بسم الله الرحمن الرحيم
والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين
اللهم صلي وسلم وزد وبارك على سيد المرسلين
الذي قال /تركت فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي
وقال أيضا/ص لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نبذةعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أسمه ولقبه


هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى
يجتمع نسبه مع النبي صلىالله عليه وسلم في كعب بن لؤي
فهو قرشي من بني عدي .
وكنيته أبو حفص ،والحفص هو شبل الأسد
كناه به النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر.
ولقبه الفاروق ، لقبه بذلك النبي صلى الله عليه وسلم يوم إسلامه
فاعز الله به الإسلام، وفرق بين الحق والباطل
صفته وبيئته

نشأ في مكة عاصمة العرب الدينية ، من بيت عرف بالقوة والشدة
كما كانت إليه السفارة في الجاهلية ، إذاوقعت بين قريش وبين غيرها حرب ، بعثته سفيرا يتكلم باسمها ، وإن نافرهم منافر، أوفاخرهم مفاخر، بعثوا به منافراً عنهم ، ومفاخراً بهم .
وكان طويلا بائن الطول ،إذا مشى بين الناس أشرف عليهم كأنه راكب ، أسمر، مشربا بحمرة ، حسن الوجه ، غليظ القدمين والكفين ، أصلع خفيف العارضين ، جلداً شديد الخلق ، ضخم الجثة ، قوي البنية، جهوري الصوت .
قالت فيه الشفاء بنت عبد الله :-
كان عمر إذا تكلم أسمع
وإذا مشى أسرع
وإذا ضرب أوجع
وهو الناسك حقا

جاهليته

كان من أنبه فتيان قريش وأشدهم شكيمة
شارك فيما كانوا يتصفون به من لهو وعبادة .
فشرب الخمر ، وعبدالأوثان واشتد بالأذى على المسلمين في سنوات الدعوة الأولى ،
وكان يعرف القراءةوالكتابة .

إسلامه
كان عمره يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين سنة ، أو بضعا وعشرين سنة ، على اختلاف الروايات .
وقد أسلم في السنة السادسة من البعثة
في قصة مشهورة في السيرة النبوية.
ومنذ أسلم انقلبت شدته على المسلمين إلى شدة على الكافرين ، ومناوأة لهم ، فأوذي وضرب
وقد سبقه إلى الإسلام تسعة وثلاثون صحابيا فكان هو متمما للأربعين
وقد استجاب الله به دعوةرسوله صلى الله عليه وسلم إذ قال :
"


اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك : أبي جهل بن هشام أو عمر بن الخطاب " رواه الترمذي
فكان إسلامه دون أبي جهل ،دليلاً على محبة الله له
وكرامته عنده .

صحبته للرسول عليه الصلاةوالسلام كان في صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم مثال المؤمن الواثق بربه
المطيع لنبيه
الشديد على أعداء الإسلام ، القوي في الحق
المتمسك بماأنزل الله من أحكام .
شهد المعارك كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وأثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بما يدل على عظيم منزلته عنده ، وبلائه فيالإسلام . ومما ورد فيه قوله : " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ، وفرق اللهبه بين الحق والباطل " رواه الترمذي
وكان ذا رأي سديد ، وعقل كبير ، وافقالقران في ثلاث مسائل قبل أن ينزل فيها الوحي .
كان من رأيه تحريم الخمر
فنزل تحريمها بقوله تعالى : - ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَاالْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِفَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )
وكان من رأيه عدم قبول الفداء منأسرى بدر
فنزل القرآن مؤيدا رأيه
كما أشار على النبي باتخاذ الحجاب علىزوجاته أمهات المؤمنين فنزل القرآن بذلك .
ولما توفي رسول الله صلى الله عليهوسلم جزع لذلك جزعا شديداً
حتى زعم أن رسول الله لم يمت ، وأنه ذهب يناجي ربه ،وسيعود إلى الناس مرة أخرى ، وأعلن أنه سيضرب كل من زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات .
وهكذا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمثل الشدة علىأعداء الله من مشركين ومنافقين
وكان إذا رأى أحداً أساء إلى النبي صلى اللهعليه وسلم بقول أو فعل ، قال لرسول الله : دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق .
وقد شهد له رسول الله بالجنة
وهو أحد العشرة المبشرين بها
وحسبهشرفاً ومكانة عند الله أن رسول الله توفي وهو عنه راض

