-
ما شاء الله تبارك الله ( يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك )
-
معهد توب ماكس تكنولوجي | أعلى قمة للتكنولوجيا الحديثة في الشرق الأوسط - صرح علمي متميز
-
طريقة تسجيل عضوية في معهد توب ماكس تكنولوجي بشكل سريع
مع ملاحظة أن التسجيل مجاني ومفتوح طيلة أيام الأسبوع
عند تسجيل العضوية تأكد من البريد الالكتروني أن يكون صحيحا لتفعيل عضويتك وأيضا أن تكتبه بحروف صغيره small و ليست كبيرة
تستطيع أيضا استخدام الروابط التالي : استرجاع كلمة المرور | طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية
-
اشترك ألان في خدمة رسائل المعهد اليومية لتعرف كل جديد اضغط هنا للاشتراك
- الاندلس المفقود»
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة كاتب الأخبار في المنتدى الاخبار الرياضية
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 12-13-2012, 03:10 AM
-
بواسطة كاتب الأخبار في المنتدى مقالات وأخبار الحوادث
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 03-05-2010, 03:00 AM
-
بواسطة كاتب الأخبار في المنتدى مقالات وأخبار الحوادث
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 02-27-2010, 03:10 AM
-
بواسطة صحفي متميز في المنتدى مقالات وأخبار الحوادث
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 09-16-2009, 04:20 AM
-
تكنولوجي نشيط
- معدل تقييم المستوى
- 14
الاندلس المفقود
--------
مما أثار شجوني وجدد أحزاني أني كنت أقلب في بعض المنتديات فوجدت صورا أندلسية فتذكرة هذا البلد الإسلامي الذي كان شامخا بأيدي المسلمين وأخرج ثلة من علمائها كابن حزم الأندلسي وابن رشد وأبي الوليد الباجي وووووووو وغيرهم من العلماء وكيف رحلوا وتركوا آثارا تحزن القلم بعد أن سقط هذا البلد بيد الكفار وطمست فيه معالم الإسلام
هذا الإقليم الجميل هو بعض من اراضي اجدادكم في أوروبا والأندلس التي خسروها فما اعظم ما فقدوا والتي سترجع بايديكم وبايدي المخلصين الصادقين ان شاء الله
أحببت في هذا الموضوع أن أسلط الأضواء على المناطق الشمالية من إسبانيا و التي تمتاز بالطبيعة الخلابة,
الكثير من الذين يزورون إسبانيا و يزورون مدنا فيها كمدريد و برشلونة و ماربيا و غرناطة و قرطبة و بلنسية(( أي مناطق الجنوب و الشرق والوسط)) يتوقعون أن هذه هي الطبيعة في إسبانيا, مع العلم أن الجنوب و الشرق الإسباني كله مزارع و بالأخص الزيتون.
في شمال إسبانيا أيضا تختلف الطبيعة و الأجواء و التضاريس من منطقة لأخرى,
فشمال الشرق الإسباني (( منطقة كتالونيا)) مناطق مرتفعة شجرية و جوها بارد في الفترات المسائية مثل باقي الشمال الإسباني أما في فترة الظهر فهو جو متقلب, قد تمطر في أي و قت أو أحيانا يكون فيها الجو حارا, لكنه لا يصل إلى درجة حرارة عالية, و لكن الأغلب أن الجو معتدل في الظهر و بارد في ساعات الصباح الأولى و المساء طبعا هذا في فترة الصيف.
أما ((إقليم الأراجون)) و الذي يسيطر على الجزء الأكبر من مرتفعات البيرينيه, فمناطقها الجنوبية زراعية, والوسطى كذلك و لكن كل ما اتجهت الى الشمال تبدأ الأرض بالإخضرار و تبدأ المرتفعات, حتى تصل إلى مرتفعات عالية و و عرة و لكنها رائعة, و تكثر في أعلى مرتفعات البيرينيه الشلالات, التي من الممكن الوصول إليها لكن للأسف أن الوصول إليها بالسيارة مستحيل, فقط عن طريق المشي على الأقدام.
و تكثر فيها الأنهار و البحيرات. رغيم أنها ليس أجمل منطقة لكنها من أكثر الأماكن أنسا.
أما (( إقليم نافار)) فجزء منه زراعي, و جزء منه شبيه بالأراجون, و جزء منه مشابه لإقليم الباسك الأخضر, و هو إقليم صغير, و لكنه من أبرد المناطق في إسبانيا في الصيف و الشتاء.
أما (( إقليم الباسك)) الذي أعتقد أنه ثالث أجمل منطقة في إسبانيا من الناحية الطبيعية بعد جليقية وأشتورياش, فهي مناطق ليست ذات الإرتفاع العالي لكنها شديدة الخضرة,
أما(( إقليم كانتبريه)) فيتميز بطوله على البحر حيث الجبال الخضراء المطلة مباشرة على البحر, و هي تجمع مابين إقليم الباسك و أشتورياش.
أما ((إقليم أشتورياش)) فأعتبره ثاني أجمل المناطق الطبيعية في إسبانيا, لأنها تجمع الجو المميز في الصيف, و الجبال الشاهقة, و المسطحات الخضراء و الأنهار, و لأن المدن التي فيها مدن حية, أما في الشتاء فحدث و لا حرج. و هو الإقليم الذي يحتل النصيب الأكبر من مرتفعات في الشمال الإسباني المسماة بمرتفعات أوروبا.
أما ((إقليم قشتالة)) فهو أكبر أقاليم إسبانيا و لكن يتميز غالبا في الشتاء لوجود محطات التزلج, و هو من أكثر المناطق الإسبانية أنهارا و بحيرات, و لكن أغلب هذا الإقليم زراعي, أما المناطق الطبيعية فيه فهي المناطق الشمالية و الشرقية والتي تكمن في ( آبلة - ليون - شمال برغش- بالنثيا- أجزاء من شقوبية)
أما(( إقليم جليقية)) الذي بعتبر أجمل المناطق الطبعية في إسبانيا, و الذي يميزه وجود شواطئ مطلة على الشمال الإسباني و المحيط الأطلسي, و تكثر فيه المدن الهامة, مثل سانتياغو دي كومبوستيلا((شانت ياقب)), و مركز الحج الأوروبي كما يسمونه, و مدينة أكورونيا(( كورونه)) و غيرها, إقليم تكثر في الأنهار و البحيرات و الشلالات و ماتطيب له النفس و العين.
