عشر ذي الحجة فضل ومعنى بقلم:الشيخ محمد عايد الهدبان
عشر ذي الحجة فضل ومعنى

الكاتب : الشيخ محمد عايد الهدبان

بيوتنا هي اقرب ما تكون الى قلوبنا ، وهي منبعنا وتأملنا ، منها ينطلق مجتمعنا الاصغر الى مجتمعنا الاكبر ... ونعود بالذاكرة الى شهرين من الان نجد ان رمضان انصرف عنا بخيره لأنه كله خير .. وصلينا العيد في ذلك الوقت ننتظر العيد في هذا الوقت وهو عيد الاضحى او ما يسمى عند صغارنا بالعيد الكبير ... ويسبق العيد ايام معلومات ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز فقال { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ...} ... ونحن الان مقبلون عليها وعلى فضلها وهي التي تسمى بــ عشر ذي الحجة ( والفجر .. وليال عشر ) ... هذه اليالي هي عشر ذي الحجة وشهر ذي الحجة معروف لنا وهو من الاشهر الحرم من اشهر الحج التي ذكرها سبحانه وتعالى في محكم تنزيله .. قال ابن كثير في تفسيره: (والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف).....

وكلمة عشر يقصد بها الايام العشر من شهر ذي الحجة وهو اول العقود من الاعداد .... و قد أقسم الله بها مما يدل على كمال فضلها. وثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء).

فضلها كبير وعظيم وفيها يوم يكفر سنة ماضية وسنة قابلة وهو يوم عرفة ... ذلك اليوم الذي يقف فيه الحجاج على جبل عرفات .. تلك الوقفة التي تجعلك في عالما جميل تشعر به في داخلك ...

وهذه نصيحة لي ولكم ان نغتنم هذه الفرصة بطاعته سبحانه وتعالى ونكون ممن يغتنمون هذه العشر دون كلل او ملل ... والا نزهد بالدعاء فيها ...

وعلينا ان نتفقد اخواننا الفقراء في بلادنا الحبيبة ونعمل على إرضائهم والعمل على ادخال البهجة والسرور الى قلوبهم ... كما ندخل السرور الى قلوب ابنائنا ..

((( على الهامش ))) .... إذاً ماذا يجب على من أراد أن يضحي ؟

إذا دخلت العشر حرم على من أراد أن يضحي أخذَ شيء من شعره أو أظفاره أو بشرته (سواء من ظفر يده أو من رجله) (من بشرته أي : من جلده) حتى يذبح أضحيته ؛ لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي ص قال : ( إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) رواه مسلم ، وفي رواية أخرى لمسلم : ( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ).

الشيخ محمد عايد الهدبان