(الحـــب فـــي الـــلـــــه ,,, ) - المواضيع العامة
أهلا وسهلا بك إلى معهد توب ماكس تكنولوجي.
  1. ما شاء الله تبارك الله ( يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك )
  2. معهد توب ماكس تكنولوجي | أعلى قمة للتكنولوجيا الحديثة في الشرق الأوسط - صرح علمي متميز
  3. طريقة تسجيل عضوية في معهد توب ماكس تكنولوجي بشكل سريع
    مع ملاحظة أن التسجيل مجاني ومفتوح طيلة أيام الأسبوع عند تسجيل العضوية تأكد من البريد الالكتروني أن يكون صحيحا لتفعيل عضويتك وأيضا أن تكتبه بحروف صغيره small و ليست كبيرة تستطيع أيضا استخدام الروابط التالي : استرجاع كلمة المرور | طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية
  4. اشترك ألان في خدمة رسائل المعهد اليومية لتعرف كل جديد اضغط هنا للاشتراك
التفاصيل : الردود : 1 المرفقات : 0 المشاهدات: 1235 مشاهدة
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق…

المواضيع المتشابهه

  1. عـقـــول جـاهـلـــه فـــي زمـــن المعـــرفــه
    بواسطة ناظر العنابي في المنتدى المواضيع العامة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-12-2010, 03:28 PM
  2. الأجـــــور المضاعفة فـــي الميـــزان
    بواسطة سائر في ربى الزمن في المنتدى الحديث الشريف و السيرة النبوية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-24-2010, 03:51 PM

النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1
    تكنولوجي مميز الصورة الرمزية ward266
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    yemen
    العمر
    47
    المشاركات
    100
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي (الحـــب فـــي الـــلـــــه ,,, )


    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين
    وبعد ..



    الحب من طبيعة الإنسان ، فالحب عمل قلبي ، ولذا كان الحب موجود منذ وجد
    الإنسان
    على ظهر هذه الأرض ، فآدم يحب ولده الصالح ، وابني آدم كان ما بينهما
    بسبب المحبة ،
    وتظل المحبة على وجه الأرض ما بقي إنسان .



    ، ولما كانت المحبة بتلك المنزلة جاء الإسلام ليهذبها ، ويجعل هذا الرباط
    من أجل الله ،
    فالمؤمن يحب من أجل الله ويبغض لله يوالي له ويعادي له ، وهكذا الحياة
    كلها لله
    " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له "


    وقد امتن الله عز وجل بهذا التأليف للقلوب قال سبحانه وبحمده :


    " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا
    بحبل الله
    جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا ً فألف بين قلوبكم
    فأصبحتم
    بنعمته إخوانا ً


    وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون "



    الأخوة والأخوات الكرام :



    إعلموا أن الأخوة في الله نعمة الله المضاعفة في الدنيا والآخرة، فأعباء
    الدنيا كثيرة ،
    والمتاعب بها عظيمة،والفتن مهلكة، والإنسان وحده أضعف من أن يقف
    طويلا أمام
    هذه الشدائد.. فالمرء قليل بنفسه كثير بإخوانه ، والمسلم بحكم إيمانه بالله
    لا يحب إذا أحب
    إلا في الله، ولا يبغض إذا أبغض إلا في الله؛ لأنه لا يحب إلا ما أحب الله ورسوله،
    ولا يكره
    إلا ما يكره الله



    معنى الحب في الله :



    أن تكون المحبة خالصة لله لا يراد بها إلا وجهه الكريم، حب خالٍ من أي غرض،
    خال من
    شوائب الدنيا ، حب لا يقوم على الإعجاب بشخص لموهبة عظيمة أو هيئة
    جميلة أو حديث
    ممتع أو مصلحة قائمة، بل يقوم على التقوى والصلاح، ويولد ويكبر في
    طريق الإيمان والإحسان، فبحب الله ورسوله نحب، وببغض الله ورسوله نبغض




    إن التحابب في الله تعالى و الأخوة في دينه من أعظم القربات ، و لها شروط
    يلتحق بها المتصاحبون بالمتحابين في الله تعالى ، و بالقيام بحقوقها يتقرب إلى
    الله زلفى ، و بالمحافظة
    عليها تنال الدرجات العلى ، قال تعالى : " و ألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في
    الأرض جميعا
    ما ألّفت بين قلوبهم و لكنّ الله ألّف بينهم " ( الأنفال 63)




    وأحبب لحبّ الله من كان مؤمنــــا *** و أبغض لبغض الله أهل التّمرّد
    وما الدين إلا الحبّ و البغض و الولا *** كذاك البرا من كل غاو و معتدى




    تفسير آية :الأخلاء :


    ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)



    تفسير السعدى /


    وإن الأخلاء يومئذ، أي: يوم القيامة، المتخالين على الكفر والتكذيب
    ومعصية اللّه، ( بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) لأن خلتهم ومحبتهم في الدنيا لغير اللّه،
    فانقلبت يوم القيامة عداوة. ( إِلا الْمُتَّقِينَ ) للشرك والمعاصي، فإن محبتهم تدوم
    وتتصل، بدوام من كانت المحبة لأجله.









    شرح حديث :
    " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله "


    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

    يقول : (سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ
    في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله
    خالياً ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها
    حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال:
    إني أخاف الله رب العالمين )
    أخرجه البخاري ومسلم




    يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث أنه في يوم القيامة يوم

    العرض على الله عندما تدنوا الشمس من الرؤوس ويبلغ الكرب من
    النفوس مبلغاً لا يعلمه إلا الله فلا ظل ولا شجر ولا شئ يقي من حر
    الشمس الدانية من الرؤوس ...حينها يتنزل الله نزولاً يليق بجلاله في ذلك
    الموقف العظيم الذي يجتمع فيه الأولين والآخرين لا ظل إلا ظل عرش الله
    وهناك مجموعه من الناس اختصهم الله بالاستظلال بظل العرش فمن هم هؤلاء ؟؟
    هؤلاء هم من ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق
    وهم سبعة أصناف ...وسنتطرق للمتحابين في الله
    رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه..




