الاندلس المفقود - معرض الصور
أهلا وسهلا بك إلى معهد توب ماكس تكنولوجي.
  1. ما شاء الله تبارك الله ( يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك )
  2. معهد توب ماكس تكنولوجي | أعلى قمة للتكنولوجيا الحديثة في الشرق الأوسط - صرح علمي متميز
  3. طريقة تسجيل عضوية في معهد توب ماكس تكنولوجي بشكل سريع
    مع ملاحظة أن التسجيل مجاني ومفتوح طيلة أيام الأسبوع عند تسجيل العضوية تأكد من البريد الالكتروني أن يكون صحيحا لتفعيل عضويتك وأيضا أن تكتبه بحروف صغيره small و ليست كبيرة تستطيع أيضا استخدام الروابط التالي : استرجاع كلمة المرور | طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية
  4. اشترك ألان في خدمة رسائل المعهد اليومية لتعرف كل جديد اضغط هنا للاشتراك
التفاصيل : الردود : 4 المرفقات : 0 المشاهدات: 4724 مشاهدة
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق…

المواضيع المتشابهه

  1. عنصر الشجاعة المفقود
    بواسطة كاتب الأخبار في المنتدى الاخبار الرياضية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-13-2012, 03:10 AM
  2. أم تبحث عن ابنها المفقود منذ سنة
    بواسطة كاتب الأخبار في المنتدى مقالات وأخبار الحوادث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-05-2010, 03:00 AM
  3. العثور على شاب عفيف المفقود في جدة
    بواسطة كاتب الأخبار في المنتدى مقالات وأخبار الحوادث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-27-2010, 03:10 AM
  4. الرمز المفقود
    بواسطة صحفي متميز في المنتدى مقالات وأخبار الحوادث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-16-2009, 04:20 AM

النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تكنولوجي نشيط الصورة الرمزية نسمة هواء
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    العمر
    33
    المشاركات
    60
    معدل تقييم المستوى
    14

    1 (17) الاندلس المفقود

    --------

    مما أثار شجوني وجدد أحزاني أني كنت أقلب في بعض المنتديات فوجدت صورا أندلسية فتذكرة هذا البلد الإسلامي الذي كان شامخا بأيدي المسلمين وأخرج ثلة من علمائها كابن حزم الأندلسي وابن رشد وأبي الوليد الباجي وووووووو وغيرهم من العلماء وكيف رحلوا وتركوا آثارا تحزن القلم بعد أن سقط هذا البلد بيد الكفار وطمست فيه معالم الإسلام




    هذا الإقليم الجميل هو بعض من اراضي اجدادكم في أوروبا والأندلس التي خسروها فما اعظم ما فقدوا والتي سترجع بايديكم وبايدي المخلصين الصادقين ان شاء الله


    أحببت في هذا الموضوع أن أسلط الأضواء على المناطق الشمالية من إسبانيا و التي تمتاز بالطبيعة الخلابة,

    الكثير من الذين يزورون إسبانيا و يزورون مدنا فيها كمدريد و برشلونة و ماربيا و غرناطة و قرطبة و بلنسية(( أي مناطق الجنوب و الشرق والوسط)) يتوقعون أن هذه هي الطبيعة في إسبانيا, مع العلم أن الجنوب و الشرق الإسباني كله مزارع و بالأخص الزيتون.


    في شمال إسبانيا أيضا تختلف الطبيعة و الأجواء و التضاريس من منطقة لأخرى,
    فشمال الشرق الإسباني (( منطقة كتالونيا)) مناطق مرتفعة شجرية و جوها بارد في الفترات المسائية مثل باقي الشمال الإسباني أما في فترة الظهر فهو جو متقلب, قد تمطر في أي و قت أو أحيانا يكون فيها الجو حارا, لكنه لا يصل إلى درجة حرارة عالية, و لكن الأغلب أن الجو معتدل في الظهر و بارد في ساعات الصباح الأولى و المساء طبعا هذا في فترة الصيف.

    أما ((إقليم الأراجون)) و الذي يسيطر على الجزء الأكبر من مرتفعات البيرينيه, فمناطقها الجنوبية زراعية, والوسطى كذلك و لكن كل ما اتجهت الى الشمال تبدأ الأرض بالإخضرار و تبدأ المرتفعات, حتى تصل إلى مرتفعات عالية و و عرة و لكنها رائعة, و تكثر في أعلى مرتفعات البيرينيه الشلالات, التي من الممكن الوصول إليها لكن للأسف أن الوصول إليها بالسيارة مستحيل, فقط عن طريق المشي على الأقدام.
    و تكثر فيها الأنهار و البحيرات. رغيم أنها ليس أجمل منطقة لكنها من أكثر الأماكن أنسا.


    أما (( إقليم نافار)) فجزء منه زراعي, و جزء منه شبيه بالأراجون, و جزء منه مشابه لإقليم الباسك الأخضر, و هو إقليم صغير, و لكنه من أبرد المناطق في إسبانيا في الصيف و الشتاء.


    أما (( إقليم الباسك)) الذي أعتقد أنه ثالث أجمل منطقة في إسبانيا من الناحية الطبيعية بعد جليقية وأشتورياش, فهي مناطق ليست ذات الإرتفاع العالي لكنها شديدة الخضرة,


    أما(( إقليم كانتبريه)) فيتميز بطوله على البحر حيث الجبال الخضراء المطلة مباشرة على البحر, و هي تجمع مابين إقليم الباسك و أشتورياش.


    أما ((إقليم أشتورياش)) فأعتبره ثاني أجمل المناطق الطبيعية في إسبانيا, لأنها تجمع الجو المميز في الصيف, و الجبال الشاهقة, و المسطحات الخضراء و الأنهار, و لأن المدن التي فيها مدن حية, أما في الشتاء فحدث و لا حرج. و هو الإقليم الذي يحتل النصيب الأكبر من مرتفعات في الشمال الإسباني المسماة بمرتفعات أوروبا.


    أما ((إقليم قشتالة)) فهو أكبر أقاليم إسبانيا و لكن يتميز غالبا في الشتاء لوجود محطات التزلج, و هو من أكثر المناطق الإسبانية أنهارا و بحيرات, و لكن أغلب هذا الإقليم زراعي, أما المناطق الطبيعية فيه فهي المناطق الشمالية و الشرقية والتي تكمن في ( آبلة - ليون - شمال برغش- بالنثيا- أجزاء من شقوبية)


    أما(( إقليم جليقية)) الذي بعتبر أجمل المناطق الطبعية في إسبانيا, و الذي يميزه وجود شواطئ مطلة على الشمال الإسباني و المحيط الأطلسي, و تكثر فيه المدن الهامة, مثل سانتياغو دي كومبوستيلا((شانت ياقب)), و مركز الحج الأوروبي كما يسمونه, و مدينة أكورونيا(( كورونه)) و غيرها, إقليم تكثر في الأنهار و البحيرات و الشلالات و ماتطيب له النفس و العين.

    لن أتحدث كثيرا و سأترككم مع الصور, لانها ابلغ في المعنى والمرأى







    .























    وهذا موضوع متعلق بما قبله إلا أنه شبه خالي من الصور نقلته لما فيه من معلومات عن هذا البد والله المستعان
    ------




    .. || مقدمة || ..

    لو فكر المسلم لبرهة بتاريخ الاسلام وخصوصاً الصحابة وكيف جاهدوا وقاموا وضحوا في سبيل الدعوة للاسلام لاستحقر نفسه ورأى أنه شخص عادي جداً .. فلما لا نسأل أنفسنا أعزائي .. لماذا نحن خُلقنا !! السؤال واضح ولا يحتاج لاجابه .. فمنذ أن كُنا صِغار دُرسنا في المدارس ان المسلم خلق ليعبد الله ويعمر الأرض ..

    نعم نحن فعلنا الاثنين .. لكن ماذا قدمنا للمجمتع !! ماذا فعلنا كي يُخلد أسمنا في التاريخ ؟؟ أين نحن من الصحابة الاطهار الذين لولا الله ثم رسوله ولولاهم لما انتشر الدين الاسلامي .. أين نحن من الذين قدموا مالهم واولادهم وارواحهم فدى للدين الإسلامي !! صدقوني لا شيء ..

    ومع تراكم الاحداث التي تسيء للاسلام بشكل متكرر هذه الايام ويقف العرب صفاً صامتاً بِلا حراك اتيقن أن اجاباتي صحيحة بالأعلى " لا شيء " ، فهذه غزة تغتصب كل يوم من أنجس مخلوقات الله .. وهذا رسولنا الكريم يُهان في صحافة الدينمارك ، ونحن ركود لا نفعل أي شيء حتى الدعاء البعض منا ينساه تماماً ..

    فعلاً لم نقدم شيء يذكر للتاريخ .. لهذه الدنيا .. للاسلام .. لأنفسنا .. هل لأننا ولدنا في زمن السرعة !! أو أن الإنسان ولد في مجتمع مسالم تعود على الحياة العلمانية المجردة من الإسلام والتي لا تحارب أعداء الله أبداً بل تساندهم .. لا يوجد لدينا أعذار أمام الله نتحجج بها يوم القيامة إن سُئلنا عن صمتنا وسكوتنا وولادتنا وموتنا والدنيا لا تدري ..