في خلافة ابو بكروكان عمر في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وزير صدق ، ومساعد خير
به جمع الله القلوب على مبايعة أبي بكر يوم اختلف الصحابة في سقيفة بني ساعدة
وكان إلهاما موفقا من الله أن بادر عمر إلى مبايعة أبي بكر
فبادر الأنصار والمهاجرون بعدذلك إلى البيعة .
ولقد كان أبو بكر أجدر الصحابة بملء هذا المكان الخطير ، بعدرسول الله صلى الله عليه وسلم
بل لقد علم الصحابة جميعا ، أن الرسول حين استخلف أبا بكر على الصلاة إنما أشار بذلك إلى أهليته للخلافة العامة
ولكن فضل عمر فيمبايعة أبي بكر ، إنما كان في حسم مادة الخلاف الذي كاد يودي بوحدة المسلمين ،ويقضي على دولة الإسلام الناشئة .
وكانت شدة عمر في حياة النبي عليه السلام ،هي في حياة أبي بكر ...
فأبو بكر كان رجلا حليماً تملأ الرحمة برديه ، ويغلب الوقار والعفو على صفاته كلها
فكان لا بد من رجل قوي الشكيمة كعمر ، يمزج حلمأبي بكر بقوة الدولة ، وهيبة السلطان ...
فكان عمر هو الذي قام هذا المقام ،واحتل تلك المنزلة
ولذلك كان أبو بكر يأخذ برأيه ، ويعمل بقوله . أمر أبو بكريوما بأمر فلم ينفذه عمر، فجاءوا يقولون لأبي بكر : والله ما ندري : الخليفة أنت أمعمر ؟ فقال أبو بكر : هو إن شاء ! …
وتلك لعمري نفحة من نفحات العظمة الإسلاميةالتي أرادها الله بشير خير للمسلمين وللعالم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم …
عمر يقول لأبي بكر يوم السقيفة : أنت أفضل مني ، وأبو بكر يجيبه بقوله : ولكنكأقوى مني . .
فيقول عمر لأبي بكر : إن قوتي مع فضلك .. وبذلك تعاونت العظمتان في بناء صرح الدولة الإسلامية الخالد ...
فضل أبي بكر وحلمه وعقله وحزمه
معقوة عمر وباسه وشدته وهيبته

عمر في الخلافة

ويتولى عمر الخلافة
وهي أشد ما تكون حاجة إلى رجل مثله ، المسلمونيشتبكون في حروب طاحنة مع فارس والروم
والبلاد الإسلامية التي فتحت تحتاج إلى ولاة أتقياء أذكياء ، يسيرون في الرعية سيرة عمر في حزمه وعفته وعبقريته في التشريع والإدارة
والعرب الفاتحون قد أقبلت عليهم الدنيا فهم منها على خطر عظيم ، أنيركنوا إليها ، ويملوا حياة الجهاد والكفاح ، و يعبوا من لذائذها وزينتها وترفها ...
تولى عمر الخلافة فسجل أروع الآثار في تاريخ ا لإسلام :
....


أتم مابدأ به أبو بكر من حرب فارس والروم ، فانتهت باستيلاء المسلمين على مصر والشاموالعراق ومملكة فارس .
....

نظم جهاز الدولة ، فدون الدواوين ، وفرض الأعطيات ،وجبى خراج الأراضي المفتوحة بأعدل طريق ، وأقوم سياسة ، وواجه حاجات الدولةالإسلامية في الأنظمة والقوانين ، بأعظم عبقرية تشريعية عرفها تاريخ الإسلام بعدوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
....

حكم البلاد المفتوحة بيد تجمع بينالقوة والرحمة ، وبين الرفق والحزم ، وبين العدل والتسامح ، فكان حكم عمر مضربالأمثال في ذلك ، في تواريخ الأمم كلها ، وقل أن عرفت الإنسانية حاكما مثله خلدهالتاريخ بعدله ورحمته .
تاريخه في سطور 1

- ولد قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثين سنة .
2 -


كانعدد المسلمين يوم أسلم تسعة وثلاثين .
3 -

كان صهر رسول الله وأبا أم المؤمنينحفصة .
4 -

كان عمره يوم الخلافة خمسا وخمسين سنة .
5 -

كانت مدة الخلافةعشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام .
6 -

فتحت في عهده بلاد الشام والعراق وفارسومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان
7 -

بنيت في عهده البصرةوالكوفة .
8 -

أول من أرخ بالهجرة ، ودون الدواوين ، وصلى بالناس التراويح .
9 -

دفن مع رسول الله وصاحبه أبي بكر في غرفة عائشة .
10 -

تزوج فيالجاهلية ، قريبة أم كلثوم بنت جرول ، وفي الإسلام زينب بنت مظعون ، وأم كلثوم بنتعلي رضي الله عنه ، وجميلة بنت ثابت ، وأم حكيم بنت الحارث ، وعاتكة بنت زيد ، وقدتوفي وبعضهن في عصمته .
11 -

كان له من الولد اثنا عشر ستة من الذكور هم : عبدالله وعبد الرحمن وزيد وعبيد الله وعاصم وعياض ، وست من الإناث وهن : حفصة ورقيةوفاطمة وصفية وزينب وأم الوليد .

من قصصه

مر عمربن الخطاب رضي الله عنه على الناس متسترا ليتعرف أخبار رعيته

فرأى عجوزافسلم عليها وقال لها :ما فعل عمر؟

قالت : لا جزاه الله عني خيرا .


قال : ولم ؟ ، قالت : لأنه - والله - ما نالني من عطائه منذ ولي أمرالمؤمنين دينارولا درهم

فقال لها : وما يدري عمر بحالك وأنت في هذاالموضع؟

قالت : سبحان الله ! والله ما ظننت أن أحدا يلي عمل الناس ولايدري ما بين مشرقها ومغربها.


فبكى عمر ثم قال: وا عمراه ! كل أحد أفقهمنك حتى العجائز يا عمر.


ثم قال لها: يا أمة الله ، بكم تبيعني ظلامتكمن عمر؟ فإني أرحمه من النار

قالت: لا تهزأ بنا يرحمكالله

فقال لها : لست بهزاء.... ولم يزل بها حتى اشترى ظلامتها بخمسةوعشرين دينارا

وبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب وعبدالله بنمسعود رضي الله عنهما

فقالا : السلام عليك يا أمير المؤمنين. فوضعتالعجوز يدها على رأسها

وقالت : واسوأتاه أشتمت أمير المؤمنين في وجهه !


فقال لها عمر : لا بأس عليك رحمك الله، ثم طلب رقعة يكتب فيها فلم يجد ..


