التلفزيونات ثلاثية الأبعاد.. تساؤلات حول صعوبات استخدامها

السعر العالي وعدم استعمالها الدائم قد يشكلان العقبة الكبيرة




نيويورك: جون بيغس*
في أوائل شهر يناير (كانون الثاني) الماضي اشترى سكيدمور (24 سنة) من شيكاغو جهازي تلفزيون بلازما، من طراز «باناسونيك» بمبلغ 2700 دولار، مدركا تماما أنه سيملك هذين الجهازين لسنوات مقبلة، حتى بعد سماعه الأخبار بأن التلفزيونات ثلاثية الأبعاد باتت وشيكة الظهور.
وهو لا يعتقد أنها جديرة بالسعر العالي الذي سيتكبده لقاء منتوج سيستخدمه بشكل نادر، ويقول: «لا أتصور نفسي وأنا أضع على عيني نظارتين ثلاثيتي الأبعاد كلما رغبت في مشاهدة عرض على التلفزيون».

وكما هو الحال بالنسبة إلى غالبية الابتكارات التقنية، يبدو أن الحماس يتغلب دائما على كل الأمور الأخرى عندما يتفرع الحديث إلى التقنيات التلفزيونية ثلاثية الأبعاد. وهكذا فإن المستهلكين كـ«سكيدمور مثلا وغيره» لا ينتظرون وصول الأجهزة الجديدة ثلاثية الأبعاد، بل يتوجهون بدلا من ذلك إلى التنزيلات لأسعار التلفزيونات الموجودة التي يعلن عنها على الشبكة والمحلات الكبرى.
* تساؤلات متعددة
* ولكن عندما تتوفر التلفزيونات ثلاثية الأبعاد خلال الشهور القليلة المقبلة، فهل ستقوم بالحصول على واحد منها؟ لننظر إلى بعض الأسئلة الشائعة التي تراود ذهن غالبية المستهلكين لدى مشاهدتهم مثل هذه العروض ثلاثية الأبعاد:
* هل يتوجب علي استخدام النظارة الزرقاء والحمراء البشعة المنظر؟
- لا، فهذه النظارات تستخدم فقط في ما يسمى الأبعاد ثلاثية النقشية أو ضئيلة البروز، والتي تستخدم اللونين الأحمر والأزرق (وأحيانا الأخضر) لإنتاج مشهدين مختلفين للصورة الواحدة. وكان هذا الأسلوب شائعا في الخمسينات والستينات، لكنه زال وانقرض، وبات يتوجب حاليا استخدام النظارات الجديدة الرقيقة.
* هل يمكنني الاحتفاظ بالنظارة التي استخدمتها في مشاهدة فيلم «أفاتار» و«أب» في الصالات والمسارح أيضا؟
- نعم يمكن ذلك من الناحية الفنية، فهذه نظارات ثلاثية الأبعاد وسليمة، وتستخدم نوعا من الاستقطاب الذي يشطر الصورة على الشاشة إلى صورتين منفصلتين تماما. وهذا أمر جيد بالنسبة إلى الغرف الواسعة، عندما يكون الجميع جالسين مقابل الشاشة. لكن منتجي التلفزيونات ثلاثية الأبعاد لا يمكنهم معرفة كيف تبدو غرف المستهلكين. والأهم من ذلك لا يرغبون في بيع نظارات ثلاثية الأبعاد مقابل سعر ضئيل عندما يكونون قادرين على بيع نظارات عاملة نشطة غالية الثمن بسعر 70 دولارا مثلا.
* «عاملة» أو «نشطة» بـ70 دولارا؟ ما هو الأمر الخاص هنا، أو المميز؟
- «نشطة» تعني أنها تسمح للضوء أن يصل إلى عين واحدة في الوقت ذاته. فعندما تراقب العروض المرئية تقوم الشاشة بإظهار جانب واحد فقط من الصورة، ثم الجانب الآخر في تعاقب سريع. وتقوم النظارة بالتزامن مع هذا التعاقب، بحيث تعتم إحدى العينين، ثم الأخرى. وهكذا تقوم الشاشة بتقديم منظور مختلف لكل عين من العينين الاثنتين. وهذا ما يتيح لك السير في أرجاء الغرفة والحصول على رؤية بالأبعاد الثلاثية.
