هل حقاً انتشر بالسيف ؟؟؟؟؟

هل حقا انتشر الإسلام بالسيف .. نود أن نرجع الآن إلى بداية الدعوة في هذا الزمن الذي كان يحكمه الكثير من الصراعات بين الطوائف المختلفة وكان يسود عليه التخلف بل والكفر بالله والتعبد لغير الله ..

كيف انتشرت الدعوة في هذا الوقت ؟ لكي لا ندخل في موضوع آخر فنحن نسوف نركز على الدعوة من ناحية الانتشار .. لذلك تعالوا نرى كيف انتشرت الدعوة بالسلام ..


نزل جبريل عليه عليه السلام بأول آية على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لكي يعلن بذلك بداية عهد الله مع البشر من جديد يعلن أن الدين المنتظر والرسول المنتظر قد جاء بالحق ..


َلقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ

هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ


وكانت بداية الدعوة .. إذاً الآن نرى كيف انتشر الإسلام ..ليس بحد السيف كما تقولون إنما بالعقل والإيمان بالله ..

لقد مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثة عشر عاما ، وهو يدعو إلى الله بالحجة والموعظة الحسنة ، وقد دخل في الإسلام في هذه الفترة من الدعوة خيار المسلمين من الأشراف وغيرهم ، وكان الداخلون أغلبهم من الفقراء ، ولم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم من الثراء ما يغري هؤلاء ، وهذا أمر لا يختلف فيه اثنان ، وقد تحمَّل المسلمون - ولاسيما الفقراء والعبيد ومن لا عصبية له منهم - من صنوف العذاب والبلاء ألواناً ، فما صرفهم ذلك عن دينهم ، وما تزعزعت عقيدتهم ، بل زادهم ذلك صلابة في الحق ، وصمدوا صمود الأبطال مع قلتهم وفقرهم ، وما سمعنا أن أحداً منهم ارتدّ سخطاً عن دينه ، أو أغرته مغريات المشركين في النكوص عنه ، وإنما كانوا كالذهب الإبريز لا تزيده النار إلا صفاء ونقاء ، وكالحديد لا يزده الصهر إلا قوةً وصلابةً ، بل بلغ من بعضهم أنهم وجدوا في العذاب عذوبة ، وفي المرارة حلاوة .
ثم كان أن هاجر بعضهم إلى بلاد الحبشة هجرتين ، ثم هاجروا جميعاً الهجرة الكبرى إلى المدينة ، تاركين الأهل والولد والمال والوطن ، متحملين آلام الاغتراب ، ومرارة الفاقة والحرمان ، واستمر الرسول بالمدينة عاماً وبعض العام يدعو إلى الله بالحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن ، وقد دخل في الإسلام من أهل المدينة قبل الهجرة وبعدها عدد كثير عن رضاً واقتناع ويقين واعتقاد ، وما يكون لإنسان يحترم عقله ويذعن للمقررات التاريخية الثابتة ، أن يزعم أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين في هذه الأربعة عشر عاماً أو تزيد حول أو قوة ترغم أحداً على الدخول في الإسلام ، إلا إذا ألغى عقله وهدم التاريخ الصحيح .



والسؤال الآن إليكم ..

كيف انتشر الإسلام ؟؟ هل بالسيف أم بالإيمان والعقل ؟ أين السيف يا أعداء الله ؟
هل حقا كل هؤلاء أسلموا بالسيف ؟؟


ثلاث عشر سنة دعوه إلى الله .. والإيمان بالله بالعقل أين السيف إذاً ؟؟
يا معشر قريش..

ما تظنون أني فاعل بكم"..؟؟

هنالك تقدم خصم الإسلام بالأمس سهيل بن عمرو وقال مجيبا:

" نظن خيرا، أخ كريم، وابن أخ كريم".

وتألقت ابتسامة من نور على شفتي حبيب الله وناداهم:

" اذهبوا...

فأنتم الطلقاء"..!!




هل انتشر الإسلام بالسيف ؟؟؟!! ما رأيكم الآن هكذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل مع أعداء الله ..!! حتى يلين قلبهم إلى ذكر الله ..