فقطع قطعة من ثوبه وكتب فيها.


"

بسم الله الرحمن الرحيمهذا ما اشترى عمر من فلانة ظلامتها منذ ولي إلى يوم كذا وكذا بخمسة وعشرين دينارا .. فما تدعى عند وقوفه فيالمحشر بين يدي الله تعالى فعمر منه بريء "

وشهد على ذلك علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود ورفع عمر الكتاب إلىولده

وقال( إذا أنا مت فاجعله في كفني ، ألقى بهربي)

جاءاعربي الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يشكو حاجته فصاغهاكالاتي:
الاعرابي:
يا ابا حفص جزيت الجـنه .... اكسوا بنياتي و امهن
وكنلنا في ذا الزمان جنه .... اقــسم بالله لتفـــــعلن
فرد عليه عمر قائلا :
افرئيت ان لم افعل؟
الاعرابي :
اذا ابا حفص لأمضين.
عمر:
وانمضيت.
الاعرابي:
فوالله عنهن لتســـــألن .... يوم تكون الاعطيات منَه.
وموقف المسئول بينهن.... اما الى نار واما الى جنه.
فبكى عمر ودخل الى دارهيبحثعن شيء يعطيه للاعرابي فلم يجد الا الثوب الذي عليه فخلعه واعطاه للاعرابي وهويقول:
خذ هذا ليوم تكون فيه الاعطيات منه
وموقف المسئول بينهن.
اما الى نار و اما الى جنه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

القصه الثالثه

قصة العجوز العمياء مع عمر بن الخطاب

في بيت صغير بأطرافالمدينة , عاشت امرأة عجوز عمياء ليس لها من حُطام
الدنيا غير شاة , ودلو , وحصير من الخوص أكل الزمان أطرفها , وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد هذهالمرأة من الليل , فيستسقي لها ويصلح حالها , وظل على ذلك فترة.


وذات يوم جاء عمر رضي الله عنه إلى البيت , فوجد كل شئ مرتباً ومعدا, فعلم أن غيره سبقه إليها فأصلح ما أرادت , فجاءها غير مرة وكل مرة يجد أن غيره سبقه إلى البيت فنظفه , وأصلحه .



فاختبأ عمر رضي الله عنه في ناحية قريباً من البيت ليعرف من هذا الذي يسبقه , ظل قابعاً مدة , وفجأة رأى رجلاً يقترب من البيت فطرق الباب , ثم دخل . . إنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهو يومئذ خليفة المسلمين .


خرج عمر رضي الله عنه من مكمنه , وقد استبان له الأمر يحدث نفسهإعجاباً بالصديق رضي الله عنه : أنت لعمرى . . أنتلعمرى


اهتزت المدينة , وعَجت طرقاتها بالوافدين من التجار الذين نزلوا المصلى , وامتلأ المكان بالأصوات .


فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما : هل لك أن نحرسهم الليلة من السرقة ؟!


فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتبالله لهما , فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه صوت صبي يبكي , فتوجه ناحية الصوت , فقال لأمه التي تحاول إسكاته: اتقي الله وأحسني إلى صبيك .


ثم عاد إلى مكانه فارتفع صراخ الصبي مرة أخرى , فعاد إلى أمه وقال لها مثل ذلك , ثم عاد إلىمكانه , فلما كان في آخر الليل سمع بكاءه , فأتى أمه فقال عمر رضي الله في ضِيقٍ : ويحك إني أراك أم سوء, مالي أرى ابنك لا يقر منذ الليلة ؟!



قالتالأم في حزن وفاقة : يا عبدالله قد ضَايَقتَني هذه الليلة إني أُدَربُهُ على الفِطام , فيأبى.


قال عمر رضي الله عنه في دهشه : وَلِمَ؟

قالت الأم في ضعف : لأن عمر لا يفرض إلا للفَطيم .


ارتعدت فرائص عمر رضي الله عنه خوفاً , وقال في صوت متعثر: وكم له؟

قالت : كذاوكذا شهراً .


قال عمر رضي الله عنه: ويحك لا تعجليه .


ثمانصرف فصلى الفجر وما يستبين الناس قراءته من غلبة البكاء, فلما سلم قال : يا بؤساً لعمر ! كم قتل من أولاد المسلمين؟!
ثم أمر لكل مولود في الإسلام , وكتب بذلك إلىالآفاق.

كان عمردائم الرقابة لله في نفسه وفي عماله وفي رعيته، بل إنه ليشعر بوطأة المسئولية عليهحتى تجاه البهائم العجماء فيقول: "والله لو أن بغلة عثرت بشط الفرات لكنت مسئولاعنها أمام الله، لماذا لم أعبد لها الطريق".
وكان "عمر" إذا بعث عاملاً كتبماله، حتى يحاسبه إذا ما استعفاه أو عزله عن ثروته وأمواله، وكان يدقق الاختيار لمنيتولون أمور الرعية، أو يتعرضون لحوائج المسلمين، ويعد نفسه شريكًا لهم فيأفعالهم.

واستشعر عمر خطورة الحكم والمسئولية، فكان إذا أتاهالخصمان بركعلى ركبته وقال: اللهم أعني عليهم، فإن كل واحد منهما يريدني على ديني.

