بسم الله الرحمن الرحيم
بيان منظمة النصرة العالمية حول أحداث الإساءة
للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على خاتم النبيين، سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .. وبعد :
فيعلم الجميع ما تداولته بعض مواقع الإنترنت ونشرات الأخبار في وسائل الإعلام العالمية والإقليمية من قيام فئة حاقدة على الإسلام ونبيى الإسلام بإنتاج بعض المواد الإعلامية المسيئة لشخص النبى الكريم صلى الله عليه وسلم – وقد إعتادت هذه الفئات من الحاقدين المسيئين من وقت لآخر محاولة استفزاز مشاعر المسلمين في أنحاء الأرض بمثل هذه التصرفات العدوانية الرعناء والمنظمة ترصد باستمرار مثل هذه الأعمال المنفلته وتجتهد في الرد عليها بكل الوسائل التى تتفق مع مفاهيم وأخلاق الإسلام التى تعلمناه من هدى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

كما تابع الجميع ما جرى في عدد من العواصم وخاصة في مصر ثم في ليبيا من اقتحام السفارة الأمريكية ومقتل السفير وعدد من الموظفين، ولا شك أن الرسول الذي نحبه ونغضب له ونفديه بأنفسنا وأموالنا ، هو الذي يعلمنا كيف نحكم الغضب ، وكيف نتعامل مع الأعداء والمستهزئين.

وإن المنظمة–إزاء ما سبق – توضح وتؤكد على ما يلي:


1)
أن الغضب من الإساءة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أمر مشروع ومطلوب وهو من دلائل الإيمان، وأن الحمية للدفاع عنه ومنع الإساءة له غيرة إيمانية محمودة والواجب ضبط كل ذلك بالحكم الشرعي والعمل فيه وفق الهدي النبوي لئلا ندافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم بمعصيته ومخالفة أمره وهديه.

2)
ربط الغضب والغيرة بالهدف وهو إيقاف هذه الإساءات ومنع تكرارها وتجريم فاعليها، والارتباط بهذا الهدف الأسمى بترك كل عمل قد يزيد هذه الإساءات أويوسع دائرة انتشارها أو يفضي إلى تكرارها أو يوجد الذرائع لحماية فاعليها قانونيا تحت حجج حماية حرية التعبير .
وقد وضعت المنظمة بعد الإساءة الدانمركية وما تلاها وثيقة للخطوات العملية اللازمة للتعامل مع الإساءات وذلك من خلال حوار ونقاش بين قيادات من الجاليات الإسلامية في عدة دول وستعيد المنظمة نشرها للإفادة منها.

3)
مثل هذه الأفعال لا يراد من ورائها إلا بث الفتنة في المجتمعات المسلمة وخصوصا بلدان الربيع العربى ومنها جمهورية مصر العربية وذلك بإذكاء نار الفتنة بين المسلمين والأقباط ومحاولة تشتيت الجهود لنهضة هذه البلاد من كبوتها ومحاولة تصدير الأزمات الواحدة تلو الأخرى وإرسال رسائل عدم الإستقرار للخارج وهذا ما يجب علينا التصدى له بكل الوسائل المتاحة .

4)
الواجب علينا لا يقتصر على الرد على الإساءات التي تصدر ولا على تفنيد الشبهات التي تروج بل الواجب يتعدى ذلك إلى لزوم قيامنا بالتعريف برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأخلاقه العظيمة ورسالته الخالدة وذلك لإزالة الجهالة ومعالجة الصور النمطية المسيئة الموجهة للشعوب من خلال جهود الحاقدين وتأثيرهم في مجالات الإعلام والسياسة, فيحب ألا ننتظر الإساءات بل نتقدم بالمبادرات والمشروعات التي توصل السيرة العطرة لكل شعوب الأرض بمختلف وسائل العرض.

5)
أحكام وأخلاق الإسلام تحتم علينا ألا نعتدي وأن نحفظ العهد والميثاق فالسفراء والتجار وغيرهم ممن دخل بموجب عقد أو عهد يحرم أن يخقروا (ومن قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة) رواه البخاري، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن قتل الرسل حتى لما جاءه رسولا مسيلمة الكذاب مدعي النبوة وقالا بمثل قول الكذاب فقال : (لولا أن الرسل لا تقتل لقتلتكما) قال ابن مسعود: " فمضت السنّة أن الرسل لا تقتل" والحديث في السنن والمسانيد والدرامي والمستدرك والبيهقي وسنده صحيح. فامتنع عن قتله بكونه سفيراً أو رسولاً لمسيلمة، لما في التراسل والسفارة من المصالح العامة للناس والحاجة إلى تأمينها، ونحن نعلم كم في بلاد العالم من سفير أو موظف أو مبعوث أو مقيم أو لاجئ ونطالب دائماً بحمايتهم وتأمين حقوقهم والدفاع عنهم.