هل قتلهم رسول الله ..صلى الله عليه وسلم . ما منعه أن يقتهلم !!
بنوا دعواهم في انتشار الإسلام بالسيف على دعواهم بعد العقلانية في الإسلام
ولكنها دعوى بلا دليل ، بل الدليل حاسم على ما يضادها. فالعقل في الإسلام هو مناط التكليف أو مناط الخطاب الديني للمكلفين: «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ».. وبقدر حظ الإنسان من العقل يكون حظه من الإسلام: فهما وعملا. بل نستطيع أن نقول: إن الإسلام جاء للعقلاء فقط: «كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ»، فلا دين لمن لا عقل له.

قلنا أنهم بنوا زعمهم في انتشار الإسلام بحد السيف على دعواهم بعدم العقلانية في الإسلام ، ذلك أن الدين الذي لا يحترم العقل، يتوسل إلى مقاصده بالسيف، لا بالاقتناع.. فهل هذه دعوى صحيحة.. لا.. لا.. بدليل أن المسلمين ما حملوا السيف إلا للدفاع عن وجودهم المعنوي والمادي (وهذا حق مشروع لأمم الأرض جميعا).. وبدليل: أن العلاقة بين الإنسان والله ـ في الإسلام ـ تقوم على الحب، والحب لا يأتي بالسيف قط.. وبدليل أن كل فعل أو أمر يتم بالإكراه إنما هو فعل باطل بيقين في منهج الإسلام.

ولذلك نفى الإسلام نفيا حاسما مؤبدا: الإكراه في الدين، بموجب نص قرآني مدني قطعي ثابت غير منسوخ: «لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ».

لندع تلك البراهين كلها التي تدحض دعوى انتشار الإسلام بالسيف، ولنركز على برهان (واقع ماثل) ملموس، يعرفه الجميع تمام المعرفة من خلال التقارير السنوية بل اليومية التي ترصد حركة انتشار الإسلام في العالم. الكل يعلم أن ألوف الناس ـ مسيحيين وغير مسيحيين ـ يدخلون في الإسلام، وبطريقة مستمرة، بل انه في الولايات المتحدة نفسها، وبعد أحداث 11 سبتمبر بالذات: يدخل في الإسلام عشرون ألف أمريكي كل عام، معظمهم من الذين ظفروا بحظوظ عالية من التعليم.. فمن ذا الذي أكره هؤلاء بـ « السيف » لكي يعتنقوا الإسلام؟.. لا سيف تم ولا سياف، وإنما هو (الاقتناع الحر): اقتناع العقل الحر واقتناع الضمير الحر، واقتناع اختيار المصير الحر.

إن هذه (الحجة الواقعية) كافية ـ وحدها ـ لنقض دعوى: أن الاسلام قد انتشر بالسيف.
قد يقول قائل:
الآيات صريحة في حثها على القتال وهذا صحيح ولكننا ذكرنا ماهي أول آيات القتال وكيف أنها نزلت لتحثهم على القتال دفاعا عن أنفسهم وهو غير محبب لهم ((كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ))البقرة 216، فكان لابد من تشجعيهم وحثهم عليه.

أيضاً بالنسبة للفتوحات الإسلامية فلم يكن القتال أول الخيارات بل آخرها وسبق ذكر هذا سابقا ونقتبس منها جزء من الحديث الشريف: ((اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَ لاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تَمْثُلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلاَثِ خِصَالٍ - أَوْ خِلاَلٍ - فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِى عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِى يَجْرِى عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَكُونُ لَهُمْ فِى الْغَنِيمَةِ وَالْفَىْءِ شَىْءٌ إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمُ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ ))

فهل اتضحت الصورة؟؟
بيّن لنا الباري سبحانه جل في علاه ما هي الطريقة التي يجب أن يتبعها المسلمون في قتالهم وجهادهم حينما يحين أجله
فهو ليس قتالا من أجل القتال،، لكن حينما يحين أجله فهذه هي الصورة التي يجب على المسلمين أن يكونوا عليها... أشداء أقوياء على الكفار .

نرجو أن نكون قد وفقنا في إيضاح جزء من تلك الصورة التي يحاول الكثيرون تشويهها بشكل أو بآخر.