قصيدة العيد .. وقفة عتاب ..
فاحت لي الذكرى أمام قصيـدي *** وتفجـرت أصداؤهـا بوريـدي
راحت تذكرني تهيـج خاطـري *** افرح وقل شعـرا ليـوم العيـد
هذا هو العيد السعيـد أتـى لنـا *** بـزهـوره وعـبـيـره وورود
فأجبتها: في العيد يؤلمني الأسـى *** ألمـا كجـلاد بسـوط حديـد
تبا أبـا عيـد التعاسـة والشقـا *** مازلت ترهقنـي بوضـع قيـود
مازالت العينـان منـك حزينـة *** أشكوك أم أشكو لظـى التقييـد
يا عيد مالك للحـوادث ضجـة *** مازلت أرقـب لحظـة التجديـد
يا عيد لم تـأت ولـم تأتـي لنـا *** أفراحـه بالبشـر والتصـديـد
يا عيد مازالـت مواجعنـا التـي *** أذكيتهـا تسـدى لنـا بوعيـد
يا عيـد مازالـت أمانينـا هنـا *** تشكـو إلينـا لحظـة التهديـد
يا عيد أقبلـت المواجـع كلهـا *** بيديـك ترتقـب الهنـا بالعيـد
يا عيد أذكيت الجراح ولـم تـزل *** تذكي جراحـا أينعـت بصديـد
يا عيد لا تأتي فصبحك شاحـب *** يـا عيـد لا تأتـي لنـا بجديـد
يا عيد في كل المواضـع صرخـة *** تشكوك تشكـو نبـرة التنديـد
يا عيد ما زالـت مآسينـا علـى *** آكامنـا تذكـي لنـا بشهيـد
يا عيد ما هذي المهـازل كلهـا *** مازلت تضحكني برغـم قيـودي
مازلت تهزأ بي وفي قلبـي الأسـى *** أشكوك للرحمـن ذي التمجيـد
يا عيد في القدس الشريفة صرخـة *** جرحت فؤادي أثـرت بوريـدي
أو ما رأيت جراحهـا ودموعهـا *** أم يـا تـرى قابلتهـا بجحـود
أولم تـر الفلوجـة الغرقـى بهـا *** جـرح كبيـر دنسـت بجنـود
أولم تر الشيشان شابت وانحنـت *** رزأت بخطـاب لهـا وولـيـد
كم قصة دموية الأحـداث قـد *** صيغت على شفة الجريـح بعيـد
كم طفلة ثكلى رأيـت دموعهـا *** صاغت عبـارات مـن التهديـد
كم وردة كانت على أرض العفاف *** غدت ضحيـة غـادر ويهـودي
كم جنة خضراء فـاح عبيرهـا *** قد أصبحت يبسا بعيـن حسـود
كم قائم بالأمـر نرجـو رشـده *** لكنـه بالأمـر غيـر رشـيـد
كم قد شكت ثكلى بيوم عزائهـا *** كانت لها في العيد فقـد شهيـد
هذي بكت ابنا وهـذي ترتجـي *** ابنا لهـا فـي الأسـر والتقييـد
عجبا أيا عيد الشقـاء أمـا لنـا *** في العيد غيـر قسـاوة وقيـود
عفوا أيا عيد اشتكت كل الجـرا *** ح لنا وصاغت دمعهـا بصديـد
يا عيد عد مـن حيـث جئـت *** فإنني آيست من تكرار ما في العيد
كم من جراح في الفـؤاد نكأتهـا *** تبا لمـا فـي العيـد مـن تجديـد
مازلت أبصر دمـع أرملـة لهـا *** ألم علـى زوج و صانـع جـود
مازلت أبصر خيمـة الألـم التـي *** قامت على عـود وليـس بعـود
مازلت أسمع شجو أمتنـا علـى *** ثكلـى وأيتـام لهـا وشهـيـد
مازلت أسمع آهة الشكوى علـى *** أرض البطولة فـي بـلاد الجـود
لا عيد عندي إننـي لا أشتهـي *** عيدا يذكرنـي بمـوت جـدودي
ما العيد عندي فرحة أسلـو بهـا *** حينا وأرجـع خائبـا بقيـودي
العيد عندي نصـر أمتنـا علـى *** أعدائها ليـزول كـل يهـودي
هذا هو العيد الـذي فيـه الهنـا *** و سواه ليس لنـا بأسـوة عيـد