    رُب شخصٍ غير مسلم كان أفضل من مسلم ولنذكر على سبيل المثال العالم أنيشتاين ، هذا الشخص خُلد اسمه في الكتب العلمية باكتشافاته التي افادت العالم كثيراً .. ولد على هذه الدنيا وقدم لها ما تستحق ، اما نحن فلم نقدم لها شيء !! وديننا الذي يطالبنا بالتقديم لم نقم بأي ردة فعل إيجابية حقيقية !!

    ما يستدعي الفرد لذكر مثل هذه الأحداث والأقاويل ما يرتبط بهِ موضوعنا لهذا اليوم .. والذي يتحدث عن تجسيد المسلمين لأسمى أمثله التعاون والترابط والتفادي في سبيل نشر الرسالة الإسلامية وكيف أنهم استطاعوا الوصول لمنتصفات الأراضي الاوربية لنشر الرسالة الإسلامية .. البعض منهم اتخذ لسانه سلاحاً في سبيل الدفاع والآخر اكاتيبه .. لكننا نتحدث عن اناس كانت اسلحتهم ارواحهم وسيوفهم التي وقفت في وجه عدو الله ومن عاداه ..

    لذالك وحتى لا نطيل عليكم الحديث .. وحتى تحضوا بمعلومات كافية ووافية حول الموضوع ، نترككم للاستفادة منه راجين الله عز وجل أن يكون هذا الموضوع لائقاً ومناسباً لسرد ما فعله المسلمون في الأندلس .. وأن تكون المعلومات صحيحة حفاظاً على تاريخ ونصاعه الإسلام وحضارته التي أسسها هُناك .

    .


    .. || فهرس الموضوع || ..

    حتى تكون عزيزي القارئ على بينه فيما ستقرئه .. وتسهيلاً منا لمعرفه محتويات الموضوع .. وضعنا هذا الفهرس الذي سيرتب لك الاحداث والمحتويات ..

    1\ بداية فتح الأندلس ..

    2\ التوسع الإسلامي في الاندلس ..

    3\ عبدالرحمن الغافقي " من هو ؟ " ..

    4\ معركة بلاط الشهداء ..

    5\ عصر الولاة الى نهايته ..

    6\ عهد الدولة الاموية في الأندلس ..

    7\ عهد دويلات الطوائف في الأندلس ..

    8\ عهد المرابطين في الأندلس ..

    9\ عهد الموحدين في الأندلس ..

    10 \ نهاية الأندلس و سقوط غرناطة ..



    .

    .. || فتوحات الإسلام تصل الأندلس || ..

    بعد انتهاء خلافة الخلفاء الراشدين .. اتت الدولة الأموية والتي اشتهرت بالمواصلة على نهج الخلفاء الراشدين في الحكم والدين والاستمرار على الفتوحات الاسلامية للدول الغير مسلمة ، وفي عهد الملك الوليد بن عبد الملك سار جيش اسلامي كبير بقيادة طارق بن زياد وهذه المرة لفتح دولة اوروبية جديدة كانت تسمى أيبيريا .. وبعد قيام المسلمون عليها اسسوا عليها دولتهم او ما تعرف ب" الأندلس " .

    الآمر على الجيش كان موسى بن نصير .. لكن القائد الفعلي والذي سار به هو طارق بن زياد وكان ذالك عام 30 ابريل 711 ، ومروا من بلاد المغرب ومن مضيق وهو اول من مر به لذالك سُمي بمضيق جبل طارق .. ثم استطاع الإنتصار على القوط الغربيين وقتل ملكهم لذريق في معركة جواداليتي في 19 يوليو 711.أو معركة وادى برباط في 28 رمضان 92هجرى بحلول عام 718 أستولى المسلمون على معظم أيبريا عدا جيب صغير في الركن الشمالي الغربي ، وايبيريا هي شبه جزيرة حيث اسس فيها المسلمون دولتهم المعروفة ب " الاندلس " .

    ولم يكتف المسلمون بهذا القدر من ايبيريا .. بل صالوا وجالوا في البلاد الاوربية وذهبوا للركن المتبقى من شبه جزيرة ايبيريا وهو الركن الشمالي ليصلوا الى فرنسا وغرب سويسرا الا ان الجيش المسلمين خسروا هناك (( سيتم التفصيل لاحقاً )) ، الا ان المسلمين في اوروبا اكتفوا بالاندلس التي تم السيطرة عليها كُلياً في ثلاث سنوات وقامت فيها ولايات كثيرة اسلامية .

    .. || التوسع الإسلامي في الأندلس || ..


    قصر الحمراء من آثار المسلمين في الأندلس .


    ما لبث المغرب بعد أن تم فتحه على يدى موسى بن نصير ] .. أن أصبح جسرًا عبره المسلمون فى عام ] .. تحت إمرة القائد العظيم طارق بن زياد إلى شواطىء إسبانيا ، وتم التقاء جيوش المسلمين فى وادى لكة بجيوش لذريق ] .. وانتصر المسلمون اتتصارًا رائعاً .. ثم جازا موسى إلى الأندلس عام ] .. والتقيا القائدان المسلمان ، وتعاونا على فتح المنطقة الشمالية من شبه الجزيرة ففتحا ] و ] و ] .. وخطر على بال موسى وهو يشرف على فرنسا أن يقتحم بلاد الفرنجة حتى يصل إلى دار الخلافة ب دمشق إلا أن الوليد بن عبد الملك كان قلق على المسلمين ، وأرسل إلى موسى وطارق يستقدمهما ، واستخلف القائد موسى ولاية الأندلس ابنه ] .. واختار له إشبيلية ك قاعدة لحكمه .. ثم تولى عبدالعزيز الأندلس ف ضبط سلطانها ، وسد ثغورها ، وافتتح فى ولايته بعض المدن التى لم يتم فتحها فى عهد أبيه ، ويعد عبد العزيز بن موسى من خيرة ولاة المسلمين إلا أن مدة حكمه لم تطل إذ قتل سنة في ] .. ب إيعاذ من الخليفة سليمان بن عبدالملك تنكيلاً بموسى بن نصير ..
    وتعاقب على ولاية الأندلس بعد عبدالعزيز ولا كثيرون , حتى وصل عددهم سبعة عشر والياً من قبل أمير إفريقية ، وذلك فى ستة وأربعين عامًا ! .. أولهم أيوب من حبيب اللخمى الذى نقل حاضرة الأندلس من إشبيلية إلى قرطبة ! .. ويدلنا هذا العدد الكبير من الولاة على أن البلاد أصبحت مسرحًا للفتن والاضطرابات والمشاكل الكثيرة ، وعلى الرغم من هذه الامور و الصراع القبلى الذى انبعث بين الولاة .. فقد فكّر بعض هؤلاء إلى غزو فرنسا ! .. ومنهم ] .. (100 - 102ه ) ، حيث استشهد هذا الأخير غازياً بأرض الفرنجة بعد أن هزمه ] .. سنة (103ه) .. ثم تولى الأندلس ] .. سنة (103ه ) ، وغزا الفرنجة وتوغل ل مساحات كبيرة فى بلادهم ! .. واستمر فى تقدمه حتى فتح مدينة ] ب فرنسا إلا أنه استشهد هذا الأخير عام (107ه ) .. وتتابع الولاة فى الأندلس حتى تولى عبد الرحمن بن عبد الله الغافقى الأندلس سنة (113ه ) .. وغزا الفرنجة ، وكانت له معهم وقائع كثيرة ، انتصر فيها عليهم فى ] ، وبرديل عند مصب نهر الجارون ، ف استنجد ب سرعة دوق إكيتانيا بأمير القصر فى الدولة الميروفنجية ، ف لبى نداءه ليتعاونا على وقف تقدم العرب داخل الأراضى الفرنسية ، وهزما المسلمين هزيمة شنيعة سنة (114ه ) فى منطقة تقع بين مدينتى ] .. وعرفت الموقعة ب بلاط الشهداء لكثرة من استشهد فيها من المسلمين .. وقد فككت هذه الهزيمة فى عضد المسلمين .. وأوقفتهم عند البرتات التى أصبحت منذ ذلك الحين حداً لم يتجاوزه احد بعد ذلك .

    .. || عبدالرحمن بن عبدالله الغافقي || ..

