أمور تسيطر على شخصيتك يجب التحرر منها
ما الذي يوجه حياتك

هناك شيئ ما يوجه حياة كل واحد منا.
في معظم القواميس يعرف فعل ’’يوجه’’على أنه يرشد, يسيطر,أو يدير.
فسواء كنت تقود سيارة,تدق مسماراً,أو تدفعكرة كولف فإنك ترشد تسيطر وتقود هذه الأشياء في تلك الحظة. فما هي إذن القوةالدافعة في حياتك؟
قد يكون ما يدفعك الآن هومشكلة,أو ضغط,أو موعد نهائي. قد تكون مدفوعاً بذكرى أليمة,أو خوف آسر, أو إيمانبدون وعي. هناك مئات من الظروف والقيم والأحاسيس التي يمكنها أن تقود حياتك.
وهيالخمسة الأكثر شهرة:
الاولى : ينقاد كثير من الناسبالشعور بالذنب.فهم يقضون حياتهم بأكملها يهربون من أخطاء يندمون عليها ويخفونعارهم.هؤلاء الأشخاص المنقادون بالشعور بالذنب تتلاعب بهم الذكريات,فهم يسمحونلماضيهم أن يسيطر على مستقبلهم.
كما،أنهميعاقبون أنفسهم دون وعي في الغالب عن طريق تدمير نجاحهمالخاص.
ذلك يصف حال معظم الناس في يومنا,فهمتائهون في الحياة دون أي هدف.
إننا نتاج ماضينا,لكن ليس علينا أن نكون سجناءفيه,إن قصد الله لاينحصر في ماضيك,فقد حول قاتلاً يدعى موسى إلى قائد,وشخصاً يدعىجدعون إلى بطل شجاع,إن الله متخصص في إعطاء كل شخص فرصة لكي يبدأ من جديد.
الثانية : ينقادكثير من الناس إلى الحقن والغضب.فهم يتمسكون بالجراح ولا يتغلبون عليهاأبداً.فالحقن دائماً ما يؤذيك أكثر مما يفعل مع الشخص الذي تحقن عليه.وبينمايكون الشخص الذي أساء إليك ربما قد نسي وأكمل حياته,تستمر أنت في الاكتواء بألمكمخلداً الماضي.
إن الذين آلموك فيالماضي لا يمكنهم الاستمرار في إيلامك مالم تتمسك بالألم من خلال حنقك.إن ماضيكأصبح ماضياً!ولا شيئ سوف يغير ذلك.إنك لا تضر إلا نفسك بسبب مرارتك.لذلك فمن أجلمصلحتك الخاصة, تعلم من الألم ثم دعه يمضي.
الثالثة : ينقاد كثير من الناس بالخوف.قد تكون مخاوفهم نتيجة لتجربة مؤلمة,أوتطلعات غير واقعية,أو بسبب التربية في بيت مسيطر,أو حتى بسبب استعداد وراثي. بغضالنظر عن السبب, فإن الأشخاص المنقادين بالخوف يفقدون غالباً فرصاً عظيمة بسببخوفهم من المجازفة.إنهم بدلاً من ذلك يفضلون الأمان ويتجنبون المخاطر ويحاولونالإبقاء على الوضع المألوف.
الخوف هو سجن تفرضه على نفسك ذاتياً عليك أن تقاومهبأسلحة الإيمان والمحبة.
الرابعة: كثير من الناسينقادون بالنزعة المادية . فتصبح شهوة التملك لديهم هي هدف حياتهم بالكامل.هذهالنزعة إلى طلب المزيد على الدوام تبنى على تصورات خاطئة بأن الحصول على المزيد سوفيجعلهم أكثر سعادة , وأكثر أهمية, وأكثر أمناً,مع أن كل الأفكار الثلاث خاطئة.
إنالممتلكات لاتمنح سوى سعادة وقتية.وبما أن الأشياء لاتتغير,فإننا في النهاية نصاببالملل منها ثم نبحث عما هو أجدد وأكبر وأحدث.
كما أن التصور بأنني لو حصلت على المزيد سوف تزداد أهميتي ماهو إلاخرافة,إذ أن القيمة الذاتية والثروة المالية ليسا نفس الأمر. لا تتحدد قيمتك منخلال ممتلكاتك الثمينة,كما أن الله يذكر أن أكثر الأمور قيمة في الحياة ليست هيالأشياء!
إن أكثر الخرافات شيوعاً بخصوص المالهي أن الحصول على المزيد منه سوف يجعلني أكثر أمناً. ليس هذا صحيحاً إذ يمكن للثروةأن تفقد فوراً من خلال عدة عوامل لايمكن التحكم فيها.لايمكن إيجاد الأمن الحقيقيإلا فيما لا يمكن أن يؤخذ منك أبداً وهو علاقتك مع الله.