    أي كان اجتماعهما بسبب المحبة في الله تعالى لا لمصلحة دنيوية لا لتجارة

    ولا لمكسب ولا لواسطة أو منفعة ثم تفرقا عليه أي فارق أحدهما صاحبه
    لأي سبب كسفر أو موت وهما لا يزالان متحابان في الله ...وفي الحديث
    (أن رجلاً خرج من قرية إلى قرية يزور أخاً له في الله، فأرصد الله على
    مدرجته ملكاً من الملائكة، فلما مر الرجل قال له الملك: أين تريد ؟ قال
    : أريد أخاً لي في الله . قال :هل له من نعمة عليك تربُّها ؟ قال :لا غير
    أني أحببته في الله . فقال : فأنا رسول الله إليك (يعني ملكاً أرسله الله )
    بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه) أخرجه مسلم




    أحاديث آخرى وردت في المحبة في الله :



    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


    *آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار*
    متفق عليه




    *ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون
    الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه
    إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه
    كما يكره أن يقذف في النار . * متفق عليه





    *من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله
    فقد استكمل الإيمان * صححه الألباني



    *أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله
    والحب في الله والبغض في الله * حسنه الألباني



    *والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا
    حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم
    أفشوا السلام بينكم *
    رواه مسلم





    *إذا أحب الله عبدا دعا جبريل فقال يا جبريل إني أحبه
    فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل في أهل
    السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء
    ثم يوضع له القبول في الأرض » .متفق عليه





    :: علامات الحب في الله ::


    1) أنه لا يزيد بالبرّ ولا ينقص بالجفاء :

    من علامات الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء ، قال يحيى
    ابن معاذ الرازي : حقيقة المحبة أنها لا تزيد بالبر و لا تنقص بالجفاء

    2) الموافقة :

    و من علامات الحب في الله الموافقة ، قال بعضهم :

    يقول للشيء لا إن قلت لا *** و يقول للشيء نعم إن قلت نعم

    3) لا يحسد أخاه :

    و من علاماته أن لا يحسد المحبّ أخاه في دين و لا دنيا
    و قد وصف الله تعالى المتحابين في قوله :" و لا يجدون في صدورهم
    حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة "
    ( الحشر ٩ )

    4) أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه :

    و من علاماته أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
    " لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه " ( رواه الشيخان)

    5) أن يكون معيار المحبة الطاعة :

    ومن علاماته أن يزداد إذا رأى أخاه في طاعة الله،وينقص إذا رأى منه معصية
    الله عزّ وجل


    :: ثمرات و فضائل المحبة في الله ::


    للمحبة في الله ثمرات طيبة يجنيها المتحابون من ربهم في الدنيا و الآخرة منها:

    1) محبة الله تعالى :


    قال الله تبارك وتعالى وجبت محبتي للمتحابين في وللمتجالسين
    في وللمتزاورين في وللمتباذلين "

    حكم المحدث: إسناده صحيح


    أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى . فأرصد الله له ، على مدرجته ،
    ملكا . فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي في هذه القرية
    . قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟ قال : لا . غير أني أحببته في الله عز وجل .
    قال : فإني رسول الله إليك ، بأن الله قد أحبك كما أحببته في
    خلاصة حكم المحدث: صحيح

    2) أحبهما إلى الله أشدّهما حبا لصاحبه :

    "ما تحاب رجلان في الله إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل أشدهما حبا لصاحبه "

    خلاصة المحدث : صحيح



    3) الكرامة من الله :

    عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
    " ما من عبد أحبّ عبدا لله إلا أكرمه الله عز وجل " ( أخرجه أحمد بسند جيّد)

    وإكرام الله للمرء يشمل إكرامه له بالإيمان ، والعلم النافع ،
    والعمل الصالح ، و سائر صنوف النِّعم

    4) الاستظلال في ظلّ عرش الرحمن :

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
    "إنّ الله تعالى يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ ا
    ليوم أظلّهم في ظلّي يوم لا ظلّ إلاّ ظلّي ( رواه مسلم) ،


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " مجموع الفتاوى " :" فقوله :
    أين المتحابون بجلال الله ؟تنبيه على ما في قلوبهم
    من إجلال الله و تعظيمه مع التحاب فيه ، و بذلك يكونون
    حافظين لحدوده، دون الذين لا يحفظون حدوده لضعف الإيمان في قلوبهم "


    و عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "
    سبعة يظلهم الله تعالى يوم لا ظلّ إلا ظله : إمام عادل ،
    و شاب نشأ في عبادة الله ، و رجل قلبه معلّق بالمساجد ،
    و رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه و تفرّقا عليه …" ( متفق عليه)

    5) وجد طعم الإيمان :

    قال عليه الصلاة و السلام : " من أحبّ أن يجد طعم الإيمان فليحبّ المرء لا يحبه إلا لله
    ( رواه الحاكم و قال : صحيح الإسناد و لم يخرجاه و أقرّه الذهبي)

    6) وجد حلاوة الإيمان:


    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "
    من سرّه أن يجد حلاوة الإيمان، فليحبّ المرء لا يحبه إلا لله"
    ( رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي )


    و عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
    " ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان :
    أن يكون الله و رسوله أحبّ إليه مما سواهما ،
    و أن يحبّ المرء لا يحبه إلا لله ، و أن يكره أ يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه ،
    كما يكره أن يلقى في النار " (متفق عليه)


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى":

    "أخبر النبي صلى الله عليه و سلم أنّ هذه الثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان ،
    لأنّ وجد الحلاوة بالشيء يتبع المحبة له ، فمن أحبّ شيئا أو اشتهاه ،
    إذا حصل له مراده،فإنه يجد الحلاوة و اللذة و السرور بذلك
    و اللذة أمر يحصل عقيب إدراك الملائم الذي هو المحبوب أو المشتهى …
    فحلاوة الإيمان ، تتبع كمال محبة العبد لله ، و ذلك بثلاثة أمور
    : تكميل هذه المحبة ، و تفريعها ، و دفع ضدها
    "فتكميلها" أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما ،
    فإن محبة الله و رسوله لا يكتفى فيها بأصل الحبّ ،
    بل لا بدّ أن يكون الله و رسوله أحبّ إليه مما سواهما
    و " تفريعها" أن يحب المرء لا يحبه إلا لله
    و "دفع ضدها " أن يكره ضدّ الإيمان أعظم من كراهته الإلقاء في النار "