لن أتحدث كثيرا و سأترككم مع الصور, لانها ابلغ في المعنى والمرأى
تمكن عبد الرحمن بن معاوية -عبد الرحمن الداخل- أن يفلت من قبضة العباسيين بعد ان استولوا على الحكم من الامويين، فهرب إلى أخواله فى الشمال الإفريقى، وأقام عندهم فترة من الزمن، ثم فكر فى دخول الأندلس ليبعد عن العباسيين، فراسل الأمويين بالأندلس، ولما أحس ببعض الاطمئنان قفز إلى هناك عام (138ه)؛ فتجمع حوله الأمويون ومن تبعهم ممن يكرهون والي العباسيين فى الأندلس يوسف الفهرى. فكوَّن عبد الرحمن الداخل من هؤلاء جيشًا كبيرًا، ثم اتجه به نحو قرطبة، فتقابل مع جيش الفهرى فى موقعة عرفت باسم «المصارة» انتهت بهزيمة الفهرى وقتله ودانت الأندلس كلها بعد ذلك لعبد الرحمن الداخل. ويعد هذا التاريخ (138ه) بداية الدولة الأموية فى الأندلس والتى استمرت حتى عام (422ه). ولقد واجه عبد الرحمن الداخل عقبات وتحديات كثيرة من أجل توطيد الحكم الأموى بالأندلس، وخاض فترة الصراع مع دولة الخلافة العباسية وذيولها وبعض الطامحين إلى الحكم. فلقد شجع العباسيون واليهم على إفريقية العلاء بن المغيث على إخضاع الأندلس والقضاء على عبد الرحمن الداخل، فاستجاب العلاء وعبر البحر إلى الأندلس سنة (146ه)؛ ولكنه منى بهزيمة ساحقة على يد عبد الرحمن الداخل. وإلى جانب ذلك اشترك بعض العرب الساخطين على الداخل فى مؤامرة دنيئة مع الزعيم النصرانى شارلمان ضد عبد الرحمن الداخل، ولكن أهل مدينة سرقسطة قاموا بمواجهة هؤلاء العرب الخائنين فباءت مؤامرتهم بالفشل؛ ولصمود الأمير الأموى عبد الرحمن الداخل أمام العقبات التى اعترضت طريقه أعجب به الخليفة المنصور ولقبه ب «صقر قريش».
واستقر الأمر فى الأندلس فى النهاية إلى الأمويين، واستمرت الدولة الأموية حتى عام (422ه)، مرت خلالها الدولة بفترات قوة وضعف.
.
.
.. {{ خلفاء بني أمية حسب الترتيب }} ..
1- عبد الرحمن الداخل (138ه).
2- هشام الأول بن عبد الرحمن (172ه).
3- الحكم بن هشام (180ه).
4- عبد الرحمن الأوسط بن هشام (206ه).
5- محمد بن عبد الرحمن (238ه).
6- المنذر بن محمد (273ه).
7- عبد الله بن محمد (275ه).
8- عبد الرحمن الناصر بن محمد (350ه).
9- الحكم بن عبد الرحمن (366ه).
10- هشام الثانى بن الحكم (366- 399ه).
.
.
..|| الفترة الذهبية || ..
اما الفتره التي كانت من ازها فترات الدوله الامويه ف كانت فترة حكم عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد (عبد الرحمن الناصر) الذى حكم من عام (300ه- 350ه)، فأثبت أنه أكفأ الحكام، وأحرز نجاحًا تامًا فى ميدان السياسة والحضارة. وكانت قرطبة فى عهده تنار بالمصابيح ليلًا ويستضىء الماشى بسرجها (16كم) لا ينقطع عنه الضوء، وكانت مبلطة ومحاطة بالحدائق الغناء. وتذكر المصادر المختلفة أن الحضارة الإسلامية فى الأندلس شملت عدة اتجاهات، وحوت أكثر ألوان المعرفة أو كلها، ويقسمها بعض المؤرخين إلى قسمين: حضارة فكرية وحضارة عمرانية.
نهاية الدوله الامويه في الاندلس
كانت نهاية الدوله الامويه فكانت على يد المنصور ابن ابي عامر والذي استفرد بالوصايه على الخليفه هشام ابن الحكم الثاني وذلك بسبب ان هذا الخليفه لم يتجاوز عمره ال 10 سنوات عندما تولى الحكم مما استوجب وضع وصي عليه يقوم باعماله وبسبب تنازع الامويين على الوصايه على هذا الخليفه ولدرء الفتنه التي حصلت بين الامويين اتفقوا على تعيين المنصور ابن الحكم وقد لقب بالحاجب المنصور والذي بدوره استولى على الوصايه و مبعدها الحكم وبهذا سقط الدوله الامويه في الاندلس وبدأ بعدها عصر من اسوء العصور التي مرت على الاندلس وهو عصر دويلات الطوائف.
في عهد هشام الثاني استولى على الحكم المنصور بن أبى عامر إلى أن سقطت الخلافة الأموية عام (422ه)، وبدأ عهد ملوك الطوائف
.
.. {{ ملوك الطوائف }} ..
لما انهارت الخلافة الأموية بالأندلس في أوائل القرن الخامس الهجري، انقسمت الأندلس إلى دويلات صغيرة، وإمارات مستقلة، وأعلن كل أمير نفسه ملكا، ودخلت الأندلس في عصر جديد، عُرف باسم "ملوك الطوائف"، وهو اسم صادق في مسماه، دالّ على ما كانت تعانيه البلاد من تمزق وانحلال، ولم يكن يربط بين ملوك دول الطوائف رباط المودة، أو عرى الصداقة، أو وشائج المصلحة، وإنما نفخ الشيطان في روعهم؛ فهم في شقاق مستمر، يقاتل بعضهم بعضا، ينتزع القوي منهم ما في يد الضعيف، يستنصرون بالنصارى، ويحالفونهم ضد بعضهم دون وازع من دين أو ضمير .
