السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعتبر حضارة شعب الأزتك احدى أقدم الحضارات في قارة أمريكا اللاتينية، وقد عاشوا في المنطقة التي تمتد من وادي المكسيك ووسطها وحتي شرق خليج المكسيك وجنوبا حتى جواتيمالا، وقيل انه كان يطلق على الأزتيك أيضا اسم "مكسيكا"، ومن هنا جاءت كلمة "مكسيكو" حسب ما ذكر بعض المؤرخين.
لا أحد يدري بالضبط من أين جاء شعب الأزتك، فالأساطير تشير إلى أنهم جاءوا من الشمال، في القرن الثاني عشر أو الثالث عشر، وكانت عاصمتهم تدعى "تينوشيتتلان" ومكانها موقع مدينة مكسيكو حاليا، وظلت تلك الحضارة قائمة حتى غزاها الأسبان في أوائل القرن السادس عشر الميلادي.

وقد اعتمد الأزتك في توطيد أركان سلطانهم على القدرات العسكرية، وكانت حروبهم غالبا ما تشن من أجل الحصول على قرابين للتضحية بهم.
وقد تميز شعب الأزتك بكثير من الملامح الحضارية، وقد شيدوا بالعاصمة معبد هائل وقصر الملك والعديد من القنوات، وهرم يمثل "إله الحرب"، تيلغ مساحة قاعدته 700قدم مربع، وارتفاعه 300قدم وبه درج يتكون من 340 درجة، وفوق قمته يوجد برجان كل برج يتكون من ثلاثة طوابق وبه مذبح للقرابين البشرية.



وقد طور شعب الأزتك طريقة في العيش تكاد تكون شبيهة بطريقة الكثير من الشعوب الأوروبية الحالية، وشيدوا الهياكل والأبراج والمنازل، بالإضافة إلى أنهم برعوا في علم الفلك والقانون، كما كانوا خبراء في الكثير من الفنون والحرف، وقد تميزت حضارتهم أيضا بأساليب التربية الراقية بالنسبة إلى زمانهم كما تمتعوا بنظام محاكم يحقق العدالة والمساواة.
وقد عشق شعب الأزتك كافة الفنون على تنوعها من موسيقى ورقص ومسرحيات، ومعظم ما أنتجوه من فنون يعبر عن مفاهيمهم ومنظورهم الديني، فكانوا يستخدمون رسومات فاقعة اللون فوق الجدران أو ورق لحاء الشجر.



كل هذا بالإضافة إلى أنهم مارسوا فن النحت، حيث نقشوا صور آلهتهم بالنقش الغائر أو بالنحت البارز، ومن أشهر تماثيل الأزتك حجر التقويم الذي يزن 22 طن وقطره 3.7متر، وهو يمثل الكون بالنسبة للأزتك، ففي وسط الحجر منقوش صورة وجه الشمس ويحيط بها دوائر ترمز للأيام والسنوات.
وقد اخترع الأزتك أدوات بسيطة لإنتاج فنونهم، فكانت المرأة تغزل القطن بمغازل من العصي، لتنتج منها سترات وتنورات بتصميمات وأشكال هندسية مميزة.
وكانوا يصنعون أيضا الفخار بترصيص طبقات من شرائح الطين فوق بعضها لصنع قدور للتخزين ويزينونها برسوم وتصميمات هندسية، أما الآلات التي كانوا يستخدمونها في القطع فكانت من حجر الأبسيديان