تفكير النظم وإسترتيجيات التغيير - العلاقات العامة والتسويق :: سحر الشخصية
أهلا وسهلا بك إلى معهد توب ماكس تكنولوجي.
  1. ما شاء الله تبارك الله ( يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك )
  2. معهد توب ماكس تكنولوجي | أعلى قمة للتكنولوجيا الحديثة في الشرق الأوسط - صرح علمي متميز
  3. طريقة تسجيل عضوية في معهد توب ماكس تكنولوجي بشكل سريع
    مع ملاحظة أن التسجيل مجاني ومفتوح طيلة أيام الأسبوع عند تسجيل العضوية تأكد من البريد الالكتروني أن يكون صحيحا لتفعيل عضويتك وأيضا أن تكتبه بحروف صغيره small و ليست كبيرة تستطيع أيضا استخدام الروابط التالي : استرجاع كلمة المرور | طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية
  4. اشترك ألان في خدمة رسائل المعهد اليومية لتعرف كل جديد اضغط هنا للاشتراك
التفاصيل : الردود : 0 المرفقات : 0 المشاهدات: 4457 مشاهدة
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق…

المواضيع المتشابهه

  1. دراغان: الهلال سرق تفكير لاعبي النصر
    بواسطة كاتب الأخبار في المنتدى الاخبار الرياضية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-08-2011, 03:10 AM
  2. بندر بن محمد: تفكير الاتحاد ب«الخماسية» سيجعل الكأس هلالية
    بواسطة كاتب الأخبار في المنتدى الاخبار الرياضية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-07-2010, 02:50 AM
  3. تفكير بصوت عالٍ - محمد محفوظ
    بواسطة كاتب الأخبار في المنتدى مقالات وأخبار الحوادث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-24-2009, 03:00 AM

النتائج 1 إلى 1 من 1
  1. #1
    مشرف القسم العام
    قسم هندسة الكهرباء
    قسم هندسة الشبكات wan lan
    الصورة الرمزية سائر في ربى الزمن
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    المشاركات
    5,301
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي تفكير النظم وإسترتيجيات التغيير

    التمهــــــــيد






    فلنعطى لأنفسنا الفرصة ولنتوقف للحظات وننظر إلى العالم الذي نراه أمام أعيننا و ونمعن التركيز فيما يدور من حولنا ونسأل أنفسنا؛ ترى ما هي الأشياء التي لا يمكننا التعرف عليها ألان ؟ . وهل هناك علاقات ما غير مرئية (قوى خفيه) يمكن أن تتواجد فيما بين الناس و الأشياء و الأحداث و الأفكار و ما هي تلك هذه العلاقات ؟ وهـل يمكن أن تؤثر تلك العلاقات في هذا العالم المحيط بنا ؟


    هذه الأسئلة يمكن أن تولد لدينا نوع من التناقض؛ فكيف يمكننا التعرف على شيء لا نستطيع رؤيته و إدراكه ؟. ولكن إذا أمعنا القليل من التفكير سنجد أنه من خلال مسار الحياة اليومية نمر بالعديد من الأحداث المليئة بالرموز والإشارات التي قد تؤشر إلى حقائق معينه لا نستطيع إدراكها ونعيها، الأمر الذي يمكن أن يترتب علية نتائج غير مرغوب فيها تؤثر فينا وتجعلنا محبطين لعدم تمكنا من فهمها وعجزنا ربما عــن علاج البعض من أثارها السلبية على حياتنا، أومن التعامل معها بصورة صحيحة.












    هذه الرموز والإشارات لابد مـن أن تحفزنا للبحث عن طريقة جديدة من التفكير تتيح لنا استكشاف هذه العلاقات الخفية وتأثيراتها، بدلا من الاستمرار كأسرى لنتائجها، وهى نفسها التي قد نحاول معالجتها و التعامل معها بالطرق التقليدية المعروفة لدينا بغرض تغيرها أو تطويعها فلا نحصل على شيء بل قد يترتب على ذلك أسوأ مما يمكن توقعه، ومن الأمثلة الشائعة لتأثير تجاهل تلك العلاقات الخفية مثلا على إدارة أعمال الشركات والمؤسسات والمشاريع المختلفة والتحكم الصحيح بها ما يمكن ملاحظته مما يلي:
    *- إهدار الطاقات واستنفاد المجهودات فيما يمكن اعتباره أساليب ووسائل حسنة النية يمكن أن يؤدى في النهاية لحدوث تغيير أو تطوير طفيف في مسار الأعمال لا يمكن مقارنته بما تم إهداره من مجهود و ما ترتب على ذلك من خسارة في الوقت و الموارد.
    *- اللجوء إلى تطبيق حلول زمنية (وقتية) تعمل على تجاوز مشكلة اليوم وتخلق مشكلة أكثر تعقيدا في الغد مثل اللجوء إلى ما يمكن أن نطلق علية المسكنات والتي ثبت أنها لا تفيد بل يمكن أن تزيد الأمر سوءا.
    *- التمسك بمبادرة ما داخل إحدى قطاعات الأعمال أو المؤسسات؛ حيث تكون بدايتها براقة ومشرقة ؛ ثم ما تلبث أن تفقد قوة اندفاعها تدريجيا وجزوتها حتى تتهاوى في نهاية الأمر.
    *- الاندفاع أكثر فأكثر فقط من أجل رؤية غاية ما قد تتحقق وحيث يكون المردود لذلك في تناقص مستمر مقارنة لما يمكن تحقيقه.