وفي الوقت الذي تجري فيه أحوال ملوك الطوائف على هذا النحو من التفكك والضياع، كانت النصرانية في شمال الأندلس يتّحد ملوكها، وتزداد الروابط بينهم قوة ومتانة، ويجمعون أمرهم على هدف واحد، وتحقق لهم النصر في بعض المواطن، لا عن قوة منهم وحسن إعداد، وإنما عن ضعف ألَمَّ بالمسلمين، وفرّق كلمتهم، وكان يحكم أسبانيا في هذه الفترة ملك طموح عالي الهمة هو "ألفونسو السادس" الذي نجح في توحيد مملكتي قشتالة وليون، وسيطر على الممالك المسيحية الشمالية، وهدد ملوك الطوائف، وألقى الفزع في قلوبهم؛ فراحوا يتوددون إليه، ويدفعون له الجزية عن يد وهم صاغرون .
_
_
..|| بنو عباد في إشبيلية || ..
قامت دولة بني عباد في إشبيلية على يد القاضي أبي القاسم محمد بن إسماعيل بن عباد، وكان رجلا طموحا؛ فتطلعت أنظاره إلى جيرانه المسلمين، وانتزع ما في أيديهم، فاشتبك أبو القاسم –ومن بعده ولده أبو عمرو عباد، الملقب بالمعتمد بالله (433- 461ه = 1041 – 1068م)- في سلسلة من الحروب الطاحنة مع أمراء غرناطة ومالقة وقرطبة وإمارات ولاية الغرب، انتهت باستيلاء بني عباد على قرطبة وقرمونة وإستجة ورندة وما حولها من الأراضي، وعلى لبلة وشلب وباجة في غرب الأندلس، واتسعت بذلك مملكة إشبيلية، وغدت أعظم قوة في جنوب الأندلس .
_
_
.. [[ المعتمد بن عباد ]] ..
كان المعتمد بن عباد حين آل إليه حكم إشبيلية سنة (461 ه = 1068م)، في الثلاثين من عمره، شابا فتيا، فارسا، شجاعا، شاعرا مجيدا، وأميرا جوادا، ذا خِلال باهرة، يحب الأدب ومسامرة أهله؛ فاجتمع في بلاطه نجوم ساطعة من أرباب ونوابغ القصيد من أمثال أبي بكر بن عمار، وابن زيدون، وابن اللبانة، وابن حمديس الصقلي، وكما كان المعتمد شاعرا مجيدا، كانت زوجته اعتماد الرميكية شاعرة كذلك، تجمع إلى جمالها الفاتن البراعة في الشعر والأدب، وكانت إشبيلية حاضرة دولته آية في الروعة والبهاء، تزدان بقصور بني عباد وقواده وكبار رجال دولته .
غير أن المعتمد بن عباد سلك في سبيل تحقيق أطماعه وطموحاته مسلك أبيه وجده من ممالأة ألفونسو السادس ملك قشتالة على حساب إخوانه المسلمين، ولم يجد في نفسه غضاضة، وهو يقوم بدفع الجزية للملك القشتالي .
_
_
.. {{ صحوة ملوك الطوائف }} ..
شجعت مواقف ملوك الطوائف المخزية، وعدواتهم لبعضهم البعض، وأثرتهم، وغلبة مصالحهم الذاتية على مصالح أمتهم أن يقوم "ألفونسو" -وقد ملأ الزهو والإعجاب نفسه، واستهان بملوك المسلمين- بالتهام حواضر الأندلس الأخرى؛ فراح يهدد سرقسطة وإشبيلية وبطليوس وغيرها، وأخذت قواته تجتاح أراضي المسلمين، وتخرب مدنهم ومروجهم، واستيقظ ملوك الطوائف على حقيقة مروعة ونهاية محتومة ما لم يتداركوا أمرهم، وتتحد كلمتهم على سواء؛ فسقوط طليطلة ليس عنهم ببعيد، وأدرك المعتمد بن عباد أنه أشد ملوك الطوائف مسئولية عما حدث؛ فكان بمقدوره نجدة طليطلة، ومد يد العون إليها، ولكنه لم يفعل؛ فقد غلَّتْ يدَه معاهدةٌ مخزية عقدها مع ألفونسو، بمقتضاها يتعهد ملك قشتالة بمعاونة المعتمد ضد جيرانه المسلمين، وفي مقابل ذلك يتعهد المعتمد بأن يؤدي الجزية لملك قشتالة، وأن يطلق يده في أعماله العسكرية ضد طليطلة، دون أن يتدخل لمساعدتها، ولما سقطت طليطلة بدأ ألفونسو السادس -وكان لا خلاق له- يشتد في مطالبه المالية، ويشتد في معاملة المعتمد، ويتعمد إهانته؛ بل كاتبه بأن يسلم إليه بلاده وينذره بسوء المصير، وقرن تهديده بالعمل؛ فاجتاحت قواته بلاد المعتمد بن عباد، وخربت مدنها وقُراها .
_
_
.. || الاستعانة بالمرابطين || ..
لم تكن قوى ملوك الطوائف تكفي لدفع خطر ألفونسو، وحماية أنفسهم من هجماته؛ فتطلعت أبصارهم إلى الضفة الغربية من البحر المتوسط؛ حيث دولة المرابطين، وكانت دولة قوية، بسطت نفوذها بالمغرب، واشتهر سلطانها "يوسف بن تاشفين" بحبه للجهاد وإقامة حكومة على العدل والقسطاس، وكان للمعتمد بن عباد يد طولى في الاستعانة بالمرابطين في جهادهم ضد القشتاليين، بعد أن أبدى بعض ملوك الطوائف تخوّفهم من أن يطمع المرابطون في بلادهم، وأظهروا ترددا في فكرة الاستنصار بهم، وكادت الفتنة تستطير لولا أن أخمدها المعتمد بكلمته المأثورة التي سادت في التاريخ: "رعي الإبل خير من رعي الخنازير"؛ يريد بذلك أنه يفضل أن يكون أسيرا لدى أمير المرابطين يرعى إبله خير من أن يكون أسيرا لدى ملك قشتالة .
_
_
.. [[ معركة الزلاقة ]] ..
