كلنا عباقرة ولكن .......

**سائر في ربى الزمن** · 12-07-2009, 12:35 PM

إن الإنسان كائن عاقل و لذلك لا بد من إطلاق سراح تفكيره من أي قيود
- ويليام غودوين -

حقاً إن الإنسان كائن عاقل، وكثير من المواقف اليومية تدلّ على أنه ليس كائن عاقل فحسب .. بل إنه عبقري أيضاً
فهو الكائن الوحيد الذي استطاع أن يخلق نوعاً من التوازن بين مايحب وما لا يحب
وبين ما يحترمه بعض الوقت ومالا يحترمه كل الوقت

فالحياة واقع ضروري، ارتضى بها هذا الكائن منذ أن وُلِد
وفي خِضَم هذا الواقع يتولد الصراع
فتجربة الحياة الضرورية تقتضي منه خوض صراعاتها الدائمة بين كل النقائض فيها ..
وبين كل النقائض فيه ..
مُحاولاً الحِفاظ على الصلح اليومي مع نفسه .. ومع الناس
لتستمر الحياة .. ويستمر التعايش ..
باذلاً جهوداً جمة لفكّ الاشتباكات الناجمة عن الصراعات المستمرة
وهذه الصراعات المتمثلة في جميع جوانب الحياة، تتطلّب من هذا الكائن العبقري مجرّد النظر فيها
وإيجاد التوازن في جميعها كما أوجده في بعضها ..

فهو مثلاً كثيراً مايتقلّد مناصب قيادية، بعضها يكون بحكم الفطرة والبعض الآخر بحكم الكفاءة

مثل ذلكَ الأب القائد لأسرته والتي هي عبارة عن مجموعة من الأولاد والبنات والتي غالباً ماتكون قيادتهم بمساعدة من شريك - الأم -
ليُحاول هذا القائد ضَبطَ عجلة قيادة هذه المجموعة نحو الاستمرار لحياةٍ أجمل وأفضل، بأسلوب عاطفي شديد، في محاولة منه لتجنّب الحلول
القسرية من طردٍ وإبعاد والتي قد ينجم عنها ردود فعل عكسية ..

وفي ذات الوقت ترى ذات الرجل - الأب - قائداً لجماعة من الموظفين في إحدى المؤسسات أو المنظمات
في محاولة أخرى منه لضبط عجلة قيادة هذه المجموعة الأخرى نحو الإستمرار والتقدّم والمزيد من الإنتاج، بأسلوب خالٍ من العاطفة،
في محاولة منه لتجنّب الحلول العاطفية والتي قد ينجم عنها قلة في الإنتاج وضعف في الكفاءة ولربما .. فساد

في أحد الكتب الأجنبية المترجمة للعربية والتي تتحدث عن متاعب المهنة، يقول الكاتب:
هناكَ غلطة إدارية فنية يقع فيها بعض المديرين، وهي أن يتعامل مع الناس على أساس عاطفي، وهذا يفسد العمل ويفسد الإدارة،
وهذه الغلطة تجيء من أن العمل يُوجِد نوع من الألفة، أو نوعاً من العلاقات العائلية اللطيفة، وهذا شعورٌ طيب جداً، ولكن عيبه أنه يُغري
الناس بأن ينظروا إلى كل شيء نظرة شخصية أو أخوية .. أي نظرة عاطفية ..
فإذا دَخَلَت العواطف إنقسمت العلاقات إلى حب وكراهية، إلى صداقة وعداوة .. وهذه غلطة ..!
والصحيح: أن يكون الواجب هو المثل الأعلى والمسؤلية هي الإطار العام، والصواب والخطأ هما صفتان لكل قرار.

فإذا وَجدنا أنه من الصعب علينا تطبيق ذلك أي أننا نرى أنه من الصعب علينا خلق توازن كامل في حياتنا
إذن نحن نرفض أن نكون عباقرة .. !!
أو بالأحرى .. نرفض إستغلال وتوظيف هذه العبقرية ..!!

على الرغم من أن عبقريتنا هذه من شأنها أن ترحمنا من العذاب الذي نعانيه يومياً ونحن نحلم باليوم الذي يسود فيه العدل والإحترام والسلام