وقد أكد كبار الفقهاء على ذلك فقال محمد بن الحسن من أئمة الحنفية: " الأصل أنه يجب على إمام المسلمين أن ينصر المستأمنين ما داموا في ديارنا وأن ينصفهم ممن يظلمهم كما هو واجب عليه في حق أهل الذمة"، قال ابن قدامة في المغني : " الأمان إذا أعطي أهل الحرب حرم قتلهم ، ومالهم ، والتعرض لهم ", كما بين فقهاء المذاهب أن الأمان إذا أعطي بأي صيغة لزم حفظه والوفاء به، قال السرخسي - من الحنفية- : " مبنى الأمان على التوسع حيث يثبت بالمحتمل من الكلام فكذلك يثبت بالمحتمل من الإشارة "، وقال الشربيني - من المالكية- : " بناء الباب- أي الأمان - على التوسع في حقن الدماء " وقال النووي - من الشافعية -: " ويصح - أي الأمان - بكل لفظ يفيد مقصوده ، وبكتابة ، ورسالة وغير ذلك " , وقال ابن قدامة-من الحنابلة - :"يحصل الأمان بما يدل عليه من قول وغيره", والقاعدة الشرعية الفقهية تقول: " إذا اشتبه المباح بالمحرم غلب جانب المحرم تورعاً عن نقض العهد أو الوقوع في الغدر أو إصابة دم حرام "

6)
تدعو المنظمة جميع المسلمين أفرادا وجماعات ومنظمات إلى العمل لتحقيق الرؤية التي وضعتها المنظمة وهي: (أن تصبح شخصية الرسول صلة الله عليه وسلم النموذج الأمثل والأجدر بالتقدير والإحترام عالمياً), وهذا يقتضي تخطيطاً محكماً وعملاً دؤوباً ووسائل مؤثرة ولغات متعددة وبرامج متنوعة وشرائح مختلفة، وهو ما عملتعليه المنظمة في أنشطتها ومنها:

* عقد ندوات حوارية مع مفكرين وأكاديميين وسياسيين وإعلاميين عقلاء ومنصفين مع مشاركة علماء ومفكرين من المسلمين في عدد من الدول التي حصلت فيها إساءات والترويج لها إعلامياً وقد عقدت المنظمة ندوة في (لندن) وأخرى في (السويد) وثالثة في (هولندا).

* نشر الأفلام والكتيب التعريفيى برسول الإسلام ورسالته الخضارية وقد وزعت نسخاً من فيلم (الضباب ينقشع) وفيلم ( ) كما وزعت أكثر من مائتي ألف نسخة من كتيب دليل الجيب التعريفي عن الرسول الكريم بعدة لغات في كأس العالم لكرة القدم في جنوب أفريقيا، وكذلك في الألعاب الأولومبية الأخيرة في لندن.

* إقامة المعارض التعريفية والمشاركة فيها وقد أقامت المنظمة معرضاً متميزاً في أضخم مراكز التسويق الأوروبية في مدينة مانشستر البريطانية، وشاركت في معرض (إكسبو إسلام) في لندن وغيرها.

وختـامـاً

نؤكد لجموع المسلمين فى أنحاء الأرض أننا بإذن الله لن نتوانى أو ندخر جهدا فى الذود عن النبى صلى الله عليه وسلم ونشر سيرته قدر ما آتانا الله من جهد وقدرة وبكل الوسائل والطرق المشروعة وفق منهج الإسلام القويم.

وسيكون المؤتمر العالمي الثالث للمنظمة الذي سيعقد في الشهر الثاني من العام القادم فرصة إضافية للمزيد من المشروعات والمبادرات في هذا الشأن ، وندعو الجميع إلى التضافر حول هذه المفاهيم والاسترشاد بهدي النبي الكريم في سائر ما نأخذ وما ندع.

ولبيان الموقف الشرعي رأت منظمة النصرة أن حقاً عليها وعلى كافة المنظمات والهيئات والشخصيات المؤثرة أن تبادر إلى وضع الأمر في نصابه نطقاً بالحق الذي أخذه الله على أهل العلم أن يبينوه ولا يكتموه، والله الهادي إلى سواء السبيل.


رئيس المنظمة نائب رئيس المنظمة الأمين العام
د/يوسف القرضاوى د/سلمان بن فهد العوده د/سالم الشمرى