    7) استكمال الإيمان :

    عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
    " من أحبّ لله ، و أبغض لله ، و أعطى لله ، و منع لله ، فقد استكمل الإيمان "
    (رواه أبو داود بسند حسن)

    8) دخول الجنة:

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "
    لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا ،
    أولا أدلّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " (رواه مسلم)

    9) قربهم من الله تعالى و مجلسهم منه يوم القيامة :


    عن أبي مالك الأشعري قال :
    " كنت عند النبي صلى الله عليه و سلم فنزلت عليه هذه الآية
    :" يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم" (المائدة 101)
    قال : فنحن نسأله إذ قال : 3 إنّ لله عبادا ليسوا بأنبياء و لا شهداء ،
    يغبطهم النبيون و الشهداء بقربهم و مقعدهم من الله يوم القيامة ،
    قال : و في ناحية القوم أعرابي فجثا على ركبتيه و رمى بيديه ،
    ثم قال : حدثنا يا رسول الله عنهم من هم ؟ قال :
    فرأيت في وجه النبي صلى
    الله عليه و سلم البِشر ،

    فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " هم عباد من عباد الله من بلدان شتى ،
    و قبائل شتى من شعوب القبائل لم تكن بينهم أرحام يتواصلون بها ،
    و لا دنيا يتباذلون بها ، يتحابون بروح الله ،
    يجعل الله وجوههم نورا و يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس ،
    و لا يفزعون ، و يخاف الناس و لا يخافون "
    (رواه أحمد و الحاكم و صححه الذهبي )


    10) وجوههم نورا يوم القيامة :

    من الحديث السابق في قوله :" يجعل الله وجوههم نورا"

    11) لهم منابر من لؤلؤ:

    نفس الحديث السابق في قوله :" يجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام الناس "

    12) لهم منابر من نور :

    و في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
    " إنّ لله عبادا ليسوا بأنبياء و لا شهداء يغبطهم الشهداء و النبيون
    يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ، و مجلسهم منه " ،
    فجثا أعرابي على ركبتيه فقال : يا رسول الله صفهم لنا و جلِّهم لنا ؟قال:"
    قوم من أقناء الناس من نزّاع القبائل ، تصادقوا في الله و تحابّوا فيه ،
    يضع الله عزّ و جلّ لهم يوم القيامة منابر من نور ، يخاف الناس و لا يخافون ،
    هم أولياء الله عزّ و جلّ الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون "
    ( أخرجه الحاكم و صححه الذهبي )

    13) يغبطهم الأنبياء و الشهداء يوم القيامة:


    من الحديثين السابقين : حديث الأشعري و ابن عمر رضي الله عنهم
    في قوله صلى الله عليه و سلم:"
    يغبطهم الشهداء و النبيون يوم القيامة لقربهم من الله تعالى ،و مجلسهم منه "

    14) تسميتهم بأولياء الله :

    من حديث ابن عمر السابق في قوله صلى الله عليه و سلم :
    " هم أولياء الله عز و جل "

    15) انتفاء الخوف و الحزن عنهم يوم القيامة :


    من الحديثين السابقين : حديث الأشعري و ابن عمر رضي الله عنهم : "
    لا خوف عليهم
    و لا هم يحزنون " و قوله " و لا يفزعون ، و يخاف الناس و لا يخافون "


    16) أنّ المرء بمحبته لأهل الخير لصلاحهم و استقامتهم يلتحق
    بهم و يصل إلى مراتبهم ، و إن لم يكن عمله بالغ مبلغهم :


    عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
    يا رسول الله ،كيف تقول في رجل أحبّ قوما ولم يلحق بهم ؟ قال
    : "المرء مع من أحبّ" (الصحيحان)

    و في الصحيحين أيضا عن أنس رضي الله عنه أنّ رجلا سأل النبي
    صلى الله عليه و سلم متى الساعة ؟ قال : " ما أعددت لها ؟ "
    قال : ما أعددت لها من كثير صلاة و لا صوم و لا صدقة ،
    و لكني أحبّ الله و رسوله، قال :" أنت مع من أحببت" ، قال أنس :
    فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه و سلم :"أنت مع من أحببت"
    فأنا أحب النبي صلى الله عليه و سلم و أبا بكر و عمر ،
    و أرجو أن أكون معهم بحبي إياهم ، و إن لم أعمل بمثل أعمالهم
    وعن علي رضي الله عنه مرفوعا:"لا يحب رجل قوما إلا حشر معهم"




    :: حقوق وواجبات الأخوة الإيمانية ::

    1- محبته في الله وموالاته ، والمداومة على ذلك ما دام الأخ على عقد الإيمان:



    دلت النصوص أن على الموحدين أن يتبادلوا الحب في ذات الله عز وجل ،
    وتسود روح الأخوة فيما بينهم وقد سبقت النصوص في بيان فضل التحاب بالله .

    أما في بيان الوجوب فجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم :
    (لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا)رواه مسلم

    وقد أرشد المصطفى صلى الله عليه وسلم المؤمنين أن يخبروا بعضهم بهذه المحبة ،
    روى أنس بن مالك رضي الله عنه وغيره قال :
    (َ مَرَّ رَجُلٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    رَجُلٌ جَالِسٌ فَقَالَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا فِي اللَّهِ
    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (
    أَخْبَرْتَهُ بِذَلِكَ قَالَ لَا قَالَ قُمْ فَأَخْبِرْهُ تَثْبُتْ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ
    فَقَالَ أَنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ أَوْ قَالَ أُحِبُّكَ لِلَّهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي فِيهِ )
    . رواه أبو داود، و أحمد بسند صحيح


    2- المواساة وحسن الصحبة والعشرة :

    وتكون المواساة وحسن الصحبة بعدة نقاط منها :

    أً – وجوب العَود بالفضل :

    روى أن رجلاً جاء أبي هريرة فقال : إني أريد أواخيك في الله فقال :
    أتدري ما حق الإخاء في الله ؟ قال له : عرفني !
    قال : ألا تكون أحق بدينارك ودرهمك مني ! فقال الرجل :
    لم أبلغ هذه المنزلة بعد .
    فقال أبو هريرة رضي الله عنه : فدعك عني .

