السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ..

عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ))

... أخرجه الترمذي ...

في الحديث كمال دين الإسلام، وأنه أعطى كل ذي حق حقه، وفيه كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم تُغفله أعباء الرسالة وأمور الأمة عن رعاية أهله، وفيه أن القيام بحق الأهل من التعبد لله تعالى، أن تقوم بحق الأهل؛ لأن ذلك أولًا من الواجب الشرعي عليك.

و أيضًا أن العناية بشأن الأهل من أسباب التوفيق الإلهي،وإذا قام به الزوج تقربًا إلى الله -تعالى- ومصدر للتزود من العلم أعانه الله -جل وعلا- على جميع شئونه، وعلى جميع حوائجه، أما إهمال البيوت وتضييع الأولاد بدعوى التفرغ للعمل أو العلم فهذا الزوج يذنب بحق أهله ويضيع الأمانة .

فنجده صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته؛ فعلى الرغم من انشغالاته الدائمة فإنه كان يخصف النعل.. ويحلب الشاة، ويقُمُّ البيت، ويكون في خدمة أهله،وهو رسول الله ونبي هذه الأمة عليه أفضل الصلوات والتسليم.

وكان بعض السلف يقول، والله إني لأتقرب إلى الله بإخراج القمائم من بيتي، لأن النية تجعل العادة عبادة.

في النهاية .. لنقف وقفة تدبر وتدارك لقول الشوكاني رحمه الله تعالى : عندما قال في شرح الحديث..

ففي ذلك تنبيه على أعلى الناس رتبة في الخير وأحقهم بالاتصاف به هو من كان خير الناس لأهله فإن الأهل هم الأحق بالبِشر وحسن الخلق والإحسان وجلب النفع ودفع الضر ، فإذا كان الرجل كذلك فهو خير الناس ، وإن كان على العكس من ذلك فهو في الجانب الآخر من الشر ، وكثيراً ما يقع الناس في هذه الورطة فترى الرجل إذا لقي أهله كان أسوأ الناس أخلاقاً و أشحهم نفساً وأقلهم خيراً ، وإذا لقي غير الأهل من الأجانب لانت عريكته وانبسطت أخلاقه وجادت نفسه وكثر خيره ، ولا شك أن من كان كذلك فهو محروم التوفيق زائغ عن سواء الطريق ، نسأل الله السلامة.
وفقنا الله جمبعا لاتباع سنة نبيه .