سيكولوجية الانطواء



يعرف الشخص الانطوائي بأنه شارد الذهن يعيش في عالم الخيال بعيداً عن الواقع، مشغولاً في أفكاره وفي ذاته، يستمتع عندما يكون وحيداً مع نفسه ويشعر بالقلق عندما يكون بين الناس.
ربما كان التعارف والتفاعل مع الآخرين هي سمة من طبيعة البشر، وقد تزداد المعارف وتنمو لتكون صحبة متآلفة ومترابطة، وربما تقترن بالتواصل الدائم, و"الاقتران"، كما يراه علم النفس الاجتماعي هو عملية توافق بين شخصين، يحمل احدهما سمة تتفق مع سمة الآخر، أو قد يختلف أحيناً في بعض السمات ولكن يتعايش الناس في ظل ظروف اجتماعية تحددها البيئة أو القيم السائدة في المجتمع.
ولكن يوجد في المجتمع أشخاص انطوائيين، ونجد الشخص الذي يميل إلى الانطواء ينصب كل اهتمامه على عالمه الداخلي "الذاتي" بما يدور فيه من مفاهيمه وأفكاره، ويقضي أغلب وقته في التفكير ما في داخله وحول ما يدور في عالمه الخاص، على العكس عند الشخص الذي يميل إلى الانبساط ينصب كل اهتمامه على العالم الخارجي مع من يحيطونه به من الأشخاص، ويقضي أغلب وقته في استقبال أحداث العالم الخارجي والناس من حوله، وكل واحد منا يوجد بداخله هاتين الشخصيتين الانطوائية والانبساطية، لكن الميل دائماً يكون لشخصية أكثر من الشخصية الأخرى، واستطاع عالم النفس"كارل يونج" إن يضع قطبي تقسيم للشخصية هما الشخصية الانطوائية والشخصية الانبساطية، رغم إن معظم الناس والأغلبية منهم يتميزون بخصائص مشتركة، إي"ثنائية"إلا إن البعض منهم كان يميل في تصرفاته وصفاته إلى الانطواء منه إلى الانبساط، وقد يكون هذا الاتجاه شديداً ويقترب من الحدود المرضية غير الطبيعية.
نجد الشخص المتمتع بقدرات خاصة يميل في الغالب إلى الانطواء فهو بطبيعته قلق في تعامله مع الآخرين، ويحتاج إلى الوقت من التفكير قبل صنع القرار، ويفضل التعليم عن طريق المشاهدة وجمع المعلومات، ولا يفضل التعليم عن طريق المحاولة والخطأ، ومعظم الأحيان يفضل النظرية والمثالية على الجوانب المادية.
بما أني عشت حالة انطوائية فإن العزلة والابتعاد عن الناس تعيق نمو الفرد في المجتمع، وتجعل الإنسان غامض لا يعرف عنه الآخرون ما يدور في داخله من أفكار ومشاعر، وبسبب قلة تفاعله واحتكاكه بالآخرين يصبح لديه صعوبة في التعبير عن أفكاره ومشاعره اتجاه الآخرين.

علي حسين المبارك

منقول