وقدبلغ من شدة عدل عمر وورعه أنه لما أقام "عمرو بن العاص" الحد على "عبد الرحمن بنعمر" في شرب الخمر، نهره وهدده بالعزل؛ لأنه لم يقم عليه الحد علانية أمام الناس،وأمره أن يرسل إليه ولده "عبد الرحمن" فلما دخل عليه وكان ضعيفًا منهكًا من الجلد،أمر "عمر" بإقامة الحد عليه مرة أخرى علانية، وتدخل بعض الصحابة ليقنعوه بأنه قدأقيم عليه الحد مرة فلا يقام عليه ثانية، ولكنه عنفهم، وضربه ثانية و"عبد الرحمن" يصيح: أنا مريض وأنت قاتلي، فلا يصغي إليه. وبعد أن ضربه حبسه فمرضفمات!!

هل تتفضل سيادتكم بذكر بعض الملامح عن حياة عمر بن الخطاب

عندماأرادت فرنسا احتلال مصر أرسلت علماء من مختلف التخصصات مكثوا في مصر عشر سنواتلدراسة كيفية معيشة الشعب المصري وتلك طبيعة أي عدوان أن يدرس طبيعة الشعب الذييريد احتلاله… كذلك فعل كسرى أن أرسل سبعة من حاشيته المقربين الى زيارة عاصمةالإسلام وملكهم عمر بن الخطاب حيث كان يظن انها مملكة .. وأمرهم أن ينظروا كيف يعيشوكيف يتعامل مع شعبه فدخلوا المدينة بالفعل وأرشدوهم إلى المسجد فسألوا أين قصرأمير المؤمنين فضحك الصحابة من سؤالهم هذا وأخذهم أحد الصحابة وقال لهم أترون هذاالبيت الطيني وعليه شعر ماعز وضعه عمر لكي لا يسقط المطر فينهدم البيت على رأس عمروأولاده … نظر الرسل بعضهم الى بعض ظانين منهم أن هذا البيت ربما كان المنتجعالصيفي أو مكانا ليقضي فيه بعض الوقت هو وأهله فقالوا بل نريد قصر الإمارة فقال لهمأن هذا هو .. فطرقوا الباب ففتح لهم عبد الله بن عمر بن الخطاب فسألوه عنأبيه..فقال ربما كان في نخل المدينة .. فخرج معهم عبد الله حتى وصلوا إلى هناك فقاللهم أترون هذا الرجل النائم هناك إنه عمر بن الخطاب وقد كان المشهد الذى رآه وفدكسرى عبارة عن رجل نائم على ظهره يغط في نوم عميق على الأرض يده اليسرى تحت رأسهوسادة ويده اليمنى على عينه تحميه من حرارة الشمس .. فقال قولة صدق أصبحت مثلاواصبح الجيل بعد الجيل يرويها أمنت لما أقمت العدل بينهم فنمت نوم قرير العينهانيها (عدلت فأمنت فنمت يا عمر)
وذات مرة وهو سائر وجد الأطفال يلعبون وكانواعندما يجدون عمر يقول فتى منهم أأبكي لكم أمير المؤمنين؟ فيقول يا أمير المؤمنينفيقول نعم يا بني فيقول له أتق الله فيقول فقهها الصبي ويبكي
وذات مرة وهو عائدالى بيته إذا بامرأة حامل رأت عمر أمامها من رهبته وخشيته أجهضت ما في بطنها فبلغعمر فصعد على المنبر وقال أيها الناس بينما أنا سائر في الطريق أجهضت امرأة عندمارأتني هل على غرة؟ قال بعض الناس يا أمير المؤمنين امرأة تخاف فيسقط ما في بطنها لاذنب لك ..لكن عليا يقول يا أمير المؤمنين إن كانوا قد نصحوك فقد غشوك ويوم القيامةلن ينفعوك عليك غرة فدفعها عمر رضي الله عنه وكذلك القتل الخطأ عليه غرة أو دية
في أخر عام في السنة العاشرة من حكمه قال إن عشت العام القادم سوف أذهب الى كلبلد أعيش فيها شهرين فان الرعية لها أمور يحجبها عني الولاة فو الله سوف يكون أحلىعام هذا الذي أقضيه بين الرعية أسمع فيها شكواهم
ولكنه عندما كان بالمدينة كانلديه تقارير عن حركة الولاة فبلغه ذات مرة أن عمرو بن العاص في الفسطاط يجلس بينالناس متكئا وقد كان كبيرا في السن فأرسل اليه رسولا خاصا (محمد بن ابي مسلمة) يقولله من عبد الله بن عمر أمير المؤمنين الى العاصي بن العاص اذا بلغتك رسالتي فاجلسكما كان يجلس رسول الله
فقد كان يتحكم وهو في المدينة في جلوس الولاة .. وبلغهأيضا أن سعدا صنع بابا على باب الإمارة فمن يأتي يطرقه فقال يا بن مسلمة أذهب فاكسرالباب وقل له يا سعد يا خال رسول الله من حجب بينه وبين الرعية حجب الله بينه وبينالجنة يوم القيامة
وكان رضي الله عنه أول إنسان في التاريخ يعمل السجلاتالعسكرية ، وكان يطرق على زوجات الجنود المتواجدين في الحرب فيسألهم هل تريدون شيئامن السوق فيجيبوه نعم يا أمير المؤمنين كذا وكذا فيكتب ويحضره حاملا على كتفه وظهرهوكان يقول أنا أبو العيال حتى يعود
ويوم قتل عمر دخل ابن مسعود على عائشة فرآهاتبكي وتقول والله أن العضات في جحرها لحزنت على ما حدث لعمر

