لا تنتظر الأخبار السيئة حتى تعرفك بقيمة حياتك

انتبه، فحياتك غالية



لاشك أن الكثير منا سوف يستلمون في النهاية تشخيصاً طبياً لمرض مميت. وبالإضافة إلى الصدمة التي تصيبنا، فإن هناك شيئاً آخر مؤكد، لابد من حدوثه حينها، وهو أننا سنشعر بتقدير زائد للحياة. فالأشياء التي طالما كانت أشياء عادية بالنسبة لنا مثل الضحك والجمال والصداقات والطبيعة والأسرة والأحباب والبيت، كلها ستبدو أكثر أهمية وأكثر خصوصية مما كانت عليه قبل ذلك. سوف نعيش كل يوم من أيامنا على أنه هبة ومعجزة عزيزة جداً لدينا.



والأكثر من ذلك، فإن الأمور التافهة التي طالما كانت سبباً في مضايقتنا، لن يبدو لها أي أهمية، ولن تستحق منا أي اهتمام. كما أن المشكلات الصغيرة التي طالما ركزنا عليها سوف تتضاءل في عيوننا, وسوف يصبح اهتمامنا مركز على نعمة الحياة الرائعة .


ولأننا ندرك جيداً أن هذا هو رد فعلنا المتوقع للأنباء السيئة، حيث أن هذا يحدث للكثيرين غيرنا، فما هي القيمة المتوقعة كي تعرف قيمة حياتك؟ فلم تؤجل تعبيرك عن امتنانك إلى أن تجبرك بعض الأنباء السيئة على هذا؟ فلم لا تبدأ الآن في إعطاء حياتك قدرها؟



إن الحياة في حد ذاتها معجزة، ولا شك أن الله أنعم علينا بهذه الحياة. إنك عندما تذكر نفسك بأن الحياة قصيرة وأن الأمور تتغير بسرعة, فسوف تجد قدراً كبيراً من النور في حياتك، فمن الممكن أن يكون للمرء منا زوجة وأطفال، وبين لحظة وأخرى يفقدهم. وقد يعتقد المرء منا أنه سيعيش للأبد، وبين لحظة وأخرى يكتشف غير ذلك. وقد يستمتع المرء منا الآن ببعض التمشية ثم يحدث له ما يجعله غير قادر على المشي. وقد يمتلك المرء منا بيتاً ثم يفقده أثر حريق يشب فيه. أعتقد أن الصورة قد اتضحت. إذاً لا تنتظر أخي القارئ الأخبار السيئة لتشعرك بقيمة حياتك.

مقتبسة من كتاب (لا تهتم بصغائر الأمور مع أسرتك )