شجون أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة

اعتدنا في تقاريرنا الميدانية أن نتكلم عن قضايا و مشاكل المجتمع، سواء كانت الثقافية أو الاجتماعية أو السياسية...الخ، و دائما نحاول بقدر الإمكان أن نلمس قضاياهم هذه، ونناقشها بشكل بناء، باحثين بكل ما أوتينا من قوة عن المسببات، سائلين من حولنا عن الآراء، حتى نتعاون معا لوضح الحلول و المقترحات المناسبة لها....

ولكن يا ترى هل فكرنا بالشريحة الصغيرة المتواجدة في المجتمع، ألا و هي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة؟

بالطبع القليل القليل فكر بهؤلاء، و نادر ما نرى كاتب يكتب عنهم، أو يتحدث عن إنجازاتهم، أو يناقش مشاكلهم...لذا فإني و بكل تواضع أسابق الجميع بوضع النقاط على الحروف، راجية من الله أن أوفق في طرح قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة.....
كلنا يعرف أن الأم إن كان لها طفل عادي و طبيعي، تخاف على ابنها من أي وخزة، و لا تنام قبل أن ينام، و لا تهنأ إن مرض، و لا تتمتع إلا إن تمتع.....

أيضا أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة لهن الدور نفسه...و لكن دورهم أكبر بكثير، حيث أن طفل ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى رعاية و اهتمام أكبر، لا سيما إن كانت هناك إعاقات يصعب التعامل مع الطفل، مما يولد في نفوس الأمهات و الآباء الشجون المكبوتة، على هذا الجهاد و الامتحان الذي وهبهم الله إياه، لسبب معلوم لا يعلمه إلا هو تعالى لقوله" و لله في خلقه شؤون"...

لذا، و من منطلق " التفضفيض" و التخفيف عن نفوس أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة، و الترويح عن همومهم و أحزانهم، من أجل أن يشاركوا الجميع بما في قلوبهم من أحزان و آلام، فضلا أن هذه الشجون المتولدة من أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى يد المجتمع، و إلى معونة الجميع، حتى تستقبل همومها، و ترحب بأفكارها المطروحة
لكي أكون أمينة مع الجميع، فإن فكرة عمل هذا التقرير لم تأتي من تفكيري أنا و حسب، بل جاءت ببادرة من الأخت الكريمة الأخت ليلى " أم عبد الله"...رئيسة جمعية المرأة الأردنية، و أم شاءت قدرة الله أن يرزقها بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة " محمد"، و شاءت إرادة الرحمن أن يكون محمد سببا في كفاحها و نضالها على مر هذه السنين، و من هذا المنطلق، جذبنا كفاحها بالتحدث إليها، و بمعرفة قصتها، و من ثم ننتقل إلى قصص أخرى لأمهات من ذوي الاحتياجات الخاصة، كن لهن الدور نفسه في مسلسل الكفاح، و الجهاد المستمر مع أبنائهم...

الأخت ليلى"أم عبد الله": ارأفوا بنا، و أرحموا أبناءنا
أنا أم لطفل من ذوى الاحتياجات الخاصة، عندما أكمل طفلي العامين أصيب بالعمى، و لكننا ولله الحمد تلاحقنا عليه، حيث أننا سافرنا به إلى الأردن، و أجرينا له عملية جراحية في عينه، و قام الأطباء بإزالة العدسات من عينيه نتيجة لوجود كسر بصري في عينيه، و الآن يعيش بعين بلا عدسات، ناهيك أنه مصاب بال " إي دي إتش دي" و هو " الحركة الاهتزازية".....

معاناتي بدأت حين بدأت رغبتي بإدخال ولدي للمدارس، فقد عانيت من هذا الأمر كون ولدي أدخل إلى ستة مدارس، حيث انه حين يدرس في مدرسة معينة، لا يلبث أن يتم عامه الدراسي إلا و يأتينا في نهاية العام خبر من المدرسة برفضهم لاستقباله للعام الدراسي القادم، بسبب إصابته بالحركة الزايدة، و للأسف نحن في مجتمعاتنا العربية، موضوع واحد هو المقرر على هذه الفئة: يا مركز لتقديم الرعاية....يا بيت يقدم الرعاية، و لا توجد مدارس تهتم بهذه الشريحة البسيطة من المجتمع، لتقدمه له ولو القليل القليل...إلا من رحم ربي
الصرخة التي أود أطلقها عبر هذه المجلة الكريمة هي أن: يرفأ بنا المجتمع....ويرحم أبناءنا و بناتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، و أن لا ينظروا إليهم و كأنهم مخلوقات قادمة من كوكب المريخ، بل و لترحمنا دور التربية و التعليم، و لترفق بنا المدارس، و لترفق بأبنائنا المحرومين من تقديم و تطوير منهج خاص لذوي الإحتياجات الخاصة...
الفكرة التي أود أن أناشد بها الجميع: لم لا تبنى المدارس صفوفا للأسوياء و صفوفا لذوي الاحتياجات الخاصة، يدمجون مع بعض، ليعرف الطفل السوي من يكون طفل ذوي الاحتياجات الخاصة، و ليثقف الطفل السوي و الذوي الاحتياجات الخاصة معا، بالتأكيد بالوسائل العلمية و التعليمية المختلفة، حتى ينشأوا معا، ليكافحوا معا في بناء معالم المجتمع القويم، و لإزهار هذا وطن الخير و دار زايد الخير.

لا ننسى طبعا دور هذه المؤسسات التعليمية و أهميتها الكبيرة في تثقيف أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة، فكل طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة لا بد أن يكون لديه أم مثقفة و متعلمة و على دراية بأمور و أوضاع ابنها و ابنتها، ففي مجتمعاتنا نادرا ما نجد الأم المثقفة الواعية و الدراية بمثل هذه الأمور " إلا من رحم ربي"، و الحمد لله أنه وجدت مراكز في دولة الإمارات ساهمت في احتضان الأمهات و تثقيفهم و توعيتهم و تقديم لهم الدورات التي يحتاجونها، و لكن هذا لا يمنع من أن نوسع هذه الدائرة شيئا فشيئا، حتى تصير الأم واعية و مثقفة و على دراية بأن ابنها ليس حملا عليها، و لا عار عليها أبدا أبدا، بل على العكس، أبناءنا من ذوي الاحتياجات الخاصة هم أناس عاديين، لهم حق التصرف و الخروج و التنزه مثل الأطفال الباقيين، و كون الأم و الأسرة قد ميزت من كثير من الأسر بهذا الطفل، فهذا التمييز ما هو إلا بمشيئة الله سبحانه و تعالى حتى يميز كل أم و أسرة يوم القيامة بأجر و ثواب عظيم، لا يعلم به غير رب العالمين.....فمن هذا المنطلق يجب على آلام الصبر و الاحتساب، و الطمع بالأجر من خلال الصبر على تربية الأبناء، و الحرص دائما و أبدا على تثقيفهم و إفادتهم بكل ما هو مفيد....

و أنا أشدد على النقطة السابقة و بشكل كبير، كوني أعرف أما للأسف، حبست ابنها لمدة 12 عاما، لأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، و لأنها تخاف من أن يحرجها أو يسبب الأسى لباقي أبناءها، أو يمنع بناتها من الزواج!!!
والله إنه غيض من فيض، بأن تكون من هذه النماذج موجودة من بيننا، و ذلك فقد لشح مثل هذه المراكز و النوادي التي تثقف المراة و تنمى قدراتها.......
إنكم لتستغربوا أن بعض دول الغرب و بعض الدول العربية حين تفتح فنادق الخمسة نجوم و السبعة نجوم للحيوانات، و تهتم بهم اهتمام كبيرا، و تحرص دائما و أبدا على إرضائها، بينما ذوي الاحتياجات الخاصة مهملون و غير مهتم بهم، ناهيك إلى نظرة المجتمع لهم ما هي إلا نظرة شفقة و اشمئزاز منهم، و الجدير بالذكر هنا موقف تعرض له ابني، حيث أن المدرسة التي يدرس فيها منعت عنه المواصلات بالباص، نظرا لشكوى أولياء الأمور الأسوياء من وجوده معهم على نفس الناص؟؟؟؟

فأي كلام هذا؟ و أي فعلة هذه من أن يمنع طفل من اقتناء الباص، أو المشي في الشارع، أو اللعب مع الأطفال، أو طلب القليل من المجتمع...لأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة؟؟؟
نحن الحمد لله نعيش في مجتمع متقدم و راقي في جميع المجالات، و لكن للأسف هناك تأخر بسيط في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، هذه الفئة التي تمثل للمجتمع فئة صغيرة في مجتمع كبير، و نتمنى و نتمنى أن تكون لهذه الصرخات أصداء تكسر القيود، و تفك الأغلال، لإحلال الحواجز التي تحد من بين الأسوياء، ليدمجوا معا، و ليتفوقوا معا.....

و الله إن الكلام كثير، ولا تكفيه الوريقات للتعبير عنها، و لكن أملنا بالله كبير، و الأجر كبير و محتسب عند الله سبحانه و تعالى، و نتمنى و نتمنى من فيض قلوبنا، و من صادق دموعنا، أن تصل هذه الصرخات لأولى الأمر، و للمؤسسات التعليمية، لكي ترفق بأبنائنا، و لكي ترحم أعيننا من الدموع، و لكي تخفف علينا ألم السنين و ألامنا النفسية، و لكي تكون يدا قوية معنا، تساهم و بشكل فعال في تقدم ذوي الاحتياجات الخاصة و ارتقائهم إلى الأمام دائما و أبدا، كون هذه الفئة قد ميزها الله سبحانه و تعالى بطاقة مهولة من الإبداع، يجب استغلالها و إخراجها لإثبات وجودهم في المجتمع....
أم عزي: نريد صوتا لنا!!

نعم نحن الأهالي نريد صوت لنا لنتحدث عن العقبات التي وتواجهنا وسأبدأ أنا كأم لطفل توحدي، و باقتراحي
الكل يعلم أن الطفل التوحدي يحتاج لتشخيص ويحتاج لفحوصات كاملة، وللأسف لا توجد أماكن مختصة، وأنا أطالب بإنشاء مراكز خاصة بالفحص الطبي لأطفال التوحد في جميع الدول، يكفي ما يمر به الأهالي من معاناة مع أطفالهم، فيزيدها عدم وجود من يستقبل هؤلاء الأطفال لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة.

التعامل مع ابني وهو مصاب بالتوحد صعب جدا لأنه لا يركز، والمشكلة بالعلاج انه باهض الثمن بمراكز علاج التوحد وأنا زوجي الحمد لله قادر انه يدفع لكن أفكر بغيري صعب عليهم جدا...

و المجتمع إما يشفق بقوه أو يرفضه بقوه، وأخذت حل أن لا اخرج من المنزل إعاقة التوحد الغامضة، وصعب اشرح لهم فرد فرد، أتمنى تخفيض رسوم المراكز وان يكون هناك مختصين بالتوحد....
كما أتمنى ألقى اختصاصين توحد وعندهم قدرة لقياس التوحد لان هنا مع الأسف لا يوجد سوا اجتهادات

و أوجه إلى كل أم وكل أب لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة رسالة بأنه من المؤكد أنكما مررتم بموقف تسبب بألم في قلوبكم بسبب طفلكم معاق إما نظرة من متطفل، أو كلمة من غير مجرب، أو فلسفة لشخص لا يفهم شئ، الكثير منا مر بهذه المواقف التي قد تتسبب لنا أرقا أو حزناً واكتئاب، فمثلا في يوم من الأيام، كنت اجلس مع إحدى المعلمات في مدرستي وتسألني عن عزي وحالته وأنا أتحدث معها مرت بنا أحدى المعلمات وبدأت تتباطأ في مشيتها لتسمع ما أقول وكنت أحدث زميلتي عن لغز هذا المرض وانه لم يتم الوصول لسبب مقنع له فإذا بالمعلمة الأخرى تقاطعني وتقول بكل عدم مبالاة بالمشاعر: يالله تتزوجين ولد عمك( لان والد عزي قريب لي ) وبعدين تقولين ماسبب إعاقة عزي ثم ذهبت!!!!

من المواقف أيضا إن إحدى الضيفات في إحدى التجمعات العائلية عندما يمر من أمامها عزي تقول موجهة الحديث لام زوجي يا أم فلان هذا الولد اللي تقولون ما ندري وش مشكلته !!!!! وكل هذا وأنا جالسة والمجلس ملئ بالنساء ولكن للأسف لا يوجد من يراعي الشعور وكأنهم يأمنون أن لا يرزقوا بطفل مثله!!!!

أحب أيضا إن أوجه كلمة مهمة جدا لكل طبيب نفسي وأقول له لا تتعجل بالحكم على الطفل التوحدي من خلال القراءة بل يجب النزول إلى ارض الواقع والتعرف على الطفل التوحدي على الطبيعة وحبذا لو يبتعدوا عن التشخيصات الجارحة فكم أم وأم صدمت بآراء تبعد عن الأمل فمنهم من يقول : حياة الطفل التوحدي قصيرة ،، منهم من قال لي أنتي تقرأين الكتب النفسية وتطبقين على طفلك ،، ومنهم من قال لا تقولي عن طفلك توحدي فالتوحد هذه الأيام موضة وللأسف غالبيتهم من الاستشاريين في الطب النفسي

وكذلك أوجه كلمة للام وأقول أنتي طبيبة طفلك فألام أول من تكتشف وجود اضطراب عند طفلها فلا تجعلي الصراع الداخلي في البداية يأخذ وقتك وكلي الأمر لله وابحثي عن الأسباب المعينة لتخطي هذه الصدمة بالاحتكاك بأمهات لديهن نفس طفلك وأيضا سارعي إلى إتباع أسس علاجيه لطفلك تعليمية أو دوائية حسب ما يحتاج فكلما كان العلاج من الصغر كل ما كان أفيد وأجدى...


الأخت أم جيهان: مواقف و تعليقات ثقيلة على قلبي...

والله هي نقطة حساسة شوية وبالرغم من أنني لا أحب أن أتذكر هذه المواقف فأنا أحب النظر الأمام. ولكن إذا كان في ذلك نوع من التخفيف من وجهة نظركم فليس لدى مانع....
في الحقيقة لقد تعرضت لنوع من التعليقات التي قد تكون ثقيلة على قلب الأمهات عندما يتكلم أحد في حق طفلها فقد كنت في زيارة وكانت هناك سيدة لم تراني منذ زمن فرأت أبنى عمر وقالت" ماله أبنك؟! هو ماله عبيط كدة ليه؟!" فضحكت وقلت لها عبيط بئة حعمل له إيه؟؟

وهنا وجدت أنه من الطبيعي أن لا أدخل مع السيدة في نقاش حول حالة الطفل, حيث دارت في ذهني عدة أسئلة:


هل هي تقول هذا التعليق وتقصد أن تضايقني؟
هل تقول هذا من باب الهزار لتكون خفيفة الدم في القعدة, حيث أن هناك بعض من الناس يعتقدون أن الطريقة على الغير نوع من خفة الدم؟
هل تقول هذا لأنها لم تكمل تعليمها الإبتدائي وأولادها لا يحبون المذاكرة و لم يستطيعوا الوصول للجامعة فتكون داخلها مركب نقص تحاول أن تغطيه بالتباهي بأن أولادها متكلمين ( لمضين)؟
إذا حاولت أن أشرح لها الموضوع هل لديها الخلفية الثقافية الكافية لتستوعب ما سأقول؟ أم ستشعر فقط بأنني أدافع عن أبنى؟؟
وقلت في الحقيقة إذا كانت الإجابة على كل الأسئلة السابقة بنعم, فهذا ليس بشئ محزن. بل هي التي تستحق الشفقة. أما أنا فلن يحزنني إلا إذا كان ما تقوله ليس تعليقاً بل تقريراً طبياً عن حالة أبنى.

ودائماً أنا أحب أن يرد الزمن على أسئلة أو انتقادات الناس بالفعل والعمل ولكن الكلام هو أضعف الردود وأسرعها لفتح النزاع مع النفس. ولكن بمرور الجملة بدون تعليق نسيتها بعد أن ذهبت السيدة

أعزائي ........ربما يكون هذا هو الموقف الذي أتذكره. ولكن لي كلمة أود أن أقولها

التمسوا الأعذار للناس, فإذا أخذت مثلاً رأى إحدى صديقاتك في قطعة من الموبليا أشتريتيها جديد. فيمكن أن يكون الرد:

إنها جميلة وفى منتهى الشياكة..
ليه ما جبتيهاش لونها نبيتى؟ ستكون أجمل
لا, دى ذوقها بلدي شوية!!
دى مش لايقة.
والله ذوقك جميل جدا.ً

فكل إجابة من الإجابات السابقة لها احتمالين.ربما تعبر عن حقيقة شعور صديقتك وربما تعبر عن حقد داخلها لأنها تتمنى لو عندها مثلها فتسفه من شأن هذا لشئ.وحتى الإجابات المجاملة: ربما لا تكون قد أعجبتها ولكنها تريد مجاملتك.فكل إجابة تحتمل الصدق أو الكذب ولكنك لم تأخذي الموضوع بنفس الحساسية لأن الكلام ليس على طفلك.

ولكن تذكري: إن أهمية الطفل هنا أكبر بالنسبة لك أنت.أما الأخريات فكونهم يجاملوك أو يضايقوك فليس عندهم فرق في الشئ الذي يستخدموه في ، ييمكنهمك وقطعة الأثاث بالنسبة لهم هي أشياء خاصة بك،ييمكنهم من خلالها أن يجاملوك أو يحقدون عليك. والفرق عنك أنت فقط...

المهم هنا هو رأيك أنت, هل ترضيك هذه القطعة من الموبليا, وتتناسب مع ذوقك؟؟وعندما يحدث بهذه القطعة من الموبليا شئ, من أين ستشتيرين النجار أم الصديقات؟

هل يعجبك أبنك بحالته؟؟ هل تستطعين أن تقومي بواجبك معه كأم وهو بهذه الحالة؟؟ هل تؤمني بأن هناك حكمة ربما لا نعرف مغزاها وراء رزقك بطفل كهذا؟؟ إذا كنت تؤمني بذلك فضعي في ذهنك أنك أيضاً تأخذين برأيهم من باب الذوق ولكن المهم رأيك أنت ورأى الطبيب.

هذه مجرد وجهة نظر...

السها:المعاناة مع من نتعامل معهم!!!

بالنسبة لمعاناتنا مع أطفالنا فنبثها إلى الله سبحانه وتعالى

وأما ما يستحق أن تنشريه هو معاناتنا مع كل من يتعامل معهم
من:

1) أطباء أحيانا يشكلون فريقا ونظل نتنقل بينهم ويجامل كل منهما الآخر على حسابنا وحساب أطفالنا فنظل ندور بتلك الحلقة المفرغة!!!

2) معاناتنا مع المؤسسات الخاصة التي تؤهل هؤلاء الأطفال سواء أكانت تعليمية أو علاجية.

3) فجميعهم يدركون تماما أن أهل الطفل لن يتوانوا لحظة عن تقديم كل نفيس وغال من أجل أطفالهم فنجدها تبالغ في المصروفات ولا يعنيها ماذا يفعل هؤلاء الأهل لكي يتحملوا تلك النفقات.


4) معاناتنا مع المجتمع مشكلا من نظرات شفقة أو تطفل أو استنكار أو رفض.

أبو فاطمة:القضية تختلف..و المشكلات عديدة.

في البداية أحب أن أحيي فيك روحك التواقة للعطاء ولتقديم الجهد والوقت لخدمة هذه الفئة ـ ذوي الاحتياجات الخاصة وأهاليهم، وأثني على حسن اختيارك لموضوع التقرير، ولقد أسعدني وأسعد الجميع هذا الاختيار وسعادتنا ليس بسبب أن الموضوع يخصنا وأبناءنا فقط، وإنما لعزوف أغلب الإعلاميين عن نصرة قضايانا وأبناءنا إلا من رحم ربي منهم، فللأسف الشديد سبقنا الغرب في هذا المجال كثيرا، وصار العرف عندهم أن يحكموا على تقدم الأمم بما تقدمه لذوي الاحتياجات الخاصة وأهاليهم

أحب أن أشير في البداية أن قضيتنا يختلف حالها من دولة لأخرى (أقصد دولنا العربية)، فالوضع متباين بين دولنا فنجد أن الاهتمام يزداد في دولة ويقل في أخرى، لذا فإن الحديث عن القضايا سيكون بصفة عامة، ولا يعني التقصير في إحدى دولنا العربية أننا نقصد كل الدول، أول العكس، لذلك أردت أن أنوه.

وأشير أيضا إلى أن جميع الأهالي (الأمهات والآباء) الذين قرأت لهم وتواصلت معهم، جميعهم وبصراحة يؤمنون بأن ما أصابهم وأبناءهم هو ابتلاء من عند الله يختبر به صبرهم ورضاهم، ووجدت أن الجميع صابرون وراضون كل الرضا، وكلهم امتثال لقوله تعالى: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا). ـ أحسبهم كذلك ولا أزكي على الله أحدا، وأدعو الله أن يثبتنا جميعا على ذلك. وأشير أيضا إلى أن كل ما سأذكره إنما هو من قبيل الأخذ الأسباب التي أمرنا الله ورسوله بالتزامها:

المشكلات التي تواجه الأهالي ـ من وجهة نظري ـ سأوردها في صورة نقاط دون ترتيب للأهم وهي كالآتي:

ـ كل الأهالي بلا استثناء يشغلهم أمر هام وهو (مستقبل) أبناءهم من بعدهم، فهم دائما يشعرون أن مستقبل أبناءهم غامض، فإن ذهب الآباء والأمهات ـ والموت علينا حق ـ، فمن ذا الذي يستطيع أن يقوم بنفس الدور وبنفس الحماس والرضى، لذا فالجميع يرجو أن يتدخل المسؤولين بصورة أو أخرى فتكون للدول والحكومات دور في تحمل هذه المسؤولية من بعده.

ـ يريدون الاهتمام من المسؤولين بتيسير كل ما يعود على (ذوي الاحتياجات الخاصة) وأهاليهم بالراحة وممارستهم لحياتهم بصورة طبيعية مثلهم مثل غيرهم من الناس، وأقصد تيسير السبل في كل المصالح والمنشآت الحكومية والمرافق العامة والمستشفيات.... الخ

ـ المطلوب توفير (الأدوية والعلاجات وجميع المستلزمات الطبية) بأسعار ميسرة ومدعومة من قبل الدولة.

ـ المطلوب القضاء على الجشع، ومغالات بعض الأطباء بصورة غيرت حال الطب من مهنة إنسانية إلى استغلالية.

ـ المطلوب التدقيق من بعض الأطباء ـ خاصة النفسيين ـ في كتابة العلاج المناسب، وعدم إتباعهم لسياسة (تجريب الدواء على المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة) فلا يكتبوا إلا ما هم متأكدين من أنه فاعل وآمن وسلبياته محدودة.

ـ المطلوب من الحكومات زيادة الميزانيات المخصصة لإنشاء المزيد من المراكز الدراسية والعلاجية والتدريبية الخاصة، والملاعب والأدوات الرياضية المناسبة والاهتمام بتخريج المزيد من المتخصصين وحسن إعدادهم وتأهيلهم لأداء دورهم.

ـ المطلوب تمكين (ذوي الاحتياجات الخاصة) من أداء دورهم في خدمة دولهم كل حسب إعاقته عن طريق توفير فرص العمل المناسب لهم ـ كل حسب قدرته وظروف إعاقته.

ـ المطلوب من الفضوليين أن يكفوا عن نظراتهم إليهم وأن يدققوا في اختيار الألفاظ المناسبة معهم وأن يلتزم الناس بالأخلاقيات المثلى تجاههم الأمر الذي لا يشعرهم وأهاليهم بالشفقة أو الإحراج.

ـ مطلوب المزيد من الدورات والكتب الإرشادية والإيضاحية والبرامج المرئية التي تزيل الغموض عن كل إعاقة جديدة على الناس.

ـ المطلوب مراكز للمعلومات تهتم بكل ما يخصهم من (بحوث ورسائل علمية، واكتشافات جديدة، واختراعات، وكل جديد... الخ)، وأدلة تشتمل على عناوين (الأطباء والمراكز والمستشفيات وكل ما يتعلق بذوي الاحتياجات من خدمات تقدم لهم)، في كل الدول العربية والأجنبية.

وأخيرا... مطلوب الدعم المعنوي والإعلامي وتركيز الضوء على قضاياهم واحتياجاتهم المستحدثة، والإكثار من البرامج والمقالات والتحقيقات الصحفية التي توضح لعامة الناس ذلك.

أم رندا: المعاناة خبرة!!

المعاناة بالنسبة لتقديري الشخصي هي خبرات رائعة و ممتعة فقد علمتني الكثير و الكثير منها الصبر و الحلم و البحث المتواصل لأفضل الطرق الممكنة المساعدة في استقرارهم النفسي من خلال تدريبهم و تعليمهم الاعتماد على النفس و صقل مهاراتهم و قدراتهم المكنونة و أنا اعتبر نفسي في مدرسة تعلمت و مازلت أتعلم...
فسبحان الله لا يعلم الإنسان بقيمة النعمة إلا بعد أن يري نتيجة عمله و اجتهاد و وهذا ليس بابتلاء و لكن هبة مميزة و هبنا إياها رب العباد و بركة حلت علينا لتجعل أيامنا أكثر سعادة و هناء.
و طالما المجتمع بدأ يعي بمشاكل أبنائنا فالحمد الله نحن في نعمة و البقية الباقية إن شاء الله سوف تأتي مع الزمن، فأكل العنب حبة حبة، و كما قال أستاذنا الفاضل (أبو فاطمة )كفى و ففى فهذه هي مطالبنا و هذه هي قضيتنا التي نجاهد من اجلها ليحيا أبنائنا في سعادة و هناء...

و طالما الرضا بالقدر سمة امتاز بها الأب و الأم فتأكدي أن الحمل يصبح خفيف و ما نطلبه من رب العباد هو أن نرى أبنائنا أعضاء فاعلين في المجتمع لهم حقوق و عليهم واجبات حياتهم طبيعية و ميسرة و هذه ابسط المطالب التي تجول بخاطر كل أب و أم لديهم طفل سليم أو من ذوي الاحتياجات الخاصة...
و اعذروني على الإطالة و لكن من رأى مصائب غيره هانت عليه مصائبه و اعتبروا ما مررت به مع ابنتي قطرة في بحر مما عاناه غيري من الآباء و الأمهات واعتبر كل ما مر بي لم يكن إلا من ضعف إيماني بالله الذي تعملت أن أمد جذوره أكثر و أكثر بتواصلي مع أهالي الأبناء و من خلال تعاملي مع هذه الفئة المميزة التي حباها الله بصفات رائعة نادرا ما نجدها لدى الأسوياء من البشر.

أم راشد:أيها الأطباء...ارحموا أبناءنا و أعطوهم الرعاية...

أكتب عن حالة ابني لأنني فخورة به ولا اشعر بالخجل منه بل لأجعل كل أم لديها طفل من أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على اختلاف إعاقاتهم أن تشعر بأنها إنسانه كبيرة في اخلااقها، قيمة في مجتمعها خدومة لطفلها، معطاءة
لا تشعري بالخجل منهم بل أعطهم حقهم حتى يعطهم المجتمع حقوقهم لا تتخلى عنه في يوم لأنك مصدر الحنان والسعادة له فإذا تخليتي عنه تخلت عنه كل الدنيا بل قوي من عزيمتك وزيدي إيمانك بالله واصبري ولا تضعفي ولا تهني وتذكري بان الذنب ليس ذنبه بل هو ابتلاء و اختبار من عند الله عز وجل....واليكم قصتي:

لقد رزقني الله بطفل قدر له أن يكون من ذوي الاحتياجات الخاصة (شلل دماغي ) لقد كان الطفل في أحشائي سليم ومعافى حتى حان موعد الولادة حيث تعسرت وبقيت ستة عشر ساعة وانا في حالة من التعب والألم الشديد حتى جاءت الطبيبة التي اعتبرها بنظري أنها المجرمة والمسؤوله عما حدث لطفلي تركتني في حالة الم شديدة حتى انتهاء
موعد العيادة الخاصة بها في وقت متأخر ثم ذهبت للنوم و أنا في خضم ارقي و تعبي..

فلم يستحمل زوجي العذاب الذي أنا به فكسر عليها الباب لأنني شبه انتهيت، فلم تراعي الضغط المرتفع لدي و تسارع نبضات قلب الجنين بل بقيت نائمة لا تريد إجراء عملية قيصرية بل كانت تعطيني جرعات من المخدر تعدت الأربعة عشر جرعة و دخلنا غرفة الولادة و استخدمت البطلة الشفاط و الملاقط لإخراج الرأس مما أدى إلى نزيف داخلي و خارجي للدماغ مما أدى لضمور بعض خلايا الدماغ و إصابة نقص أوكسجين و كان الحبل السري ملفوف حول عنقه غير ما أصابه من تشوهات نتيجة استخدام الملاقط هكذا خرج ابني من أحشائي ضعيف منهك شبه ميت ووضع تسعة وثلاثون يوما في الخداج بين الحياة والموت هل تعلم الطبيبة ما مدى التعاسة التي سببتها لنا و نحن بانتظار طفلنا البكر سواء لي أو للأب أو لكلتا العائلتين؟

هل تعلم ماذا فعلت بمصير هذا الطفل لا أقول غير حسبي الله ونعم الوكيل في كل طبيب لا يقوم بواجبه بشكل سليم، لم نفهم بالبداية ما معنى شلل دماغي، وما معني ضمور خلايا الدماغ وما معنى أن يكون ذوي احتياجات خاصة لكن وضعنا في عين الاعتبار أنا ووالده أننا يجب أن نرعاه الرعاية الصحيحة وان نعطيه كل محبتنا وان نعطيه كل رعايتنا فوضعناه في أفضل المراكز وشاركناه في كل مرحلة من مراحل حياتنا وخصوصا الاجتماعية فهو فرد كباقي الأفراد والطفل والحمد لله في حالة تحسن الآن ولكن إصابته قبل ستة شهور تشنجات وهى عبارة عن نوبات صرع، رأيت فيها طفلي ينهار من جديد، ولم اعلم ماذا يحدث له، وصرت ابحث عن طبيب للأعصاب من مستشفى إلي مستشفي، ومن غرفة إلى غرفه داخل المستشفيات، وحين وجدته قال لي خذي موعد بالمستشفى الخاص بالوافدين فسألت الطبيب ماذا يحدث للطفل اجبني؟ فلا حياة لمن تنادي فوضعت له واسطات للدخول عنده، ولما أتى دوري أراد تحويلي إلى شخص أخر، وأنا في أمس الحاجة لسماعه فرفضت، وعندما دخلت لم يراعي ما تأثير الكلام السلبي الذي قاله عن طفلي علي فهو مجرد طبيب خالي من أي إحساس أو مشاعر بسبب مشاغله أو بسبب التزامه بالدوام لا أكثر لا يراعي أحاسيس الأمهات ولا يعطيهم الأمل بل هو شخص لا يريد القيام بواجبه بذمه وضمير وهو في رأيه انه طفل غير قادر على العطاء فهو مشلول فكريا وحركيا (فماذا أيها الطبيب لو كان لديك طفل مثل طفلي ؟ هل ستعامله بنفس الطريقة أيها الطبيب الرحيم؟؟

وهل يعلم بقيه الأطباء ماذا يعني هذا الطفل بالنسبة لامه ؟هل يعرفون انه مجرد طفل مريض بطيء التعلم يحتاج إلى فترة أطول من الطفل العادي للتعلم فكل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم المهارات والذكاء والإدراك، وإنما يحتاجون إلى رعاية كالرعاية التي وجدتها في هذا المركز الذي لدى كل معالج من المعا لجين الأخلاق في البداية والضمير، وحبهم لرؤية هذا الطفل يتعافى فإذا كان هذا حال الأطباء فما رأي المجتمع بهؤلاء الأطفال الذي يبقى مصيرهم مجهول؟؟فامنحوهم الفرصة لتتعرفوا عليهم...


مسك الختام:

نشكر الأخوة الكرام على كلماتهم و على مشاركتهم معنا في باب ضياء الأمل في مجلة حطة، و أتمنى من الله أن يشفي أبناءنا و بناتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، و أن يلهم أسرهم الصبر و السلوان.....فهذه صرخات الآباء و الأمهات، بما قد حوى نار الحزن و الغضب في صدورهم، راجين من الناس و المجتمع من حولهم الإحسان لهم، لا الشفقة عليهم...

و أتمنى و من كل قلبي...أن لا يمر هذا الموضوع مرور الكرام على القارىء و على المطلع عليه، بل علينا جميعا أن نحس بهم، و نرأف لحالهم، لأنهم أبناء المجتمع، و إخوتنا، و هم بحاجة إلى أكثر من يد واحد لدعمهم..

و السؤال المنطقي في المؤسسات و ترى هل ستلقى صرخات و شجون أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة، ممن يعانون و يتألمون و يحترقون من الداخل الإجابة و الاستجابة؟ و هل ستلتفت الدور و المؤسسات و المراكز التعليمية و الوزارة و الأطباء لهذه الصرخة، من أجل الإمعان في التفكير بتعليم و تقديم ما يمكن تقديمه العلاج الوفير لهذه الفئة المحرومة من حقها؟ و هل من خلال هذه الكلمات سيفكر أفراد المجتمع من جديد، و سيسعون إلى تغيير نمط تعاملهم مع هذه الفئة؟؟؟

آمل و من كل قلبي...أن لا يفشل أولو الأمر و الجهات الخاصة و المسؤولين في الإجابة على هذه التساؤلات!!!!