رغم كل ما يحدث في حياتنا لابد أن ننتبه لآمالنا و أهدافنا - أن لا ننساها - وأن نتسلح بحسن الظن بالله
و الثقة بالله هي أساس ديننا الحنيف ..
لقد علمنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه و سلم أن نجعل أمنياتنا ضخمه .. حين قال " اذا سألتم الله فسألوه الفردوس الأعلى " وذكرنا عليه الصلاة والسلام على أن هذا الهدف السامي لن يكون سهلا فقد قال ( (..حفت الجنة بالمكارة..) ) لنبذل السبب و نشعر أن لا مكان إلا للصابرين المثابرين لتحقيق أهدافهم ..
و لأن من نرجوه ونربط دعاؤنا و آمالنا به هو الله .. فإنه لا تعجزه ضخامة أمنياتنا و أهدافنا .. اكتبو أهدافكم , و وَعَلَى اللَّهِ توكلوا ...

قال أحدهم : \"إن الله -تعالى- قضى على نفسه أن من آمن به هداه، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}[التغابن(11)]، ومن توكل عليه كفاه، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق(3)]، ومن أقرضه جازاه، وتصديق ذلك في كتاب الله: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}[البقرة(245)]، ومن استجار من عذابه أجاره، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا}[آل عمران(103)]، والاعتصام هنا هو الثقة بالله، ومن دعاه أجابه، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[من كتاب حلية الأولياء(2/221- 222)][البقرة(186)]، فكن واثقا بالله، متوكلا عليه، معتصما به

كن واثقا بأن الله رازقك وكافيك، فقد خلق الله الخلق جميعا لعبادته، وتكفل لهم بالزرق، فقال {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ* مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[الذاريات(56)(57)(58)]، وقال تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}[هود(6)].
وتأكيدا على ذلك أقسم الله -تبارك وتعالى- بنفسه المقدسة بأنه قد تكفل بالرزق لعباده، فقال: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ}[الذاريات (22) (23)].
وأيضا علمنا رسول الله حين قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله)
وأيضا جاء في الحديث عن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا)[رواه ابن ماجه(4164)].

هذه الايات وو الأحاديث ذكرتها في سياق الكلام لتتوكل على الله وتبذل السبب و تسعي لتحقيق أهدافنا مهما رأيناها ضخمة .. وقد كتبت هذه السطور كي نطلق العنان لأهدافنا و ننطلق معها لتحقيقها و نشحن هممنا لبلوغها فهي أيضا وقود اقرأه دوما .. يدفعني لتحقيق أهدافي فما ذكرتها إلا لأذكر نفسي و إياك أن لدينا أهداف لن ننساها .. لتحقيق السعادة في الدنيا و الآخرة .. وعمارة الأرض ..

ختاما لنكن مع الله و بالله و لله في كل ثانية تمر من حياتنا .. ثم نمضي في ثقة رغم الرياح وأشواك الطريق {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}.

وفقني الله و أياكم
محمد الكهالي