    وليس هذا من بنات أفكار أبي هريرة رضي الله عنه
    فقد وردت مجموعة من الأحاديث تأكد هذه الحقيقة العظيمة
    التي مفادها أن المؤمنين بوتقة واحدة ، ليس بينها حواجز ، إليك طرفاً منها :
    · عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ قَالَ فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا
    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    ( مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ
    وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ
    قَالَ فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ )
    رواه مسلم.



    بً – طيب الكلام والمبسم والبشاشة في وجه الأخوة ورد السلام والفرح باللقاء :

    يقول المولى عز وجل : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) [ البقرة : 83]
    ووصف عباده الصالحين أنهم طيبي الكلمة فقال عز وجل :
    (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ) [ الحج : 24]
    والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ )رواه البخاري.



    جً – خفض الجناح ولين الجانب والتواضع وحسن الخلق
    و إقالة العثرات والتزاور في الله والتهنئة وتفقد الحال :
    يقول الله سبحانه وتعالى :
    (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) [الفتح : 29]
    ، ويقول الله سبحانه وتعالى : (
    وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) [الشعراء :215].
    و يقول صلى الله عليه وسلم :
    (مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ )
    رواه مسلم



    ويصف لنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تواضعه ولين جانبه فيقولون :
    يبدأ الناس بالسلام ، وينصرف بكليته صغيراً كان أو كبيراً ،
    وكان آخر من يسحب يده إذا صافح ، وإذا أقبل جلس حيث انتهى به المجلس ،
    وكان يشتري بضاعته من السوق ويحملها ،
    وكان صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ، ويرقع ثوبه ،
    ويمشى في خدمة أهله وأصحابه ويأكل مع الخادم .



    دً- السعي بالشفاعة الحسنة :

    قال الله تعالى (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً
    سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ) [النساء :85]

    وفي الحديث حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ك
    َانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ
    أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ )رواه البخاري



    3- بذل النصيحة والمشورة بين الأخوة :

    قال الله تعالى ( وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إِ
    لَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [ العصر : 1-3]
    وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعون على النصح للمسلم
    كما قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه :
    ( بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ
    وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ )رواه البخاري
    وكون النبي صلى اله عليه وسلم يقرنها مع الصلاة والزكاة
    التي هي أركان الإسلام ليدلنا على عظم شأنها وعلو منزلها.


    4-التعاون والتآزر فيما بين الأخوان على البر والعمل الصالح :

    فالمؤمنون بنيان واحد ، يشد بعضه بعضاً ، قال الله سبحانه وتعالى :
    ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) [ المائدة : 2]
    و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ) رواه البخاري


    5- نصرة الأخوان المظلومين وصيانة الدماء والأعراض والأموال
    وإغاثة الملهوف وفكّ العاني :

    قال الله تعالى : ( وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ ) [ الأنفال : 72]
    يقول ابن كثير رحمه الله : " إن استنصروكم هؤلاء الأعراب ،
    الذين لم يهاجروا في قتال ديني على عدو لهم فانصروهم ، فإنه
    واجب عليكم نصرتهم لأنهم إخوانكم في الدين ،
    وهذا مروي عن أبن عباس رضي الله عنه . "


    6- واجبات اجتماعية :

    أوجب الإسلام واجبات عديدة لإدامة صلة الأخوة الإيمانية ،
    بين الموحدين ، ولزيادة المحبة فيما بينهم وهذه جملة
    من الواجبات المستحبات أشير إليها بشكل موجز :



    أ- قبول الهدية واستحباب الإثابة عليها :

    وهذا ما عبر عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله :
    (تَصَافَحُوا يَذْهَبْ الْغِلُّ وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا وَتَذْهَبْ الشَّحْنَاءُ ) رواه مالك بسند حسن
    وكان من هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن يثيب على الهدية و
    يقبلها روى البخاري في صحيحه : عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
    ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا )رواه البخاري



    ب- إجابة الدعوى :

    قال صلى الله عليه وسلم : ( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلَامِ
    وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ )رواه البخاري .



    ج- ستر المسلم لأخيه المسلم :
    روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
    من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة).



    د- تشميت العطاس :

    أما تشميت العاطس ، فهو أدب من الآداب الإسلامية الاجتماعية ،
    وهو ينم عن ذوق رفيع في مجالس المسلمين فحين يتلقى العاطس الدعاء له
    من إخوانه يشعر في ذات نفسه بأن شركاءه في المجلس قد اهتموا بشأنه ،
    عند هذه العارضة اليسيرة التي تعرض لها ،
    فدعوا له بالرحمة ، فكيف يكون اهتمامهم به إذا نابه شيء كبير ،
    وعندئذ يردّ لمن دعا له بالرحمة .



    هـ- إحسان الظن وسلامة الصدر :

    ومن حسن المعاشرة بين الإخوان إحسان الظن بهم ،
    وحمل ما يصدر عنهم من كلام على احسن المحامل ،
    وقد نهينا عن ظن السوء فإنه أكذب الحديث ،
    كما في حديث أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيث وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا
    وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا إِخْوَانًا وَلَا يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ
    حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَتْرُكَ )رواه البخاري
    وهذا الحديث يوافق قوله تعالى: ( يا أيها الَّذِين َ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ
    إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ) [ الحجرات : 12]



    وفيما يتعلق بسلامة الصدر قال تعالى على لسان المؤمنين :
    (وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [ الحشر : 10 ] و
    يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم :
    (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ )
    [رواه الترمذي).


