عندما نواجه مواقف الحياة ... فإننا نواجهها بعقولنا ، ونتعامل معها على هذا الأساس ..

فإذا أخطأنا بالتفكير بعقولنا... نجم عن ذلك أخطاء في حياتنا ... ومنها حياتنا الاجتماعية ... و التي سنصل فيها بالتالي إلى الفشل الاجتماعي الذي يعاني منه الكثيرون للأسف بدرجات متفاوتة .

ما سأكلمكم عنه الآن هو بعض ما قرأته في إحدى الكتب الإنكليزية عن النجاح في العمل ، والحياة الاجتماعية ...

أولاً ) تعميم الأفكار :

هذا الخطأ شائع لدرجة كبيرة بين البشر بشكل عام ، فمثلاً عندما تقابل شخصاً اسمه سمير ، وتفاجئ أن هذا الشخص فظ وسيء معك ، فعندئذ قد تقع في هذا الخطأ بلا وعي ، وهو أن تعمم الفظاظة والسوء على كل من أسماؤهم ( سمير ) في هذه الحياة ، حتى وإن كان اسماً لحيوان أليف لدى أحد زملائك ....

وسوف تظل تحكم على كل من له هذا الاسم بتلك الصفات إلى أن تعاشر سميراً آخر يغير لك قناعتك الباطنة عن هؤلاء الناس .

إن هذا المبدأ في التفكير ، هو ما يعد له الأمريكيون من خلال أفلامهم ، فهم يوجهون للعالم رسالة نفسية مفادها أن لفظة الأمريكي مرتبطة بلفظ الشجاعة والقوة والذكاء ، وللأسف فإن ضعيفي النفسية والسيطرة على الذات في العالم سوف يتخللهم هذا التعميم ، وتلك المشاعر التي سجعل في أنفسهم خوفاً من كل أمريكي يقابلونه من غير حتى أن يعاشروه .

طبعاً تعميم الأفكار لا يقتصر على الأسماء فحسب ، وإنما يشمل كثيراً كثيراً من الصفات الأخرى
منها لون البشرة ، لون العينين ، الجنسية ، الجنس ،و غيرها وغيرها ..

وتجب معالجة هذا التفكير من خلال زيادة السيطرة على النفس و التفكير وزيادة الاحتكاك بأفراد المجتمع ...


لدى بعض الناس تفكير سلبي حول ما يمكن أن يخبأه لهم المستقبل ، فمثلاً : إذا كنت تعاني من هذا التفكير السلبي ، وقرأت إعلاناً في لوحة الإعلانات في الكلية بأن الإدارة تطلبك لمقابلتها في آخر الأسبوع ، سوف يتبادر إلى ذهنك فوراً أن الإدارة تريد بك سوءاً ، وأن الذي ينتظرك إما فصل من الكلية ، أو حرمان ، أو ... أو ....

لن تحاول أبداً أن تفكر في احتمال أن تكون الإدارة تريد مكافأتك على جهودك ، أو أنها تريد تسليمك مهمة رائعة لكي تقوم بها .... وسوف ترفض هذه الأفكار الإيجابية رفضاً قاطعاً في عقلك الباطن ...
إن هذا التوجه في التفكير السلبي اتجاه المستقبل قد يدفع بببعض الناس إلى الانتحار حتى قبل أن يعلموا حقيقة ما ينتظرهم ... والقصص كثيرة عن هكذا حوادث في أوروبا وغيرها .


ثالثاً ) تعدد احتمالات السؤال :

عندما نريد أن نقيم استفتاء حول أي المدن أجمل من حيث الطبيعة ، ولكن سؤال الاستفتاء كان موجهاً كالتالي : من هي المدينة الأجمل ؟
دبي - دمشق - القاهرة

فإننا نكون بذلك قد ارتكبنا خطأ حساساً سيجعل من هذا الاستفتاء فاشلاً حتى وإن حظي بأكبر عدد من المصوتين ...

الخطأ هو أن كل مصوت سيفهم معنى كلمة الجمال في السؤال بطريقة مختلفة عن طريقة مصوتٍ آخر ... فقد يصوت أحدهم لدبي بسبب اعتقاده أن الجمال المقصود بالسؤال هو العمران ، و الأبراج العالية ، علماً أنه لو علم أن المقصود بالجمال هو الطبيعة كان سيصوت عندها لدمشق مثلاً .
لذلك لن تكون النتيجة دقيقة أو صادقة ... ولن تعبر عن رأي المصوتين في الحقيقة .

حيث كان يجب أن يكون السؤال أكثر تحديداً ، مثلاً :
من هي المدينة الأجمل من حيث الطبيعة ؟

عندها يمكننا تحصيل آراء المصوتين الحقيقية حول المدينة الأجمل من حيث الطبيعة ... لأن السؤال أصبح الآن خالياً من الغموض .

رابعاً ) الحكم المتسرع :

كنت جالساً في قاعة المحاضرات قبل حضور الدكتور المحاضر ، وبجوارك شخص آخر ... فجأة يناديك صديقك من خارج القاعة ... تدع قلمك الثمين أمامك على الطاولة ... وتذهب لتحدث صديقك ..
ولكنك بعد أن عدت إلى المقعد لم تجد القلم !!

إن كنت تعاني من هذا التفكير الخطأ فسوف يتبادر إلى ذهنك رأساً وبشكل قاطع أن الشخص الذي كان إلى جوارك هو الذي أخذه ... وسوف تحكم عليه بالسرقة من غير تفكير ، ولن تعي كون القاعة كلها مليئة بالطلاب ، وأن أياً منهم قد يكون هو الذي سرق قلمك وليس الذي إلى جوارك ... لذلك تأن في اتخاذ قرار كهذا وابنه على احتمالات واردة وليس على يقين قاطع .


منقوووول