    هو عبد الرحمن بن عبد الله بن بشر بن الصارم الغافقى ، سمي ب هذا الاسم نسبة ل غافق ب اليمن ، كان من كبار القادة ، وكان من الغُزاة المستبسلين دائماً .. ولد عبد الرحمن الغافقى فى القرن الأول الهجرى .. ورحل إلى إفريقيا ، ثم وفد على سليمان بن عبد الملك الأموى فى دمشق .. وعاد إلى المغرب مرة اخرى واتصل ب موسى بن نصير ، و ولده عبد العزيز أيام إقامتهما فى الأندلس ، ثم وَلِى قيادة الشاطئ الشرقى من الأندلس ..
    وبعد مقتل السمح بن مالك سنة (102ه )، انتقل إلى ] .. وانتخبه المسلمون فيها أميرًا وأقرَّه وَالِى ل إفريقيا ، وقد نشب خلاف بينه وبين أحد القادة يسمى ] .. الذى تولى القيادة مكان عبد الرحمن ، ف صبر مدة يغزو فيها مع الغزاة ب شكل مستمر إلى أن ولاّه هشام بن عبد الملك إمارة الأندلس سنة (112ه ) ..
    وتأهب عبد الرحمن الغافقى لفتح بلاد الغال المعروفة ب اسم فرنسا الآن أوائل سنة (114ه ) ، حيث دعا العرب من ] .. وإفريقيا لمناصرته .. فأقبلت عليه الجماهير واجتاز بهم جبال البرانس ، وأوغل فى مقاطعتى ] .. واستولى على مدينة ] .. جيوش شارل مارتل حاكم أوستراسيا ، ف قام شارل مارتل ب جمع جيش كبير من الغالبين ، والجرمانيين ، ف نشبت حرب دامية بينهما فى "بواتيه" بالقرب من نهر اللوار ، استشهد فيها عبد الرحمن الغافقى ! ، وكان ذلك فى 15من شعبان سنة (114ه ) .. وسميت هذه المعركة " بلاط الشهداء " .. لكثرة عدد من استشهد فيها من المسلمين .

    وكان ل عبدالرحمن مواقف عديدة ك : -

    - جزاء الخيانة .
    - رهبان الليل فرسان النهار .
    .
    .. || معركة بلاط الشهداء || ..



    اسم المعركة : بلاط الشهداء .

    أطرافها : "المسلمون" بقيادة عبدالرحمن الغافقى .. و"الفرنجة" بقيادة شارل مارتل .

    المكان : مدينة ] .. فى جنوب فرنسا .. وكان تعداد جيش المسلمين سبعين ألفاً ! .

    الزمان: عام (114ه ) فى خلافة "هشام بن عبدالملك" .

    سبب المعركة : ب سبب تقدم عبدالرحمن الغافقى وانتصاراته الكبيرة ب فرنسا جمع الفرنجة جيوشاً كثيرة العدد بقيادة "شارل مارتل" .. ل مواجهة تقدم المسلمين الذى أثار خوف المسيحيين فى كل أنحاء أوربا ، ف قد تقدم عبدالرحمن الغافقى فى فرنسا حتى وصل إلى بلدة تور الشهيرة Tours على مسيرة سبعين كيلو مترًا من باريس جنوب نهر السين ، ويقرر جوستاف لوبون أن هذه المساحة تساوى نصف فرنسا الحالية ! .. مما أثار رعب أصحاب الإقطاع ب فرنسا .

    سيرة المعركة : بعد مناوشات دامت ثمانية أيام بدأت المعركة وكان أكثر جنود الفرنجة عراة وجرت معارك ضارية بين الخصمين ، وسقط عبد الرحمن الغافقى شهيداً وسط المعركة وبسبب ذلك اختلفت كلمة رؤساء الجند ، وحدثت اضطرابات عديدة فى صفوف المسلمين ف سقط عدد كبير منهم شهداء فى هذه المعركة .. ولذلك سميت ب "بلاط الشهداء" .. ويعد السبب المباشر لهزيمة المسلمين فى "بلاط الشهداء" .. هوالغنائم طبعاً وهى نقطة الضعف التى عرفها العدو .. ف المراجع التاريخية متفقة على أن الجيش الإسلامى كان يجر قوافلاً محملة بالغنائم التى كسبوها أثناء تقدمهمفي فرنسا ، وكان حرص الجنود على هذه الغنائم هو العامل الرئيسى فى هزيمتهم بعد أن حققوا انتصارًا كبيرًا على جيش الفرنجة فى بداية المعركة .. حيث لمس العدو نقطة الضعف هذه ف اندفعت فرقة منه خلف صفوف المسلمين فى اتجاه الغنائم فاضطربت صفوفهم خوفاً عليها وحاول عبد الرحمن أن يلم شمل جيشه ويعيد النظام ف لم يوفق وأصابه سهم أسقطه شهيدًا! .

    النتيجة : انسحب المسلمون ليلاً دون علم الفرنجة ، ولكن هذا الانسحاب لم يوقف تقدم المسلمين فعادوا مرة أخرى واستولوا على بعض المناطق منها مقاطعة ] و] وتوغلوا فى مقاطعة ] و ] بعد ذلك .
    .
    || .. عهد الولاة .. ||




    بعد إنتهاء عهد الفتح السابق , يبدأ عهد جديد للأندلس يعرف ب عهد الولاة ( 95 - 138 ه ) ,

    وسمي عهد الولاة بهذا الأسم لأن حكم الأندلس في هذه الفترة كان يتولاه رجل يتبع الحاكم العام
    للمسلمين وهو الخليفة الأموي الموجود في بلاد الشام .

    وكان أول الولاة على الأندلس هو عبد العزيز بن موسى بن نصير وذلك بأمر من سليمان بن
    عبد الملك رحمه الله، وكان كأبيه في جهاده وتقواه وورعه، كان يقول عنه أبوه موسى بن
    نصير : عرفته صوّاما قوّاما .

    وقد حكم الأندلس ووطّد فيها الأركان بشدة، وتوالى من بعده الولاة , لتكون سلسلة متتابعة
    من الولاة فإذا نظرنا إلى هذا العهد نرى انه استمر اثنين وأربعين عامًا و قد تعاقب فيها اثنان
    وعشرون واليًا أو عشرون واليًا تولى اثنان منهم مرتين .

    لكي يصبح مجموع فترات حكم الأندلس اثنين وعشرين فترة خلال اثنتين وأربعين سنة، أي أن
    كل والٍ حكم سنتين أو ثلاث سنوات فقط , وهذا التعداد والتعدد وعدم الإستقرار كان عاملاً
    رئيسياً في ضعف الدولة .

    ونستطيع أن نقسّم عهد الولاة بحسب طريقة الإدارة وطريقة الحكم إلى فترتين رئيسيتين :-

    الفترة الأولى : فترة الجهاد والفتوح وعظمة للإسلام والمسلمين ( 95 - 123 ه ) .

    الفترة الثانية : فترة ضعف ومؤامرات ومكائد وما إلى ذلك ( 123 - 138 ه )

    .

    .

    الفترة الأولى : فترة الجهاد والفتوح وعظمة للإسلام والمسلمين ( 95 - 123 ه ) .


    تميزت هذه الفترة بعدة أمور منها :

    # نشر الإسلام في بلاد الأندلس .

    # إلغاء الطبقية ونشر الحرية العقائدية.

    # نشأة جيل المولّدين .

    # الاهتمام بالحضارة المادية.

    # تقليد الأسبان للمسلمين في كل شيء.

    # اتخاذ المسلمين قُرْطُبَة عاصمة لهم.

    # الجهاد في فرنسا.

    لكي تكون هذه الفترة سبب ل عظمة المسلمين وقوتهم ونشرهم للأسلام وتعاليمه وتطبيق

    الشريعة الحنيفة , وتكوين حضارة راقية متعلمة أفادة الملسمين وغيرهم فيما بعد من فترات.

    .

    الفترة الثانية : فترة ضعف ومؤامرات ومكائد وما إلى ذلك ( 123 - 138 ه ) .


    تميزت هذه الفترة بعدة أمور منها :

    # حب الدنيا .

    # تفاقم العنصرية والقبلية .

    # ظلم الولاة .

    # ترك الجهاد .
    لكي تكون هذه الفترة بعكس الفترة الأولى إطلاقاً فحيث الإبتعاد عن الدين الإسلام , ومتطلباته

    من تأدية واجب الجهاد وغيرة , وتسلط الولاة على الشعب وظلمهم وأزدياد حب الذات والبعد

    عن الأخوية الإسلامية كما كانت , والتفكك وزيداة العنصرية والعياذ بالله .

    ..|| مؤسس الدولة الأموية || ..


    .. {{ عبدالرحمن الداخل }} ..