    عـــالم النــــظم

    قبل أن نسترسل مع منهجية تفكير النظم، لابد لنا أن نتعرف على ماهية النظم وماذا تعنى لنا وعلى ماذا تحتوى وما هي الفوارق بينها وبين مجموعات الأجزاء أو الأشياء الأخرى التي قد ننخدع بها ونحسبها نظاما وهى على عكس ذلك تماما.
    النظام هو مجموعة من المكونات (Components) أو الأجزاء (Parts) المتفاعلة فيما بينها وذات العلاقات البينية و ألاعتمادية التبادلية (أي يعتمد كل منهم على الآخر) والتي تتوحد مع بعضها البعض من خلال ترتيب معين لتشكل المكون أو الكل أو المضمون لهذا النظام.

    النظم المختلفة موجودة في كل مكان :
    *- قسم المبيعات و التسويق داخل المؤسسات و الشركات.
    *- ساعة اليد و الحائط.
    *- الدورة الدموية للإنسان و الحيوان.
    *- محرك السيارة.

    *- الغسالة الكهربائيه.
    *- العين البشرية.
    *- الزواج و العلاقة الأسرية.
    *- مباراة في كرة القدم.

    *- خلية نحل العسل المسكونة.

    بصورة عامة هناك نوعان من النظم:
    أ‌- النظم الحية (Living Systems) وهى التي تعمل بصورة تلقائية كالعين والقلب ودورات الحــياة
    للكائنات الحية فى الطبيعة.
    ب‌- النظم الغير حية (Non-living Systems) وهى النظـــم التي قـــام الإنسان بابتكارها وإيجادهـــا
    كالساعة ومحرك السيارة وقسم الأبحاث و التطوير في إحدى المؤسسات.


    النظم لابد أن تتميز بالخصائص التالية:



    1- كل نظام لدية مهمة محددة داخل نظام أخر اكبر:
    - القلب (نظام) مهمته دفع الدم داخل الدورة الدموية (نظام أكبر).

    - قسم الأبحاث و التطوير (نظام) مهمته ابتكار أفكار جديدة لتسويق المنتجات أو الخدمات للمؤسسة أو الشركة (نظام أكبر).

    2 - جميع أجزاء النظام الواحد لابد من تواجدها لتأدية مهمتها بالصورة التامة والمثلي:
    - العضلة و الأنسجة و الشرايين و الأوردة و الأعصاب و الدم لابد من توفرهم ليتمكن القلب من أداء عمله.

    - الأفراد و المعدات و المكان و الاتصالات و المساندة لابد من توفرهم ليتمكن فريق البحث و التطوير في المؤسسة من إنجاز عمله.
    3- جميع أجزاء النظام الواحد لابد من أن تكون مرتبه بطريقة محددة لتأدية مهمتها بالصورة التامة والمثلي:
    - قلب الساعة يحتوى على ترتيب متقن ومحدد للمكونات من تروس وعقارب ووصلات زمبركية من مختلف الأحجام وبطارية وذلك لحساب الوقت بدقة.
    - التدرج في عمليات البحث و التطوير للمنتج أو الخدمة لابد أن تبدأ أولا من مرحلة الاستكشاف و الاختبارات في المعامل بالنسبة للمنتج و الأبحاث بالنسبة للخدمات ومن ثم التدرج في عمليات التحسين و التطوير للوصول إلى الشكل النهائي للمنتج أو الخدمة.
    4- النظام لابد من أن يتغير وفقا للمردود:
    ما يسمى بالمردود أو العائد (Feedback) هو العنصر الحاسم في تفكير النظم، وهى المعلومات التي ترجع (ترد أو تعود) إلى الأصل (المتعامل مع النظام) كنتيجة لاتخاذه خطوة ما أو إتباع وسيلة سابقة، والمردود هو المؤشر الواضح من اجل إبلاغ المتعامل مع النظام عما يمكن اتخاذه من خطوه أو وسيلة تالية تجاه هذا النظام، بناءا علية لابد أن يكون النظام دائما متغيرا تبعا للمردود الحادث نتيجة اتخاذ خطوات أو إتباع أساليب محددة.
    مثال:
    أنت مسافرا وتقود سيارتك بسرعة عالية (نظام تنقل - متحرك)، فجأة ظهرت أمامــك لوحة تحذيرية (لمحة بصرية) بوجود منعطف حاد قادم أمامك في الطريق، تلقائيا ستدفعك حواسك المختلفة لتركيز الأنتباة (هذا هو المردود)، ثم إبطاء السرعة (اتخاذ خطوة) إلى الحد الذي يسمح بتجاوز المنعطف بسلام. السيارة (نظام التنقل) تغيرت من حالة السرعة العالية إلى حالة السرعة البطيئة نتيجة معلومات المردود التي تم التعرف عليها وتم تلقيها سابقا من المتعامل مع النظام (اللمحة البصرية للسائق).
    5- النظام يحافظ على استقراره وتوازنه نتيجة لتبنية التعديل الذاتى المستمر والإنضباط وفقا للمردود:
    مثال:
    درجة حرارة الجسم البشرى (نظام حيوي) الطبيعية هي 37 درجة مئوية، إذا تعرض الجسم البشرى إلى ازدياد في درجات الحرارة (تأثير مناخي أو مكاني)، يعمد الجسم (المردود) فورا إلى إفراز العرق على الجلد (تعديل وضبط النظام) لترطيبة من اجل العمل على ضبط درجة حرارة الجسم عند حدودها الطبيعية (استقرار وإتزان النظام).