استجاب يوسف بن تاشفين لنداء أمراء الأندلس، فعبر إليهم بقوات ضخمة، وسارت قوى الإسلام المتحدة إلى قتال ألفونسو الذي كان مشغولا بمحاربة ابن هود أمير سرقسطة؛ فلما علم بنبأ هذه الحشود ترك محاربة ابن هود، وجمع جندا من سائر الممالك النصرانية للقاء الجيوش الإسلامية، والتقى الفريقان في سهل الزلاقة بالقرب من بطليموس في معركة هائلة في (12 من رجب 479ه = 23 من أكتوبر 1986م) ثبت فيها المسلمون، وأبلوا بلاء حسنا، وانتهت المعركة بانتصار عظيم، عُد من أيام الإسلام المشهودة، وقتل معظم الجيش القشتالي، ومن نجا منهم وقع أسيرا، وهرب ألفونسو بصعوبة بالغة في نفر قليل من رجاله جريحا ذليلا .
_
_
.. {{ سقوط دول الطوائف }} ..
شاهد أمير المرابطين عند نزوله الأندلس ما عليه أمراؤها من فُرقة وتنابذ وميل إلى اللهو والترف ورغبة في الدعة، وانصرافهم عن الجهاد والعمل الجاد، وإهمال للرعية وتقاعس عن حماية الدين والوطن من خطر النصارى المتصاعد، فعزم على إقالة هؤلاء الأمراء المترفين المنشغلين بأنفسهم عن مصالح أمتهم، وعزز من هذه الرغبة فتاوى كبار الفقهاء من المغرب والأندلس بوجوب خلع ملوك الطوائف؛ حماية للدين ووقوفا ضد أطماع القشتاليين، وكان حجة الإسلام أبو حامد الغزالي وأبو بكر الطرطوشي على رأس القائلين بهذه الفتوى .
عبر يوسف بن تاشفين بجيش ضخم إلى الأندلس للمرة الثالثة لهذا الغرض الذي عزم عليه في سنة (483ه 1090م)، وكان قد عبر إليها قبل ذلك في سنة (481ه = 1088م)، ولكنه لم يقم بغزوات ذات شأن، وازداد سخطا لما بدا من تقصير أمراء الطوائف في نصرته، وفي هذه المرة اتجه يوسف بن تاشفين إلى طليطلة، واجتاح في طريقه أراضي قشتالة دون أن يتقدم أحد من ملوك الطوائف لنصرته بعد أن توجسوا منه خيفة، وأدركوا ما عزم عليه، وكان أمير المرابطين يرغب في استعادة طليطلة، ولكنه لم يوفَّق نظرا لمناعتها، وقوة أسوارها، فعاد إلى إشبيلية وفي نيته أن يستخلصها هي وغيرها من مدن الأندلس وحواضرها، وازدادت عزيمته إصرارا على تنفيذ ما وقر في قلبه بسبب ما ترامى إليه من عودة ملوك الطوائف إلى عقد اتفاقيات سرية مع ملك قشتالة، يتعهدون فيها بالامتناع عن معاونة المرابطين، واستهل يوسف بن تاشفين حملته الظافرة بالاستيلاء على غرناطة، ودخلها في (10 من رجب 483ه = سبتمبر 1090م)، وقبض على أميرها عبد الملك بن ملكين، وبعث به سجينا إلى أغمات بالمغرب .
_
_
.. || سقوط إشبيليه || ..
مئذنة الخيرالدا من آثار المسلمين في الأندلس .
بعث أمير المرابطين بجيوشه لفتح مدن الأندلس واحدة بعد أخرى، وأرسل قائده الفاتح "سيرين" إلى إشبيلية لفتحها، وأدرك المعتمد أن معركته مع المرابطين هي معركة وجوده؛ فتهيأ لها، واستعد، وتأهب للدفاع عن ملكه وسلطانه بكل ما أوتي من قوة، واستعان بحليفه ألفونسو، فأعانه وأمده بجيش كبير، ولكن المرابطين هزموه على مقربة من قرطبة، وامتنع المعتمد بن عباد بإشبيلية حاضرة مملكته .
وفي أثناء حصاره تساقطت مدن مملكته في أيدي المرابطين واحدة بعد أخرى؛ فسقطت قرطبة، وقُتل فيها "الفتح بن المعتمد" مدافعا عنها، ثم سقطت رندة، وقُتل ولده "يزيد الراضي بالله" بعد أَسْرِه، وظل المعتمد يدافع عن حاضرته حتى اقتحم المرابطون إشبيلية عَنوة، فخرج يقاتلهم عند باب قصره غير وَجِلٍ ولا هيَّاب، ولكن ذلك لم يدفع عنه شيئا، ووقع أسيرا واستولى المرابطون على إشبيلية في (22 من رجب 484 ه= 7 من سبتمبر 1091م) .
_
.. [[ المعتمد بن عباد في المنفى ]] ..
أمر قائد المرابطين بحمل المعتمد بن عباد وآل بيته إلى منفاهم بالمغرب، وسارت بهم السفينة من إشبيلية في نهر الوادي الكبير في طريقها إلى المغرب، وخرج الناس لتوديعهم محتشدين على ضفتي النهر، وقد ملأ الدمع أعينهم، وذابت قلوبهم حسرة وألما على ملكهم الذي أدبرت عنه الدنيا؛ فخرج هو وأسرته على هذه الصورة المخزية بعد الجاه والسلطان، وقد سجل الشاعر الأندلسي الكبير ابن اللبانة هذا المشهد الحزين بقصيدة مبكية جاء فيها :
حان الوداعُ فضجّت كل صارخة
وصارخٍ من مُفداة ومن فادِي
سارت سفائنُهم والنوْحُ يتبعها
كأنها إبل يحدو بها الحادي
كم سال في الماء من دمعٍ وكم حملت
تلك القطائعُ من قطعاتِ أكبادِ
وبعد أن وصلت السفينة إلى المغرب أقام المعتمد وأسرته أياما في طنجة، ثم أُخذوا بعد ذلك إلى مكناسة، وقضوا هناك أشهرا قبل أن يرحلوا إلى منفاهم إلى أغمات، وهي مدينة صغيرة تقع على مقربة من مراكش عاصمة دولة المرابطين، وكان قد سبق المعتمد إلى هذا المنفى "عبد الله بن بلكين" أمير غرناطة .
