أطفالنا هم فلذات أكبادنا لذلك يجب علينا ان نوجههم في حياتهم إلى ما هو خير لهم وما هو خير لشخصيتهم وبالتالي لمستقبلهم. والخجل عامل يعرقل مسارا النمو عند الطفل ونمو شخصيته السوية.

وللخجل علاقة وثيقة جدا بالتربية، إذ يجب على الإباء ان يعلموا ان الأسلوب المبني على إشباع حاجات الطفولة المختلفة من حنان وإشعارهم بالانتماء إليهم وحبهم لهم وتقديرهم لهم وتشجيع الرغبة لديهم في الاستقلال والتحرر، هذا الأسلوب هو الذي يساعد على نمو شخصية الطفل بشكل سليم.

إما الأسلوب المبني على الإذلال والحرمان والمنع والكف وإصدار الأوامر والنواهي في إسراف وقسوة، فلا شك انه خاطئ ويعرض الطفل إلى ألوان شتى من الصراعات المستمرة، المصحوبة بشعور غامض من القلق وعدم الثقة والخجل والشك، وهذه الأمور من المحتمل ان تستفحل تدريجيا إلى ان تصبح خطرا يهدد شخصية الطفل وكيانه التعيس.

يقول " الفرد ادلر": ان الخجل يعني التنحي وانعدام إرادة الانضمام إلى الآخرين. كما يقول علماء النفس ان أول مكون لشخصية الطفل السليمة هو الإحساس بالثقة (the sense of trust ) ويظهر في السنة الأولى من حياته ويتوقف هذا الشعور على علاقة الطفل بوالديه ومدى إشباع حاجات الطفل.

وخلال السنة الثانية من حيات الطفل يبدأ نمو الإحساس بالاستقلال(The Sense of autonomy) ويعتمد هذا الإحساس على الإحساس السابق، فان لم يتوفر هذا فلن يتوفر ذاك. فيجب ان يكون الأب وإلام حذرين في تربيتهم لطفلهم وإعطائه الحنان اللازم وإشباع حاجاته النفسية والجسدية.

وقد تعاني طفله معينه من ذلك الشعور المؤلم بأنها ولدت بنتا مكان الصبي الذي كان منتظرا أو مرغوبا به، الأمر الذي يشعرها بالرفض والنبذ، فيغور رأسها بين كتفيها. ولو كان بمقدورها لتضاءلت إلى حد الاختفاء تحت الأرض لذلك يجب ان نعامل الأطفال ولدا كان أو بنتا على حد سواء، وان نشعرهم بالرغبة فيهم داخل إطار الأسرة، فان الخجل الناتج عن سوء ألتربيه تلك الناهية والآمرة المتسلطة، تثقل الطفل بشعور اليم بالنقص, يستقر فيه ويمنعه من التعبير عن نفسه ومن المطالبة ، ومن دعم رأيه حتى إذ ا كان يعرف انه على صواب. ويمكننا اكتشاف الخجل عند الطفل عن طريق ملاحظة تعابير عينيه، حيث يكون لديه نفور من إقامة الاتصال بالنظر، فهو يعمل كل ما في وسعه كي لا يلاحظ فيتوارى عن الأنظار , والاحمرار الذي يكسو وجهه ورطوبة يديه عندما يصافح , كل ذلك يلفت أليه الانتباه.

لذلك من الواجب على الأهل رعاية أطفالهم والحذر في تربيتهم ومحاولة تنمية الاستقلال فيهم وذلك بالتشجيع وتنمية روح المبادرة والتقليل من الأوامر والنواهي الزائدة عند حدها, هذا والله ولي التوفيق.




بقلم د.بديع عبد العزيز القشاعلة