السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ...


أخطر صور هذه الحرب التي تتحكم في مجرياتها البلدان المتقدمة تتمثل في المحاولات الدائمة للتأثير على انظمة المعلومات الخاصة بالسيطرة والتحكم والدفاع، وهي الانظمة التي تعتمد على الحاسبات الالكترونية وشبكات الاتصالات والاقمار الصناعية بهدف تدمير قدرة الخصم وشل حركته قبل أن يبدأ في التفكير في اتخاذ أي قرار. وان العالم يعيش الآن الموجة الثالثة في تطوره بعد موجتي الزراعة والصناعة، وهي الموجة الالكترونية التي انتجت حضارة يتسارع فيها التاريخ، ويتغير فيها نمط الحياة، وتشكل عصراً جديداً يرتكز على مكونات حديثة، و هذه الموجة الالكترونية قد واكبتها استخدامات متزايدة لمنظومة التجهيزات والمعدات التكنولوجية التي تنبعث منها الاشعاعات الكهرومغناطيسية، مثل محطات الرادار وأبراج البث الاذاعي والتلفزيوني، ومحطات استقبال بث الأقمار الصناعية، ومحطات الاتصالات اللاسلكية وخطوط التوتر الكهربائي العالي، وشبكات الهاتف المحمول، وأجهزة توليد الموجات الكهرومغناطيسية وأفران الميكروويف، و هذه المنجزات تمثل الجانب الإيجابي رغم ما تسببه من أضرار صحية للانسان عندما تتجاوز هذه الاشعاعات الحدود المسموح بها. ولكن أخطر ما في هذه الموجة الالكترونية هو الاستخدام العمدي ، اي المتعمد، لها والذي يعرف بالإرهاب الكهرومغناطيسي الذي يتم عن طريق توليد هذه الموجات وبثها بهدف إتلاف الأجهزة الالكترونية أو إعاقتها أو بهدف تدمير أنظمة الدفاع والتحكم ونظم الحاسبات في البنوك والمؤسسات والمستشفيات والطيران المدني ومراكز المعلومات ، وإحداث حالة من الفوضى داخل هذه المؤسسات بهدف تدمير قدرة الخصم أو المنافس وشل حركته قبل أن يبدأ في التفكير في اتخاذ أي قرار.
ان هناك اتجاها عسكريا لدى البعض لاستخدام الموجات الكهرومغناطيسية وتداخلاتها بصورة متعمدة لإعاقة الخصم أو المنافس، مشيراً الى ان هذا الاستخدام المتعمد للتداخلات يأخذ عدة صور منها استخدام موجات كهرومغناطيسية ذات شدة عالية للتشويش على الأجهزة الالكترونية أو استخدام موجات ذات مستوى أعلى بكثير لتدمير المكونات الحساسة في الأجهزة الالكترونية، وكذلك التنصت على الأجهزة الالكترونية واشار كذلك الى ان النبضة الكهرومغناطيسية المصاحبة للإنفجارات النووية عالية الارتفاع، تتسبب في إتلاف المكونات الالكترونية الحساسة.
ان التشويش يمكن أن يصل الى الأجهزة الالكترونية المطلوب إعاقتها، إما من خلال هوائيات أجهزة الاتصالات أو الرادار، أو من خلال إرسال واستقبال الاشارات وخطوط تغذية القدرة، سواء بحقن اشارات التداخل مباشرة بها أو بأن تلتقطها الخطوط من اشعاع كهرومغناطيسي متعمد. و لكي يصل التشويش المتعمد من خلال الموجات الكهرومغناطيسية عن بعد يلزم استخدام أجهزة ارسال ذات قدرة عالية لبث التشويش مع استخدام هوائيات ذات توجيهية عالية كي توجه اشارات التشويش الى الهدف المطلوب، و هذه الطرق تستخدم في الإعاقة بصورة تقليدية في الحرب الالكترونية ضد أجهزة الرادار والاتصالات، ويمكن للتشويش أن يكون ذا مُستوىً أعلى من مستوى الاشارة المستقبلة في أجهزة الاتصالات او الرادار، بحيث يفشل الجهاز في التقاط المعلومات المطلوبة، أو يأخذ شكل تشويش ذكي في حالة الأجهزة التي تعمل بالنبضات مثل أجهزة الرادار أو الحاسبات، بحيث يتم ارسال معلومات مضللة إليها.