وفي أغمات عاش المعتمد كاسف البال، كسير القلب، يُعامَل معاملة سيئة، ويتجرع مرَّ الهوان، ليس بجانبه من يخفف عنه مأساته، ويطارحه الحديث؛ فتأنس نفسه وتهدأ. ينظر إلى بناته الأقمار؛ فيشقيه أنهن يغزلن ليحصلن على القوت، ولكنه كان يتجلد ويتذرع بالصبر، ويلجأ إلى شعره، فينفس عن نفسه بقصائد مُشجية مؤثرة. تدخل عليه بناته السجن في يوم عيد، فلما رآهن في ثياب رثة، تبدو عليهن آثار الفقر والفاقة؛ انسابت قريحته بشعر شجي حزين :
فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا
فساءك العيدُ في أغمات مأسورًا
ترى بناتك في الأطمارِ جائعة
يغزلْن للناس لا يملكْنَ قِطميرا
برزْن نحوَك للتسليمِ خاشعةً
أبصارُهنَّ حسيراتٍ مكاسيرا
يطأْنَ في الطين والأقدام حافية
كأنها لم تطأْ مسكا وكافورا
واشتدت وطأة الأَسْرِ على اعتماد الرميكية زوجة المعتمد، ولم تقوَ طويلا على مغالبة المحنة؛ فتُوفيت قبل زوجها، ودُفنت بأغمات على مقربة من سجن زوجها .
وطال أَسْر المعتمد وسجنه فبلغ نحو أربع سنوات حتى أنقذه الموت من هوان السجن وذل السجان؛ فلقي ربه في (11 من شوال 488 ه = 1095م) ودُفن إلى جانب زوجته .
.. || عهد المرابطين || ..
يرجع أصل المرابطين إلى قبيلة لمتونة البربرية كما أن أصل التسمية يرجع إلى أتباع الحركة الإصلاحية التي أسسها عبد الله بن ياسين و الذي قاد حركة جهادية لنشر الدين و كان رجالها يلزمون الرباط بعد كل حملة من حملاتهم الجهادية، بدأت الحركة بنشر الدعوة في الجنوب -إنطلاقاً من موريتانيا- و أفلحوا في حمل بلاد غانا على الإسلام و من ثمة باقي المناطق في عهد يوسف بن تاشفين (1060-1106 م) ثم الجزائر .
قاد عام 1086 م أولى حملاته في الأندلس و إنتصر على الأسبان في معركة الزلاقة الشهيرة. بين أعوام 1089-1094 م عاد يوسف بن تاشفين مرة أخرى إلى الأندلس و لكن هذه المرة للقضاء على ملوك الطوائف. في عهد علي بن يوسف (1106-1143) تعرض إلى هزائم على أيدي الأسبان في الأندلس ثم إستولى الموحدون على مملكته في غرب إفريقية - منذ 1030 م - . إلى أن قضى هؤلاء على آخر الأمراء بعد إستيلائهم على مراكش عام 1147 م.
نشأت دولة المرابطين في القرن الخامس الهجرى خارج نطاق المغرب بشمالى أفريقيا، ولكن القبائل التى أنشأتها هى قبائل صنهاجة المغربية التى تتزعمها قبيلة جدالة، ورئيسها يحيى بن إبراهيم بن قرغوت الجدالى الذى ذهب إلى الحج، وهناك قابل أحد الدعاة وطلب منه الذهاب معه لتعليم القبائل الصنهاجية الإسلام، وكان هذا الداعية هو عبد الله بن ياسين الجدولى. وصل عبد الله بن ياسين إلى مناطق قبائل صنهاجة يعلمهم الإسلام، فلقى نجاحًا كبيرًا في قبيلة لمتونة، واستطاع تكوين جماعة سميت المرابطين؛ نظمهم للجهاد في سبيل الله. وبدأ المرابطون من عام (447ه) الجهاد في سبيل الله، وفتح بعض بلاد المغرب بقيادة أبى بكر بن عمر وابن عمه يوسف بن تاشفين، يرافقهم الداعية عبد الله بن ياسين الذى استشهد أثناء المعارك. ويعتبر عام (461ه) البدء الحقيقى لدولة المرابطين، إذ انتصروا على قبائل زناتة وانتزعوا منها السيادة على إقليم تافيللت، وفى هذا العام أيضًا بدأ المرابطون في تأسيس قاعدة عسكرية وسياسية للدولة، وذلك ببناء مدينة مراكش المغربية المعروفة. وفى هذا العام أيضًا (461ه) انتقل أبو بكر بن عمر إلى الصحراء لمواصلة الجهاد، بينما ترأس المرابطين في مراكش ابن عمه يوسف بن تاشفين وهو الذى قاد الحركة المرابطية منذ ذلك الحين، وأسس الدولة الكبرى في المغرب أولاً، ثم اتجه إلى الأندلس لإنقاذ ما يمكن انقاذه. عبر يوسف بن تاشفين إلى الأندلس في عام (479ه) بعد أن استنجد به المعتمد بن عباد لينقذ الأندلس من تقدم النصارى، فاستجاب ابن تاشفين وحقق جيش المرابطين نصر الزلاقة في 12رجب من هذا العام ثم عاد إلى مركزه بالمغرب. وأعجب ملوك الطوائف بيوسف بن تاشفين إذ ترك لهم غنائم معركة الزلاقة ودعاهم إلى الوحدة والتآلف لمواجهة النصارى. عبر المعتمد بن عباد إلى المغرب، وطلب من يوسف بن تاشفين النجدة للمرة الثانية؛ فعبر يوسف إلى الأندلس، وهناك لم يأت إليه من ملوك الطوائف غير المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية وابن عبد العزيز صاحب مرسية، وبعد أن تمكنوا من صد غارات النصارى عاد يوسف بن تاشفين إلى الأندلس وهو يضمر في نفسه شيئًا لملوك الطوائف. وفى عام (483ه) عبر يوسف بن تاشفين للمرة الثالثة إلى الأندلس وحاصر ألفونس السادس في طليطلة، ولم يأت أحد من ملوك الطوائف لمساعدته؛ فلم يتمكن من فتح طليطلة؛ ففك الحصار، ورأى أن يعزل ملوك الطوائف بعد أن تلقّى عدة فتاوى من كل بلاد المسلمين حتى من الشام لضم الأندلس إلى دولة المرابطين لحمايتها من زحف النصارى الذين كانوا يهجمون على دول الطوائف المتفرقة الضعيفة ، فبدأ بغرناطة فاستولى عليها، وجعلها مركز المرابطين في