لا يزال ورق الجدران، الذي عرف اول ظهور له في القرن الرابع عشر الميلادي، يشكل واحدا من عناصر الزخرفة الاساسية في القصور والمنازل، وحتى المكاتب، بما يضفي الحياة والرونق على هذه الجدران، ويزيل قساوتها ورتابتها.
وقد استفاد هذا العنصر الزخرفي من التطورات التكنولوجية والعلمية، بحيث اشتهر كل عصر، او كل حقبة، بنوع معين من ورق الجدران وطرق استعماله. وتقول احدى مهندسات الديكور لـ«الشرق الاوسط» ان ورق الجدران عرف اول عصر ذهبي له في القرن السادس عشر، في منازل البورجوازية الجديدة تحت شكل قشري او مربع او غير ذلك، بحيث يتم لصق الواحدة بالاخرى بواسطة صمغ حيواني، وفي القرن الثامن عشر بدأت صناعة اللفائف الورقية، وبعد قرن تقريبا، ولدت آلة الطباعة المتواصلة في باريس. ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف التقنيات الطباعية عن التطور.
واضافت المهندسة: «كاد ورق الجدران يدخل عالم النسيان حتى الستينات والسبعينات حين عرف نفحة جديدة، ودخل الى الاماكن الاكثر تواضعا مع زركشات والوان وتركيبات مختلفة. وفي الثمانينات ظهر ورق الجدران الفاخر بفضل استخدام الحبر النافخ».
وفي السوق تشكيلة واسعة من ورق الجدران التي لا ينحصر تصنيفها في الموضوع، وانما يشمل المادة المصنوعة منها، وطريقة التصنيع. ويمكن هنا حصر ورق الجدران بنوعين اساسيين اولهما ورق الجدران التقليدي او الحرفي، وهو مصنوع من مواد مرتفعة الكلفة، ويطبع على الالوان. ويطبق فيه كل لون بشكل منفصل مع الحرص على وقت معين للتجفيف. واذا كانت طريقة استخدام هذا النوع بطيئة، فانها تسمح دوما بمردود عال من الالوان والنقوش «لكن هذا النوع من ورق الجدران حساس جدا، ولا يمكن استخدامه على الجدران الكاملة» على حد قول المهندسة.
اما النوع الثاني من ورق الجدران فهو ورق الفينيل، ويقول سامر خضر (صاحب مؤسسة تتعاطى هذا النوع) لـ«الشرق الاوسط» في هذا المجال: «ان ورق الفينيل هو صيغة حديثة لتلبيس الجدران، ويعالج بشكل يتحمل الغسل واستعمال الفرشاة، سهل الاستعمال قابل للنفخ بواسطة حبر خاص بذلك، ويتم تركيبه اما على سقالات، او اللصق المباشر على الجدران، من دون اللجوء الى اصماغ اضافية. وهو سميك وثقيل وشديد المقاومة، ومثالي بالنسبة الى النقوش النافرة».
ويضيف: «ان ورق الفينيل سريع الاستعمال، بحيث لا تحتاج الغرفة الواحدة اكثر من ساعتين، ويقاوم هذا الورق الحريق والرطوبة والماء، ويمكن استخدامه في الارضيات عوضا عن الموكيت او الباركيه، ويتراوح سعر المتر المربع منه بين 6 دولارات للأرضيات و12.5 دولار للجدران، و29 دولارا للسقوف. واكثر ما يستعمل هذا النوع من ورق الجدران في الفنادق والاماكن العامة وهو مكفول لمدة لا تقل عن عشرة اعوام». ويتخذ ورق الجدران إجمالا شكل لفائف بعرض متساو، ويثبت على الجدران بواسطة صمغ يطلى على الظهر (وفي بعض الحالات تكون اللفائف ذاتية اللصق).
* إرشادات من أجل لصق جيد وبدون متاعب ـ اختيار ورق الجدران تبعا للحجم والانارة واثاث الغرفة. وبالامكان تنويع الورق بشرط ان يبقى من الصنف نفسه، بحيث يعالج جدار بشكل مختلف عن الاخر، او من خلال ايجاد حد افقي مع افريز نافر، وهذا ننصح به في غرف النوم او الاروقة ذات السقوف العالية.
ـ حذار استخدام ورق الجدران في حال وجود رطوبة او ارتشاح. ومن الضروري معالجة الجدار اولا بحيث يصبح املس وجافا تماما قبل استعمال الورق. ويفترض ايضا قبل ذلك ازالة الغبار والبقع البالغة البروز.
ـ احتساب ساحة الجدران اولا من دون اسقاط مساحة الابواب والنوافذ. ثم احتساب طول وعدد الشرائح الضرورية مع الاخذ بعين الاعتبار طول اللفافة. وهكذا يمكن الحصول على عدد اللفائف المطلوب شراؤها.
ـ تحضير الصمغ وفق التعليمات الضرورية ثم وضع المقادير اللازمة بحيث يتم اللصق بصورة جيدة ومن دون تسرب الصمغ خارج الشريحة.
ـ رسم خط عمودي توضع انطلاقا منه اول شريحة. وعندما يتم تركيز هذه الشريحة بصورة جيدة يصبح من السهل لصق باقي الشرائح.
ـ من اجل تقطيع الشرائح يجب اضافة 10 سنتيمترات طوليا، الامر الذي يسمح، عند انتهاء الجدار، بقطع اطراف الشرائح بخط واحد، على ان يكون هناك حرص شديد على لصق هذه الاطراف.
ـ ومن اجل الحؤول دون فقاقيع الهواء عند اللصق يمكن استخدام فرشاة تمرر من الوسط باتجاه الاطراف، و«روليت» لوصل الشرائح ببعضها بصورة كاملة.
المفضلات