ماذا تعرف عن القراءة التصويرية
يقول دارسوها ومدرسوها انها أجدى طريقة لمواجهة واستيعاب الطوفان المعلوماتي.. ويؤكدون انك من خلالها تستطيع قراءة , 25000كلمة في الدقيقة وصفحتين في ثانية واحدة.. واجهت هذه المهارة كل أصناف التهكم والازدراء ونعتت بالخيالية والاستخفاف بالعقول غير ان كثيراً من أنصار الرأي السالف صاروا من المهتمين والملتحقين بدوراتها وتحولوا دعاة لها بعد أن بلغوا درجة عالية من الرضى والقبول بها.. انها مهارة القراءة التصويرية. لن أتحدث عنها أكثر بل سأفتح وافسح الهامش لأبرز مدربيها، الدكتور عبدالناصر الزهراني الذي انخرط في تجربتها منذ ما يقارب العقد من الزمن وها هو يطرحها بعفوية أكثر عبر هذا الحوار الذي أجرته معه "ثقافة اليوم". 7ابتداءً حدثنا عن القراءة التصويرية كمخترع؟ - في عالم اليوم الذي يتميز بالتقنية العالمية، تنهمر المعلومات فوق رؤوسنا من كل الاتجاهات وبسرعة غير مسبوقة، حيث يتدفق يومياً طوفان من الموضوعات عن طريق الكتب والمجلات والجرائد والتقارير اليومية والرسائل البريدية ورسائل البريد الالكتروني والفاكسات، هناك الشبكة العنكبوتية التي لا يمكن أن نرى حدود المعلومات المتوفرة فيها وغيرها، وقد قامت شركة زيروكس مؤخراً باجراء تقييم (لمدير الأعمال متوسط المستوى) حيث انه يجب أن يقرأ ما يزيد عن مليون كلمة في الأسبوع، فقط من أجل مواكبة التطور الهائل الذي وصل إليه الإنسان اليوم. إذاً، فما هي التقنية التي ستساعدك على استيعاب ذلك الطوفان من المعلومات؟ الاجابة (لاشيء) فمع كل هذه التكنولوجيا الحديثة، فإنك مازلت تقرأ بنفس معدل السرعة الذي كان عليها أجدادنا من مئات السنين. لكنني متأكد أن ذلك سيتغير قريباً. فإن مهاراتنا الخاصة بالقراءة على وشك أن ترتقي ويعاد تصميمها من أجل التعلم الذي يستطيع أن يواكب القرن الحادي والعشرين. وقبل البدء في الحديث عن القراءة التصويرية دعني أشرح لك ماذا نعني بالقراءة التصويرية. القراءة التصويرية هي ترجمة حرفية للعنوان الانجليزي )ذوُُُّزمفلىَه( والحقيقة ان القراءةالتصويرية هي ليست قراءة بالمعنى الحرفي للكلمة وإنما تصوير للصفحات التي بين يديك، وتستطيع أن تقول هي مسح للصفحة )سكفَ( بلغة الحاسب الآلي. وهي الاستخدام الكلي للدماغ.ضحيث يستطيع أي شخص وأقول أي شخص أن يستخدم هذه الطريقة. وتصل سرعة أي منا إلى أكثر من , 25000كلمة في الدقيقة حيث تأخذ الصفحتان (وجهين) ثانية واحدة فقط. وبذلك يستطيع الفرد منا أن يقرأ كتابا من 250- 300صفحة في أقل من خمس دقائق. على الرغم من أن هذا الكلام أشبه بالخيال إلا انه في الدورات التي قدمتها للجمهور أثبتت هذا الكلام، ومن قبل في بلاد الغرب. وأرجو أن لا ننسى أن الشافعي، رحمه الله، كان عندما يقرأ في صفحة من كتاب يضع يده على الصفحة الأخرى، التي في مجال النظر، مخافة أن تتداخل المعلومات وتشوش عليه.ضوأول من قدم هذا الموضوع (القراءة التصويرية) هو بول شيلي. فقد ذكر في كتابه (القراءة التصويرية) أن التجارب الأولية في القراءة المدرسية جعلت التعلم بطيئا ومضطربا. يقول شيلي انه بعد سنوات من تخرجه من جامعة مينسوتا دخل اختبار القراءة السريعة وحصلت على 170كلمة في الدقيقة وبنسب استيعاب 70%، وأصيب يومها بالإحباط، حيث اكتشف ان الستة عشر عاماً من الدراسة والعمل جعلته تحت معدل القراءة العادية. وكان يشعر بالثقل عند القراءة البطيئة واعتقد انه كلما ازدادت سرعة القراءة فإن فهمه سيقل. في عام 1984م دخل دورات في القراءة السريعة، وبعد خمسة أسابيع من التدريب أصبح معدل السرعة 5000كلمة في الدقيقة وبنسبة استيعاب 70%. بنهاية عام 1985انتهى من دورة في البرمجة اللغوية العصبية (سنتحدث عنها لاحقاً إن شئت) وبدأ في عمل أبحاث في مجال الادراك اللاوعي ومرحلة ما قبل الوعي وأثبت أن الانسان لديه قدرة ذهنية لا يمكن تخيلها في هذه المرحلة، يستطيع المرء بها أن يمتص المعلومات البصرية دون تدخل الوعي. وجرب هذا الأمر على عدة كتب حتى ظهرت ما أسماه "القراءة التصويرية". ثم عمل على تنقيح وتحسين المنهج، والمواد التعليمية، وطرق التسويق الخاصة بهذه الدورات وفي 16مايو عام 1986قام قسم مينسوتا في الجامعة لاستراتيجيات التعلم قام بتبني القراءة التصويرية. ومنذ تلك الفترة تحولت الدورات إلى واقع في تطوير وإنماء القدرات البشرية واكتساب مهارات جديدة. 