلى الله قبل أن لا ينفع الندم ) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا ، يَا وَيْلَتِى لَيْتَنِي لَمْأَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْجَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا( )الفرقان:27-29( .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المفضلات