الخامسة :ينقاد كثير من الناس بالاحتياج إلى استحسان الآخرين فهم يسمحونلتوقعات الآباء أو الأزواج أو الأطفال أو المعلمين أو الأصدقاء أن تسيطر علىحياتهم.
إنني لا أعرف كل مفاتيح النجاح,لكنأعرف أن أحد المفاتيح للفشل هو محاولة إرضاء الجميع,إذ أن الوقوع تحت سيطرة آراءالآخرين هو طريق يؤدي حتماً إلى فقدان مقاصد الله لحياتك.
الخامسة :إن الحياة بدون هدف هي حركة بلا معنى,ونشاط بلا هدف وأحداث بلاغاية.الحياة بدون هدف هي حياة حقيرة وتافهة وبلا مغزى.
إن معرفة الهدف تعطي معنى لحياتك. لقد خلقنا ليكون لنامعنى,
كتب شاب في العشرين من عمره , أشعر أننيفاشل لأنني أصارع حتى أصبح شيئأ ما,لكنني لا أعرف حتى ماهو.
كل ما أعرف أن أفعلههو أن أواصل مسيرة البقاء على قيد الحياة,لكنني سوف أشعر أنني أبدأ حياتي من جديدإن اكتشفت الهدف منها يوماً ما .
لقد عبر الكثير من الأشخاص المختلفين عن هذااليأس.[إن أعظم مأساة في الحياة ليست الموت وإنما الحياة بدونهدف].
لقد اكتشف الدكتور {بيرني سيجال }أنهيمكن أن يتنبأ عن مرضى السرطان الذين سوف يعاودهم المرض عن طريق سؤالهم,هل تريد أنتحيا حتى المائة عام ؟
فالذين لديهم إحساسعميق بقصد الحياة أجابوا نعم وكانوا هم الأكثر احتمالاً للبقاء على قيد الحياة.إنالرجاء ينبع من وجود هدف.
إن كنت قد شعرت باليأس انتظر!فسوف تحدث تغيرات رائعةفي حياتك عندما تبدأ في أن تعيش حياتك تبعاً لقصد ما.
الهدف هو المقياس الذي تستخدمه لتقييم ماهي الأنشطة الضرورية وتلك غيرالضرورية ؟
بدون هدف واضح لن يكون لديك أساستبني عليه قراراتك,أو تنظم وقتك,أو تستخدم مواردك,بل انك سوف تميل أن تقومباختيارات تستند على الظروف والضغوط,ومزاجك في ذلك الوقت. يحاول الأشخاص الذين لايدركو ن القصد من حياتهم أن يقوموا بالكثير جداً’ مما يسبب لهمالضغط,والإرهاق,والصراع.
من المستحيل أن تقوم بكل مايريد الناس أنتفعله,
إن الحياة المنطلقة نحو الهدف تقود إلىأسلوب حياة أكثر بساطة وجدول مواعيد أكثر تعقلاً.
تتشتت الطبيعة البشرية بسبب الأمور الصغيرة,إذ إننا نحيا حياتنا كمالو كانت ملهاة تافهة .
لقد لاحظ {هنري ديفيد ثورو} أن الناس يعيشون حياة مناليأس الهادئ, لكن الوصف الأفضل في يومنا هو الإلهاء الخالي من الهدف, حيث أنالكثير من الناس يشبهون أجهزة الجيروسكوب ذات العجلة الدوارة, فهم يدورون بسرعةمجنونة لكنهم لا يتجهون إلى أي مكان .
إن أردت أن يكون لحياتك تأثير,قمبتركيزها! توقف عن الأنشطة غير الهادفة.توقف عن محاولة عمل كل شيئ. اعمل أقل.قللحتى الأنشطة الجيدة وافعل فقط ما هو أكثر أهمية. لا تخلط أبداً بين النشاطوالإنتاجية,إذ يمكن أن تكون منشغلاً بدون هدف
كتب جورج بررناردشو,’’تلك هي فرحة الحياة الحقيقية:الاستغراق في هدفيعرف لديك على أنه هائل, أن تكون قوة الطبيعة بدلاً من أن تكون كتلة من العللوالشكاوي والأنانية والتذمر المحموم على العالم الذي لم يكرس ذاته ليجعلكسعيداً’’.
لقد كان هدف جيمس دوبسون في الجامعةأن يصبح بطل التنس في كليته,وقد شعر بالفخر عندما وضع كأسه في مكان بارز بخزانةالكؤوس في الكلية,بعد عدة سنوات,بعث له أحد الأشخاص بذلك الكأس, حيث وجدوه في سلةالمهملات عندما تم تجديد الكلية.
سوف تقف يوماً أمامالله,وهو سوف يراجع حساب حياتك, ذلك هو امتحانك الأخير

أمور تسيطر على شخصيتك يجب التحرر منها