الأندلس، وولى عليها سيرى بن أبى بكر وعاد هو إلى المغرب. وقبل أن ينتقل يوسف إلى المغرب طلب من واليه سيرى بن أبى بكر أن يخضع باقى دول الطوائف لتنصهر جميعًا تحت لواء المرابطين. وفى عام (500ه) توفى يوسف بن تاشفين الذى كان حسن السيرة عادلًا، وكان من أبطال الإسلام الذين عملوا على توحيد دولته وبعث القوة فيه من جديد. وبعد وفاة يوسف بن تاشفين تولى بعده ابنه على بن يوسف حتى عام (537ه). وبعد فترة غير قليلة من انتهاء حكم على بن يوسف بدأ الضعف يدب في أوصال دولة المرابطين، إذ بدأ يتوالى على الحكم أمراء ضعاف النفوس، لم يستطيعوا الحفاظ على دولة المرابطين في وجه حملة دولة الموحدين في إفريقية وثوار الأندلس، فما أن وافت سنة (540ه) حتى انتهى ملك المرابطين وتم خضوع الأندلس وشمالى إفريقيا لدولة الموحدين. هذا وقد حكم دولة المرابطين ستة ملوك منهم: أبو بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين الذين أسسوا الدولة وبنوها وهذه قائمة بأسماء ملوك المرابطين وفترة حكمهم: 1- أبو بكر بن عمر (448ه - 480ه). 2- يوسف بن تاشفين (480ه - 500ه). 3- على بن يوسف (500ه - 537ه). 4- تاشفين بن على (537ه - 541ه). 5- إبراهيم بن تاشفين (541ه، وتوفى سنة توليه). 6- إسحاق بن على (541 ه، سقوط الدولة).
قائمة الأمراء وتواريخ حكمهم :
الحاكم الحكم
1 يوسف بن تاشفين بن تالاكاكين 1062-1107
2 علي بن يوسف 1107-1143
3 تاشفين بن علي 1143-1146
4 إبراهيم بن تاشفين 1146-1146
5 إسحق بن علي بن يوسف بن تاشفين 1146-1147
يوسف بن تاشفين بن تالاكاكين (حكم في فاس فقط ) 1062-1063
.
..|| عهد الموحدين || ..
قامت دولة الموحدين في المغرب في القرن السادس الهجري على أساس دعوة دينية خالصة،
تلتزم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتستهدف إقامة خلافة إسلامية تعود بالمسلمين إلى عهد الخلفاء
الراشدين، وكان يقود هذه الدعوة الإصلاحية الشيخ "محمد بن تومرت"، وجمع حوله الأتباع إليه، ثم قام تلميذه
"عبد المؤمن بن علي الكومي" بمتابعة دعوته، وتنظيم الأعوان، ودخل في صراع مع دولة المرابطين دام أكثر
من خمسة عشر عامًا، إلى أن نجح في إحكام قبضته على المغرب الأقصى، ودخول مراكش عاصمة المرابطين
في سنة (541ه= 1146)، معلنًا شروق دولة جديدة، هي دولة الموحدين.
وبعد نجاح "عبد المؤمن بن علي" في إقامة دولته بالمغرب، وإرساء دعائمها، ووضع نظمها وقوانينها -
اتجه إلى الأندلس لضمها
إلى دولته، وتنظيم شئونها والدفاع عنها ضد هجمات النصارى، فنجح في ذلك، وأقام على قواعد الأندلس رجالاً من آل بيته.
وبعد وفاته سنة (558 ه= 1163م) خلفه ابنه "يوسف" فاستكمل سياسة أبيه، ووطّد نفوذ دولته في الأندلس، وبعث إليها بالجيوش لتأمين ثغورها
، وتقوية إماراتها. وفي إحدى غزواته فيها سنة (579 ه= 1183م) أصيب بسهم عند أسوار "شنترين"، فرجع إلى مراكش مصابًا، وقضى نحبه
بها سنة (580ه=1184م).
ولي "يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن" خلافة دولة الموحدين بعد أبيه، وتلقب بالمنصور، وكان قائدًا ماهرًا، وسياسيًا قديرًا، ورجل دولة من الطراز الأول
، ويعد من أبطال المسلمين العظام في القرن السادس الهجريوقد أولى المنصور الموحدي عناية فائقة بالأندلس، وتأمينها ضد هجمات مملكتي قشتالة
وليون المسيحيتين، واتخذ من عقد معاهدات الصلح معها سبيلاً إلى تحقيق الأمن في الأندلس، ثم اضطرته الأحداث إلى خوض المعارك ضدهما
حين نقضا المعاهدات ونكثا بالعهود وهاجما أراضي المسلمين، وكانت معركة "الأرك" التي خلّدها التاريخ وكان هو بطلها الأول، ووقعت أحداثها في
(التاسع من شعبان 591ه= 18 من يوليو 1195م) عند حصن الأرك، وأسفرت عن نصر مؤزر للمسلمين، وانكسار حدة الهجمات النصرانية بعد أن خسرت
القوات القشتالية نحو ثلاثين ألفا.
لم تقتصر عناية الموحدين بتوفير الأمن والحماية للأندلس وتقوية ثغورها وقواعدها، وإنما تعدى الاهتمام إلى الارتقاء بالأندلس والنهوض به،
ورعاية مظاهر النهضة فيه،فأقام الخليفة "يوسف بن علي" بعض المشروعات في إشبيلية، لعل من أشهرها بناء القنطرة على نهر الوادي الكبير
، وتأسيس جامع إشبيلية الأعظم سنة (567 ه= 1172م)، ثم أتمّ ابنه المنصور مئذنته الكبيرة سنة (584ه= 1188م)، ولا تزال هذه المئذنة قائمة حتى الآن،
وتعرف باسم "لا خيرا لدا" ويبلغ ارتفاعها 96 مترًا
بعد هزيمة "ألفونسو الثامن" ملك قشتالة وليون في معركة الأرك عقد هدنة بين المسلمين والنصارى سنة (594ه= 1198م)، غير أن تلك الهزيمة كانت
تقض مضجعه، وتثير في نفسه نوازع الانتقام؛ فانتهز فرصة الهدنة في تحصين قلاع بلاده الواقعة على الحدود، ونبذ الفُرقة والخصام مع خصومه من ملوك النصارى
، حتى إذا وجد في نفسه القوة نقض المعاهدة، وأغار على بلاد المسلمين، فعاث فسادًا في أراضي جيان وبياسة وأجزاء من مرسية.