الطريق إلى القدس

تلقى عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطاباً من قائده بأن أهلبيت المقدس قد طلبوا الصلح مشترطين أن يتولاه الخليفة بنفسه، وذلك أنه لما اشتدحصار جيوش المسلمين لبيت المقدس، أطل البطريرك صفرو نيوس على المحاصرين من فوقأسوار المدينة وقال لهم “إنا نريد أن نسلم لكن بشرط أن يكون التسليم لأميركم” فقدموا له أمير الجيوش. فقال: “لا إنما نريد الأمير الأكبر نريد أميرالمؤمنين”.
عندها كتب أمير الجيش إلى عمر بن الخطاب يقول: إن القوم يريدون تسليمالمدينة لكنهم يشترطون أن يكون ذلك ليدك شخصياً. فخرج عمر قاصداً بيت المقدس ومعهراحلة واحدة وغلام، فلما صار في ظاهر المدينة قال لغلامه: “نحن اثنان والراحلةواحدة، فإن ركبت أنا ومشيت أنت ظلمتك، وإن ركبت أنت ومشيت أنا ظلمتني، وإن ركبناالاثنين قصمنا ظهر البعير. فلنقتسم الطريق مثالثة”. وأخذ عمر يركب مرحلة ويقودالراحلة مرحلة، والغلام يركب مرحلة ويقود مرحلة وتمشي الراحلة وهي لا تحمل أحداًمرحلة، وهكذا استمر يقتسم الطريق مثالثة بين نفسه وبين غلامه وبين راحلته منالمدينة حتى بلغ جبلاً مشرفاً على القدس صادف أن كانت ببلوغه قد انتهت مرحلة ركوبهفكبر من فوق ظهر الراحلة. ولما فرغ من تكبيره قال لغلامه: “جاء دورك فاركب”. قالالغلام: “يا أمير المؤمنين لا تنزلن ولا أركبن فإنا مقبلون على مدينة فيها مدنيةوحضارة وفيها الخيول المطهمة المسرجة والعربات المذهبة فإن دخلنا على هذه الصورةأنا راكب وأمير المؤمنين آخذ بمقودها هزأوا وسخروا من أمرنا وقد يؤثر ذلك فينصرنا”.
قال عمر: “دورك.. لو كان الدور دوري ما نزلت وما ركبت، أما والدور دوركفوالله لأنزلن ولتركبن”.
ونزل عمر وركب الغلام الراحلة وأخذ عمر بمقودها فلمابلغ سور المدينة وجد نصاراها في استقباله خارج بابها المسمى بباب دمشق، وعلى رأسهمالبطريرك صفرو نيوس فلما رأوه آخذاً بمقود الراحلة وغلامه فوق رحلها أكبروه وخرواله ساجدين، فأشاح عليهم الغلام بعصاه من فوق رحلها وصاح فيهم: “ويحكم ارفعوا رؤوسكمفإنه لا ينبغي السجود إلا لله”. فلما رفعوا رؤوسهم انتحى البطريرك صفرونيوس ناحيةوبكى.. فتأثر عمر وأقبل عليه يطيب خاطره. فقال صفرونيوس: “ إنما بكيت لما أيقنت أندولتكم على الدهر باقية لا ترق ولا تنقطع ”

.بطاقة عمر بن الخطاب الي نيلمصر

ذكر بن كثيرعن نهر النيلانه النهر الذي ليس في أنهار الدنيا له نظير في
خفته ولطافته وبعد مسراه فيمابين مبتدئه الي منتهاه

وقال بن سينا أن له خصوصيات دون سائر مياه الأرض منهاأنه أبعدها
مسافة من مجراه الي أقصاه وانه يجري علي صخور ورمال ليس فيه خز
ولا طحلب ولا أوحال ومنها أنه لايخضر فيه حجر ولا حصاه وما ذاك الا
لصحةمزاجه وحلاوته وان زيادته في أيام نقص سائر الأنهار والعكس

وذكر ابن كثيرحادثة تدل علي ان الأنهار يجريها الله وليس امرا من
الطبيعة فعندما فتح عمرو بنالعاص مصر أتي أهلها اليه حين دخل شهر
بؤنة فقالوا ايها الأمير إن لنيلنا هذاُسًَنة لا يجري الا بها فقال وما هي
فقالوا اذكان خلي من شهر بؤنة 12 ليلةعمدنا الي جارية بكر بين ابويها
وجعلنا عليها من الثياب والحلي افضل ما يكون ثمنلقيها في النيل فقال لهم عمرو
هذا ليس في الإسلام فمضي شهر بؤنة ثم أبيب ومسريوالنيل
لايجري فكتب عمرو الي عمر بن الخطاب فكتب اليه عمر :
إنك قد أصبتبالذي فعلت واني باعث اليك بطاقة داخل كتابي هذا فألقها
في النيل ففتح البطاقةوجد مكتوب فيها :

( من عبد الله عمر أمير المؤمنين الي نيل مصر ( أما بعد )
فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر ، وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريكفنسأل الله أن يجريك ،
فألقي عمرو بن العاص بالبطاقة في النيل فأصبح في اليومالتالي وقد أجري الله النيل 16 ذراعا في ليلة واحدة
وقطع الله تلك الليلة عنأهل مصر الي اليوم
رضي الله عنك يا عمر
عدل عمر


أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكانفي المجلس وهما يقودان رجلاً من البادية فأوقفوه أمامه

‏قال عمر: ماهذا
‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا
‏قال: أقتلت أباهم ؟
‏قال: نعم قتلته !
‏قال : كيف قتلتَه ؟
‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته ، فلمينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً ، وقع على رأسه فمات...
‏قال عمر : القصاص .... ‏الإعدام

.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عنأسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟ ‏ما مركزه فيالمجتمع ؟ كل هذا لا يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا ‏يحابي ‏أحداً في دين الله ،ولا يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،
ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص منه ..