    الفرق بين النظام ومجموعة أو حزمة من الاجزاء أو الاشياء



    كما سبق وذكرنا لابد أن تتميز النظم بالتفاعلية وتبادل العلاقات والاعتماديه فيما بين أجزائها أو مكوناتها، بناء على ذلك يمكننا التفريق بينها و بين أي حزمه من الأجزاء أو المكونات، فمثلا:

    *- قاعدة البيانات على القرص الصلب.
    *- خلية النحل الشاغرة.
    *- مجموعة اللوحات الفنية المختلفة الأحجام المعلقة على الحائط.
    *- محرك السيارة على أحد رفوف مخزن قسم قطع الغيار.
    *- مجموعة الأقلام داخل العلبة أمامك على المكتب.
    *- تروس الساعة وأجزائها المفككة.


    إذا نظرنا إلى كافة المجموعات السابقة لمقارنتها بالنظم سنجد أن هناك عامل حاسم وواضح يجعلنا نميز بينها وبين النظم، وهو افتقادها لأي تفاعلية بين الأجزاء المكونة لكل منها، حتى إذا تركت كل مجموعه لفترة طويلة من الزمن على حالها لن يطاولها أي تغيير؛ اللهم إلا عامل التقادم.



    ما هو تفكير النظم ؟

    تفكير النظم (Systems Thinking) يعمل على تقديم أفق للتفكير قوى وحديث؛ ويمكن اعتباره لغة علميه ذات ملامح خاصة حيث تتضمن منهجيته على مجموعة من الأدوات الفعالة التي تعمل على حل اعتي المشاكل التي نواجهها يوميا في الحياة و العمل؛ وهو أسلوب واقعي لفهم الحقيقة التى تدعو للتأكيد على العلاقات والتفاعلية والإعتمادية بين أجزاء ومكونات نظام ما وليس على تلك الاجزاء والمكونات نفسها ، حيث يعتمد على ما يسمى بالنظام التفاعلي (System Dynamics)؛ الذي يعتبر الجانب العملي له، وهذا مما يؤكد على قيمته العملية العالية المستندة على أساس نظري متين.
    ايضا يسعى تفكير النظم إلى توفير إمكانية التوصل إلى حلول مضمونة ومحكمة تتسم بإلاستمرارية وتماهى تطور المشاريع والأعمال وتمتاز بمنظور بعيد للرؤية لدية القدرة على مواجهة ما قد يحدث من تبعات أو عواقب غير متوقعة نتيجة تبنى سياسات أو إستراتيجيات إدارية أو تنفيذية مغايرة أو جديدة، كما يشمل إطار تفكير النظم فى سعية لإيجاد الحلول الناجعة، على كافة ما يؤثر فى المشاكل المطلوب إيجاد الحل لها والذى قد يكون مرتبطا بنواحى الحياة المختلفة المحيطة بها والتى من السهل إكتشافها والتعامل معها بمجرد التعرف عليها.

    كما يقدم لنا تفكير النظم منظورا جديدا يساعدنا على رؤية كل من الأحداث (Events) والأشياء (Things) التى تحيط بنا فـــى حياتنا اليومــية بصورة أكثر وضــوحا وعمــق عـــن طريـــــق تسليطة الضــوء علــــيها والإستجابة لها بإساليب غـــير تقليدية وذات فاعلـــية عاليـــة، من حيث إعتمــــاد منهجيـــة النـــظام التفاعلي فـى عملها على تقنية النمذجة والمحاكاة (Modeling and Simulation) بإستخدام الحاسبات الآلية.

    هو لغة علمية خاصة ذات جوده فريدة تساعدنا على التواصل مع الأخريين لفهم أنواع النظم المختلفة المحيطة بنا والأخرى التي نحن على علاقة بها، وذلك من خلال سمات محددة هى:
    1- التأكيد على الكل (Whole) وليس الجزء (Part) و التشديد على دور الروابط (Connections) بين الأجزاء، بما فيها الدور الذي نقوم نحن به في مختلف النظم المرتبطين بها سواء كان ذلك في أعمالنا أو حياتنا اليومية.
    2- التأكيد على المردود الحلقي (الدوار) (Circular Feedback) لأسباب وتأثيرات الأحداث على بعضها البعض وليس على المردود الخطى (النمطي)(Linear Feedback) ؛ بمعنى أن الحدث (أ) قد يسبب أو يؤثر في الحدث (ب) و الحدث (ب) قد يسبب أو يؤثر في الحدث (ج) ثم يعود (يدور - يلف - يرجع) الحدث (ج) إلى الحدث (أ) ليشكل حلقه؛ لأنه قد يكون السبب فى ولادته أو مؤثرا فيه.







    أما في حالة المردود الخطى فسنجد أن الحدث (أ) قد يسبب أو يؤثر في الحدث (ب) و الحدث (ب) قد يسبب أو يؤثر في الحدث (ج) والحدث (ج) قد يسبب أو يؤثر في الحدث (د) والحدث (د) قد يسبب أو يؤثر في الحدث (هـ) .........الخ.