    هو عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك بن مروان الأموى، المُلقّب بصقر قريش ويعرف بالداخل لأنه أول من دخل الأندلس من ملوك الأمويين. ولد عبدالرحمن فى دمشق، ونشأ يتيمًا، حيث مات أبوه وهو صغير فتربَّى فى بيت الخلافة. ولمَّا انقرض مُلك الأمويين فى الشام وتعقَّب العباسيون رجالهم بالفتك، والأسر أفلت عبد الرحمن، وأقام فى قرية على الفرات إلى أن انتقل إلى الأندلس سنة (138ه). وقد تجمَّع الأمويون فى الأندلس حول عبدالرحمن وخاض بهم المعارك ضد أعدائه ودخل قرطبة واستقرَّ بها وبنى فيها قصرًا، وعدة مساجد.
    وحينما اطمئن له أهل الأندلس أعلن استقلال إمارته وقطَع خطبة العباسيين والدعاء لهم على المنابر.ولصمود عبد الرحمن أمام العقبات التى اقتحمت طريقه لقّبه الخليفة المنصور (صقر قريش). وقال عنه ابن الأثير: إنه كان حازمًا سريع النهضة فى طلب الخارجين عليه لا يخلد إلى راحة ولا يَكِلَ الأمور إلى غيره ولا ينفرد برأيه، شجاعًا، مقدامًا شديد الحذر، سخيًا، لَسِنًا، شاعرًا عالمًا، يُقاس بابو جعفر منصور فى حزمه وشدته وضبطه الملك.
    وتوفى عبدالرحمن الداخل فى قرطبة سنة (172ه) ودفن بقصرها.


    تمكن عبد الرحمن بن معاوية -عبد الرحمن الداخل- أن يفلت من قبضة العباسيين بعد ان استولوا على الحكم من الامويين، فهرب إلى أخواله فى الشمال الإفريقى، وأقام عندهم فترة من الزمن، ثم فكر فى دخول الأندلس ليبعد عن العباسيين، فراسل الأمويين بالأندلس، ولما أحس ببعض الاطمئنان قفز إلى هناك عام (138ه)؛ فتجمع حوله الأمويون ومن تبعهم ممن يكرهون والي العباسيين فى الأندلس يوسف الفهرى. فكوَّن عبد الرحمن الداخل من هؤلاء جيشًا كبيرًا، ثم اتجه به نحو قرطبة، فتقابل مع جيش الفهرى فى موقعة عرفت باسم «المصارة» انتهت بهزيمة الفهرى وقتله ودانت الأندلس كلها بعد ذلك لعبد الرحمن الداخل. ويعد هذا التاريخ (138ه) بداية الدولة الأموية فى الأندلس والتى استمرت حتى عام (422ه). ولقد واجه عبد الرحمن الداخل عقبات وتحديات كثيرة من أجل توطيد الحكم الأموى بالأندلس، وخاض فترة الصراع مع دولة الخلافة العباسية وذيولها وبعض الطامحين إلى الحكم. فلقد شجع العباسيون واليهم على إفريقية العلاء بن المغيث على إخضاع الأندلس والقضاء على عبد الرحمن الداخل، فاستجاب العلاء وعبر البحر إلى الأندلس سنة (146ه)؛ ولكنه منى بهزيمة ساحقة على يد عبد الرحمن الداخل. وإلى جانب ذلك اشترك بعض العرب الساخطين على الداخل فى مؤامرة دنيئة مع الزعيم النصرانى شارلمان ضد عبد الرحمن الداخل، ولكن أهل مدينة سرقسطة قاموا بمواجهة هؤلاء العرب الخائنين فباءت مؤامرتهم بالفشل؛ ولصمود الأمير الأموى عبد الرحمن الداخل أمام العقبات التى اعترضت طريقه أعجب به الخليفة المنصور ولقبه ب «صقر قريش».
    واستقر الأمر فى الأندلس فى النهاية إلى الأمويين، واستمرت الدولة الأموية حتى عام (422ه)، مرت خلالها الدولة بفترات قوة وضعف.

    .

    .


    .. {{ خلفاء بني أمية حسب الترتيب }} ..

    1- عبد الرحمن الداخل (138ه).
    2- هشام الأول بن عبد الرحمن (172ه).
    3- الحكم بن هشام (180ه).
    4- عبد الرحمن الأوسط بن هشام (206ه).
    5- محمد بن عبد الرحمن (238ه).
    6- المنذر بن محمد (273ه).
    7- عبد الله بن محمد (275ه).
    8- عبد الرحمن الناصر بن محمد (350ه).
    9- الحكم بن عبد الرحمن (366ه).
    10- هشام الثانى بن الحكم (366- 399ه).

    .

    .

    ..|| الفترة الذهبية || ..


    اما الفتره التي كانت من ازها فترات الدوله الامويه ف كانت فترة حكم عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد (عبد الرحمن الناصر) الذى حكم من عام (300ه- 350ه)، فأثبت أنه أكفأ الحكام، وأحرز نجاحًا تامًا فى ميدان السياسة والحضارة. وكانت قرطبة فى عهده تنار بالمصابيح ليلًا ويستضىء الماشى بسرجها (16كم) لا ينقطع عنه الضوء، وكانت مبلطة ومحاطة بالحدائق الغناء. وتذكر المصادر المختلفة أن الحضارة الإسلامية فى الأندلس شملت عدة اتجاهات، وحوت أكثر ألوان المعرفة أو كلها، ويقسمها بعض المؤرخين إلى قسمين: حضارة فكرية وحضارة عمرانية.

    نهاية الدوله الامويه في الاندلس
    كانت نهاية الدوله الامويه فكانت على يد المنصور ابن ابي عامر والذي استفرد بالوصايه على الخليفه هشام ابن الحكم الثاني وذلك بسبب ان هذا الخليفه لم يتجاوز عمره ال 10 سنوات عندما تولى الحكم مما استوجب وضع وصي عليه يقوم باعماله وبسبب تنازع الامويين على الوصايه على هذا الخليفه ولدرء الفتنه التي حصلت بين الامويين اتفقوا على تعيين المنصور ابن الحكم وقد لقب بالحاجب المنصور والذي بدوره استولى على الوصايه و مبعدها الحكم وبهذا سقط الدوله الامويه في الاندلس وبدأ بعدها عصر من اسوء العصور التي مرت على الاندلس وهو عصر دويلات الطوائف.

    في عهد هشام الثاني استولى على الحكم المنصور بن أبى عامر إلى أن سقطت الخلافة الأموية عام (422ه)، وبدأ عهد ملوك الطوائف
    .
    .. {{ ملوك الطوائف }} ..



    لما انهارت الخلافة الأموية بالأندلس في أوائل القرن الخامس الهجري، انقسمت الأندلس إلى دويلات صغيرة، وإمارات مستقلة، وأعلن كل أمير نفسه ملكا، ودخلت الأندلس في عصر جديد، عُرف باسم "ملوك الطوائف"، وهو اسم صادق في مسماه، دالّ على ما كانت تعانيه البلاد من تمزق وانحلال، ولم يكن يربط بين ملوك دول الطوائف رباط المودة، أو عرى الصداقة، أو وشائج المصلحة، وإنما نفخ الشيطان في روعهم؛ فهم في شقاق مستمر، يقاتل بعضهم بعضا، ينتزع القوي منهم ما في يد الضعيف، يستنصرون بالنصارى، ويحالفونهم ضد بعضهم دون وازع من دين أو ضمير .

    وفي الوقت الذي تجري فيه أحوال ملوك الطوائف على هذا النحو من التفكك والضياع، كانت النصرانية في شمال الأندلس يتّحد ملوكها، وتزداد الروابط بينهم قوة ومتانة، ويجمعون أمرهم على هدف واحد، وتحقق لهم النصر في بعض المواطن، لا عن قوة منهم وحسن إعداد، وإنما عن ضعف ألَمَّ بالمسلمين، وفرّق كلمتهم، وكان يحكم أسبانيا في هذه الفترة ملك طموح عالي الهمة هو "ألفونسو السادس" الذي نجح في توحيد مملكتي قشتالة وليون، وسيطر على الممالك المسيحية الشمالية، وهدد ملوك الطوائف، وألقى الفزع في قلوبهم؛ فراحوا يتوددون إليه، ويدفعون له الجزية عن يد وهم صاغرون .

    _

    _

    ..|| بنو عباد في إشبيلية || ..

    قامت دولة بني عباد في إشبيلية على يد القاضي أبي القاسم محمد بن إسماعيل بن عباد، وكان رجلا طموحا؛ فتطلعت أنظاره إلى جيرانه المسلمين، وانتزع ما في أيديهم، فاشتبك أبو القاسم –ومن بعده ولده أبو عمرو عباد، الملقب بالمعتمد بالله (433- 461ه = 1041 – 1068م)- في سلسلة من الحروب الطاحنة مع أمراء غرناطة ومالقة وقرطبة وإمارات ولاية الغرب، انتهت باستيلاء بني عباد على قرطبة وقرمونة وإستجة ورندة وما حولها من الأراضي، وعلى لبلة وشلب وباجة في غرب الأندلس، واتسعت بذلك مملكة إشبيلية، وغدت أعظم قوة في جنوب الأندلس .

    _
    _

    .. [[ المعتمد بن عباد ]] ..

    كان المعتمد بن عباد حين آل إليه حكم إشبيلية سنة (461 ه = 1068م)، في الثلاثين من عمره، شابا فتيا، فارسا، شجاعا، شاعرا مجيدا، وأميرا جوادا، ذا خِلال باهرة، يحب الأدب ومسامرة أهله؛ فاجتمع في بلاطه نجوم ساطعة من أرباب ونوابغ القصيد من أمثال أبي بكر بن عمار، وابن زيدون، وابن اللبانة، وابن حمديس الصقلي، وكما كان المعتمد شاعرا مجيدا، كانت زوجته اعتماد الرميكية شاعرة كذلك، تجمع إلى جمالها الفاتن البراعة في الشعر والأدب، وكانت إشبيلية حاضرة دولته آية في الروعة والبهاء، تزدان بقصور بني عباد وقواده وكبار رجال دولته .