‏قال الرجل : يا أمير المؤمنين : أسألك بالذي قامت به السماوات والأرض‏أن تتركني ليلة
، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك ‏سوفتقتلني ، ثم أعود إليك ،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا .
قال عمر : منيكفلك أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ؟

‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لايعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ، فكيف يكفلونه ، وهيكفالة ليست على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ، ولا على ناقة ، إنها كفالةعلى
الرقبة أن تُقطع بالسيف ..
‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع الله ؟ ومنيشفع عنده ؟ومن ‏يمكن أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً هناك أو يتركهفيذهب بلا كفالة ، فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،

ونكّس عمر ‏رأسه ،والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد أن يُقتليا أمير المؤمنين..
‏قال عمر : من يكفل هذا أيها الناس ؟!!

‏فقام أبو ذرالغفاريّ بشيبته وزهده ، وصدقه ، وقال:
‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله
‏قالعمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا!
‏قال: أتعرفه ؟
‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟
‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ، فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتيإن
شاء‏الله
‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه لو تأخر بعد ثلاث أنيتاركك!
‏قال: الله المستعان يا أمير المؤمنين ...
‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمرثلاث ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع ‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم بعده ،ثميأتي ، ليقتص منه لأنه قتل ....
‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر الموعد ، يَعُدّالأيام عداً ، وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :
الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ،واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر ‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟ قال : ما أدرييا أمير المؤمنين!
‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ، وكأنها تمر سريعة على غير عادتها، وسكت‏الصحابة واجمين ،
عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا الله.
‏صحيح أن أباذرّ يسكن في قلب عمر ، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد ‏لكن هذه شريعة ، لكن هذامنهج ، لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في الأدراج لتُناقشصلاحيتها ، ولا
تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس دون أناس ، وفي مكان دونمكان...
‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون‏معه
‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك‏وما
عرفنا مكانك !!
‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله ما عليَّ منك ولكن عليَّمن الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي كفراخ‏ الطيرلا ماء ولا شجر في البادية ،وجئتُ لأُقتل..
وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهدمن الناس فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر :
خشيت أنيقال لقد ذهب الخير من الناس ‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تريان؟
‏قالا وهمايبكيان : عفونا عنه يا أمير المؤمنين لصدقه.. وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب العفو منالناس !
‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته .....

‏جزاكماالله خيراً أيها الشابان على عفوكما ، وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ ‏يوم فرّجت عنهذا الرجل كربته ، وجزاك الله خيراً أيها الرجل ‏لصدقك ووفائك ...
‏وجزاك اللهخيراً يا أمير المؤمنين لعدلك و رحمتك....

‏قال أحد المحدثين :
والذينفسي بيده ، لقد دُفِنت سعادة الإيمان ‏والإسلام في أكفانعمر!!.


أمير المؤمنين يحاسب ولده رضي الله عنهما

خرج عمر بن الخطاب اميرالمؤمنين، الى السوق يوما في احدى جولاته التفتيشية، فرأى إبلا سمانا تمتاز عن بقيةالأبل، التي في السوق بنموها وامتلائها فسأل.. ابل من هذه؟ قالوا: هذه ابل عبداللهبن عمر فانتفض امير المؤمنين مأخوذا، وقال عبدالله بن عمر؟ بخ بخ يا ابن اميرالمؤمنين، وارسل في طلبه فورا، واقبل عبدالله حتى وقف بين يدي والده، وقال لابنه ماهذه الابل يا عبدالله؟ فأجاب عبدالله: انها ابل انضاء أي هزيلة اشتريتها بماليوبعثت بها الى الحمى أي المرعى اتاجر فيها وابتغي ما يبتغي المسلمون، فعقب عمر يعنفابنه ويبكته، ويقول الناس حين يرونها اسقوا ابل امير المؤمنين ارعوا ابل اميرالمؤمنين وهكذا تسمن ابلك ويربو ربحك يا ابن امير المؤمنين.. ثم صاح به: يا عبدالله بن عمر، خذ رأس مالك الذي دفعته في هذه الابل واجعل الربح في بيت مال المسلمين
وقف النبي صلى الله عليه وسلم خطيباً يحث الصحابة (رضوان الله عليهم) على الإنفاق والصدقة , وكان من بين هؤلاء الصحابة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي انشرح صدره وتهلل وجهه ؛ لأنه وافق مالاً عنده .

فقال عمررضي الله عنه : اليوم أسبق أبا بكر رضي الله عنه.

فقام مسرعاً يسبق الريح , ثم عاد وقد تعلقت بيده صُرة كبيرة من المال وضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الصرة الكبيرة ثم استقبله بنظرهقائلاً: ما أبقيت لأهلك ؟

قال عمر رضي الله عنه : أبقيت لهم مثله .


ثم انصرف عمر رضي الله عنه إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم , وما هيإلا هنيهة حتى دخل أبو بكر رضي الله عنه المسجد حاملاً بين يديه صرة أكبر وأعظم منالتي جاء بها عمر رضي الله عنه , فوضعها بين يدي النبي صلى الله عليهوسلم.

تبسم النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً ما أبقيت لأهلك؟!
أجابه بكلمات خاشعة : أبقيت لهم الله ورسوله .

