كن نحلة تقع على الطيب وتتجاوز الخبيث .. ولا تكن كالذباب يتتبع الجروح !!



أعرف أحد الناس .. زاملته طويلاً في أيام الثانوية والجامعة .. ولا تزال علاقتنا مستمرة .. إلا أني لا ذكر أنه أثنى على شيء ..

أسأله عن كتاب ألفته وقد أثنى عليه أناس كثيراً وطبع منه مئات الآلاف فيقول ببرود : والله جيد .. ولكن فيه قصة غير مناسبة .. وحجم الخط ما أعجبني .. ونوعية الطباعة أيضاً سيئة .. و ..

وأسأله يوماً عن أداء فلان في خطبته .. فلا يكاد يذكر جانباً مشرقاً ..

حتى صار أثقل علي من الجبل .. وصرت لا أسأله أبداً عن رأيه في شيء لأني أعرفه سلفاً ..

قل مثل ذلك فيمن يفترض المثالية في جميع الناس ..

فيريد من زوجته أن يكون بيتها نظيفاً 24ساعة 100% .. ويريدها أيضاً أن يبقى أطفالها نظيفين متزينين على مدى اليوم ..

وإن جالسها افترض أن تحدثه بأجمل الأحاديث ..

وكذلك هو مع أولاده .. يريدهم 100% في كل شيء ..

ومع زملائه .. ومع كل من يخالطه في الشارع والسوق .. و ..

وإن قصّر أحد من هؤلاء أكله بلسانه وأكثر عليه الانتقاد وكرر الملاحظات .. حتى يمل الناس منه .. لأنه لا يرى في الصفحة البيضاء إلا الأسودَ ..







كتاب: اِسْـتـمـتِـعْ بـِحـَيـاتـِك، مهارات وفنون التعامل مع الناس في ظل السيرة النبوية، حصيلة بحوث ودورات وذكريات أكثر من عشرين سنة، بقلم / د.محمد بن عبد الرّحمن العريفي

منقول