* تجربة جديدة
* النظارتان تومضان، فهل هما إلكترونيتان؟ وهذا يعني أنه يتوجب شحنهما بالكهرباء، أليس كذلك؟
- نعم، كما لو أنه لا يوجد ما يكفي من أسلاك في غرف المنزل.
* لنكن صريحين: هل هذه التجربة جيدة وجذابة؟
- غرف العرض التابعة لـ«سوني» و«فيليبس» ستعرض كثيرا من هذه الأجهزة، مع إمكانية الاطلاع على المشاهد التي تقدمها شاشاتها. ورؤية مسلسل «أفاتار» بالأبعاد الثلاثية، هي تجربة جذابة في البداية، لكن سرعان ما يزول السحر. فإذا كانت المحتويات جيدة كانت التجربة لا بأس بها، لكن لا يبدو أن هذا الأمر ينطبق على محتويات أخرى.
* هل يمكن تحويل الأفلام الثنائية الأبعاد إلى أفلام ثلاثية؟
- نعم، يمكن ذلك. ولكن يتوجب على الفنانين تعقب حدود الطبقات المختلفة الموجودة على الفيلم. ومثال ذلك، ينبغي إبراز الشخصية السائرة أمام صف الأشجار من الخلفية، ثم يتوجب على الكومبيوتر توليد صورة ثلاثية الأبعاد عن طريق إقحام كمية صغيرة من الخلفية التي ينبغي أن تظهر خلف هذه الشخصية. وهذه ليست جديرة بالجهد بالنسبة إلى الأفلام القديمة.
والافتراض هنا أنه سيجري تصوير جميع أفلام الحركة تقريبا في المستقبل بالأبعاد الثلاثية، كما أن الشركات مثل «آيماكس» تخطط سلفا لإنتاج كاميرات وكاميرات فيديو تسجيلية (كامكوردر) بعدستين (المطلوبتين للتسجيلات ثلاثية الأبعاد) لاستخدامها في المنازل.
* لأفلام سينمائية منزلية ثلاثية الأبعاد؟
- نعم، بالتأكيد.
* إذا رغبت في دخول هذا المعترك، فماذا أحتاج؟
- لمشاهدة التلفزيون بالأبعاد الثلاثية، عليك أن تمتلك مركزا للتسلية والترفيه المنزلي. وعملية إرسال عروض مرئية ثلاثية الأبعاد إلى جهاز التلفزيون تشتمل على فك رموز وإرسال صورتين منفصلتين تماما: مشهد للعين اليمنى، وآخر للعين اليسرى، لكل إطار من الفيلم المعروض، بسرعة جزء واحد على 120 جزءا من الثانية.
وللقيام بذلك، ينبغي أن يكون معدل إنعاش الصور التلفزيونية ذا سرعة كافية لمجاراة الصورة. ويبلغ معدل الإنعاش في التلفزيونات العادية 120 هيرتز، في حين يبلغ معدل الإنعاش في التلفزيونات الجديدة الثلاثية الأبعاد 200 هيرتز، أو أكثر. ويحتاج التلفزيون الثلاثي الأبعاد أيضا إلى جهاز بث بالأشعة تحت الحمراء، بغية إخطار النظارات النشطة متى ينبغي عليها القيام بعملية الاستقطاب، مما يتوجب على ذلك كلفة إضافية.
وهل ترغب أيضا في معرفة سر آخر؟ إن جميع التلفزيونات القديمة، سرعة 120 هيرتز يمكنها عرض العروض عليها بالأبعاد الثلاثية أيضا. ومع ذلك فإن منتجي الأجهزة التلفزيونية يطلبون تحديثا كاملا، نظرا إلى التحسينات المختلفة في تقنية «بلو - راي»، إلى جانب أجهزة بث الأشعة تحت الحمراء الضرورية المبيتة داخلها لتشغيل النظارات المصراعية النشطة. والأكثر من ذلك فإن هؤلاء المنتجين راغبون أن نقوم بشراء أجهزة تلفزيونية جديدة.
