[frame="11 98"]

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :

قبل البدء في قراءة كلمة أمير منطقة نجران صاحب السمو الملكي الامير / مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إذا علمناً أن منطقة نجران واحدة من أقدم الحضارات التاريخية على مستوى الجزيرة العربية وتمتد أصول حضارتها إلى العصور الحجرية تعود إلى أكثر من 25 ألف عام إلى أوساط العصر الحجري .
يدلنا ذلك على أهمية المنطقة تاريخياً من كثير من النواحي السياسية والمتمثلة في صراع الممالك التاريخية القديمة للسيطرة على تلك الواحة الخضراء الذي يشكل موقعها أهمية اقتصادية باعتبارها ممر رئيسياً لأحد أهم الطرق التجارية القديمة هذا بلا شك يجعل السياسة السعودية تنظر إلى المنطقة نظرة أخرى .
كما أن موقعها الحدودي الممتد على شريط حدودي يقارب ألف كيلو تقريباً يعطي لها أهمية أخرى.
كما أن التنوع السكاني وكذلك التنوع المذهبي يعطي للمنطقة بعداً آخر
ونلاحظ أهمية المنطقة لدى السياسة السعودية في كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أثناء زيارته التاريخية للمنطقة حينما وصف أهل منطقة نجران بأنهم الدرع الحصين للمملكة العربية السعودية وجنودها الشجعان وقال أن الدولة تعتز بنجران وأهلها وتاريخها العريق.
هذا بلا شك يجعل السياسة السعودية أن تعمق في اختيار من يقود هذه المنطقة وينهض بها إدراكاً من الدولة السعودية لدور الذي تلعبه منطقة نجران في خريطة المملكة العربية السعودية فكان الاختيار رجل بحجم الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز رجل سياسي من الطراز الأول تخرج من جامعة الملك سعود علوم سياسية وعمل وزيراً مفوضاً بوزارة الخارجية وشارك في الاجتماعات الأقليمية والدولية ضمن وفد وزارة الخارجية ، كما أن الأمير حاصل على الماجستير في إدارة الأعمال من بريطانيا كما حصل على وسام الاستحقاق الإيطالي بدرجة مسؤول كبير ، وكذلك ما يتمتع به صاحب السمو الملكي الأمير مشعل من صفات الطموح الذي يشع أدبا ًوفطنة وبساطة وتبسط مع الجميع كما أنه يمتلك أدوات الحوار الجيد من الاستماع والتحدث الرائع والثقافة الشاملة هذا بلا شك سوف ينعكس بشكل أو بآخر على حسن إدارته لمنطقة نجران.

كان هذا الاختيار فكانت الكلمة الرائعة في حفل استقبال أهالي منطقة نجران لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز قال : هي مني لكم مباشرة أن نتعاون معاً للنهوض بالمنطقة والارتقاء بها لما يعود على كل المواطنين بالخير والرخاء والاطمئنان مغلبين في ذلك المصلحة العامة على الأهواء والعواطف الخاصة والطبقية.
لذا نقول لا للطائفية بيننا لا للاستبداد بيننا لا لسرقة خيرات بلادنا لا للمبالاة السائدة لا للشكلانية نعم للإصلاح نعم للالتزام بالعمل النظيف نعم لتعميق الوعي نعم للانتماء والارتقاء نعم للم الشمل ورص الصف والعيش المشترك . الدين دين الله هو دين احد في الأولين والآخرين لا تختلف إلا صورة مظاهره أما روحه وحقيقته فهو لا يتغير إيمان بالله وحده وإخلاص له في العبادة ومعاونة الناس بعضهم بعضاً وهذا لا يتنافى الارتقاء في الدين بارتقاء عقول البشر لكمال الهداية ونعتقد أن دين الإسلام جاء ليجمع البشر كلهم على هذه الأصول . إذاً ماهو دور أبناء نجران وأهالي منطقة نجران وكل مثقف واعي يسكن في هذه الأرض الطيبة يترجم كلمة الأمير على أرض الواقع . أقول بتوفيق الله عز وجل .
أولاً : التعاون فيما بيننا قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) والتعاون له أشكال عديدة جداً فكل واحد منا يعاون أخيه للنهوض بهذه المنطقة كلاً حسب موقعه وحسب أهميته وكل من يدرك أن هذه المنطقة جزء منه ينبغي له أن يسعى لخدمتها والتعاون فيما يسير بها إلى الأفضل .
ثانياً : النصيحة قال الرسول صلى الله عليه وسلم (النصيحة لله ولرسوله وعامة المسلمين وخاصتهم) النصيحة إذا وجد خطأ أو تقصير من أحدنا في حق هذه المنطقة وحق هذا الوطن العزيز على نفوسنا جميعاً أن نتناصح فيما بيننا بما يخدم هذه المنطقة ويساعد هذا الأمير الشاب على النهوض بها .
ثالثاً : إننا نعجز أن نقابل الحب بحب هادر بلا توقف ونعلن عشقاً مستمراً يتجاوز المناسبات أو المصلحة الخاصة .
لذا ينبغي لنا أن نعرف حجم علاقتنا بالوطن في إعادة الإحساس والتنمية بقيمة الأرض والوجود وعلاقتنا بهذا الكيان والتفكير بالمشاركة في مسؤولية الحفاظ عليه.
لذا لا بد أن نشعر بالتقصير تجاه هذا الشعور القاصر تجاه هذا التردد في الإعلان عن الحب والإفصاح عن العشق الأبدي ونقول كما يقول الشاعر إبراهيم زولي :
وطني نقشت على ثراك هوى ******************************* مجنون ليلى بات يحسدني
وتركت فيك الحلم والأحلام ******************************* أتراك مثلي كنت تعشقني
هذا العشق الذي يجمع الكل ويجمع اختلافاتنا بل ويحتفي بها ويجعلنا نعيش من أجل هدف أسمى وأرقى وهو خدمة هذه المنطقة الغالية على نفوسنا جميعاً ..

أ/ أحمد محمد السعدي
عضو الخيمة الثقافية بالنادي الأدبي بنجران

[/frame]