بسم الله الرحمن الرحيم



رويدك يا أسامة من تنادي؟!
ومن تبغيه ينفـر للجهـادِ؟!

أتبغي حاكماً يقضي الليالـي
مع القينات في حمرِ النوادي

يهب لنصرة الإسـلام كـلا
وربي لا حياة لمن تنـادي!

تنادي المسلمين؟ فإن قومي
يفوقون الحصى في كل وادي

كمثـل الـذر لكنـا وربـي
غثاءٌ ليس ترهبنا الأعادي!

نساء الروم جاءتنا لتحمـي
رجالاً في الحواضر والبوادي

رويدك إننا في السلـم أسـدٌ
وعند الحرب نصبح كالجرادِ

رويدك لا صلاح الدين فينـا
وما من خالدٍ أو مـن زيـادِ

غرقنا في الحياة حياة دنيـا
تناسينـا أخـي دار المعـادِ

أأترك منصباً أفنيتُ عمـري
على تحصيله وهجرت زادي

ويترك صاحبي زوجاً حنوناً
يطيب بقربها سَمَـرُ الـودادِ

ويترك ثالـثٌ ابنـاً وبنتـاً
هما أغلى من الذهب القـلادِ

ويترك رابعٌ سوقـاً وبيعـاً
ويترك خامسٌ زرع الحصادِ

ونذهب يا أسامة في فيـافٍ
يبيدُ بها أولوا العقل الرشـادِ

فديتك يا أسامـة والقوافـي
سلاحي ضد أرباب الفسـادِ

فديتك لست أقوى غير هـذا
وبعض القول أوقع من زنادِ

أحبك يا أسامة مثل نفسـي
بلى والله حبك فـي ازديـادِ

فداك الخائنـون ولاة أمـرٍ
يبيعـون البواقـي بالنفـادِ

وراء الكفر قد لهثوا جميعـاً
عبيدٌ يـا أسامـة للأعـادي

يُقَضُّون الليالي فـي مـلاهٍ
وَيَقْضُون النهار على الوسادِ

وقد نهبوا من الأموال ما لو
توزع عـمَّ أنحـاء البـلادِ

ألا خابوا ورب البيت طـراً
كما خابت قديما قـومُ عـادِ

وسوف يُقَرِّعون السنَ سنـاً
إذا وقفوا لـدى ربُّ العبـادِ





الشيخ عامر العنزي رحمه الله