    - يحتوى على مصطلحات علمية تعمل على توصيف سلوك النظام على سبيل المثال:

    ا – العملية التعزيزيه (Reinforcing Process): وهى العملية التي يكون فيها المردود الحلقي دائم التعزيز ويؤدى استمرار تدفقه إلى حدوث ما يسمى بالذروة أو الانهيار.

    ب – العملية المتزنة (Balancing Process): وهى العملية التي يكون فيها المردود الحلقي دائم الاتزان ويؤدى اتزان تدفقه إلى التحكم في المتغيرات والمساعدة على إبقاء النظام في حالة مستقرة.

    أدوات تفكير النظم

    إن مجال تفكير النظم قد أسهم بصورة كبيرة في إيجاد العديد من الأدوات التي ساعدت على تقديم حلول لدراسة وفهم النظم المختلفة منها:

    1- الوصف التصويري لبنية و سلوك نظام محدد.
    2- سهولة التواصل و التبادل مع الآخرين حول المفهوم الفردي حول نظام ما.
    3- العمل على تصميم حلول ذات فاعلية كبيرة من اجل مواجهة المشاكل الناشئة عن سلوك النظم.

    من الأدوات التي يتم اللجوء إليها لدراسة وفهم النظم :

    1- الحلقات السببية
    Causal Loops -
    2- الخطوط البيانية المؤشرة للتغييرعبرالزمن - Behavior Over Time
    3- الرسوم البيانية للمخزون والتدفق -
    Stock and Flow
    4- النماذج الأصلية للنظم - Systems Archetypes

    لقد ساعدت هذه الأدوات على إيصال ووصف الفهم الفردي للنظم وسلوكها من خلال تكنولوجيا النمذجة والمحاكاة باستخدام الحاسب الآلي حيث يتم اختبار التأثيرات المختلفة على سلوك هذه النظم للتحكم بها بصورة صحيحة من أجل إدارتها و تطويرها، وهو الامر الذى يعمل على تزويدنا برؤية شامله و جديدة، تساعدنا على فهم الأنماط المعقدة من الأسباب وتأثيراتها على العالم المحيط بنا، وهو أسلوب لتحديد وفهم الارتباطات فيما بين الأشياء و الأشخاص و الأحداث و الأفكار وكيفية التواصل فيما بينهم.





    ماذا يعنى تفكير النظم؟



    أهمية تفكير النظم

    تكمن أهمية تفكير النظم في انه يساعد على تصميم حلول ذكية للمشاكل المستعصية أيما تكون نوعيتها، حيث يعمل على إعطاء صوره أكثر وضوحا ودقه لواقع المشكلة نتيجة لقدرته على التعامل مع العلاقات الغير مرئية (الخفية) المؤثرة فيها بغية تحقيق النتائج المراد تحقيقها، كما يوفر تفكير النظم إمكانية التوصل إلى حلول مضمونة ومحددة وذات استمرارية تمتاز بمنظور للرؤية البعيدة ذات مصداقية كبيرة، وهو أيضا أسلوب محكم ومتكامل لدية القدرة على مواجهة ما يمكن أن يحدث من تبعات أو عواقب غير متوقعة مستقبلا نتيجة تبنى مثل هذه الحلول أو الوسائل، وهو يعتمد فى النهاية على الأسس والمبادئ العامة لكافة نواحى الحياة؛ والتي من السهل اكتشافها بمجرد التعرف عليها.


    أهمية تفكير النظم

    منظــور تفكـــير النظــــم

    يقدم لنا تفكير النظم منظورا جديدا يساعدنا على رؤية الإحداث والأشياء في حياتنا اليومية من زاوية جديدة؛ حيث يعمل على تسليط الضوء عليها والاستجابة لها بأساليب غير تقليدية ذات فعالية عالية.
    هذا سيناريو أو سياق أو تسلسل بسيط لربط الأشياء بالأحداث من خلال منظور تفكير النظم:
    * - وقوع حادث مروري عند إحدى التقاطعات بالمدينة – هذا هو الحدث

    *- وصول السلطات المعنية للتحقيق والمعدات الخاصة للإنقاذ والإسعاف وإصلاح ما ترتب عن هذا الحادث من أضرارفي الطريق لفتحة مرة ثانية أمام السيارات الأخرى، هذا هو رد الفعل و ليس العلاج لمنع وقوع حادث أخر

    *- هنا لابد من توجيه النظر إلى كيفية منع وقوع مثل هذه الحوادث و دراسة ما يمكن عملة لدرأ ذلك، عندها سيتم الاهتمام بالأشياء ، وقد يكون متفقا مع السياق التالي:

    *- من المفترض أن يكون هناك تقاطعات مرورية أخرى في المدينة مشابهة تعانى من ارتفاع نسبة الحوادث عليها؛ وضع المزيد من سيارات ورجال المرور عندها سيحد من تكرار المشكلة ولكن لن يلغيها

    *- الآن لابد من توجيه الانتباه إلى إجراءات (أشياء) أخرى للقضاء التام على هذه المشكلة – هذا هو الحد الذي يتم عنده اللجوء الى النظم

    *- هنا يمكن التفكير في تثبيت مجموعة (نظام) من المرايا العاكسة أو الأضواء التحذيرية أو اللوحات الإرشادية، أو بعضهم أو كلهم مجتمعين

    *- أيضا يمكن التفكير في إجراءات أخرى إنشائية (نظم هندسية ومعمارية) – أنفاق أو جسور

    *- بهذا نكون قد أحدثنا تغييرا ومنعنا حدوث نفس المشكلة مرة أخرى.