    غير أن المعتمد بن عباد سلك في سبيل تحقيق أطماعه وطموحاته مسلك أبيه وجده من ممالأة ألفونسو السادس ملك قشتالة على حساب إخوانه المسلمين، ولم يجد في نفسه غضاضة، وهو يقوم بدفع الجزية للملك القشتالي .

    _
    _

    .. {{ صحوة ملوك الطوائف }} ..

    شجعت مواقف ملوك الطوائف المخزية، وعدواتهم لبعضهم البعض، وأثرتهم، وغلبة مصالحهم الذاتية على مصالح أمتهم أن يقوم "ألفونسو" -وقد ملأ الزهو والإعجاب نفسه، واستهان بملوك المسلمين- بالتهام حواضر الأندلس الأخرى؛ فراح يهدد سرقسطة وإشبيلية وبطليوس وغيرها، وأخذت قواته تجتاح أراضي المسلمين، وتخرب مدنهم ومروجهم، واستيقظ ملوك الطوائف على حقيقة مروعة ونهاية محتومة ما لم يتداركوا أمرهم، وتتحد كلمتهم على سواء؛ فسقوط طليطلة ليس عنهم ببعيد، وأدرك المعتمد بن عباد أنه أشد ملوك الطوائف مسئولية عما حدث؛ فكان بمقدوره نجدة طليطلة، ومد يد العون إليها، ولكنه لم يفعل؛ فقد غلَّتْ يدَه معاهدةٌ مخزية عقدها مع ألفونسو، بمقتضاها يتعهد ملك قشتالة بمعاونة المعتمد ضد جيرانه المسلمين، وفي مقابل ذلك يتعهد المعتمد بأن يؤدي الجزية لملك قشتالة، وأن يطلق يده في أعماله العسكرية ضد طليطلة، دون أن يتدخل لمساعدتها، ولما سقطت طليطلة بدأ ألفونسو السادس -وكان لا خلاق له- يشتد في مطالبه المالية، ويشتد في معاملة المعتمد، ويتعمد إهانته؛ بل كاتبه بأن يسلم إليه بلاده وينذره بسوء المصير، وقرن تهديده بالعمل؛ فاجتاحت قواته بلاد المعتمد بن عباد، وخربت مدنها وقُراها .

    _

    _

    .. || الاستعانة بالمرابطين || ..

    لم تكن قوى ملوك الطوائف تكفي لدفع خطر ألفونسو، وحماية أنفسهم من هجماته؛ فتطلعت أبصارهم إلى الضفة الغربية من البحر المتوسط؛ حيث دولة المرابطين، وكانت دولة قوية، بسطت نفوذها بالمغرب، واشتهر سلطانها "يوسف بن تاشفين" بحبه للجهاد وإقامة حكومة على العدل والقسطاس، وكان للمعتمد بن عباد يد طولى في الاستعانة بالمرابطين في جهادهم ضد القشتاليين، بعد أن أبدى بعض ملوك الطوائف تخوّفهم من أن يطمع المرابطون في بلادهم، وأظهروا ترددا في فكرة الاستنصار بهم، وكادت الفتنة تستطير لولا أن أخمدها المعتمد بكلمته المأثورة التي سادت في التاريخ: "رعي الإبل خير من رعي الخنازير"؛ يريد بذلك أنه يفضل أن يكون أسيرا لدى أمير المرابطين يرعى إبله خير من أن يكون أسيرا لدى ملك قشتالة .

    _

    _

    .. [[ معركة الزلاقة ]] ..

    استجاب يوسف بن تاشفين لنداء أمراء الأندلس، فعبر إليهم بقوات ضخمة، وسارت قوى الإسلام المتحدة إلى قتال ألفونسو الذي كان مشغولا بمحاربة ابن هود أمير سرقسطة؛ فلما علم بنبأ هذه الحشود ترك محاربة ابن هود، وجمع جندا من سائر الممالك النصرانية للقاء الجيوش الإسلامية، والتقى الفريقان في سهل الزلاقة بالقرب من بطليموس في معركة هائلة في (12 من رجب 479ه = 23 من أكتوبر 1986م) ثبت فيها المسلمون، وأبلوا بلاء حسنا، وانتهت المعركة بانتصار عظيم، عُد من أيام الإسلام المشهودة، وقتل معظم الجيش القشتالي، ومن نجا منهم وقع أسيرا، وهرب ألفونسو بصعوبة بالغة في نفر قليل من رجاله جريحا ذليلا .

    _

    _

    .. {{ سقوط دول الطوائف }} ..

    شاهد أمير المرابطين عند نزوله الأندلس ما عليه أمراؤها من فُرقة وتنابذ وميل إلى اللهو والترف ورغبة في الدعة، وانصرافهم عن الجهاد والعمل الجاد، وإهمال للرعية وتقاعس عن حماية الدين والوطن من خطر النصارى المتصاعد، فعزم على إقالة هؤلاء الأمراء المترفين المنشغلين بأنفسهم عن مصالح أمتهم، وعزز من هذه الرغبة فتاوى كبار الفقهاء من المغرب والأندلس بوجوب خلع ملوك الطوائف؛ حماية للدين ووقوفا ضد أطماع القشتاليين، وكان حجة الإسلام أبو حامد الغزالي وأبو بكر الطرطوشي على رأس القائلين بهذه الفتوى .

    عبر يوسف بن تاشفين بجيش ضخم إلى الأندلس للمرة الثالثة لهذا الغرض الذي عزم عليه في سنة (483ه 1090م)، وكان قد عبر إليها قبل ذلك في سنة (481ه = 1088م)، ولكنه لم يقم بغزوات ذات شأن، وازداد سخطا لما بدا من تقصير أمراء الطوائف في نصرته، وفي هذه المرة اتجه يوسف بن تاشفين إلى طليطلة، واجتاح في طريقه أراضي قشتالة دون أن يتقدم أحد من ملوك الطوائف لنصرته بعد أن توجسوا منه خيفة، وأدركوا ما عزم عليه، وكان أمير المرابطين يرغب في استعادة طليطلة، ولكنه لم يوفَّق نظرا لمناعتها، وقوة أسوارها، فعاد إلى إشبيلية وفي نيته أن يستخلصها هي وغيرها من مدن الأندلس وحواضرها، وازدادت عزيمته إصرارا على تنفيذ ما وقر في قلبه بسبب ما ترامى إليه من عودة ملوك الطوائف إلى عقد اتفاقيات سرية مع ملك قشتالة، يتعهدون فيها بالامتناع عن معاونة المرابطين، واستهل يوسف بن تاشفين حملته الظافرة بالاستيلاء على غرناطة، ودخلها في (10 من رجب 483ه = سبتمبر 1090م)، وقبض على أميرها عبد الملك بن ملكين، وبعث به سجينا إلى أغمات بالمغرب .

    _

    _

    .. || سقوط إشبيليه || ..


    مئذنة الخيرالدا من آثار المسلمين في الأندلس .

    بعث أمير المرابطين بجيوشه لفتح مدن الأندلس واحدة بعد أخرى، وأرسل قائده الفاتح "سيرين" إلى إشبيلية لفتحها، وأدرك المعتمد أن معركته مع المرابطين هي معركة وجوده؛ فتهيأ لها، واستعد، وتأهب للدفاع عن ملكه وسلطانه بكل ما أوتي من قوة، واستعان بحليفه ألفونسو، فأعانه وأمده بجيش كبير، ولكن المرابطين هزموه على مقربة من قرطبة، وامتنع المعتمد بن عباد بإشبيلية حاضرة مملكته .

    وفي أثناء حصاره تساقطت مدن مملكته في أيدي المرابطين واحدة بعد أخرى؛ فسقطت قرطبة، وقُتل فيها "الفتح بن المعتمد" مدافعا عنها، ثم سقطت رندة، وقُتل ولده "يزيد الراضي بالله" بعد أَسْرِه، وظل المعتمد يدافع عن حاضرته حتى اقتحم المرابطون إشبيلية عَنوة، فخرج يقاتلهم عند باب قصره غير وَجِلٍ ولا هيَّاب، ولكن ذلك لم يدفع عنه شيئا، ووقع أسيرا واستولى المرابطون على إشبيلية في (22 من رجب 484 ه= 7 من سبتمبر 1091م) .
    _

    .. [[ المعتمد بن عباد في المنفى ]] ..