ولما علم الناصر بخروج الجيوش المسيحية المجتمعة خرج للقائهم، واستنفر الناس من أقاصي البلاد، فاجتمعت إليه جيوش كثيفة من القبائل المغربية
والمتطوعة وجند الموحدين النظاميين، وجند الأندلس، وتألف من تلك الجموع الجرارة جيش عظيم بلغ نحو ثلاثمائة ألف مقاتل، وكان ممن وفد عليه بإشبيلية
"أبو الحجاج يوسف بن قادس" قائد حامية رباح، فأمر الناصر بقتله دون أن يسمع حجته أو يحاط علمًا بملابسات التسليم، وأثار قتله غضب الكتائب الأندلسية على الخليفة
الناصر الموحدي.
استعد كل من الطرفين للقاء، والتقيا في أحد الوديان بين جبال سير مورينا، وهضبة لينارس، بالقرب من بلدة "تولوسا"، ويطلق الأسبان على هذه الوديان اسم "نافاس"؛
ولذا عرفت الموقعة عندهم باسم "لاس نافاس دي تولوسا"، ويسمي المؤرخون المسلمون هذا الموضع ب"العقاب"، نسبة إلى حصن أموي قائم بالقرب من المكان الذي دارت
فيه المعركة.
وفي (15 من صفر 609 ه= 17 من يوليو 1212م) نشبت المعركة بين الفريقين، وأقبلت مقدمة جموع الصليبيين الضخمة، فاجتاحوا الجند المتطوعة وكانوا في مقدمة الجيش
، فأبادوهم عن آخرهم، وتمكنوا من الوصول إلى قلب الجيش الموحدي واشتبكوا معه، لكن القلب صمد لهذا الهجوم الجامح، ولاح النصر للمسلمين.
فلما رأى ذلك ملك قشتالة اندفع بقواته وقوات مملكتي ليون والبرتغال وكانت تمثل قلب الجيش الصليبي، واندفع وراءه ملكا "أرغون" و"نبرة" بقواتهما
وكانا يمثلان جناحي الجيش، فأطبقا على الجيش الموحدي من كل جانب، فاضطربت صفوف الجيش، ولاذ الجند بالفرار؛ مما أربك أوضاع الجيش
الذي استسلم للهزيمة القاسية.
وفر الناصر من ساحة القتال مع مجموعة من رجاله، وخسر المسلمون الألوف من المجاهدين في الأندلس، وعددا كبيرا من خيرة العلماء والفقهاء والقضاء،
واستولى النصارى على معسكر الموحدين بجميع محتوياته من العتاد والسلاح والخيام والبسط والأقمشة والدواب. ولا تزال بعض أعلام الموحدين وخيمهم
في معركة العقاب محفوظة في إسبانيا.
وقد فجع الموحدون بهذه الهزيمة القاسية التي راح ضحيتها الألوف من زهرة جنود المسلمين؛ مما أضعف دولة الموحدين، وأفقدهم هيبتهم وقوتهم. وبعد وفاة الناصر
سنة (610ه = 1213م) بدأ الضعف يتسلل إلى الدولة، ويتطرق إليها الخلاف والفرقة؛ مما أضعف الأندلس، وشجع النصارى على تصفية ما بقي للمسلمين من أرض،
واختزلت دولتهم في مملكة غرناطة في جنوب الأندلس
..|| سقوط غرناطه || ..
سقطت عدة دول من الدول الإسلامية في الأندلس أبرزها دولة الموحدين بعد هزيمتهم في موقعة حصن العقاب عام (( 609 ه )) جعلت هذه الهزيمة من المسلمين بالأندلس كالجسد الواهن الذي لا يقدر على الحراك .. أما النصارى فلم يكن منهم غير أنهم يطبخون المسلمين على نار هادئة .. منتظرين اللحظة الحاسمة للإنقضاض على المسلمين بعدما أستولوا على العديد من المراكز المهمة أمثال ولاية الأندلس الشرقية والوسطى والكبرى .. وسقطت قرطبة وبالنسيا وإشبيلية وبطليوس ، ولم يكن تمركز المسلمين إلا في بعض الولايات الصغيرة المعدودة في الجنوب .. حيث قامت هناك مملكة للمسلمين عُرفت بإسم (( غرناطة )) وشائت الأقدار أن يمتد فيها المسلمين لقرنين من الزمن وأقام المسلمون فيها حضارة واهية وزاهية وكبيرة .. لازال تاريخها ليومنا هذا ، إلا أن الملكان " إيزابيلا " و " فيرديناند الخامس " انقضا على هذة المملكة .. وحاصراها بقوتهما بحصار شديد مُنع فيه الإتصال بالخارج والتزود بالمؤنات .. فأنتظرت المدينة أن يأتي احد ليساعدها ، إلا انها اعلنت الإستستلام ،،
صبرت وصبرت المملكة الأخيرة المتبقية مملكة غرناطة .. إلا أنها لم تكن تملك سلاح أقوى من الشجاعة لكي تتحلى به لأن الحصار الذي دام سبعة أشهر حرمها من كل شيء ، استبسل المسلمون وقاتلوا بكل شراسة إلا أن أعداد النصارى كانت تتضاعف وتتزايد .. ويتفاقم الوضع في المملكة ، ولا تأتي أي مساعدات من الخارج ، فقامت هناك طائفة كبيرة تدعو لتسليم المملكة للنصارى والإستسلام مُعللين ذالك بأنه مافي اليد من حيلة كان على رأس هذه الطائفة (( أبو عبدالله محمد )) سلطان غرناطة .. وبعضاً من وزرائه الذين أيدوه ، وأختفى بين هذه الأصوات صوت الشجاعة والحق والبطولة .. لأن الغالبية العظمى كانت لإدارة المملكة .. وكلفت المملكة (( أبي قاسم عبد الملك )) للقيام بمهمة التفاوض مع الملكين الكاثولوكيين ،،