    7- الدعاء للإخوان بكل خير في حياتهم و شهود الجنازة
    والدعاء بالمغفرة والرضوان بعد مماتهم :

    فقد ورد في الحديث الصحيح
    (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ ) رواه مسلم

    ولا يجوز أن يعجز المسلم عن هذه المرتبة ، بل عليه أن يذكر أخوته دائماً بالدعاء
    والاستغفار ، وقد وعده الصادق الأمين بأن له بمثل كما سبق في الحديث السابق .



    وأما اتباع جنازته ، فهو صلة من المسلم لأخيه المسلم موصولة
    من حياته إلى ما بعد مماته ، واتباع الجنائز يلحقها الصلاة على الميت ،
    والشفاعة له عند الله ، وهذا أيضاً صلة عظيمة له بخير ما ينفعه بعد موته
    وهي الدعوة الصالحة ، وتعبير صادق مخلص لا رياء فيه ولا سمعة ،
    عن الأخوة الإيمانية التي عقدها الله بين المؤمنين ، ي
    ضاف إلى ذلك ما في اتباع الجنائز من مواساة لأهل الميت وذويه المصابين بفقده ،
    وهم بحاجة ماسة إلى من يواسيهم ويعزيهم ويصبرهم على مصابهم ،
    ويشاركهم مشاركة وجدانية كريمة .
    قال صلى الله عليه وسلم (حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلَامِ
    وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ ) .
    وقال الله تعالى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
    وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا
    رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [ الحشر : 10 ] .





    :: آفـات الصحبة ::


    بعد ذكر فضل المحبة في الله عز و جل و الأخوة فيه ،
    من تمام النصيحة التحذير من آفات الصحبة ، و من آفات الصحبة :

    1) كثرة الزيارات :

    فمن آفات الصحبة كثرة الزيارات و المجالس التي هي مجالس مؤانسة و قضاء وطر ،
    أكثر منها مجالس ذكر و تذكير و تعاون على البر و التقوى ،
    فيكون في هذه المجالس ضياع الأوقات و ذهاب المروءات
    و قد يجرّ فضول الكلام إلى ما يغضب الملك العلام ، قال النبي صلى الله عليه و سلم :
    " ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه ،
    إلا قاموا على مثل جيفة حمار ، و كان عليهم حسرة يوم القيامة "
    ( قال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي و الألباني في الصحيحة )

    قال ابن القيم رحمه الله في " الفوائد" :

    الاجتماع بالإخوان قسمان :

    1) أحدهما اجتماع على مؤانسة الطبع و شغل الوقت ،
    فهذا مضرته أرجح من منفعته ، و أقل ما فيه أنه يفسد القلب و يضيّع الوقت

    2) الثاني : الاجتماع بهم على أسباب النجاة و التواصي بالحق و التواصي بالصبر ،
    فهذا من أعظم الغنيمة و أنفعها ، و لكن فيه ثلاث آفات :
    1- إحداها : تزيّن بعضهم لبعض

    2- الثانية : الكلام و الخلطة أكثر من الحاجة

    3- أن يصير ذلك شهوة و عادة ينقطع بها عن المقصود

    و بالجملة فالاجتماع و الخلطة لقاح إما للنفس الأمارة ،
    و إما للقلب و النفس المطمئنة ، و النتيجة مستفادة من اللقاح فمن
    طاب لقاحه طابت ثمرته و هكذا الأرواح الطيبة لقاحها
    من الملك ، و الخبيثة لقاحها من الشيطان ، و قد جعل الله سبحانه ب
    حكمته الطيبات للطيبين ، و الطيبين للطيبات ، و عكس ذلك

    2) الإفراط في الحب و البغض :
    و من آفاتها الإفراط في الحب و البغض :

    عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
    يا أسلم لا يكن حبك كلفا ، و لا بغضك تلفا ، قلت : و كيف ذلك ؟
    قال : إذا أحببت فلا تكلف كما يكلف الصبي بالشيء يحبه،
    و إذا أبغضت فلا تبغض بغضا تحب أن يتلف صاحبك و يهلك
    و عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
    أحبب حبيبك هونا ما ، عسى أن يكون بغيضك يوما ما ،
    و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما "

    و قال أبو الأسود الدؤلي :

    و أحبب إذا أحببت حبا مقاربا *** فإنك لا تدري متى أنت نازع
    و أبغض إذا أبغضت غير مباين *** فإنك لا تدري متى أنت راجع

    و المقصود الاقتصاد في الحب و البغض ، فإنّ الإسراف في الحب داع
    إلى التقصير ، و كذلك البغض ، فعسى أن يصير الحبيب بغيضا ،
    و البغيض حبيبا ، فلا تكن مسرفا في الحب فتندم ،
    و لا في البغض فتأسف ، لأن القلب يتقلب فيندم أو يستحي

    قال بعض الحكماء : و لا تكن في الإخاء مكثرا ، ثم تكون فيه مدبرا ،
    فيعرف سرفك في الإكثار ، بجفائك في الإدبار
    و يخشى مع ذلك مع فرط المحبة أن يوافقه على باطل ،
    أو يقصر معه في واجب النصيحة لله عزّ و جل ،
    و قد تنقلب هذه المحبة إلى بغض مفرط ، و يخشى عند ذلك إفشاء الأسرار ،
    و ترك العدل و الإنصاف
    و عن الحسن قال : أحبوا هونا و أبغضوا هونا ،
    فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا ، و أفرط أقوام في بغض أقوام فهلكوا

    3) مخالطة المحبة شيء من هوى النفس :

    و من آفاتها أن يخالط هذه المحبة التي هي لله عز و جل و في الله عز و ج
    ل شيء من هوى النفس ، فبدلا من أن يحب في أخيه طاعته لله عز و جل
    والتزامه بالشرع ، يحبه لملاحة صورة أو لمنفعة كإصلاح دنيا ،
    و بدلا من أن يرجو بهذه المحبة ما عند الله عز و جل ،
    و يتقرّب بها إليه ، يرجو بها استئناسا بشخصه ،
    أو تحقيقا لغرضه ، و هذه المحبة سرعان ما تزول بزوال سببها ،
    او بشيء من الجفاء ، فإنه ما كان لله بقى ، كما يقال :