    أمر قائد المرابطين بحمل المعتمد بن عباد وآل بيته إلى منفاهم بالمغرب، وسارت بهم السفينة من إشبيلية في نهر الوادي الكبير في طريقها إلى المغرب، وخرج الناس لتوديعهم محتشدين على ضفتي النهر، وقد ملأ الدمع أعينهم، وذابت قلوبهم حسرة وألما على ملكهم الذي أدبرت عنه الدنيا؛ فخرج هو وأسرته على هذه الصورة المخزية بعد الجاه والسلطان، وقد سجل الشاعر الأندلسي الكبير ابن اللبانة هذا المشهد الحزين بقصيدة مبكية جاء فيها :

    حان الوداعُ فضجّت كل صارخة

    وصارخٍ من مُفداة ومن فادِي

    سارت سفائنُهم والنوْحُ يتبعها

    كأنها إبل يحدو بها الحادي

    كم سال في الماء من دمعٍ وكم حملت

    تلك القطائعُ من قطعاتِ أكبادِ

    وبعد أن وصلت السفينة إلى المغرب أقام المعتمد وأسرته أياما في طنجة، ثم أُخذوا بعد ذلك إلى مكناسة، وقضوا هناك أشهرا قبل أن يرحلوا إلى منفاهم إلى أغمات، وهي مدينة صغيرة تقع على مقربة من مراكش عاصمة دولة المرابطين، وكان قد سبق المعتمد إلى هذا المنفى "عبد الله بن بلكين" أمير غرناطة .

    وفي أغمات عاش المعتمد كاسف البال، كسير القلب، يُعامَل معاملة سيئة، ويتجرع مرَّ الهوان، ليس بجانبه من يخفف عنه مأساته، ويطارحه الحديث؛ فتأنس نفسه وتهدأ. ينظر إلى بناته الأقمار؛ فيشقيه أنهن يغزلن ليحصلن على القوت، ولكنه كان يتجلد ويتذرع بالصبر، ويلجأ إلى شعره، فينفس عن نفسه بقصائد مُشجية مؤثرة. تدخل عليه بناته السجن في يوم عيد، فلما رآهن في ثياب رثة، تبدو عليهن آثار الفقر والفاقة؛ انسابت قريحته بشعر شجي حزين :

    فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا

    فساءك العيدُ في أغمات مأسورًا

    ترى بناتك في الأطمارِ جائعة

    يغزلْن للناس لا يملكْنَ قِطميرا

    برزْن نحوَك للتسليمِ خاشعةً

    أبصارُهنَّ حسيراتٍ مكاسيرا

    يطأْنَ في الطين والأقدام حافية

    كأنها لم تطأْ مسكا وكافورا

    واشتدت وطأة الأَسْرِ على اعتماد الرميكية زوجة المعتمد، ولم تقوَ طويلا على مغالبة المحنة؛ فتُوفيت قبل زوجها، ودُفنت بأغمات على مقربة من سجن زوجها .

    وطال أَسْر المعتمد وسجنه فبلغ نحو أربع سنوات حتى أنقذه الموت من هوان السجن وذل السجان؛ فلقي ربه في (11 من شوال 488 ه = 1095م) ودُفن إلى جانب زوجته .

    .. || عهد المرابطين || ..



    يرجع أصل المرابطين إلى قبيلة لمتونة البربرية كما أن أصل التسمية يرجع إلى أتباع الحركة الإصلاحية التي أسسها عبد الله بن ياسين و الذي قاد حركة جهادية لنشر الدين و كان رجالها يلزمون الرباط بعد كل حملة من حملاتهم الجهادية، بدأت الحركة بنشر الدعوة في الجنوب -إنطلاقاً من موريتانيا- و أفلحوا في حمل بلاد غانا على الإسلام و من ثمة باقي المناطق في عهد يوسف بن تاشفين (1060-1106 م) ثم الجزائر .

    قاد عام 1086 م أولى حملاته في الأندلس و إنتصر على الأسبان في معركة الزلاقة الشهيرة. بين أعوام 1089-1094 م عاد يوسف بن تاشفين مرة أخرى إلى الأندلس و لكن هذه المرة للقضاء على ملوك الطوائف. في عهد علي بن يوسف (1106-1143) تعرض إلى هزائم على أيدي الأسبان في الأندلس ثم إستولى الموحدون على مملكته في غرب إفريقية - منذ 1030 م - . إلى أن قضى هؤلاء على آخر الأمراء بعد إستيلائهم على مراكش عام 1147 م.

    نشأت دولة المرابطين في القرن الخامس الهجرى خارج نطاق المغرب بشمالى أفريقيا، ولكن القبائل التى أنشأتها هى قبائل صنهاجة المغربية التى تتزعمها قبيلة جدالة، ورئيسها يحيى بن إبراهيم بن قرغوت الجدالى الذى ذهب إلى الحج، وهناك قابل أحد الدعاة وطلب منه الذهاب معه لتعليم القبائل الصنهاجية الإسلام، وكان هذا الداعية هو عبد الله بن ياسين الجدولى. وصل عبد الله بن ياسين إلى مناطق قبائل صنهاجة يعلمهم الإسلام، فلقى نجاحًا كبيرًا في قبيلة لمتونة، واستطاع تكوين جماعة سميت المرابطين؛ نظمهم للجهاد في سبيل الله. وبدأ المرابطون من عام (447ه) الجهاد في سبيل الله، وفتح بعض بلاد المغرب بقيادة أبى بكر بن عمر وابن عمه يوسف بن تاشفين، يرافقهم الداعية عبد الله بن ياسين الذى استشهد أثناء المعارك. ويعتبر عام (461ه) البدء الحقيقى لدولة المرابطين، إذ انتصروا على قبائل زناتة وانتزعوا منها السيادة على إقليم تافيللت، وفى هذا العام أيضًا بدأ المرابطون في تأسيس قاعدة عسكرية وسياسية للدولة، وذلك ببناء مدينة مراكش المغربية المعروفة. وفى هذا العام أيضًا (461ه) انتقل أبو بكر بن عمر إلى الصحراء لمواصلة الجهاد، بينما ترأس المرابطين في مراكش ابن عمه يوسف بن تاشفين وهو الذى قاد الحركة المرابطية منذ ذلك الحين، وأسس الدولة الكبرى في المغرب أولاً، ثم اتجه إلى الأندلس لإنقاذ ما يمكن انقاذه. عبر يوسف بن تاشفين إلى الأندلس في عام (479ه) بعد أن استنجد به المعتمد بن عباد لينقذ الأندلس من تقدم النصارى، فاستجاب ابن تاشفين وحقق جيش المرابطين نصر الزلاقة في 12رجب من هذا العام ثم عاد إلى مركزه بالمغرب. وأعجب ملوك الطوائف بيوسف بن تاشفين إذ ترك لهم غنائم معركة الزلاقة ودعاهم إلى الوحدة والتآلف لمواجهة النصارى. عبر المعتمد بن عباد إلى المغرب، وطلب من يوسف بن تاشفين النجدة للمرة الثانية؛ فعبر يوسف إلى الأندلس، وهناك لم يأت إليه من ملوك الطوائف غير المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية وابن عبد العزيز صاحب مرسية، وبعد أن تمكنوا من صد غارات النصارى عاد يوسف بن تاشفين إلى الأندلس وهو يضمر في نفسه شيئًا لملوك الطوائف. وفى عام (483ه) عبر يوسف بن تاشفين للمرة الثالثة إلى الأندلس وحاصر ألفونس السادس في طليطلة، ولم يأت أحد من ملوك الطوائف لمساعدته؛ فلم يتمكن من فتح طليطلة؛ ففك الحصار، ورأى أن يعزل ملوك الطوائف بعد أن تلقّى عدة فتاوى من كل بلاد المسلمين حتى من الشام لضم الأندلس إلى دولة المرابطين لحمايتها من زحف النصارى الذين كانوا يهجمون على دول الطوائف المتفرقة الضعيفة ، فبدأ بغرناطة فاستولى عليها، وجعلها مركز المرابطين في الأندلس، وولى عليها سيرى بن أبى بكر وعاد هو إلى المغرب. وقبل أن ينتقل يوسف إلى المغرب طلب من واليه سيرى بن أبى بكر أن يخضع باقى دول الطوائف لتنصهر جميعًا تحت لواء المرابطين. وفى عام (500ه) توفى يوسف بن تاشفين الذى كان حسن السيرة عادلًا، وكان من أبطال الإسلام الذين عملوا على توحيد دولته وبعث القوة فيه من جديد. وبعد وفاة يوسف بن تاشفين تولى بعده ابنه على بن يوسف حتى عام (537ه). وبعد فترة غير قليلة من انتهاء حكم على بن يوسف بدأ الضعف يدب في أوصال دولة المرابطين، إذ بدأ يتوالى على الحكم أمراء ضعاف النفوس، لم يستطيعوا الحفاظ على دولة المرابطين في وجه حملة دولة الموحدين في إفريقية وثوار الأندلس، فما أن وافت سنة (540ه) حتى انتهى ملك المرابطين وتم خضوع الأندلس وشمالى إفريقيا لدولة الموحدين. هذا وقد حكم دولة المرابطين ستة ملوك منهم: أبو بكر بن عمر، ويوسف بن تاشفين الذين أسسوا الدولة وبنوها وهذه قائمة بأسماء ملوك المرابطين وفترة حكمهم: 1- أبو بكر بن عمر (448ه - 480ه). 2- يوسف بن تاشفين (480ه - 500ه). 3- على بن يوسف (500ه - 537ه). 4- تاشفين بن على (537ه - 541ه). 5- إبراهيم بن تاشفين (541ه، وتوفى سنة توليه). 6- إسحاق بن على (541 ه، سقوط الدولة).