    من التفكير الخطى (التقليدى) إلى تفكير النظم


    الأحداث اليومية المحيطة بنا هي اعقد مما نراها علية، فهي في الغالب تقع نتيجة لعدة أسباب وليس لسبب واحد، وعلى الرغم من أننا على يقين من ذلك فانه مازال يغالبنا الاندفاع نحو تبرير ما يحدث بالسبب و الأثر (Cause and Effect).

    أمثلة:


    *- إذا تم اعتماد مقررات مالية اكبر (السبب) لتم المشروع على الوجه المطلوب (الأثر).
    *-لقد فشلت الحياة الأسرية (الأثر) لإدمان الزوج على العمل (السبب).
    *- انخفاض قيمة الدولار في الأسواق (الأثر) نتيجة لتكالب حائزيه على التخلص منه بالبيع للبنوك (السبب).
    *- لقد أدى الإقبال على موجة الأغاني الجديدة (السبب) إلى تدنى الذوق العـــام في المجتمع (الأثر) .
    *-نقص الزيت (السبب) أدى إلى احتراق محرك السيارة (الأثر).

    هذا هو التفكير الخطى (التقليدي أو النمطي) السائد الذي يعزوا حدوث الشيء إلى سبب ما، أو بمعنى علمي أن (ا) يسبب (ب) وهو انعكاس لنموذج رؤيتنا للواقع (Model of Reality) ، هذا الأسلوب محبب لأنه بسيط ولكنة يظل قاصرا انه لا يعكس تعقيدات المشكلة والأسباب و الآثار الأخرى المتعددة المرتبطة والمؤدية إليها، مما يعيق تفكيرنا من التوصل إلى الواقع الحقيقي لتلك المشكلة، هنا علينا أن نقر بأن (ا) قد يسبب أو يؤثر في (ب) ولكن أيضا يجب أن نسلم بأن (ب) قد يسبب أو يؤثر في (ا)، وهذه هي رؤية النظـــم - Systems View

    ألان دعونا نعود إلى الأمثلة السابقة لنضع لكل واحد منها إجابة توافقية للسبب و حدوث الأثر، سنجد أن الإجابة لن تخرج عن ثلاث معاني غير جازمة (قطعية):

    *-يمكن حدوث ذلك (Possible)
    *-ربما يحدث ذلك (May be)
    *-من المحتمل أن يحدث ذلك (Probably)


    لأننا لسنا متأكدين:


    من أن ضعف الإعتمادات المالية هي السبب الوحيد في عدم استكمال المشروع على الوجه المطلوب
    *- من أن إدمان الزوج على العمل هو السبب الوحيد المؤدى إلى فشل حياته الأسرية
    *- من أن تكالب حائزي الدولار على بيعه إلى البنوك هو السبب الوحيد المؤدى إلى انخفاض قيمته
    *- من أن ألإقبال على الأغاني الجديدة هو السببالوحيد لتدنى الذوق العام في المجتمع
    *- من أن نقص الزيت هو السبب الوحيد لاحتراق محرك السيارة