    ما كان لله دام واتّصل *** و ما كان لغير الله انقطع وانفصل

    قال الله عز و جل : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلا المتقين"
    ( الزّخرف 17)

    و قال حاكيا عن خليله أنه قال لقومه :"
    إنما اتّخذتم من دون الله أوثانا مودّة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة
    يكفر بعضكم ببعض و يلعن بعضكم بعضا و مأواكم النار و ما لكم من ناصرين
    " ( العنكبوت 25)



    4) الاستكثار من الإخوان :

    و من آفاتها الاستكثار من الإخوان ، حتى يعجز عن القيام بحقوقهم
    و مواساتهم عند حاجتهم واضطرارهم

    قال في تنبيه المغترين : من أخلاق السلف رضي الله عنهم :
    أنهم لا يتخذون من الإخوان إلا من علموا من نفوسهم الوفاء بحقه
    ،فإنّ أخاك إذا لم توف بحقه كان فارغ القلب منك

    و قال ابن حزم رحمه الله في "مداواة النفوس" :
    ليس شيء من الفضائل أشبه بالرذائل من الاستكثار من الإخوان و الأصدقاء ،
    فإنّ ذلك فضيلة تامة مركبة ، لأنهم لا يكتسبون إلا بالحلم و الجود و الصبر
    و الوفاء و الاستضلاع و المشاركة و العفة و حسن الدفاع و تعلم العلم
    و كل حال محمودة ، و لكن إذا حصلت عيوب الاستكثار منهم ،
    و صعوبة الحال في إرضائهم ، و الغرر في مشاركتهم ،
    و ما يلزمك من الحق لهم عند نكبة تعرض لهم ، فإن غدرت بهم
    أو أسلمتهم لُؤّمت و ذممت ، و إن وفيت أضررت بنفسك ،
    و ربما هلكت فيكون السرور بهم ، لا بفي بالحزن الممضّ من أجلهم "
    اه باختصار

    و قال عمرو بن العاص : كثرة الأصدقاء كثرة الغرماء

    و قال ابن الرومي :

    عدوّك من صديقك مستفاد *** فلا تستكثرنّ من الصحاب
    فإن الداء أكثر ما تراه *** يكون من الطعام أو الشراب

    5) كشف الستر :

    و من آفاتها : كشف الستر عن الدين و المروءة و الأخلاق و الفقر
    و سائر العورات ، فإنّالإنسان لا يخلو في دينه و دنياه من عورات ،
    و الأولى سترها ، كما مدح الله عزّ و جلّ المستترين فقال :
    " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف " ( البقرة 273)

    و قال الشاعر :
    و لا عار إن زالت عن الحرّ نعمة *** و لكن عارا أن يزول التّجمّل

    و عن الحسن قال : أردت الحجّ فسمع ثابت البناني بذلك ،
    و كان أيضا من أولياء الله فقال : بلغني أنك تريد الحجّ ،
    فأحببت أن أصحبك ، فقال له الحسن : ويحك ،
    دعنا نتعاشر بستر الله علينا ، إني أخاف أن نصطحب فيرى بعضنا
    من بعض ما نتماقت عليه

    قال احمد فريد : و يتأكد ذلك في حق من تصدى لوعظ الناس ،
    فلا يكثر من صحبتهم و مخالطتهم في فضول المباحات ،
    حتى ينتفعوا بوعظه ، و يتمتع بستر الله عليه ، مما يكره عليه الناس من ذنوبه
    و عيوبه ، نسأل الله العفو و العافية في الدنيا و الآخرة


    6) هذه الآفة خاصة بصحبة الأغنياء :

    و من آفات صحبة الأغنياء إزدراء نعمة الله عليه و تحريك الطمع
    و الحرص في قلبه و قد لا يتيسّر له فلا ينال إلا الغم بذلك
    إنّ من نظر إلى زهرة الحياة الدنيا و زينتها تحرّك حرصه ،
    و انبعث بقوة الحرص طمعه ، و لا يرى إلا الخيبة في أكثر الأحوال ،
    فيتأذى بذلك ، و مهما اعتزل لم يشاهد ، و إذا لم يشاهد لم يشته و لم يكمع
    و لذلك قال الله تعالى : " و لا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجا منهم "

    و قال صلى الله عليه و سلم :" انظروا إلى من أسفل منكم و لا تنظروا إلى من هو
    فوقكم ، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " (رواه مسلم و البخاري بمعناه)

    قال عون بن عبد الله : كنت أجالس الأغنياء ، فلم أزل مغموما ،
    كنت أرى ثوبا أحسن من ثوبي ، و دابة أفره من دابتي ، فجالست الفقراء فاسترحت

    7) الإستئناس بالناس :

    و من آفات الصحبة : الاشتغال بالإخوان عن تفريغ القلب للفكر
    و الاستئناس بالله عز و جل الذي هو أول مطلوب القلوب و أعظم سبب لسعادتها
    و نجاتها و قد قيل : الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس

    قال بعض الحكماء : إنما يستوحش الإنسان من نفسه لخلو ذاته عن الفضيلة ،
    فيكثر حينئذ ملاقاة الناس ، و يطرد الوحشة عن نفسه بالكون معهم ،
    فإذا كانت ذاته فاضلة طلب الوحدة ، ليستعين بها على الفكرة ،
    و يستخرج العلم و الحكمة







    :: لطائف و نوادر في المحبة و الإخاء ::


    *** ليس من الوفاء ***

    ليس من الوفاء موافقة الأخ فيما يخالف الحق في أمر يتعلق بالدين ،
    بل من الوفاء له المخالفة ، كان الشافعي رحمه الله آخى محمد بن الحكم ،
    و كان يقرّبه و يقبل عليه و يقول : ما يقيمني بمصر غيره ،فاعتلّ محمد فعاده

    الشافعي فقال :

    مرض الحبيب فعدته *** فمرضت من حذري عليه
    و أتى الحبيب يعودني *** فبرئت من نظري إليه