حَرك عمررضي الله عنه رأسه إعجاباً بالصديق قائلاً : لا أسبقك إلى شئ أبداً ياأبابكر
وفاة عمر

لما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
جاء عبد الله بنعباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس
و جاهدت مع رسول اللهصلى الله عليه و سلم حين خذله الناس , و قتلت شهيدا
و لم يختلف عليك اثنان , وتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عنك راض
فقال له : أعد مقالتك فأعادعليه , فقال : المغرور من غررتموه , و الله لو أن لي
ما طلعت عليه الشمس أوغربت لافتديت به من هول المطلع .
و قال عبد الله بن عمر : كان رأس عمر على فخذيفي مرضه الذي مات فيه .
فقال : ضع رأسي على الأرض .
فقلت : ما عليك كان علىالأرض أو كان على فخذي ؟!
فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض .
فقال عبد الله : فوضعته على الأرض .
فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز وجل

هذا حال رجل بشر بالجنة،فماذا عن أحوالنا نسأل الله العفو والعافية
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال عنه النبي (( إنالله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ))
احمد (5/145,165)

وقال : (( إنيلأنظر إلى شياطين لإنس والجن قد فروا من عمر ))
اخرجه الترميدي (5/580)

وقال على بن أبي طالب رضي الله عنه : ( خير هذه الامة بعد نبيناأبوبكر , ثم عمر رضي الله عنهما )
البخاري (3468)

عمر رضي الله عنه يتوعدأبنه

كان بين عبدالله بن عمر , والمقداد رضي الله عنهم شيء , فنال منهعبدالله رضي الله عنه , فشكاه المقداد ألى أبيه , فنذر عمر ليقطعن لسانه .

فلما خاف ذلك من أبيه , جمع له رجالا من الصحابه رضوان الله عليهم كلموهأن يعفو عنه

فقال عمر : دعوني أقطع لسانه فتكون سنة يعمل بها من بعدي , لايوجد رجل شتم رجلا من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا قطع لسانه .

منتخب كنز العمال (4/424)

أعرابي يطوف بأمه

أرتفعت أصواتالطائفين في الاجواء , يعطرون البيت بالتكبير والتهليل , أختلطت نبراتهم الضارعهبدموعهم الهادرة , واندفع خلق هؤلاء الهائمين في حب الله أعرابي مديد القامه , عريضالمنكبين , مفتول العضلات , ريان الشباب , يحمل فوقه كاهله أمه العجوز التي تربعتفي معول ( مقطف ) كبير وهو يردد قائلا :


أنا مطيتها لا أنفر ..........واذا الركاب ذعرت لا أذعر
وماحملتني وأرضعتني أكثر ......... لبيك اللهم لبيك

فقال على بن أبي طالب : الذي وقف في جانب الحرم مع عمر بن الخطاب رضي اللهعنهما يراقبان الطائفين : يا أبا حفص أدخل بنا الطواف لعل الرحمة تنزل فتعمنا

فانطلقا خلف الاعرابي , وعلى بن أبي طالب رضي الله عنه يرد عليه قائلا

أن تبرها فالله أشكر ........ يجزيك بالقليل الاكثر


لن أبريءبعدك أحدا

دخل عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه على أم المؤمنين أم سلمة رضيالله عنها , وكان ذا مال كثير , فقالت رضي الله عنها كأنها تحضه على الانفاق :

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ان من أصحابي لا يراني بعد انأموت أبدا .

أرتعدت فرائض عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه , وانحشرت الكلماتبين اوتار حنجرته , ونهض من عندها مذعورا حتى دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

فقال عبدالرحن بن عوف : أسمع ماتقول امك.... واخبره بما قالت ....

أوجس عمر رضي الله عنه خيفة , وأحس الارض تميد به , فقام مسرعا حتىأتىأم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها .

فقال وهو جاث : أنشدك بألله أمنهم أنا؟ !!

قالت ام سلمة رضي الله عنها : لا ولن أبرىء بعدك احدا .

أخرجهالامام أحمد (6/298)

أن الشيطان ليخاف منك يا عمر

خرج النبي صلىالله عليه وسلم في بعض مغازيه , فلما عاد منتصرا ظافرا جاءت جاريهسوداء

فقالت : يارسول الله إني كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديكبالدف واتنغنى .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن كنت نذرت فاضربيوإلا فلا

فأمسكت الجاريه بالدف, فاخذت تضرب فدخل أبوبكر رضي الله عنه وهيتضرب , ثم دخل علي رضي الله عنه وهي تضرب , ثم دخل عثمان رضي الله عنه وهي تضرب , ثم دخل عمر رضي الله عنه , فألقت الدف على الارض ثم قعدت عليه خوفا ورهبة منه .

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان ليخاف منك ياعمر .

الترمذي في السنن ((5/620)) واحمد في المسند ((5/353)) والبيهقي في السنن ((10/77))


عمر بن الخطاب يصارع الشيطان

جلس أبم مسعود رضي اللهعنه , وفي سكينة , ووقار , وحوله رهط من الصحابة والتابعين , يقص عليهم الطرائف , ويروي لهم النوادر .

فقال : لقى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمالشيطان في زقاق من أزقة المدينه فدعاه الجني الى المصارعه , فصرعه الصاحبي رضيالله عنه .

فقال الجني : دعني .
فتركه الصحابي

ثم قال الجني مرهثانيه : هل لك في المعاوده ؟
فتصارعا , فصرع الصحابي الجني , وجلس علىصدره

ثم قال الصحابي : أراك شخصا ضئيلا كأن ذريعتيك ( يديك ) ذريعتا *** أوجني .

