شركة دهانات الجزيرة السعودية تسعى لزيادة إنتاجها إلى 50 ألف طن سنويا

رئيس مجلس الإدارة: ثقة المستهلكين بمنتجاتنا واستقرار الأوضاع أنعشا * التصدير من جديد بعد تراجعه بسبب الحرب

الرياض: «الشرق الأوسط»

كشف محمد بن ناصر الرميح رئيس مجلس إدارة شركة دهانات الجزيرة أن الحرب الأميركية على العراق خفضت مبيعاتهم لفترة تجاوزت الأربعة الأشهر، لتعاود إلى وضعها السائد بعد انتهاء الحرب واستقرار الأوضاع الأمنية. وذكر الرميح في حوار مع «الشرق الأوسط»، أن شركته تسعى حاليا لإنتاج نحو 50 ألف طن من الدهانات التي يتم تصدير جزء منها لعدد من الدول التي أهمها الأسواق الإماراتية والعمانية والسوق البحرينية والكويتية والاريترية والاردنية واليمنية والسورية واللبنانية والقطرية والسودانية والهندية.

* في أي عام دخلتم عالم الصناعة؟ وما الدافع لاختيار صناعة الدهانات؟ ـ دخلت عالم الصناعة في سن مبكرة وكان عمري وقتها لا يزيد عن عشرين عاما، وقد كانت الانطلاقة من مدينة الرياض في عام 1979، عبر قيامي مع أحد الشركاء بفتح محل لبيع الدهانات في حي السويدي بالرياض، بعد ان سبق ذلك العمل في محل لبيع المواد الغذائية. ومع بروز الاهتمام بالدهانات من قبل المستهلكين بسبب قروض الصندوق العقاري، اتجهت للعمل في الدهانات ولكن مع شريك آخر هو سعود مرشود الرميح، وما نزال نسير خطوات نجاحنا معا منذ عام 1980.
* في أي الأعوام شهدت مبيعاتكم حجما أكبر؟ وما هي الأسباب؟ ـ شهدت السعودية ومنطقة الخليج خلال العقود الثلاثة الاخيرة نهضة عمرانية كبيرة، تزامنت مع انتقالنا من الامارات العربية المتحدة إلى السعودية، إذ لاحظنا ان مبيعاتنا كانت تزداد باطراد عاما تلو الآخر، وهو ما جاء نتيجة طبيعية لاكتسابنا ثقة العملاء والمستهلكين الذين ينشدون الجودة اولا، كما حرصنا على تحقيق التكامل في عملنا وذلك من خلال توفير خطوط انتاج بانواع كثيرة من الدهانات الأكثر جودة سواء من الدهانات المعمارية بما فيها المائية والزيتية والرشات، او الدهانات الصناعية المشتملة على دهانات الحماية والدهانات البحرية ودهانات السيارات ودهانات الاخشاب. ولم ندخر جهدا في توفير خدمات ترضي عملاءنا وتلبي رغباتهم ومن ذلك توفير المنتجات في السرعة الفائقة للمستهلكين قريبا من مقرات اقامتهم، من خلال توسيع دائرة معارضنا التي بلغ عددها ما يقارب 250 معرضا صمم اغلبها ديكوريا وفق طرق العرض العالمية.
* تشهد المدن السعودية طفرة عقارية تتمثل بارتفاع نسبة البناء، فهل واكبها ارتفاع في نسبة مبيعات الدهانات؟
ـ كان للتوسع في العمران وبروز عادات جديدة في الطلاء تجديدا ومواكبة لاتجاهات الموضة دور واسع في زيادة حجم المبيعات وارتفاعها، إذ كانت الطاقة الانتاجية لمصنعنا في بداية اقامته في خميس مشيط 18 ألف طن، إلا ان تزايد الطلب على منتجاتنا دفعنا لزيادتها سنة تلو الاخرى إلى ان بلغت 36500 طن خلال اقل من عشر سنوات.
* ما حجم انتاجكم الحالي؟ وهل توجد خطط مستقبلية لزيادته؟ ـ بلغ حجم انتاجنا حتى عام 2002 نحو 36500 طن، إلا ان الظروف التي مرت بها المنطقة في العام الماضي 2003 نتيجة دخول القوات الأميركية للعراق اثرت سلبيا على حجم المبيعات خاصة خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام، ثم ما لبث ان عاد الوضع إلى ما كان عليه لتشهد الاشهر المتبقية طلبا متزايدا، ويعود معدل المبيعات الى ما كان عليه في السابق، إلا اننا مع ادخالنا احدى أكبر ثلاث آلات في العالم لتصنيع الدهانات في الخدمة بات الباب امامنا مفتوحا لبلوغ انتاجنا 50 الف طن سنويا.
* هل لا تزال الامارات تشكل سوقا رئيسية لكم؟ ـ بالطبع السوق الاماراتية احدى الاسواق الرئيسية بالنسبة لنا، لكن السوق السعودية تتبوأ الصدارة، فهذه الأخيرة هي السوق الأكبر على المستوى العربي ، حتى عندما كنا نعمل في الامارات كنا نصدر اليها نحو 90 في المائة من انتاج مصنعنا هناك.
* هل يمكن ترتيب الدول التي تصدرون اليها حسب حجم الصادرات؟ ـ تعد السوق الاماراتية هي الاولى بالنسبة لحجم صادراتنا، تليها السوق العمانية ثم البحرينية، ثم تأتي على التوالي الاسواق الكويتية والاريترية والاردنية واليمنية والسورية واللبنانية والقطرية والسودانية والهندية.