    وظنّ الناس لصدق مودّتهما أنه يفوّض أمر حلقته إليه بعد وفاته،
    فقيل للشافعي في علته التي مات منها إلى من نجلس بعدك يا أبا عبد الله،
    فاستشرف له محمد بن الحكم وهو عند رأسه ليومئ إليه،فقال الشافعي:
    سبحان الله أيشكّ في هذا؟أبويعقوب البويطي،فانكسر لها محمد ،
    ومال أصحابه إلى البويطي مع أنّ محمدا كان قد حمل عنه مذهبه كله،ل
    كن كان البويطي أفضل وأقرب إلى الزهد والورع ،
    فنصح الشافعي لله وللمسلمين ، وترك المداهنة،
    ولم يؤثر رضا الخلق على رضا الله تعالى ،
    و المقصود أنّ الوفاء بالمحبة من تمامها النصح لله
    فالنصح لله مقدّم على الوفاء بمحبة الإخوان





    *** رحَل الإخوان ***

    قال ابن الجوزي رحمه الله :

    هيهات رحل الإخوان و أقام الخُوّان ، و قل من ترى في الزمان من إذا دعي مان ،
    كان الرجل إذا أراد شين أخيه طلب حاجته إلى غيره،ثم قال :
    نسخ في هذا الزمان رسم الأخوة و حكمه ،
    فلم يبق إلا الحديث عن القدماء ، فإذا سمعت بإخوان صدق فلا تصدق

    و قال بعضهم :


    سمعنا بالصديق و لا نراه *** على التحقيق يوجد في الأنام
    و أحسبه مُحالا جوّزوه *** على وجه المجاز من الكلام




    *** صحبة الأحمق ***

    قال أبو حاتم رحمه الله:


    من علامات الحمق التي يجب للعاقل تفقدّها ممن خفى عليه أمره:
    سرعة الجواب ، و ترك التثبت ، و الإفراط في الضحك ، و كثرة الالتفات ،
    و الوقيعة فيالأخيار و الاختلاط بالأشرار ، و الأحمق إذا أعرضت عنه اغتمّ ،
    و إن أقبلت عليه اغترّ ، و إن حلمت عنه جهل عليك ،
    و إن جهلت عليه حلم عنك ،و إن أسأت إليه أحسن إليك ،
    و إن أحسنت إليه أساء إليك ، و إذا ظلمته انتصفت منه ،
    و يظلمك إذا أنصفته ، و ما أشبه عشرة الحمقى بما أنشدني

    محمد بن إسحاق الواسطي :

    لي صديق يرى حقوقي عليه *** نافلات و حقّه كان فرضا
    لو قطعت الجبال طولا إليه *** ثم من بعد طولها سرت عَرضا
    لرأى ما صنعت غير كبير *** واشتهى أن أزيد في الأرض أرضا



    *** ما ضاق مكان بمتحابين ***

    عن الأثرم قال :
    دخل اليزيدي يوما على الخليل بن أحمد ، و هو جالس على وسادة ،
    فأوسع له فجلس معه اليزيدي على وسادته ، فقال له اليزيدي :
    أحسبني قد ضيّقت عليك ، فقال الخليل : ما ضاق مكان على اثنين متحابين ،
    و الدنيا لا تسع اثنين متباغضين




    *** صداقة غير صادقة ***

    حكى ابن حبان البستي عن محمد بن الحسين قال :

    "كان أعرابي بالكوفة ،وكان له صديق يظهر له مودة ونصيحة،
    فاتخذه الأعرابي من
    عدده للشدائد ،إذ حزب الأعرابي أمر ،

    فأتاه فوجده بعيدا مما كان يظهر للأعرابي
    فأنشأ يقول :

    إذا كان وُدُّ المرء ليس بزائد *** على مرحبا أو كيف أنت و حالكا
    و لم يك إلا كاشرا أو محدّثا *** فأف لودّ ليس إلا كذلكا
    لسانك معسول و نفسك بشّة *** و عند الثَريّ من صديقك مالُكا
    و أنت إذا همّت يمينُك مرة *** لتفعل خيرا قاتلتها شمالكا


    *** صاحب أهل الدين ***

    قال ابن الجوزي رحمه الله :

    صاحب أهل الدين و صافهم ،
    واستفد من أخلاقهم و أوصافهم ،
    واسكن معهم بالتأدب في دارهم ،
    و إن عاتبوك فاصبر و دارهم ،
    أنت في وقت الغنائم نائم ،
    و قلبك في شهوات البهائم هائم ،
    إن صدقت في طِلابهم فانهض و بادر ،
    و لا تستصعب طريقهم فالمعين قادر ،
    تعرض لمن أعطاهم وسل فمولاك مولاهم
    ربّ كنز وقع به فقير ، و ربّ فضل فاز به صغير
    علم الخضر ما خفى على موسى ، و كشف لسليمان

    ما خفى عن داود



    *** من أولى بالغم ***

    قال الأصمعي :

    سأل رجل أبا عمرو بن العلاء حاجة فوعده بها ، ثم إنّ الحاجة تعذّرت على أبي عمرو ،
    فلقيه الرجل بعد ذلك ، فقال له : يا أبا عمرو وعدتني وعدا فلم تنجزه ؟
    فقال له أبو عمرو : فمن أولى بالغم أنا أو أنت ، فقال له :
    أنا ، فقال له أبو عمرو : بل أنا ، فقال له الرجل : و كيف ذلك أصلحك الله ؟
    قال : لأني وعدتك وعدا فأبتَ بفرح الوعد ، و أبتُ أنا بهم الإنجاز ،
    و بتَّ ليلتك فرحا ، و بتُّ مفكرا مغموما ثم مغموما ،
    ثم عاق القدر عن بلوغ الإرادة ، فلقيتني مدلا ،
    و لقيتك محتشما ، فمن هنا صرت أولى بالغم


    *** من هم الأحبة ؟ ***

    قال الشافعي رحمه الله :

    إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا *** فدعه و لا تُكثر عليه التأسفا
    ففي النفس أبدال و في الترك راحة *** و في القلب صبر للحبيب و لو جفا
    فما كل من تهواه يهواك قلبه *** و لا كل من صافيته لك قد صفا
    إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة *** فلا خير في ودّ يجيء تكلفا
    ولا خير في خلّ يخون خليله *** و يلقاه من بعد المودّة بالجفا
    و ينكر عيشا قد تقادم عهده *** و يظهر سرا كان بالأمس قد خفا
    سلام على الدنيا إذا لم يكن بها *** صديق صادق الوعد مُنصفا