    * * * * *

    معـــايير تفكــــير النظــــم

    تفكير النظم اسلوب يتبنى الشكل الحلقى(Loop Shape)والغير خطى (Non Linear)فى المعالجة وليس الشكل الخطى(Linear) التسلسلى، أى أنه يعتمد على العلاقات والتأثيرات (المتغيرات) بين الاجزاء المكونة للمجموع أو الكل (موضوع او نظام ما أو مشكلة يراد حلها)، ومن اجل الاقتراب اكثر للتعرف على مفهوم منهجيته لابد لنا من استكشاف معايير (Criteria)هذا النوع من التفكير، حيث أن هناك ثلاث معايير تتحكم فى عمل تفكير النظم، المعيار الاول يختص بعلاقة الجزء بالكل والمعيار الثانى يختص بالتفاعلية والمعيار الثالث يختص بالقوى الخفية (الغير ملاحظة أو مرئية).
    اولا- الترابطية (العلاقة بين الجزء والكل):
    يركز المعيار الاول على العلاقة بين الجزء والكل والعلاقات التى تجمع بين الاجزاء وبعضها البعض، عند تطبيق الخطية فى التفكير كما كان يحدث فى الماضى حيث كان يعتقد أن تفاعلية أى مجموع أو الكل (نظام) إنما يعتمد على خصائص الاجزاء المكونة لهذا الكل وبالتالى كان يشرع الباحثون والعلماء فى عملية تفتيت مستمرة للاجزاء المكونة للكل من أجل الوقوف على خصائصها والتى يعكسها اصغر جزئ منها يمكن التوصل اليه نتيجة عمليات التفتيت هذه، حيث انه بمعلومية هذه الخاصية يمكن معرفة تفاعل هذا الجزء مع الكل المكون له وبالتالى التعرف على تفاعلية الكل (النظام)، العقبة التى كانت تواجه الباحثين والعلماء نتيجة منهج التفتيت هو ملاحظة انه عند مرحلة ما من عمليات التفتيت المتواصلة للاجزاء سنصل إلى النهاية التى يستحيل فيها تفسير خصائص الجزيئات إما لتناهى الصغر او افتقادها مرحليا لخواصها نتيجة عمليات التفتيت المتكررة مما ينعكس بالسلب او الاجتزاء عند محاولة رصد تفاعلات الكل المكون لهذه الاجزاء، هذا ما كان متبعا منذ ما درج علية العالم اليونانى القديم ديموقريطس والذى أمكن صياغته بصورة يمكن فهمها تحت ما يسمى بالنظرة العلمية عن طريق ديكارت و نيوتن والمعمول بها حتى القرن العشرين.
    تفكير النظم يؤكد على الترابطية(Inter connectivity) وأن خصائص الاجزاء المكونه للكل (النظام) يتم التعرف عليها من خلال تفاعلية هذا الكل حيث أن الكل فى هذه الحالة هو الاصل بل يعتبر مجازا بجميع اجزائة المتفاعلة كجزء اكبر (شامل) الذى يعكس خصائصه والتى يمكن التعرف عليها بسهولة حيث تشتق من اجزاء هذا الكل وتفاعلاتها، هذا التحول فى منهجية التعرف على خصائص الاجزاء بدأ مع صياغة نظرية الكم (الكوانتم) فى القرن الماضى حينما ادرك علماء الفيزياء تدريجيا أن الجزء بمفردة لا يمكن الاعتماد علية فقط لبيان خصائص الكل الذى يعكس نسيجا متلاحم من الاجزاء المتفاعلة مع بعضها البعض وهذا ما ادى الى اماطة اللثام عن الخصائص الحقيقية المطلوب التوصل على معرفتها.
    ثانيا- التفاعلية (من البناء الى النشاط):
    المعيار الثانى الذى يتحكم فى اسلوب تفكير النظم يعمل على توجيه النظر للانتقال من التركيز على البنائيه الى الالتفات الى الانشطة، فى السابق كان الباحثون و العلماء يوجهون نظرهم دائما إلى بنائية المجموع او الكل (النظام) كأساس يحتوى على مكونات تعكس قوى متباينة أو متشابهة وذات اولويات تفاعلية داخل هذا البناء المكون لها، الامر الذى يصدر عنه نشاطات ما، منهج تفكير النظم اول ما يتوجه اليه هو النشاطات والتفاعلية (Dynamics)وأن كل جزء من المكون يتم التعرف علية يعكس نشاطا معينا حيث يبدو ذلك جليا من خلال التعامل مع ودراسة النظم الحية.
    ثالثا- القوى الخفية (القوى الغير ملاحظة):
    دأب العلماء و الفلاسفة منذ الآف السنين نتيجة لتجاربهم العلمية المتواصلة على ايجاد الاساسيات و صياغة قواعد بناء المعارف المختلفة ولكن على اسس ثابتة ومجربة وكنتيجة لمعادلات اساسية موثوق فى نتائجها، حيث كان ذلك مثار فخر وإعزاز وانعكاسا لتقدم البشرية فى الكثير من حقول المعرفة بلا شك.
    منهجية تفكير النظم تنظر إلى هذه الانجازات على مر العصور بأنها مرآه تعكس فقط قمة جبل الجليد الذى تراه العين وتحيط به من كل الاتجاهات وفى غفلة عن التفاعلات المخفية والمثيرة التى تحدث بجسم الجبل ذاته من قاعدته حتى سطح البحر (الجزء الاكبر المخفى منه)، وبالتالى لابد من الاخذ فى الاعتبار أن جبل الجليد بأكمله هو الكل (النظام) الذى لابد أن يؤخذ فى الحسبان وليس قمته المرئية فقط حيث لا يمكن فصل ما يدور تحت سطح الماء عما يدور فوق السطح، وهذا ما يفسر لنا كيف أن بعض المشاريع العملاقة الموثوق فيها بصورة عالية تتهاوى، وآخر مثل على ذلك هو افلاس عملاق صناعة السيارات شركة جنرال موتورز بعد نجاح متصاعد استمر لأكثر من مائه عام تبوأت فيه صدارة المبيعات على مستوى العالم لمدة سبعين عاما. من خلال التحليل الخطى لهذه الكارثة التجارية، سيتم بالقطع توجيه الانتباه والحديث عن سوء الادارة ومشاكل الائتمان ومصاعب الانتاج وتكاليف الطاقة ....الخ وكل ذلك معطيات محسوسة ويسهل تحديدها، اما من خلال التحليل اللاخطى الذى ينتهج السبب والتأثير وهو ما يميز تفكير النظم، فلابد من البحث عما هو أخطر من ذلك وهنا نحن نعنى القوى الخفية (Hidden Forces) و الغير ملاحظة والمؤثرة فى هذا الانهيار لنظام الشركة والتى من الممكن أن تكون تافهة من وجهة نظر البعض الى الدرجة التى لم يعار اليها اى انتباه فظلت تتعاظم طوال المائه عام الماضية حتى وصلت النتيجة الى ما نراه اليوم. هل يصح لنا فى هذا المقام القول بأن النار من مستصغر الشرر ...!!!
    * * * * *


    المهارات المطلوبة لتنمية اسلوب تفكير النظم

    هناك ثمانى مهارات اساسية وخمس مهارات فرعية لابد من توفرها لتنمية اسلوب تفكير النظم لدى الانسان بغية تطويع وإتقان هذا الاسلوب والاستفادة من منهجيته، هذه المهارات الذهنية هى ما يطلق عليها مجموعة العمليات العقلية اللازمة لتطبيق المنهج العلمى فى البحث والاستقصاء و التطبيق، هذه المهارات يمكن ترتيبها تسلسليا على شكل حلقى يبدأ بمهارة الملاحظة وينتهى بمهارة التجريب التى ينشأ عنها نتائج تكون هى الاخرى جديرة بالملاحظة، أى تطبيق مهارة الملاحظة مرة أخرى فى كبداية للتسلسل حتى ننتهى عند مهارة التجريب وهكذا.