ان هذا السلاح الخطير بدأ في روسيا للتغلب على الأجهزة الالكترونية المتقدمة للكتلة الغربية، ثم تطور ليصبح اتجاهاً عاماً لاستخدام أسلحة كهرومغناطيسية تعمل بهذه الفكرة، بل ان الدول المتقدمة وخصوصاً النووية منها قد صممت قنابل نووية ذات اشعاع للنبضة الكهرومغناطيسية ذي طاقة عالية جداً تستخدم بصورة أساسية بغرض تدمير الأجهزة الالكترونية وصاحب هذا أيضاً العمل على تصميم هوائيات لارسال هذه النبضات لتكون موجهة في اتجاه الهدف.
ولحسن الحظ فقد صاحب هذا الاتجاه المدمر لانتاج هذه الأسلحة الكهرومغناطيسية اتجاه آخر لحماية الأجهزة الالكترونية من خطر الموجات الكهرومغناطيسية عالية القدرة، أخطر أسلحة حرب المعلومات التي بدأت تستعر بين دول العالم الآن لفرض الهيمنة والسيطرة من الدول القوية على الدول الضعيفة، فهناك ما يسمى بالحوائل الكهرومغناطيسية المتعددة والمرشحات الترددية والتأريض والتوصيل للكابلات بالصورة الصحيحة لمنع تغلغل الموجات الكهرومغناطيسية الى الأجهزة الالكترونية التي تزايد استخدامها في مجالات الاتصالات ونقل المعلومات والحاسبات الآلية والبنوك والمستشفيات والطيران المدني والأمن القومي والأقمار الصناعية وكافة مناحي الحياة تقريبا.
ويذكر ان هذه النبضات الكهرومغناطيسية يمكن استخدامها في إتلاف أجهزة الطائرات مثل أجهزة الملاحة والاتصالات والأمن والحاسبات والهبوط والاقلاع الالكتروني. ويرجح ان سقوط الطائرة Twaعلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة الاميركية كان بفعل هذه الأسلحة، ولا يستبعد أن تكون طائرة مصر للطيران المنكوبة قد سقطت قبالة الساحل الاميركي في اكتوبر (تشرين الاول) عام 1999 بنفس السلاح، إذْ ان بعض الدول المتقدمة تجري تجارب لاستخدام الموجات الكهرومغناطيسية ذات القدرة العالية في تسخين طبقة الايونوسفير الجوية لإعاقة الاتصالات اللاسلكية التي تستخدم هذه الطبقة او تمر من خلالها في البلد الخصم او المنافس.
ان هناك ما يسمى بالتنصت الكهرومغناطيسي، حيث يمكن باستخدام اجهزة حساسة التقاط الانبعاثات الضعيفة جداً من الاجهزة الالكترونية مثل اجهزة الحاسبات، ويكثر استخدام هذا التنصت ضد المراكز الاستراتيجية والتي تمس الأمن القومي للدول واحيانا يستخدم لمعرفة الاسرار الصناعية او اسرار تعاملات البنوك.
باحثون أميركيون يعرضون سلاحا راديويا لتخريب الأجهزة والمعدات الإلكترونية
طور باحثون اميركيون سلاحا الكترونيا يرسل موجات راديوية يمكنها تخريب اي جهاز الكتروني خلال ثوان. ويمكن للهواة تصميم هذا السلاح من عناصر الدوائر الكهربائية المتوفرة في اي متجر للادوات الالكترونية، مما سيسهل للارهابيين حمله ونقله لتخريب المعدات والنظم الالكترونية للمؤسسات والشركات، والبنوك والمستشفيات والمطارات.
ونقل موقع «بي سي ورلد.كوم» الانترنتي عن راندي برنارد نائب رئيس شركة «سكراينر انجنيرنج» التي طور مهندسوها السلاح الراديوي الجديد وعرضوه امام خبراء حكوميين اميركيين، ان السلاح يرسل دفقات سريعة وشديدة من اشعاعات الموجات الراديوية تتمكن من تدمير اي جهاز الكتروني غير محمي، مثل الكومبيوترات الشخصية او نظم الامن المنصوبة داخل المنازل او اجهزة المسح (سكانر) التي تستخدمها قوات الشرطة او الاجهزة الطبية، ونظم مراقبة حركة الطائرات.
ويمكن للشركات حماية نظمها بوضع اجهزتها داخل الواح معدنية، او وضع مرشحات للموجات الراديوية لمنع انتقالها عبر خطوط تجهيز الطاقة. وقلل برنارد من المخاطر التي قد يتعرض لها العاملون على كومبيوتراتهم الشخصية في المنازل، بسبب هذا السلاح، الا انه اشار الى ضرورة اهتمام الشركات بحماية نظمها، ان كانت تود ان تحافظ على ادائها ونشاطاتها.
واظهر استخدام هذا السلاح الراديوي الذي عرض امام خبراء من دوائر الدفاع والامن الاميركية، تأثيرات سيئة على الاجهزة الالكترونية، اذ بدأت شاشات الكومبيوترات بالارتعاش، او التجمد، وتوقف عمل اجهزة طبية ونظم الحماية من اللصوص، كما اختل عمل آلة تصوير فيديو تم شراؤها خصيصا لتصوير عملية عرض السلاح الجديد! وقال مصممو السلاح انهم اشتروا كل العناصر اللازمة لصناعته من المتاجر مباشرة، او عبر الانترنت، ووصل ثمن المشتريات الى 10 آلاف دولار. وينتظر ان تجرى اختبارات اخرى تسبق عرض الجهاز مجددا الصيف المقبل. وبعد نهاية العرض اعلنت وزارة الدفاع الاميركية انها خصصت 4 ملايين دولار للابحاث الخاصة بهذه الاسلحة الراديوية، ومنع الارهابيين من تطويرها.


وهنا ملاحظة :

يتخوّف الخبراء العسكريون في العديد من البلدان الغربية من إمكانية حصول موجة من الهجمات الإرهابية من نوع جديد يعتمد على سلاح إلكتروني يبث نبضات كهرومغناطيسية Electromagnetic بنسبة فولتية مرتفعة للغاية، ما يؤدّي إلى تعطيل جميع المكوّنات الخاصة بأنظمة الكمبيوتر، وتتميز الأسلحة الباعثة للنبضات الكهرومغناطيسية بسهولة إنتاجها من قبل جماعات لا تملك قدرات تكنولوجية كبيرة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسمح لجماعات إرهابية باعتماد هذا السلاح. مع الإشارة إلى أن هذه الطريقة ليست بالجديدة، إذ يعود اكتشافها إلى الخمسينيات من القرن الماضي، حيث كان تفجير نووي تجريبي في المحيط الهادي قد تسبب بتعطيل شبكة اتصالات سلكية في دائرة شعاعها 1000ميل (نحو 1610 كلم).