مما لا شك فيه أن الله سبحانه وتعالى جعل مع كل إنسان رقيب وعتيد فالرقيب يكتب الحسنات والعتيد يسجل السيئات ، ملكان من ملوك السماء يراقبان هذا الإنسان الضعيف الغافل الساخر المتباهي بنفسه وماله وذاته ذا الإنسان الذي ورثه الله الأرض وآمرة بأن يكون عابد لله وأن لا يشرك بالله احد لهذا الأمر خلق الله هذا الإنسان وفضلة على باقي المخلوقات

ولكن يبقي هذا الإنسان ضعيف ومغرر وتعصف به النفس الأمارة بسوء في بحار الذنوب والخطايا فيغرق بدون أن يشعر في بحار المعصية والهلاك وإذا هلك ذكر
الله وسبح واستغفر فيغفر الله له ذنبه ويطوي صفحات معصيته بدون مقابل
أليس هذا هو الكرم بعينة فأنه الكريم الجواد سبحانه
الملك الرقيب / هذا الملك الذي يكتب ولا يمسح يكتب كل حسنة بكل دقة متناهية فلو سألك أحد وقال ماذا تصدقت به لوجه الله في العام السابق أعتقد أنك لن تستطيع إجابته إجابة دقيقة
ولكن الملك الرقيب يستطيع أن يجيب عن كل حسنة من تاريخ ولادتك حتى قراءتك لهذا الموضوع فتخيل معي أخي الكريم كم من المجهود يبذل هذا الملك من أجلك أنت
الملك العتيد / هذا الملك يسجل ويمسح يسجل السيئات التي كسبتها يداك ولسانك وعيناك وأذناك وقدماك وقلبك وكل ما ظهر وبطن من سيئاتك كل كبيره وصغيرة فتخيل أخي كم من الذنوب تحصد في اليوم وليله بل في كل ثانيه من تاريخ مولدك حتى قراءتك لهذا الموضوع
وعندما تستغفر ربك التواب ويغفر ذنبك فأن الملك العتيد يبدءا بمسح سيئاتك
هنا ومن وجود هذان الملكان نجد حكمة تدل على أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا
وفي نفس الوقت أن من طبيعة الإنسان الجحود ولإنكار
والأهم من ذلك كله أن الله سبحانه وتعالى كريم جواد يغفر الذنوب جميعا
فستغفر ربك أخي الكريم وتذكر أنك محاسب على كل شيء