السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحد القبائل اليمانية ترجع أصولها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إلى زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهمامؤسس المذهب الزيدي.
تواجدهم
وهم يقطنون أماكن مختلفة من اليمن ولعل أكبر وجود لهم في مدغل الجدعان مابين مأرب وصعدة وأطراف من إب وقليل في بلاد مبين من حجور والشرفين ولعل أكبر مشاهيرهم عام 999 هـ هو الأمير سعيد بن عنتر أمير مبين، له قصر حصين على طرف قمة جبل مبين المطل على بني حمزة وبني الشومي من جهة الغرب، وباني الدرجة الشهيرة باسمه درجة سعيد - والتي رصفت لتسهيل طلوع قوافل الإبل الى قمة جبل مبين من الوديان القريبة منها لنقل السلاح والبضائع في ذلك الوقت، وأهمها وادي مور - الموجودة في قضاء مبين من بلاد حجور.
خطرهم
وقد استفحل خطرهم في السعي نحو الملك بين عامي 975 هـ و 1025 هـ قرابة الخمسون عاما على يد الأمير سعيد بن عنتر فقد قام الأمير سعيد بن عنتر بالإمتناع عن أداء الزكاة المجبية للدولة و إرسال الدعاة الى بلاد الشرفين من حجور الشام في مغرب اليمن وذلك للدعوة للفكر الزيدي على الطريقة الصحيحة بتولية الأصلح من آل البيت.
وذلك لمخالفتهم لملوك اليمن كون انهم قد شذوا عن تولية الأصلح من آل البيت وتحول حكمهم نحو توريث الملك وهذا مايخالف اهم اساسيات المذهب الزيدي - والذي نشأ في أساسه على أساس حق آل البيت في تولي أمر المسلمين الولاية العامة.
بذلك هم يؤيدون الحوثيين في نهمجهم نحو إرجاع حكم الإمامة الزيدية إلا انهم يختلفون عنهم في كثير من العقائد فهم لايرون سب الصحابة ولا لعن معاوية رضي الله عنهم أجمعين.
ويرون كذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو بالخروج على الإمام إذا لم ينتهي عن منكره، وقد اجتمعت بعض قبائل تلك المنطقة من مبين الى بلاد الشرفين حوله، ودارت بينهم معارك مع أمير الشرفين حيث قاد حاميته مع بعض القبائل المؤيدة لملوك اليمن انتهت بهزيمة تلك القبائل واستتباب الأمر للأمير سعيد بن عنتر، مما حدا بملك اليمن إلى إرسال جيش بقيادة الإمام المهدي للقضاء عليه انتهت بهزيمة جيش المهدي ومقتله حيث قبر في قمة مبين، واستتم الأمر للأمير الزيدي سعيد بن عنتر حتى وفاته حيث توفي عام 1025هـ في بعض الروايات.
نهايتهم
تولى الأمر من بعده ابنه الأكبر الأمير الزاهد عبدالله بن سعيد، والذي لقب بالزاهد لتنازله عن الإمارة وإرجاعها لملوك اليمن، الذين عزلوا ملك اليمن حينها وولوا الأصلح بدله، وبذلك انتفى سبب الخروج عليهم، فقام بإرجاع الأمر إليهم عام 1035 هـ.
عودتهم
لكن الأمر لم ينتهي هنا قفد أمر ملك اليمن بتتبعهم والقضاء عليهم فتفرق بنو عنتر في مبين فمنهم من ذهب إلى أواسط جبل مبين وأسسوا تجمعا أسموه غولة بني عنتر - لأن من تتبعهم غال عليه أمره ورجع خائبا، وهناك من ذهب إلى أطراف الجبل إلى الشاهل، ومنهم من بقي في الشرفين، رغم ذلك فقد قتل منهم خلق كثير، مما جعلهم يعزلون أميرهم عبدالله بن سعيد ويولون أخاه الأصغر الأمير عصام بن سعيد والذي تميز بحدة الطباع والشدة في حل الأمور، فعزم على توحيد الصفوف ولم شمل من بقي من آله وشن حربا على حصن الظفير حيث توجد حامية الملك انتهت بانتصارهم وعودة إمارة مبين إليهم، وقد توافدت القبائل لمبايعة الأمير عصام بن سعيد على السمع والطاعة، هذا وقد توفي الأمير عصام بن سعيد عام 1095 هـ عن عمر يناهز 85 عاما، ثم تولى الأمر من بعده حفيده العالم الجليل الأمير إبراهيم بن عبدالله بن عصام المتوفى عام 1125 هـ عن عمر يناهز 60 عاما، ثم ولي من بعده ابن عمه الأمير المنصور بن علي بن يحي بن سعيد بن عنتر وقد تم له الأمر حتى بداية التواجد العثماني عام 1165 هـ حيث تمت معارك شرسة بين العثمانيين وقبائل المنطقة تم الاستنجاد فيها بملوك اليمن وقتها انتهت ببقاء مبين محصنة ضد العثمانيين لعلوها علوا شاهق اعيا العثمانيين من التمكن منها، بينما نجح العثمانيون في التواجد في كثير من اليمن وبذلك انتهى حكم ملوك اليمن حتى تمت اعادته على ايدي آل حميد الدين وإنهاء التواجد العثماني، حيث تعتبر اليمن أول الدول العربية إنهاء لوجودهم منها، وقد قام امراء بني عنتر بمبايعة آل حميد الدين حتى نهاية وجودهم وانتهاء الحكم الملكي الإمامي في اليمن على يد الجمهورية قرابة عام 1390 هـ.
المراجع:

تاريخ اليمن للإمام المتوكل المتوفى عام 1100 هـ.
أمراء اليمن للزبيدي المتوفى عام 1200 هـ.
العثمانيون في اليمن للحضرمي المتوفى عام 1315 هـ.
معجم أنساب قبائل العرب اليمانية.