    قائمة الأمراء وتواريخ حكمهم :
    الحاكم الحكم
    1 يوسف بن تاشفين بن تالاكاكين 1062-1107
    2 علي بن يوسف 1107-1143
    3 تاشفين بن علي 1143-1146
    4 إبراهيم بن تاشفين 1146-1146
    5 إسحق بن علي بن يوسف بن تاشفين‏ 1146-1147
    يوسف بن تاشفين بن تالاكاكين (حكم في فاس فقط ) 1062-1063
    .


    ..|| عهد الموحدين || ..



    قامت دولة الموحدين في المغرب في القرن السادس الهجري على أساس دعوة دينية خالصة،
    تلتزم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتستهدف إقامة خلافة إسلامية تعود بالمسلمين إلى عهد الخلفاء
    الراشدين، وكان يقود هذه الدعوة الإصلاحية الشيخ "محمد بن تومرت"، وجمع حوله الأتباع إليه، ثم قام تلميذه
    "عبد المؤمن بن علي الكومي" بمتابعة دعوته، وتنظيم الأعوان، ودخل في صراع مع دولة المرابطين دام أكثر
    من خمسة عشر عامًا، إلى أن نجح في إحكام قبضته على المغرب الأقصى، ودخول مراكش عاصمة المرابطين
    في سنة (541ه= 1146)، معلنًا شروق دولة جديدة، هي دولة الموحدين.

    وبعد نجاح "عبد المؤمن بن علي" في إقامة دولته بالمغرب، وإرساء دعائمها، ووضع نظمها وقوانينها -
    اتجه إلى الأندلس لضمها
    إلى دولته، وتنظيم شئونها والدفاع عنها ضد هجمات النصارى، فنجح في ذلك، وأقام على قواعد الأندلس رجالاً من آل بيته.
    وبعد وفاته سنة (558 ه= 1163م) خلفه ابنه "يوسف" فاستكمل سياسة أبيه، ووطّد نفوذ دولته في الأندلس، وبعث إليها بالجيوش لتأمين ثغورها
    ، وتقوية إماراتها. وفي إحدى غزواته فيها سنة (579 ه= 1183م) أصيب بسهم عند أسوار "شنترين"، فرجع إلى مراكش مصابًا، وقضى نحبه
    بها سنة (580ه=1184م).

    ولي "يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن" خلافة دولة الموحدين بعد أبيه، وتلقب بالمنصور، وكان قائدًا ماهرًا، وسياسيًا قديرًا، ورجل دولة من الطراز الأول
    ، ويعد من أبطال المسلمين العظام في القرن السادس الهجريوقد أولى المنصور الموحدي عناية فائقة بالأندلس، وتأمينها ضد هجمات مملكتي قشتالة
    وليون المسيحيتين، واتخذ من عقد معاهدات الصلح معها سبيلاً إلى تحقيق الأمن في الأندلس، ثم اضطرته الأحداث إلى خوض المعارك ضدهما
    حين نقضا المعاهدات ونكثا بالعهود وهاجما أراضي المسلمين، وكانت معركة "الأرك" التي خلّدها التاريخ وكان هو بطلها الأول، ووقعت أحداثها في
    (التاسع من شعبان 591ه= 18 من يوليو 1195م) عند حصن الأرك، وأسفرت عن نصر مؤزر للمسلمين، وانكسار حدة الهجمات النصرانية بعد أن خسرت
    القوات القشتالية نحو ثلاثين ألفا.

    لم تقتصر عناية الموحدين بتوفير الأمن والحماية للأندلس وتقوية ثغورها وقواعدها، وإنما تعدى الاهتمام إلى الارتقاء بالأندلس والنهوض به،
    ورعاية مظاهر النهضة فيه،فأقام الخليفة "يوسف بن علي" بعض المشروعات في إشبيلية، لعل من أشهرها بناء القنطرة على نهر الوادي الكبير
    ، وتأسيس جامع إشبيلية الأعظم سنة (567 ه= 1172م)، ثم أتمّ ابنه المنصور مئذنته الكبيرة سنة (584ه= 1188م)، ولا تزال هذه المئذنة قائمة حتى الآن،
    وتعرف باسم "لا خيرا لدا" ويبلغ ارتفاعها 96 مترًا

    بعد هزيمة "ألفونسو الثامن" ملك قشتالة وليون في معركة الأرك عقد هدنة بين المسلمين والنصارى سنة (594ه= 1198م)، غير أن تلك الهزيمة كانت
    تقض مضجعه، وتثير في نفسه نوازع الانتقام؛ فانتهز فرصة الهدنة في تحصين قلاع بلاده الواقعة على الحدود، ونبذ الفُرقة والخصام مع خصومه من ملوك النصارى
    ، حتى إذا وجد في نفسه القوة نقض المعاهدة، وأغار على بلاد المسلمين، فعاث فسادًا في أراضي جيان وبياسة وأجزاء من مرسية.

    ولما علم الناصر بخروج الجيوش المسيحية المجتمعة خرج للقائهم، واستنفر الناس من أقاصي البلاد، فاجتمعت إليه جيوش كثيفة من القبائل المغربية
    والمتطوعة وجند الموحدين النظاميين، وجند الأندلس، وتألف من تلك الجموع الجرارة جيش عظيم بلغ نحو ثلاثمائة ألف مقاتل، وكان ممن وفد عليه بإشبيلية
    "أبو الحجاج يوسف بن قادس" قائد حامية رباح، فأمر الناصر بقتله دون أن يسمع حجته أو يحاط علمًا بملابسات التسليم، وأثار قتله غضب الكتائب الأندلسية على الخليفة
    الناصر الموحدي.
    استعد كل من الطرفين للقاء، والتقيا في أحد الوديان بين جبال سير مورينا، وهضبة لينارس، بالقرب من بلدة "تولوسا"، ويطلق الأسبان على هذه الوديان اسم "نافاس"؛
    ولذا عرفت الموقعة عندهم باسم "لاس نافاس دي تولوسا"، ويسمي المؤرخون المسلمون هذا الموضع ب"العقاب"، نسبة إلى حصن أموي قائم بالقرب من المكان الذي دارت
    فيه المعركة.
    وفي (15 من صفر 609 ه= 17 من يوليو 1212م) نشبت المعركة بين الفريقين، وأقبلت مقدمة جموع الصليبيين الضخمة، فاجتاحوا الجند المتطوعة وكانوا في مقدمة الجيش
    ، فأبادوهم عن آخرهم، وتمكنوا من الوصول إلى قلب الجيش الموحدي واشتبكوا معه، لكن القلب صمد لهذا الهجوم الجامح، ولاح النصر للمسلمين.
    فلما رأى ذلك ملك قشتالة اندفع بقواته وقوات مملكتي ليون والبرتغال وكانت تمثل قلب الجيش الصليبي، واندفع وراءه ملكا "أرغون" و"نبرة" بقواتهما
    وكانا يمثلان جناحي الجيش، فأطبقا على الجيش الموحدي من كل جانب، فاضطربت صفوف الجيش، ولاذ الجند بالفرار؛ مما أربك أوضاع الجيش
    الذي استسلم للهزيمة القاسية.
    وفر الناصر من ساحة القتال مع مجموعة من رجاله، وخسر المسلمون الألوف من المجاهدين في الأندلس، وعددا كبيرا من خيرة العلماء والفقهاء والقضاء،
    واستولى النصارى على معسكر الموحدين بجميع محتوياته من العتاد والسلاح والخيام والبسط والأقمشة والدواب. ولا تزال بعض أعلام الموحدين وخيمهم
    في معركة العقاب محفوظة في إسبانيا.
    وقد فجع الموحدون بهذه الهزيمة القاسية التي راح ضحيتها الألوف من زهرة جنود المسلمين؛ مما أضعف دولة الموحدين، وأفقدهم هيبتهم وقوتهم. وبعد وفاة الناصر
    سنة (610ه = 1213م) بدأ الضعف يتسلل إلى الدولة، ويتطرق إليها الخلاف والفرقة؛ مما أضعف الأندلس، وشجع النصارى على تصفية ما بقي للمسلمين من أرض،
    واختزلت دولتهم في مملكة غرناطة في جنوب الأندلس


    ..|| سقوط غرناطه || ..




