يمن فويس – وطن :

من يراقب المشهد الإماراتي هذه الأيام، سيأتيه اليقين بأن البلاد تنحدر إلى مستوى لا يحمد عقباه أبداً. فمنذ عدة أشهر والأمن الإماراتي يحرض اتباعه على شن حملات تشويه ضد بعض نساء الإمارات بتهمة الانتماء لتنظيم الإخوان المسلمين. غير أن المطلعين على أدق تفاصيل الأزمة يؤكدون بأنه لا يوجد ما يسمى بأي تنظيم نسائي تابع للإخوان في الإمارات. إنما تستهدف الحملة زوجات وبنات المعتقلين رداً على حملاتهن في الإنترنت للمطالبة بالافراج عن أزواجهن وآبائهن المعتقلين.

ولم تسلم نساء المعتقلين من حملة تشويه وحتى قذف بشرفهن من مجموعة مشبوهة على الموقع الاجتماعي (تويتر) في الوقت الذي يجرم القانون الإماراتي القذف والشتيمة في المواقع الإلكترونية. وازدادت هذه الحملات سعورة بعد أن طالبت احدى نساء المعتقلين بالاعتصام أمام أمن الدولة حتى خروج أزواجهن وابنائهن من المعتقلات. وقد تم اسكات هذه السيدة والغاء حسابها خلال ساعات من دعوتها تلك وهو الأمر الذي فسره البعض بأنه جزء من حملة ترهيب لم تشهدها البلاد من قبل.

وتمهيدا لشن حملات اعتقال للنساء (المشاغبات) ابتدع الأمن مصطلح (التنظيم النسائي) وقام بعمل استفتاء وهمي قام به مركز اسمه (آراء) وهو مركز غير رسمي ولا يعرف كيف استخرج النتائج.

وقام موقع (ميدل إيست أونلاين) وهو موقع يحظى باهتمام ولي عهد أبو ظبي ويشاع أنه تابع لأجهزة الأمن الإماراتية بنشر نتائج الاستطلاع بخبر رئيسي حمل عنوان "استنفتاء شعبي يسقط 'خوارج البيعات الخارجية' في الإمارات" والخوارج هومصطلح أمني جديد اصبح يطلق على المعتقلين الذين يصل عددهم 51 معتقلا بينهم ليبراليون.

وقال الموقع المشبوه:

دعم الغالبية العظمى من الإماراتيين الجهات المختصة في بلادهم في تحركها ضد التنظيم النسائي للاخوان المسلمين.



وجاء في استفتاء قام به مركز "آراء" على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" ان 88 في المائة من المصوتين الاماراتيين أجاب بـ "نعم" على سؤال "هل تؤيد تحرك الجهات المختصة ضد التنظيم النسائي للإخوان المسلمين الذي يسيئ لسمعة الدولة"، فيما تفاوتت النسبة بين المشاركين في دول الخليج العربي الأخرى.



وذكر بيان لمركز "آراء" ان عدد المصوتين بلغ 2.414 شخص من 25 دولة وكانت النسبة الأعلى من الإمارات حيث صوت منها 2136 شخص بـ"نعم" أي ما يعادل نسبة 88%.



وكان النصيب الأكبر على مستوى الخليج العربي في التصويت للملكة العربية السعودية "30 صوتاً" تبعتها الكويت 13 صوتا ثم سلطة عمان 10 أصوات، ثم قطر والبحرين بالتساوي 8 أصوات.



انتهى خبر الاستفتاء الذي يصاحب حملات التشويه التي تجري في المواقع الإلكترونية ومعظمها لأسماء وهمية مثل (علي سالم) الذي يتبع جهاز الأمن بشكل واضح للجميع. كما انضمت للحملة صحفية سورية تعمل لدى صحيفة (غولف نيوز) واسمها (بسمة الجندلي) وقد سبق للصحفية أن نشرت لقاء مفبركاً مع سيدة إماراتية وتم منعها من السفر قبل أن يتدخل وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد شخصيا لمنع اعتقالها.



بالمقابل ينشط الكثير من الإماراتيين منذ الأمس في حملة دفاع عن نساء الإمارات واطلقوا عليها هاشتاق ?إلا_حرائر_الإمارات‏. وما زالت مستمرة حتى كتابة هذا الخبر.



ويؤكد مراقبون لـ (وطن) ان الأزمة الإماراتية وان لم يتدخل رئيس البلاد لحلها فانها ستقود البلاد إلى هاوية الانقسام والاضطرابات. فالمجتمع الإماراتي مجتمع صغير تواجهه تحديات مشتركة في بلدهم الذين يشكلون فيه أقلية بين السكان وهو مجتمع محافظ لن يرضى لنسائه أن يعتقلن أو أن يتعرضن لحملات تشويه بعد اعتقال ازواجهن وآبائهن.



أكثر...