قــل للعشـــر المبـــاركــات : لعلــي لا ألقــاكِ بعـــد عـــامي هــذا
الأستاذة : زاد المعاد

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } الحمد لله مصرف الليل والنهار والأيام والشهور والسنين حتى يزداد العباد من الباقيات الصالحات ,, والصلاة والسلام على نبينا الحبيب خير من صلى وصام صلوات ربنا وسلامه عليه وعلى آله وأتباعه إلى يوم الدين وبعــد /

بالأمس القريب استقبلنا شهر رمضان المبارك ,,, بكل فرحة وسعادة غامرة واستبشار برصيد عالي من الحسنات

وها نحن اليوم نودع ليالي رمضان الجميلة الروحانية

ها نحن اليوم في صبيحة الثامن والعشرين من عام 1429 هـ من شهر رمضان المبارك

كم ودعنا من أحباب صاموا معنا رمضان الذي مضى وأملوا عمراً مديداً وتطلعوا واشتاقت نفوسهم إلى رمضان ؟؟؟!!!!

بل وكم من أحباب لنا ما أتموا شهر رمضان الذين ما زلنا نعيش أيامه ولياليه ؟؟؟!!!

بل وكم من مقعد طريح الفراش حال المرض بينه وبين لذة الصيام والقيام ؟؟؟!!!!

ونحن
هل نضمن أن يعود علينا رمضان أعواماً أخرى بل عاماً آخر ؟؟؟!!! وإن أدركناه أنضمن الصحة والعافية التي هي كنز المؤمن ؟؟!!!!

بل يا أخي ويا أختي
هل نضمن أن نتم رمضان هذا ؟؟!!!
هل نضمن أن نفرح بالعيد ؟؟!!!

لذلك فلنغتنم ما بقي من سويعات رمضان المباركة

فإن الأعمال بالخواتيم
من قصر في بداية الشهر فليستدرك أخره
من لم يختم فليبادر ويستدرك ما فاته ,,, وليعكف على القرآن
ومن جرح الصيام و قصر في القيام فليستدرك ما بقي
ومن أسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي ومشاهدة قنوات الرذيلة

فليعلنها توبة صادقة إلى الله وتكون مسك ختام الشهــر
عن أبي هريرة في حديث له (عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يغفر لأمته في آخر ليلة من رمضان , قيل : يا رسول الله أهي ليلة القدر ؟ قال : لا , ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله } رواه أحمد )

فيـــا إخوتـــي
إن الأعمال بالخواتيم
والتوبة مطلوبة في كل آن وحين
فلنحسن فيما بقي من رمضان
ولنتب إلى الله توبة نصوحاً من كل ذنب سراً وعلانيه
فلعلنا لا نلقى العشر المباركات بعد عامنا هذا
ولعلنا لا ندرك رمضان بعد عامنا هذا
ولعلنا ندركه في حال من البؤس والشقاء والمرض
فلنغتم الصحة قبل المرض , والفراغ قبل الشغل , والشباب قبل الهرم , والحياة قبل الموت ...

والله أسأل أن يجعل عواقب أمورنا إلى خير ويختم لنا شهر رمضان برضوانه والعتق من نيرانه

والصلاة والسلام على رسول الله