    هذه المهارات يمكن تلخيصها تسلسليا فيما يلى:


    اولا: المهارات الاساسية:


    1-الملاحظة: هى العملية التي يستخدم فيها الانسان حواسه من أجل التعرف على صفات الأشياء أو الظواهر فى محاولة منه لتسميتها بصورة صحيحة وهى المهارة التى تنتهج دائما خلال عمليات البحث العلمى الذى يبدأ دائما بملاحظات بسيطة لبعض الظواهر التي تستحق الدراسة والبحث.
    2- علاقة المكان والزمان: هي العملية التي تنمي المهارات اللازمة لوصف العلاقات المكانية وعلاقة المكان بالزمان ومعدلات التغير بكل منهما وتأثير كل منهما على الآخر.
    3- التصنيف: هى العملية التى تستخدم فيها صفات أو خصائص محددة تمت ملاحظتها من أجل تقسيم الأشياء أو الاجزاء الى مجموعات أو فئات.
    4- معالجة الأرقام: هي العملية التي يتم من خلالها معالجة الارقام بصور مختلفة مثل ترتيبها وجمعها وضربها وقسمتها وإيجاد المتوسطات لها وكسورها ومعدلات التغير بها.
    5- القياس: هي العملية التي تستخدم فيها أدوات القياس المعروفة والمختلفة من أجل الحصول على البيانات الكمية ذات العلاقة مثل قياس كل من الأطوال، الاحجام، الكتل، المساحات وفقا للوحدة المعيارية لكل منها.
    6- الاتصال: هي العملية التي يتم من خلالها استخدام طرق ووسائل مختلفة قد تكون شفهية أو مكتوبة أو مستعينة بالصور أو الرسومات البيانيه من أجل وصف نظام ما يحتوى على مجموعة من الأحداث المتداخلة.
    7- الاستشراف (التنبؤ): هي العملية التي يتم خلالها تكوين نظرة مستقبليه تتنبأ بما قد يحدث والتى لابد لها أن تعتمد على أدلة قائمة مبنية هى الاخرى على أساس علمي.
    8- الاستنتاج: هي العملية التي تؤدى إلى تكوين مجموعة من الايضاحات المبنية على الملاحظات، البعض من هذه الايضاحات قد يكون متأثراً بالخبرات السابقة ومن هنا يمكننا القول أن الاستنتاج وليد الملاحظات.
    ثانـــيا: المهارات الفرعية:
    9- الفرض: يتولد الفرض نتيجة كل من المشاهدة والاستنتاج ويعرف دائما بأنه التخمين الذكي المصاغ في صورة حل متوقع للمشكلة يسهم في فهمها وتفسيرها بعد التأكد من صحته.
    10- التعريف: هي عملية وصف الشيء أو الحدث أو نظام ما بأوصاف يمكن ملاحظتها أو قياسها أو إجرائها، أي هي عملية أحاطه محددة عما يفعله الانسان أو يلاحظه عند التعرف على مفهوم مادة ما أو مدة قياس أو عملية أو خاصية سواء كانت هذه الاحاطه تتصف بالكمية أو الكيفية.
    11- معالجة المتغيرات : هي العملية التي يتم فيها تجريب تأثير المتغيرات داخل نظام على بعضها البعض عن طريق تبيت احداها او بعضها و احداها او بعضها ثم رؤية التأثير على كل من العامل المتغير و العامل المستجيب ضمن هذا النظام.
    12- تفسير البيانات: هي المهارة المركبة التى تشتمل على كل من مهارات الاتصال والاستشراف والاستنتاج وهي تستخدم لتفسير البيانات في صورتها الصحيحة .
    13- التجريب: هي العملية التي يتم من خلالها تجريب النتائج التى تم التوصل اليها من المهارات السابقة للتأكد من مدى قربها او صدقيتها، وهنا لابد من البدأ من جديد فى ملاحظة هذه النتائج فى تسلسل مهاري جديد مماثل لما سبق يبدأ من الملاحظة.
    هنا لابد لنا من التأكيد على أهمية تكامل كل من المهارات الاساسية مع المهارات الفرعية من أجل تنمية وإتقان اسلوب تفكير النظم الذى يعتمد فى الاساس على البنية المعرفية الكاملة لكافة جوانب الموضوع أو المشكلة ذات العلاقة.
    * * * * *
    رؤى مختلفـــة لمقاربـــة واحــــدة

    يمتاز جوهر تفكير النظم وتطبيقاته بالمرونة والمقدرة على احتواء كافة وجهات النظر، أو ما يمكن أن نطلق علية المتغيرات (Variables) وذلك من خلال التعامل مع أحد النظم لحل مشكلة ما، حيث أن المقاربة (أى الحل) في النهاية ستكون واحدة (هى نفسها).

