القراءة التصويرية



نحن نعيش في عصر كثرت فيه المعلومات، وزادت في زمنه إصدارات الكتب والدوريات ، فأصبح القاريء يجد صعوبة شديدة في متابعة كل جديد ومفيد ، وقد ابتكر حديثاً طريقة تسمى القراءة التصويرية ، والتي يمكن من خلالها قراءة عشرات الصفحات في دقائق محدودة ، وبفهم واستيعاب أكبر.

والقراءة التصويرية هي مهارة كأي مهارة ذاتية ،مثلها مثل مهارة الكتابة والتفكير والابداع من المهارات الكثيرة التي يمكن تعلمها بسهولة ، والتي لابد لإتقانها من الالتحاق بدورة تخصصية فيها ، إذ يؤكد من حضر إحدى هذه الدورات؛ أنه استطاع قراءة ( 25000 )كلمة في الدقيقة ، وصفحتين في ثانية واحدة، كما يؤكد أنه يستطيع أن يقرأ كتاباً من 250- 300صفحة في أقل من خمس دقائق .

فإذا أردت أن تصبح قارئاً بهذه الطريقة الجديدة ، فهناك خطوات عملية تستخدم فيها قدرات عقلك بقوة وفعالية، مما يمكنك من الوصول إلى أي موضوع تريده في أقل وقت ممكن ، وهي:



الخطوة الأولى/ الاستعداد:

القراءة المؤثرة تبدأ بوضع هدف واضح ، وأن تكون واثقاً من الحصول عليه ، وهذا يعني أن نعي بكامل وعينا ما نريد من القراءة ، فمثلاً قد نحتاج إلى الحصول على معلومات معينة ، أوالوصول إلى أفكار محددة فالهدف يعمل كإشارة أمر للعقل الباطن للبحث عن النتائج التي نريدها، فندخل في حالة وعي استرخائي (حالة التعلم المثلى) بدون قلق أو ضجر.

الخطوة الثانية / إلقاء نظرة عامة:

وهي مسح المادة المكتوبة ، ولإنجاز هذا الأمر مع كتاب ؛ فإننا نقرأ الغلاف الخارجي، جدول المحتويات، الفهرس، العناوين الرئيسية، الخطوط العريضة وغيرها مما يعتقد أنه مهم ، وإلقاء النظرة يقوم على مبدأ مهم ، فالقراءة الفعالة تأخذ موقعها من الكليات إلى الجزئيات ، حيث تبدأ بنظرة عامة للشيء، وتتحول بعدها إلى الأجزاء الصغيرة والتفاصيل ، وباختصار فإن إلقاء النظرة العامة يعطينا الهيكل التنظيمي للكتاب أو النص.


الخطوة الثالثة القراءة التصويرية :

تبدأ تقنية القراءة التصويرية بوضع أنفسنا في حالة استرخاء ذهني وبدني تام ، تسمى بحالة التعلم المثلى، وفيها تتبدد كل حالات القلق والتوتر والهموم ، بعد ذلك نضبط نظرتنا نحو منتصف الكتاب، والهدف فيها هو استخدام أعيننا بطريقة جديدة ، بحيث تشمل كامل الصفحتين بدلاً من التركيز على كلمات فردية ، فالبؤرة التصويرية تقوم بتكوين نافذة تسمح للّقطة المباشرة بالدخول إلى الذهن.
وفي هذه الحالة نصور اللّقطة ذهنياً، بطريقة ما قبل أن نصل إلى حالة الوعي، وصورة كل صفحة تثير الإجابة العصبية ، والذهن يؤدي وظيفته دون أن تعوقه الأفكار النقدية أو المنطقية. وبسرعة ثانية لكل وجهين يمكن أن نقرأ الكتاب تصويرياً في ثلاث أو خمس دقائق. وهذه ليست القراءة التقليدية ، وبعد القراءة التصويرية فقد يكون لدينا قليل من المواد تم تناولها في حالة الوعي. وهذا يعني أننا بشكل واع لا نعرف شيئاً ، والخطوات التالية تعطينا الانتباه الواعي المطلوب.

الخطوة الرابعة: الإثارة

في حالة الإثارة فإننا نعيد تحريك الذهن بالأسئلة واكتشاف أجزاء من النص تثير اهتمامنا، ثم نبدأ بإلقاء نظرة سريعة على منتصف كل صفحة أو عمود ، ونتوقف عند كل كلمة توقفت عندها العين عنوة ، فهي رسالة من العقل يقول إن هذه الفقرة مهمة بالنسبة للموضوع الذي تبحث عنه.


الخطوة الخامسة: الخارطة الذهنية :

وهي كتابة ما يفهم من الكلمات التي توقفت عندها العين في شكل خارطة، وتسمى التشجير ، وهذا كله يقوم على الاسترخاء، حيث يعد الاسترخاء من أهم الأمور في القراءة التصويرية ، ومن المعلوم أن العقل يصدر موجات كهرومغناطيسية (ألفا وبيتا ودلتا وثيتا) تبعاً للحالة التي يمر بها ، والتي يهمنا هنا أن ألفا تصدر عندما يكون الإنسان في حالة استرخاء، وأيضاً يصدر العقل موجة ثيتا التي هي حالة الابداع، وبين الحالتين تكون حالة التعلم المثلى ، فهذه الحالة تجمع بين ألفا وثيتا، ومما يدعو للاطمئنان أن هذه المهارة سريعة التعلم وسهلة ، وكلما تمكنت من الاسترخاء سيطرت على حالتك الذهنية وأيضاً البدنية .


والله ولي التوفيق


للاستزادة:

1- كيف تقرأ كتاباً : تأليف: مورتيمر آدلر وتشارلز فاندورن ،ترجمة طلال الحمصي ،الدار العربية للعلوم 1416هـ .
2- كيف تتقن فن القراءة السريعة: تأليف : د. لوري روزاكس، ترجمة مكتبة جرير 1998م.
3- تسريع القراءة وتنمية الاستيعاب : تأليف: أنس الرفاعي ومحمد عدنان سالم دار الفكر المعاصر لبنان 1417هـ