فقال الجني : والله أني منهم ( أي من الجن )

فقال الصحابي : ماأنا بالذي يدعك حتى تخبرني مالذي يعيذنا منكم .

فقال الجني : أية الكرسي

فقال رجل لابن مسعود رضي الله عنه : من ذلك الرجل ؟

فقال: ومن عسـىأن يكون إلا عمر .

الطبراني((المعجم الكبير )) (9/183)والهيثمي ((مجمعالزوائد )) (9/71) وأبن الجوزي
في المناقب ((48))


اللهم أرزقنا صحبت نبيك محمد صلى الله عليه وسلموأصحابه في الجنه

قصة عمر والأطفالالجياع

قال اسلم مولى عمر بنالخطاب خرجتُ ليلة مع عمر إلى حرة ( وهو المكان الممتلئ بالصخور والذي يصعب المشيعليه ) وأقمنا حتى إذا كنا بصرار فإذا بنار فقال يا اسلم ها هنا ركب قد قصر بهمالليل انطلق بنا إليهم فأتيناهم فإذا امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة على الناروصبيانها يبكون فقال عمر السلام عليكم يا أصحاب الضوء ( وهذا من أدبه رضي الله عنهفلم يحب إن يقول لهم السلام عليكم يا أهل النار ) قالت وعليك السلام قال اادنو قالتادن أو دع فدنا فقال ما بالكم قالت قصر بنا الليل والبرد قال فما بال هؤلاء الصبيةيبكون قالت من الجوع فقال وأي شيء على النار قالت ماء أعللهم به حتى يناموا فقالتالله بيننا وبين عمر فبكى عمر ورجع يهرول إلى دار الدقيق فاخرج عدلا من دقيق وجرابشحم وقال يا اسلم احمله على ظهري فقلت إنا احمله عنك يا أمير المؤمنين فقال أأنتتحمل وزري عني يوم القيامة فحمله على ظهره وانطلقنا إلى المرأة فألقى عن ظهره ووضعمن الدقيق في القدر وألقى عليه من الشحم وجعل ينفخ تحت القدر والدخان يتخلل لحيتهساعة ثم انزلها عن النار وقال ااتني بصحفه ( وهو ما يوضع فيه الأكل ) فأتى بهافغرفها ثم تركها بين يدي الصبيان وقال كلوا فأكلوا حتى شبعوا والمرأة تدعوا له وهىلا تعرفه فلم يزل عندهم حتى نام الصغار ثم أوصى لهم بنفقة وانصرف ثم اقبل علي فقاليا اسلم الجوع الذي أسهرهم وأبكاهم.

رضي الله عنك وارضاك ياعمر
حب عمر رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم :

قيل : خرج عمر بن الخطاب رضيالله عنه ليلة يحرس ، فرأى مصباحا في بيت ، فدن منه فإذاعجوز تطرق شعرا لها لتغزلهو هي تقول :
صلى على محمد صلاة الأبرار صلى عليك المصطفون الأخيار
قد كنتقواما بكي الأسحار يا ليت شعري و المنايا أطوار
هل تجمعني و حبيبي الدار . . . . . . . . . .

فجلس عمر يبكي ، فما زال يبكي حتى قرع الباب عليها ، فقالت : منهذا ؟ قال : عمر بن الخطاب ، قالت : وما لي ولعمر ؟ وما يأتي بعمر في هذه الساعة؟ قال : افتحي ، رحمك الله ، فلا بأس عليك . ففتحت له الباب ، فدخل ، فقال : رديعلى الكلمات التي قلت آنفا ، فردته عليه ، فلما بلغت آخره ، قال : أسألك أن تدخلينيمعك ، قالت : وعمر، فاغفر له يا غفار . فرضي و رجع رضي الله عنه و أرضاه .

خشية عمر من الله :
وقيل أن أعرابيا وقف على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال :

يا عمر الخيرجزيت الجنة أكـس بنياتـي و أمهنـه
و كن لنا في ذا الزمان جنة
أقسـم بـاللهلتفعلنـه
فقال عمر : فإن لم أفعل ، يكون ماذا ؟ قال : إذا أبا حفص لأمضينه . فإذا مضيت ، يكـون
ماذا ؟ قال :

يكون عن حالي لتسئلن
يوم تكونالأعطيات منا
و الواقف المسؤول ينتهنه إما إلى نار و إما إلى جنة
فبكى عمر بنالخطاب رضي الله عنه حتى اخضلت لحيته ، ثم قال لغلامه : يا غلام ، أعطه قميصي هذا ،لذلك اليوم لا لشعره ، و والله ، لا أملـك غيـره

إخلاص عمر لله :
وروي أنه قد أحضر بين يدي عمر بنالخطاب رجل سكران ، فأمر أن يحد ( أي يطبق عليه الحد الذي فرضه الله على السكارى ) ، فشتمه ذلك السكران ، فرجع عمر عن ضربه . فقيل له : لم تركته يا أمير المؤمنين حينشتمك ؟ فقال : إنه لما شتمني غضبت ، فلو ضربتـه لكـن لغضبي ، لا لربي .
عمر ورسول كسرى :
و روي أن رسول كسرى جاء لمقابلة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسألالناس عنه فدلوه عليه ، فوجده نائما تحت شجرة ملتفا ببردة ، فقال : عدلت ، فأمنت ،فنمت ، يا عمر

هذا هو العدل

عادل العدوي