جلس الرجل العجوز ... يفكر فيما آلت إليه حالته .. فبعد أن أسر جنود الاحتلال ابنه من عدة أشهر.. أصبح وحيدا في تلك الدار .. لا معين ولا مؤنس....

نظر إلى حديقة المنزل .... وأخذ يفكر .. كيف له أن يحرث تلك الأرض ؟
بالأمس القريب كان ابنه يقوم بهذا .. ويشرف عليه ويوجهه ..... قاتل الله اليهود ... عنصر فساد في هذه الأرض - أخذ يتمتم بهذه الكلمات -

أخذ ورقة وقلما .. وبدأ يكتب رسالة إلى ابنه في سجون الاحتلال ، يعبر فيها عن شوقه إليه .. وأخذ يقول لولده : لا أدري كيف سأحرث الأرض هذه السنة ؟ ومن سوف يعاونني على ذلك ؟
ولا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل ...

وبعد أن أتم رسالته تلك .... بعث بها إلى ابنه

جاءه الرد بعد يومين برسالة هذا نصها :

أبي الغالي .. أتمنى أن تتفهم الوضع
أرجو ألا تحرث أرض الحديقة هذه السنة
فقد خبأت الأسلحة في جوفها ..


وبعد يوم واحد يداهم الجنود الإسرائليون المنزل
ويقلبون الأرض رأسا على عقب .. بحثا عن الأسلحة الواردة في الرسالة
ولكن لا أثر لها ..... يعود الجنود من حيث أتوا

تأتي رسالة إلى الوالد المندهش مما يحدث بعد يوم من ابنه ...نصها

أبي الغالي .. هذا أقل ما يمكنني فعله من أجلك
أتمنى أن يكون محصول السنة وفيرا
ابنك