وكان هذيين الملكين هما السبب في زعزعة الثقة بنفوس المسلمين .. والتخلي عن الإستبسال ، وكانا أصلاً قد هيئا الأمور لاستسلام المملكة حتى لا يعارض أحداً مع بعض الإغرائات من قبلهم للسلطان أبي عبدالله وبعض وزرائه ما جعل التخاذل موجوداً في صفوف المسلمين ، استمرت المفاوضات حوالي أسبوع بعدها اتفق الطرفان على ما سُمي ب(( معاهدة للتسليم )) وافق عليها الملكان في 21 من محرم 897 ه الموافق 25 نوفمبر 1491 ، وكانت تتسم المفاوضات بالسرية التامة خشية ثوران أهالي غرناطة على قرار الإستسلام ،،
وكان يتصف (( أبي قاسم بن عبد الملك )) ومعاونه (( يوسف بن كماشة )) بالتخاذل حيث بديا مصلحتهما الشخصية على الصالح العام .. ففي خطابهما للملكين أعلنا ولائهما الكامل لهما .. وأنهم منهم لا من المسلمين ، بعدها بفترة أضيع خبر تسليم غرناطة للمسيحيين وعمّ الحزن أجواء المملكة .. والغضب .. وبكى حينها سلطان المملكة (( أبو عبدالله محمد )) وقات له والدته : " أبكِ كالنِساء .. على مُلكٍ لم تُحافظ عليه كَالرِجال " ، بعدها دخلت الجيوش القشتالية للمملكة وسط حزن عام .. ورُفعت حينها العلم الصليبي للمسيحين بعدما كانت تُرفع راية الإسلام .. ودقت الطبول واشتعلت المدافع مُعلنة أن الملكين في طريقهما للقصر الأحمر ، وكانت غرناطة آخر مملكة للمسلمين في الأندلس ، أتفق بعجها المسيحيين على محو جميع آثار المسلمين إلا أنهم ذهلوا حينما رأوا البنايات والقصور الفخمة .. الذين حتى عَجزوا عن هدمها .. فقرروا الإبقاء عليها .. وهي لاتزال ليومنا هذا .
.. || خاتمة || ..
لكل موضوع مقدمة وخاتمة .. وكانت هذه خاتمة موضوعنا .. والذي تحدث عن المسلمين الأوائل وتاريخهم وحضارتهم في الأندلس .. والتي يعتز ويفتخر بها حالياً الإسبان كتاريخ لهم ..
ونرجوا من الله العلي القدير أن تكون عزيزي القارئ قد استفدت فعلياً معلومات من الموضوع .. وأن يكون قد حاز على رضاك من الألف حتى الياء .. ونسأل الله عز وجل أن تكون فعلاً كل ماقيل صحيح ، ونتأسف منكم إذا كانت هُناك أي خطأ قد بدر .. فهذا تاريخ وهو معرض للتحريف وبشكل كبير جداً .. خصوصاً على أيدي الأجانب .
مع انتظار موضوع قادم إن شاء الله .. كما نتمنى التطرق في كل مرة للمسلمين الأوائل وكيفية تضحيتهم وتفانيهم في الدفاع عن الأسلام لأن والله هذا الحديث لا يُمل أبداً .. وحتى يقتدي أطفالنا وشبابنا ورجالنا وشيوخنا اليوم بما فعله الأوائل ..
المصدر : جريدة البوكس نيوز
--------------
منقول عمن نقله ::
لاَ تحزَنْ إذا مَنعَ اللهُ عَنْكَ شَيء تُحِبُه فَلَو عَلِمْتمْ كَيْفَ يُدَبّرُ الرّبُ أمُورَكمْ لذابَتْ قلوبُكمْ مِنْ مَحَبته
-
عضو مجلس الادارة
- معدل تقييم المستوى
- 21
رد: الاندلس المفقود
موضوع راااااااااااائع وجميل مشكورة وبارك الله فيك
أشياء صغيرة جداً ، ولكنها جميلة جداً ♥
- كـ اتصال صديق لا يريد شيئاً ، فقط ليخبرك أنه اشتاق إليك كثيراً !
- كـ احتضان وسط المطر ()
- كـ وعود أصدقاء الطفولة ، أنهم لن ينسوك أبداً !
- كـ الضحك مع اصدقائي على أشياء لا معنى لها !
- كـ دعوات أمي كلما رآتني ..
- كـ ابتسامة امتنان من وجه أدخلت عليه شيئاً من الفرح !
،
أعطوا بـ سخاء ، فالأشياء الصغيرة لا تكلّف شيئاً ولكنها تُسعد كثيراً
[IMG]http://vb.tjribi.com[/URL]
تجريبي كوم
.. مَن لم يعشق تراب اليمن ..
.. فهـو عندي بمثابة الصِفرَ ..
-
تكنولوجي نشيط
- معدل تقييم المستوى
- 14
رد: الاندلس المفقود
العفو لاشكر على واجب ومن واجبي اختيار الافضل للمنتدى
لاَ تحزَنْ إذا مَنعَ اللهُ عَنْكَ شَيء تُحِبُه فَلَو عَلِمْتمْ كَيْفَ يُدَبّرُ الرّبُ أمُورَكمْ لذابَتْ قلوبُكمْ مِنْ مَحَبته
-
تكنولوجي جديد
- معدل تقييم المستوى
- 0
رد: الاندلس المفقود
الموضوع فعلا اكثر من رائع
و انا اشعر بما تشعر به من احزان لانى فعلا حزين على الأندلس و اثناء البحث لقيت الموضوع الرائع دا و خلنى اسجل فى المنتدى و الاشتراك فيه
لك جزيل الشكر
التعديل الأخير تم بواسطة general_mezo ; 01-03-2012 الساعة 08:59 PM
-
رد: الاندلس المفقود
موضوع اكثر من رائع وشامل الموضوع من مختلف النواحي سلمت علي الاختبار الرائع والمثالي فعلا تمنا المزيد والمزيد كل التوفيق وشكرا لاختيارك
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات