قامت صحيفة الواشنطن بوست بتجربة مهمة جدا قبل سنوات...

حيث اتفقت مع شخص ما أن يقف في أحد الليالي في إحدى محطات مترو القطار الداخلي في واشنطن وبيده آلة كمان موسيقية ليقوم بالعزف بها في وقت الذروة والازدحام...

بدأ ذلك الشخص بالعزف وهناك شخصان يراقبانه من بعيد من الصحيفة لتسجيل الملاحظات...

اللافت في النظر أنه لم يقف الأشخاص لسماع تلك القطعة الموسيقية الرائعة التي كان الشخص يقوم بعزفها، بل كانوا يمرون بدون مبالاة، وربما وقف بعضهم لثوان معدودة ثم رحل، ولم يتجمهر حوله أحد لتذوق فنه، وحين انتهى بعد ساعة إلا ربعا من العزف لم يصفق له أحد...

سبب الغرابة في الأمر هو أن ذلك الشخص هو (جوشوا بيل) أحد أفضل وأشهر الموسيقيين في العالم...

والأغرب هو أن القطعة الموسيقية التي كان يعزفها من أهم وأغلى القطع الموسيقية في التاريخ والتي ألفها (بيتهوفن) وتقدر قيمتها بأكثر من ثلاثة ملايين دولار...

والأكثر غرابة هو أن نفس هذا الشخص (جوشوا بيل) عزف نفس هذه القطعة الموسيقية قبل يومين في قاعة مكتظة بالحضور في أحد مسارح بوستون، بحضور مئات المعجبين، وكانت تذكرة الدخول لكل شخص مائة دولار، وقد امتلأت القاعة، وكان هناك المئات خارج القاعة لم يستطيعوا الدخول...

بعد التجربة كتبت صحيفة واشنطن بوست:

في بيئة عامة مزدحمة وفي وقت غير ملائم هل لدينا القدرة على استشعار الجمال؟ هل نتوقف لنقدر الجمال؟ هل نستطيع أن نميز الموهبة في مكان غير متوقع؟ إذا لم يكن لدينا الوقت للوقوف للحظة والإنصات إلى عزف أعظم موسيقى لأجمل مقطوعة موسيقية في تاريخ الفن: ترى كم من الأشياء الأخرى التي نمر بها دون وعي؟