    حتى نتمكن من استكشاف ما يرمي إلية هذا المفهوم وتقريبة إلى الذهن، سنستعرض سويا وجهات النظر المختلفة التي اتبعت من أجل التوصل إلى حل اللغز التالي:

    طلب من خمسة أشخاص ذوى تخصصات مختلفة هم فيزيائي ومهندس مدني ومهندس معماري ومسـاح ومندوب تسويق وهنا هم يمثلون المتغيرات فى هذا اللغز، أن يقوموا بحساب ارتفاع أحد المباني في المدينة وهـــذا هـــو الحـــل المطلوب أو المقاربــــة وتم إعطاء كل واحـــد منهم جهاز لقياس الضغــط الجـوى ( الباروميتر) وهذا الجهاز يمثل مجازا الأداة المستخدمة لتطبيق تفكــيـر النظـــم، وذلك من أجــل قياس ألارتفاع المطلوب أى التوصل إلى الحل.

    كيف كانت رؤية كل واحد منهم للتوصل إلى حل هذا اللغز: ·الفيزيائـــي يعلـــــم أن ضغــــط الهواء يتغير كلمـــا ابتعدنا عن سطــح الأرض، لذلك قــــــام بقياس
    البــاروميتر عــــند
    مستوى سطـــح الأرض (قاعــدة المبنى) ثم اخذ قراءة أخــرى عند سطـح المبنى
    (أعلى نقطة) من أجــل حساب
    الارتفـــاع المطلوب.

    ·المهندس المدني قــام بإسقاط الباروميتر مــــن أعلـــى المبنى وقــــام بحساب زمــن السقوط الـــذي
    أفــــادة فــي معرفة ارتفاع المبنى المطلوب.

    · المهندس المعماري قام بربط الباروميتر من احد أطرافه بخيط وقـــام بتدليته مــن أعلى المبنى حتى
    وصل إلـــى سطح الأرض وقام بحساب طول الخيط الذي أفادة في معرفة ارتفاع المبنى المطلوب.

    · المساح قام بحساب طول ظل الباروميتر وهو يقف عموديا على الأرض وكذلك ظل المبنى ثم قــــام
    بحساب إرتفاع المبنى المطلوب باستخدام قانون النسبة و التناسب بين طول ظل الباروميتر وطــــول
    ظل المبنى.

    . مندوب التسويق قام بالاتصال بصاحب المبنى لمعرفة ارتفاعه مقابل حصول الاخير على الباروميتر
    كهدية منه.

    ما تم التوصل إلية في المثال السابق يكشف عن حقيقتين هامتين هما:
    1- أن الأشخاص، ورؤاهم المختلفة هم جزء من الوضع أو الحالة أو المشكلة التى يتم علاجها أو التعامل معها.

    2- أن هناك أكثر من وسيلة لمعالجة الوضع أو المشكلة والتعامل معها للحصول على نفس النتيجة. تفكير النظم يساعد فى حل الصعاب والمواقف المعقدة عن طريق إشراك الناس والمعطيات المحيطة بالموقف، حيث إنه يهتم بالتركيز على العلاقات التي تجمع الناس بتلك المعطيات داخل هيكلية موقف معين أو مشكلة ما يتم علاجها، وكما سبق وذكرنا فإن تفكير النظم يهتم بالتداخلات والعلاقات والتأثيرات فيما بين الأجزاء المكونة للكل المراد التعامل معه وعلاجة (نظام ما)، عن التركيز على الأجزاء نفسها.

    تفكير النظم ذو طبيعة هامه، تساعد الأشخاص على تنمية طريقتهم الطبيعية في التفكير وكذلك زيادة الوعي وتعميق الفهم لديهم تجاه تداخل العلاقات وأسبابها وتأثيراتها ودفعهم للوصول إلى مايسمى بحالة التوازن بين ماهو منطقى وما يمكن إبتكارة وهو يمدنا بأدوات لمعالجة التعقيدات بصورة دقيقه، كما يعمل على معالجة المشاكل ليس فقط بالطرق العلمية ولكن أيضا عن طريق ممارسة التفكير الشامل ( الشمولي) الذي يأخذ في الاعتبار مقاربة كافة الأشخاص من كل المستويات والمعنيين بحل مشكلة ما أو تطوير نظام محدد.

    أيضا يعمل تفكير النظم على تقديم إطار أساسي مشهود له بالدقة لتقديم شرح متكامل لما يتم من مواقف وأحداث داخل المشاريع والمؤسسات والإدارات المختلفة، على عكس ما يتم اللجوء إليه حتى يومنا هذا من توضيحات فردية لنفس الأحداث يشوبها الغموض دائما وحسن النية في بعض الأحيان.

    لابد من الاعتراف فى النهاية بأن العديد من المشاريع و الأعمال تتهاوى نتيجة لعدم الأخذ بإلاعتبارعلاقة العنصر البشرى بعملة أو بما يقوم بة، أو نتيجة سوء إدارة أفراد بعينهم، فقط أسلوب تفكير النظم وتطبيقاته هي القادرة على مقارعة هذا الصراع.
    * * * * *

    * * * * *

    ابراهيم حسين حسنى
    مستشار إدارة وتطوير الأعمال والتسويق الدولى
    عضو الجمعية الدولية للنظام التفاعلى
    الولايات المتحدة الأمريكية



    التعديل الأخير تم بواسطة سائر في ربى الزمن ; 09-19-2010 الساعة 01:53 AM

 

 

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
لتوفير الجهد والوقت عليك ابحث عن ما تريد في جوجل من هنا

جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة توب ماكس تكنولوجي

Copyright © 2007 - 2010, topmaxtech.net . Trans by topmaxtech.

المعهد غير مسئول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه اتجاه ما يقوم به من بيع وشراء و اتفاق مع أي شخص أو جهة