7ما خطواتها العملية؟ - القراءة التصويرية تساعدك على المواجهة، نحن نعيش في عصر المعلومات، هل تعلم أن مكتبة الكونجرس الأمريكي، على سبيل المثال، يصلها المئات بل الملايين من الكتب غير المجلات والصحف يومياً. فإذا أردت أن تصبح قارئاً بهذه الطريقة الجديدة فلابد من هذه الخطوات العلمية التي تستخدم فيها قدرات عقلك بقوة وفعالية، مما يمكنك من الوصول إلى أي موضوع تريده في أقل وقت ممكن وهي:
الخطوة الأولى:
الاستعداد القراءة المؤثرة تبدأ بوضع هدف واضح وأن تكون واثقاً من الحصول عليه. وهذا يعني أن نعي بكامل وعينا ما نريد من القراءة. فمثلاً قد تحتاج إلى موجز لاستعراض النقاط الرئيسة، وقد تحتاج إلى الحصول على تفاصيل معينة مثل حلول لمشكلة معينة، وربما تحتاج إلى تكملة عمل، وقد تحتاج فقط إلى البحث عن الأفكار التي تساعد في ذلك. فالهدف يعمل كإشارة أمر للعقل الباطن للبحث عن النتائج التي نريدها، فندخل في حالة وعي استرخائي (حالة التعلم المثلى) بدون قلق أو ضجر.
الخطوة الثانية
إلقاء نظرة عامة وهي مسح المادة المكتوبة. ولإنجاز هذا الأمر مع كتاب فإننا نقرأ الغلاف الخارجي، جدول المحتويات، الفهرس، العناوين الرئيسية، الخطوط العريضة وغيرها مما يعتقد أنه مهم.. إلقاء النظرة يقوم على مبدأ مهم: فالقراءة الفعالة تأخذ موقعها من الكليات إلى الجزئيات حيث تبدأ بنظرة عامة للشيء، وتتحول بعدها إلى الأجزاء الصغيرة والتفاصيل. وباختصار فإن إلقاء النظرة العامة يعطينا الهيكل التنظيمي للكتاب أو النص.
الخطوة الثالثة
القراءة التصويرية تقنية القراءة التصويرية تبدأ بوضع أنفسنا في حالة استرخاء ذهني وبدني تام تسمى بحالة التعلم المثلى. وفيها تتبدد كل حالات القلق والتوتر والهموم. وبعد ذلك نضبط نظرتنا نحو منتصف الكتاب. والهدف فيها هو استخدام أعيننا بطريقة جديدة بحيث تشمل كامل الصفحتين بدلاً من التركيز على كلمات فردية. فالبؤرة التصويرية تقوم بتكوين نافذة تسمح للقطة المباشرة بالدخول إلى الذهن. وفي هذه الحالة نصور اللقطة ذهنياً، بطريقة ما قبل أن نصل إلى حالة الوعي، وصورة كل صفحة تثير الاجابة العصبية. والذهن يؤدي وظيفته دون أن تعوقه الأفكار النقدية أو المنطقية. وبسرعة ثانية لكل وجهين يمكن أن نقرأ الكتاب تصويرياً في ثلاث أو خمس دقائق. وهذه ليست القراءة التقليدية. وبعد القراءة التصويرية، فقد يكون لدينا قليل من المواد تم تناولها في حالة الوعي. وهذا يعني اننا بشكل واع لا نعرف شيئآ. والخطوات التالية تعطينا الانتباه الواعي المطلوب.
الخطوة الرابعة:
الإثارة في حالة الإثارة فإننا نعيد تحريك الذهن بالأسئلة واكتشاف أجزاء من النص تثير اهتمامنا. ثم نبدأ بإلقاء نظرة سريعة على منتصف كل صفحة أو عمود. ونتوقف عند كل كلمة توقفت عنوة عندها العين. فهي رسالة من العقل يقول ان هذه الفقرة مهمة بالنسبة للموضوع الذي تبحث عنه. الخطوة الخامسة: الخارطة الذهنية وهي كتابة ما يفهم من الكلمات التي توقفت عندها العين في شكل خارطة، وتسمى التشجير. هذا بشكل عام. وهذا كله يقوم على الاسترخاء. ماذا عن الاسترخاء؟ - يعد الاسترخاء من أهم الأمور سواء في القراءة التصويرية أم غيرها. ومن المعلوم أن العقل يصدر موجات كهرومغناطيسية ألفا وبيتا ودلتا وثيتا تبعاً للحالة التي يمر بها والتي يهمنا هنا أن ألفا تصدر عندما يكون الإنسان في حالة استرخاء، وأيضاً يصدر العقل موجة ثيتا التي هي حالة الابداع وبين الحالتين تكون حالة التعلم المثلى. فهذه الحالة تجمع بين ألفا وثيتا. ومما يدعو للاطمئنان أن هذه المهارة سريعة التعلم وسهلة. وكلما تمكنت من الاسترخاء سيطرت على حالتك الذهنية وأيضاً البدنية. وهناك أساليب لا حصر لها في عملية الاسترخاء.
المفضلات