* هل تهدفون إلى فتح أسواق جديدة أمام منتجاتكم في العالم؟ ـ لم تكن نظرتنا منذ البداية نظرة ضيقة محلية الصبغة أو حتى اقليمية فحسب، وما اتجاهنا لاعتماد المعايير القياسية الأميركية ASTM في مختبراتنا إلى جانب المواصفات القياسية السعودية SASO، الا تجسيد حي وواقعي لهذه النظرة. كما أننا من حين لآخر عندما نتلقى طلبات لادخال منتجاتنا اسواقا جديدة نقوم بدراستها بعناية لمعرفة الجدوى الاقتصادية، وسنقوم بدراسة بعض الاسواق للتعرف على الجدوى الاقتصادية من دخول منتجاتنا اليها، ونسعى لتوسيع هذه الدائرة فيها يتوافق مع تطلعاتنا التصديرية سواء للاسواق داخل العالم العربي او خارجه في قارات العالم القديم الثلاث آسيا وأفريقيا واوروبا. وحتى نستطيع المنافسة في الاسواق الخارجية لابد من توافر عوامل كثيرة لا تقف عند حدود الجودة فقط بل تتعدى ذلك الى منح المزيد من التسهيلات للتصدير، خاصة ان السعودية باتت على أبواب دخول منظمة التجارة العالمية.
* في اي مستوى يصنف المنتج السعودي؟ وهل وصل إلى مرحلة منافسة المنتج الاجنبي؟ ـ المنتج السعودي ينافس المنتج الاجنبي بقوة، نظرا لما يتمتع به من جودة عالية، لكن يجب التفريق بين منتج سعودي يتفق مع المواصفات والمقاييس العربية السعودية وآخر ليس له منها نصيب، وهذا الاخير يلعب دورا كبيرا في تشويه صورة المنتج الاول، ويزعزع الثقة به، نظرا لافتقاده أبسط مقومات الجودة، ويؤدي إلى اتاحة المجال للمنتج الاجنبي حتى ان كان بجودة لا ترقى لجودة المنتج السعودي الأول، الامر الذي يعود بالضرر على سمعة المنتج السعودي وعلى الاقتصاد الوطني من دون شك.
* هل استطاعت عبارة «صنع في السعودية» أن تحظى بثقة المستهلك؟ ـ نعم لهذه العبارة بريقها وجاذبيتها لدى المستهلك خارج السعودية، ولكي تستمر ثقة المستهلك بهذه العبارة وتزداد رسوخا فإن وزارة التجارة منوط بها عدم السماح بتصدير اي منتج غير مطابق للمواصفات والمقاييس السعودية وذلك حفاظا على سمعة المنتج الوطني في الحاضر وفي المستقبل.
* هل توفرت عناصر الجودة والذوق والشروط الصحية في دهانات الجزيرة؟ ـ هذا السؤال يمكن طرحه على عملاء الشركة، فهم الأقدر على توفير هذه العناصر، لكن بالنسبة لنا فإن الجودة إلى جانب الجمال اصبحت شعارا لنا، وحصولنا على علامة الجودة من الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس إلى جانب اعتمادنا على المعايير القياسية الأميركية ASTM مدعمين ذلك بتطبيق نظام المراقبة الاداري الآيزو 9001 العالمي واستخدامنا لتقنيات ضبط الجودة ابتداء من اختيار المواد الخام ذات الجودة العالية مرورا بالمختبرات المزودة بأحدث وسائل ضبط جودة المنتجات والآلات والمعدات المتقدمة في عملية التصنيع، كل ذلك يؤكد حرصنا على الجودة فيما لا يدع مجالا للشك. كما أولينا الشروط الصحية أهمية خاصة، فحرصنا على اقتناء الآلات التي تتوفر فيها عوامل السلامة منعا لتطاير المواد منها إلى الخارج، وبالتالي منع تلوث الهواء داخل المصنع وخارجه، وانتجنا نظام طلاء متكاملا ينسجم مع التوجهات الحالية في المحافظة على الصحة والبيئة، وعديم الرائحة وخال من المذيبات العضوية المتطايرة تماما، وهو ما يتيح المجال لاستخدامه في غرف الاطفال والمدارس ودور العلاج كالمستشفيات والمستوصفات وغرف التمريض وفي المنازل التي لا يبرحها اصحابها اثناء القيام بعملية الطلاء لدى اجراء عمليات الصيانة لها.
* كيف تقيمون تجربة القسم النسائي في معارضكم؟ ـ الغاية من القسم النسائي لم تكن الربح المادي بمقدار ما كانت الاضطلاع بدور يتوافق مع عاداتنا في عدم اختلاط الرجال بالنساء، إضافة إلى أن المرأة أصبحت تشارك في بناء المنزل الذي يجمعها بافراد اسرتها، وأضحت تدخل في تفاصيل المنزل من اثاث وغيره، كذلك في اختيار نوع الدهان ولونه، وافتتاح هذا الفرع وامثاله يوفر الفرصة للمرأة القيام بهذه العملية من دون أدنى حرج، فهي تتعامل في الصالة مع بنات جنسها اللواتي يسعين لتقديم المساعدة لها لاختيار انظمة الطلاء والالوان وفق اسس علمية مدروسة، لذلك فإن قياس مدى نجاح هذا الفرع والفروع اللاحقة لا تحكمه الاعتبارات المادية فحسب، وان كانت هذه الاعتبارات لها اهميتها في الميدان التجاري.