    سقطت عدة دول من الدول الإسلامية في الأندلس أبرزها دولة الموحدين بعد هزيمتهم في موقعة حصن العقاب عام (( 609 ه )) جعلت هذه الهزيمة من المسلمين بالأندلس كالجسد الواهن الذي لا يقدر على الحراك .. أما النصارى فلم يكن منهم غير أنهم يطبخون المسلمين على نار هادئة .. منتظرين اللحظة الحاسمة للإنقضاض على المسلمين بعدما أستولوا على العديد من المراكز المهمة أمثال ولاية الأندلس الشرقية والوسطى والكبرى .. وسقطت قرطبة وبالنسيا وإشبيلية وبطليوس ، ولم يكن تمركز المسلمين إلا في بعض الولايات الصغيرة المعدودة في الجنوب .. حيث قامت هناك مملكة للمسلمين عُرفت بإسم (( غرناطة )) وشائت الأقدار أن يمتد فيها المسلمين لقرنين من الزمن وأقام المسلمون فيها حضارة واهية وزاهية وكبيرة .. لازال تاريخها ليومنا هذا ، إلا أن الملكان " إيزابيلا " و " فيرديناند الخامس " انقضا على هذة المملكة .. وحاصراها بقوتهما بحصار شديد مُنع فيه الإتصال بالخارج والتزود بالمؤنات .. فأنتظرت المدينة أن يأتي احد ليساعدها ، إلا انها اعلنت الإستستلام ،،

    صبرت وصبرت المملكة الأخيرة المتبقية مملكة غرناطة .. إلا أنها لم تكن تملك سلاح أقوى من الشجاعة لكي تتحلى به لأن الحصار الذي دام سبعة أشهر حرمها من كل شيء ، استبسل المسلمون وقاتلوا بكل شراسة إلا أن أعداد النصارى كانت تتضاعف وتتزايد .. ويتفاقم الوضع في المملكة ، ولا تأتي أي مساعدات من الخارج ، فقامت هناك طائفة كبيرة تدعو لتسليم المملكة للنصارى والإستسلام مُعللين ذالك بأنه مافي اليد من حيلة كان على رأس هذه الطائفة (( أبو عبدالله محمد )) سلطان غرناطة .. وبعضاً من وزرائه الذين أيدوه ، وأختفى بين هذه الأصوات صوت الشجاعة والحق والبطولة .. لأن الغالبية العظمى كانت لإدارة المملكة .. وكلفت المملكة (( أبي قاسم عبد الملك )) للقيام بمهمة التفاوض مع الملكين الكاثولوكيين ،،

    وكان هذيين الملكين هما السبب في زعزعة الثقة بنفوس المسلمين .. والتخلي عن الإستبسال ، وكانا أصلاً قد هيئا الأمور لاستسلام المملكة حتى لا يعارض أحداً مع بعض الإغرائات من قبلهم للسلطان أبي عبدالله وبعض وزرائه ما جعل التخاذل موجوداً في صفوف المسلمين ، استمرت المفاوضات حوالي أسبوع بعدها اتفق الطرفان على ما سُمي ب(( معاهدة للتسليم )) وافق عليها الملكان في 21 من محرم 897 ه الموافق 25 نوفمبر 1491 ، وكانت تتسم المفاوضات بالسرية التامة خشية ثوران أهالي غرناطة على قرار الإستسلام ،،

    وكان يتصف (( أبي قاسم بن عبد الملك )) ومعاونه (( يوسف بن كماشة )) بالتخاذل حيث بديا مصلحتهما الشخصية على الصالح العام .. ففي خطابهما للملكين أعلنا ولائهما الكامل لهما .. وأنهم منهم لا من المسلمين ، بعدها بفترة أضيع خبر تسليم غرناطة للمسيحيين وعمّ الحزن أجواء المملكة .. والغضب .. وبكى حينها سلطان المملكة (( أبو عبدالله محمد )) وقات له والدته : " أبكِ كالنِساء .. على مُلكٍ لم تُحافظ عليه كَالرِجال " ، بعدها دخلت الجيوش القشتالية للمملكة وسط حزن عام .. ورُفعت حينها العلم الصليبي للمسيحين بعدما كانت تُرفع راية الإسلام .. ودقت الطبول واشتعلت المدافع مُعلنة أن الملكين في طريقهما للقصر الأحمر ، وكانت غرناطة آخر مملكة للمسلمين في الأندلس ، أتفق بعجها المسيحيين على محو جميع آثار المسلمين إلا أنهم ذهلوا حينما رأوا البنايات والقصور الفخمة .. الذين حتى عَجزوا عن هدمها .. فقرروا الإبقاء عليها .. وهي لاتزال ليومنا هذا .
    .. || خاتمة || ..

    لكل موضوع مقدمة وخاتمة .. وكانت هذه خاتمة موضوعنا .. والذي تحدث عن المسلمين الأوائل وتاريخهم وحضارتهم في الأندلس .. والتي يعتز ويفتخر بها حالياً الإسبان كتاريخ لهم ..

    ونرجوا من الله العلي القدير أن تكون عزيزي القارئ قد استفدت فعلياً معلومات من الموضوع .. وأن يكون قد حاز على رضاك من الألف حتى الياء .. ونسأل الله عز وجل أن تكون فعلاً كل ماقيل صحيح ، ونتأسف منكم إذا كانت هُناك أي خطأ قد بدر .. فهذا تاريخ وهو معرض للتحريف وبشكل كبير جداً .. خصوصاً على أيدي الأجانب .

    مع انتظار موضوع قادم إن شاء الله .. كما نتمنى التطرق في كل مرة للمسلمين الأوائل وكيفية تضحيتهم وتفانيهم في الدفاع عن الأسلام لأن والله هذا الحديث لا يُمل أبداً .. وحتى يقتدي أطفالنا وشبابنا ورجالنا وشيوخنا اليوم بما فعله الأوائل ..

    المصدر : جريدة البوكس نيوز
    --------------
    منقول عمن نقله ::






    لاَ تحزَنْ إذا مَنعَ اللهُ عَنْكَ شَيء تُحِبُه فَلَو​​​​​​​ عَلِمْتمْ كَيْفَ يُدَبّرُ الرّبُ أمُورَكمْ لذابَتْ قلوبُكمْ مِنْ مَحَبته










  2. #2
    عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية نبيل الكهالي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    5,289
    معدل تقييم المستوى
    21

    افتراضي رد: الاندلس المفقود

    موضوع راااااااااااائع وجميل مشكورة وبارك الله فيك
    أشياء صغيرة جداً ، ولكنها جميلة جداً ♥
    - كـ اتصال صديق لا يريد شيئاً ، فقط ليخبرك أنه اشتاق إليك كثيراً !
    - كـ احتضان وسط المطر ()
    - كـ وعود أصدقاء الطفولة ، أنهم لن ينسوك أبداً !
    - كـ الضحك مع اصدقائي على أشياء لا معنى لها !
    - كـ دعوات أمي كلما رآتني ..
    - كـ ابتسامة امتنان من وجه أدخلت عليه شيئاً من الفرح !
    ،
    أعطوا بـ سخاء ، فالأشياء الصغيرة لا تكلّف شيئاً ولكنها تُسعد كثيراً

    [IMG]http://vb.tjribi.com[/URL]
    تجريبي كوم

    .. مَن لم يعشق تراب اليمن ..
    .. فهـو عندي بمثابة الصِفرَ ..


  3. #3
    تكنولوجي نشيط الصورة الرمزية نسمة هواء
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الدولة
    المملكة العربية السعودية
    العمر
    33
    المشاركات
    60
    معدل تقييم المستوى
    14

    Post رد: الاندلس المفقود

    العفو لاشكر على واجب ومن واجبي اختيار الافضل للمنتدى






    لاَ تحزَنْ إذا مَنعَ اللهُ عَنْكَ شَيء تُحِبُه فَلَو​​​​​​​ عَلِمْتمْ كَيْفَ يُدَبّرُ الرّبُ أمُورَكمْ لذابَتْ قلوبُكمْ مِنْ مَحَبته










  4. #4
    تكنولوجي جديد
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    العمر
    28
    المشاركات
    2
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: الاندلس المفقود

    الموضوع فعلا اكثر من رائع
    و انا اشعر بما تشعر به من احزان لانى فعلا حزين على الأندلس و اثناء البحث لقيت الموضوع الرائع دا و خلنى اسجل فى المنتدى و الاشتراك فيه

    لك جزيل الشكر
    التعديل الأخير تم بواسطة general_mezo ; 01-03-2012 الساعة 08:59 PM

  5. #5
    مشرف القسم العام
    قسم هندسة الكهرباء
    قسم هندسة الشبكات wan lan
    الصورة الرمزية سائر في ربى الزمن
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    المشاركات
    5,301
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: الاندلس المفقود

    موضوع اكثر من رائع وشامل الموضوع من مختلف النواحي سلمت علي الاختبار الرائع والمثالي فعلا تمنا المزيد والمزيد كل التوفيق وشكرا لاختيارك

 

 

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
لتوفير الجهد والوقت عليك ابحث عن ما تريد في جوجل من هنا

جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة توب ماكس تكنولوجي

Copyright © 2007 - 2010, topmaxtech.net . Trans by topmaxtech.

المعهد غير مسئول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه اتجاه ما يقوم به من بيع وشراء و اتفاق مع أي شخص أو جهة