وتحتاج أيضا إلى مشغل لأقراص «بلو - راي» يتطابق مع الأبعاد الثلاثية، أو بدلا من ذلك إلى موالف رقمي لالتقاط البث التلفزيوني بالأبعاد الثلاثية من «espn» أو «ديسكفري». وإذا كنت تملك محطة ألعاب «سوني بلاي ستيشن3» يمكنك تحديث برمجياته ليشغل أقراص «بلو - راي» ثلاثية الأبعاد، مع القيام بهذا التحديث المجاني.
* أجهزة العام الحالي
* متى يمكنني شراء هذه المعدات، وما هي تكلفتها؟
- غالبية الأجهزة والعتاد الخاص بالأبعاد الثلاثية ستظهر في العام الحالي، وستكلف أكثر قليلا من التلفزيونات عالية التحديد والوضوح التي يجري بيعها منذ سنوات قليلة. ولكن من المتوقع دفع 4000 دولار للطقم الكامل.
* هذا مكلف جدا. هل لي أن أحصل على خبرة بذلك بتكلفة قليلة؟
- بالتأكيد، قم بشراء طقم «بي سي» ثلاثي الأبعاد. وأفضل بيئة للأبعاد الثلاثية هي في مجال الألعاب. وشركات إنتاج شرائح غرافيكس، مثل «نيفيديا» تبيع حاليا تقنية مشابهة لتقنية النظارات، مع مشغلات أقراص تستخدم في تجهيزات أقراص «بلو - راي» الأكثر تكلفة، ولكن بتكلفة إجمالية أقل.
ويقول لإيل إيسلر، نائب رئيس قسم الأبعاد الثلاثية في «نيفيديا»، إن إضافة الأبعاد الثلاثية إلى الكومبيوتر العادي يكلف نحو 500 دولار. وهذا يشمل بطاقات غرافيكس أكثر قوة، مع شاشة جديدة، ونظارات تتطابق مع الأبعاد الثلاثية، فضلا عن نظام لإرسال الإشارات بالأشعة تحت الحمراء.
وطقم «جي فورس» ثلاثي الأبعاد من «نيفيديا» يشمل نظارات بمصراع نشط، وأداة بث «يو إس بي» بالأشعة تحت الحمراء. وعن طريق وصل هذا الطقم إلى بطاقة غرافيكس قوية وشاشة، يمكن إنتاج صور ثلاثية الأبعاد في كل لعبة. ويضيف إيسلر أن «الأبعاد الثلاثية تجعلك تستمتع حتى بالألعاب القديمة».
* مع ذلك لا أرغب في تكبد التكلفة العالية، فكم علي الانتظار قبل أن تصبح الأبعاد الثلاثية أمرا قياسيا شائعا في جميع الأجهزة التلفزيونية؟
- عام 2013، يقول ريتشارد غيلفوند كبير المدراء التنفيذيين في «آيماكس». والاستثناء هنا أن المستهلكين الذين اشتروا التلفزيونات عالية التحديد والوضوح في أوائل الألفيتين، عليهم أن ينقلوها سواء كانت تعمل بالبلور السائل (إل سي دي)، أو بالبلازما إلى الغرف الأخرى، للحصول على التحديث الجديد.

* متى سيمكنني مشاهدة التلفزيون بالأبعاد الثلاثية من دون هذه النظارات السخيفة؟
- قد يحصل هذا افتراضا بعدما تصبح التلفزيونات ثلاثية الأبعاد موجودة في كل مكان، وبالتالي يرغم المنتجون على بيع ما تبقى من مخزوناتهم. وربما قد يحصل ذلك في 2020. لكن قد يتوجب عليهم عند ذاك البحث عن بقرة حلوب أخرى. وتذكر أن شعار شركات إنتاج المعدات والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية هو «المناداة دائما ببطلان الاستعمال».
* خدمة «نيويورك تايمز»