يصنع منها براويز الصور وعلاقات الملابس والستائر
"المكرمية" حرفة سهلة وممتعة يدعمها توافر الخامات


أبها - مريم الجابر:
يعتبر فن صنع المكرميات من الفنون العالمية التي تستخدم فيها الألياف أو الخيوط النباتية ويلقب هذا الفن باسم الدانتيل العربي أو التعقيد الزخرفي وقد استثمر مصمموا الديكور هذا الفن في العديد من المجالات في تزيين المنازل من خلال استخدام تقنية العقد وجماليات تنفيذ فن المكرمية.

وهومن الفنون والأشغال اليدوية الإابتكارية التي تتيح للمرأة قدرات إبداعية يمكن أن توظف خيالها في تنفيذ هذا الفن من الأشغال اليدوية باستخدام الحبال أو الخرز أو الكريستال أو سعف النخل والبلاستيك، وأصل التسمية من الكلمة التركية "مكرامة" وهي تعني الحجاب أو الخمار، أو المنشفة ذات الشراشيب المعقودة.
وذكرت مهندسة الديكور السعودية نسرين القرشي أن فن المكرمية هو فن حبك الخيوط والحبال بطريقة فنية تضفي عليها مظهرا جماليا وتستخدم المكرمية في الستائر والحقائب والقلائد والاباجورات ويعتمد هذا الفن على عد الصانع للوحدات أو الجدلات حيث تدرب الأيدي على تقنية فن المكرمية العقد وهي تشابك أطراف حبل أو خيط بقصد ربط أو تعليق شيء.
وقد ابتكر الإنسان سلسلة لا نهاية لها من العقد التي تفيد في كافة الأغراض ومن أهمها الربط والتثبيت والتعليق والعقد تتنوع إلى أشكال كثيرة.
وأبانت القرشي أن فن المكرمية يحتاج إلى خيوط متينة ناعمة حتى لا تنقطع أثناء العمل وأن تكون الخيوط جيدة الغزل كاملة حتى يمكن الحصول على عقد لجمال الزخرفة وأوضح أن خيوط الكتان هي أفضل الخيوط الصالحة من الناحية الاقتصادية وتستخدم خامات أخرى من الخامات مثل البلاستيك والخرز والفراشات الشرائط والأسلاك والبكر والحلقات الخشبية والأشكال المعدنية المختلفة لتحصل في نهاية العمل على تشكيل فني يتسم بالتناسق والابتكار والجمال مبينة أن المكرمية في شكلها النهائي يشبه الثريات المتدلية من الأسقف والتي تحمل الأزهار ويمكن تشكيلها على شكل جداريات ومعلقات وضفائر ولوحات فنية وقد برعت المرأة العربية في صنع هذه العقد واستثمرتها في تجميل منزلها.
وقالت لنا ميساء البقري مدربة بمعهد السروات إن هذه الأشغال والحرفة تولدت عندما احتاج الإنسان أن يوصل أو يجمع بين حبلين بقوة وثبات فظهرت العقدة المربعة والعقدة النصفية واستعملت هذه العقد عندما استخدمها البحارة في صنع شباك الصيد واستخدمت العقد أيضا جبائر للكسور كما استخدم العقد في الحبال لتساعدهم في معرفة الحسابات والمعلومات الأخرى.
كما كانت العُقد أيضا تدل على بعض المعتقدات الدينية والسحر واستخدمت في الملابس والمقتنيات. ومع مرور الوقت تطورت هذه الحرفة ووصلت إلى مستوى الفن والإبداع، وبدأ كل شخص يتميز بأسلوب معين باستعمال أساسيات المكرمية وهي (الخيوط والعقدة المربعة والعقدة النصفية) وقد تم إنتاج عمل المفارش والأغطية والستائر. وأشارت ميساء أن مظهر المكرمية تبدو وكأنها غاية في الصعوبة والتعقيد لكن لم يستخدم في شغلها غير عقدتين معا مبينة انه يمكن مضاعفة هذه العقد للوصول إلى الشكل النهائي المطلوب.
وقالت أن حرفة المكرمية حرفة سهلة وممتعة وخاماتها متوفرة فكل ما نحتاج إليه هو مجموعة من الخيوط ودبابيس وبعض الخامات التي تتوقف على الفكرة أو التصميم الذي سنقوم به.
وعن أشكالها أبانت أن لها تصميمات متنوعة ويمكننا الاستفادة من شكل المكرمية في تنفيذ أعمال فنية على مثل براويز الصور وعلاقات الملابس وعمل حامل لأصيص الزرع وستائر وحقائب وأرجوحة وتزيين مختلف القطع والبراويز الفنية.
وقالت إن أنواع الخيوط المستخدمة لعمل المكرميات ألياف قطنية وكتانية لأنها سهلة في عمل العقد، وتوجد بألوان متنوعة، وهي إما أن تكون خشنة الملمس أو ناعمة إضافة إلى الخيوط المصنوعة من الألياف الصناعية ومنها البولستر والنايلون وهي تخلط مع الخيوط القطنية والكتانية لإعطائها بعض المرونة. إضافة إلى الحبال المعدنية وهي ذات مرونة وتكون على شكل فضي وذهبي تدمج مع الخيوط الأخرى كما تستخدم الألياف الحيوانية كالصوف والحرير والشعر وكلها خفيفة الوزن.