    :: من يختار للمحبة و الصحبة ::


    قال القرافي :" ما كل أحد يستحق أن يعاشر و لا يصاحب و لا يسارر "

    و قال علقمة : اصحب من إن صحبته زانك ،
    و إن أصابتك خصاصة عانك وإن قلت سدّد مقالك ، و إن رأى منك حسنة عدّها ،
    و إن بدت منك ثلمة سدّها، و إن سألته أعطاك ،
    و إذا نزلت بك مهمة واساك ، و أدناهم من لا تأتيك منه
    البوائق ، و لا تختلف عليك منه الطرائق

    و يقول الشيخ أحمد بن عطاء : مجالسة الأضداد ذوبان الروح ، و مجالسة
    الأشكال تلقيح العقول ، و ليس كل من يصلح للمجالسة يصلح للمؤانسة ،
    و لا كل من يصلح للمؤانسة يؤمن على الأسرار ، و لا يؤمن على الأسرار
    إلا الأمناء فقط

    و يكفي في مشروعية التحري لاختيار الأصدقاء قوله صلى الله عليه و سلم :
    " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " (رواه أبو داود و غيره)

    قال الأوزاعي : الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب ، إذا لم تكن مثله شانته

    قيل لابن سماك : أيّ الإخوان أحقّ بإبقاء المودة؟قال:الوافر دينه ، الوافي عقله ،
    الذي لا يملَّك على القرب ،و لا ينساك على البعد ،إن دنوت منه داناك ، و إن بعدت
    منه راعاك ، و إن استعضدته عضدك ،و إن احتجت إليه رفدك،و تكفي مودة فعله أكثر
    من مودة قوله

    و قال بعض العلماء : لا تصحب إلا أحد رجلين : رجل تتعلّم منه شيئا في أمر
    دينك فينفعك ، أو رجل تعلمه شيئا في أمر دينه فيقبل منك ، و الثالث فاهرب منه

    قال علي رضي الله عنه :

    إنّ أخاك الصِّدق من كان معك *** و من يضُرُّ نفسه لينفعك
    و من إذا ريب الزّمان صدعك *** شتّت نفسه ليجمعك

    و قال بعض الأدباء:لا تصحب من الناس إلا من يكتم سرّك،و يستر عيبك،
    فيكون معك في النوائب،و يُؤثرك بالرّغائب،و ينشر حسنتك،و يطوي سيّئتك ،
    فإن لم تجده فلا تصحب إلا نفسك

    و قد ذكر العلماء فيمن تُؤثر صحبته و محبته خمس خصال :

    أن يكون عاقلا ، حسن الخلق ، غير فاسق ، و لا مبتدع ، و لا حريص على الدنيا

    1) أما العقل : فهو رأس المال و هو الأصل فلا خير في صحبة الأحمق

    قال علي رضي الله عنه :

    فلا تصحب أخا الجهل *** و إياك و إياه
    فكم من جاهل أردى *** حليما حين آخاه
    يُقاس المرء بالمرء *** إذا ما المرء ماشاه
    و للشيء على الشيء *** مقاييس و أشباه
    و للقلب على القلب *** دليل حين يلقاه

    و العاقل الذي يفهم الأمور على ما هي عليه ، إما بنفسه و إما إذا فُهِّم


    2) أما حسن الخلق : فلا بدّ منه إذ ربّ عاقل يدرك الأشياء على ماهي عليه ،
    و لكن إذا غلبه غضب أو شهوة أو بُخل أو جبن أطاع هواه ، و خالف ما هو
    المعلوم عنده ، لعجزه عن قهر صفاته ، و تقويم أخلاقه ، فلا خير في صحبته

    قال أبو حاتم ابن حبان رحمه الله : الواجب على العاقل أن يعلم أنه ليس من
    السرور شيء يعدل صحبة الإخوان ، و لا غم يعدل غم فقدهم ، ثم يتوقى جهده
    مفاسدة من صافاه ، و لا يسترسل إليه فيما يشينه،و خير الإخوان من إذا عظمته
    صانك ،و لا يعيب أخاه على الزّلّة،فإنه شريكه في الطبيعة، بل يصفح،و ينتكب
    محاسدة الإخوان،لأن الحسد للصديق من سقم المودة ،كما أن الجود بالمودة أعظم
    البذل ، لأنه لا يظهر ودّ صحيح من قلب سقيم


    3) أما الفاسق :

    فلا فائدة في صحبته ، فمن لا يخاف الله لا تؤمن غائلته

    و لا يوثق بصداقته ، بل يتغيّر بتغيّر الأعراض
    قال تعالى :" و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه " ( الكهف 28)

    و قال تعالى :"فأعرض عمّن تولّى عن ذكرنا و لم يرد إلا الحياة الدنيا"(النجم 29) ،
    و قال النبي صلى الله عليه
    و سلم :"لا تصاحب إلا مؤمنا و لا يأكل طعامك إلا تقي "( رواه الترمذي و أبو داود)

    قال أبو حاتم رحمه الله في"روضة العقلاء":"العاقل لا يصاحب الأشرار،لأن
    صحبة صاحب السوء قطعة من النار،تعقب الضغائن، لا يستقيم ودّه ، و لا يفي
    بعهده ، و إن من سعادة المرء خصالا أربعا:أن تكون زوجته موافقة ، وولده أبرار
    ، و إخوانه صالحين ،و أن يكون رزقه في بلده .و كل جليس لا يستفيد المرء منه
    خيرا ، تكون مجالسة الكلب خيرا من عشرته ،و من يصحب صاحب السوء لا يسلم،
    كما أن من يدخل مداخل السوء يتهّم "

    قال بعضهم :

    ابل الرجال إذا أردت إخاءهم *** و توسّمنّ أمورهم و تفقّد
    فإذا ظفرت بذي الأمانة و التُّقى *** فبه اليدين قرير عين فاشدد

    4) أما المبتدع : ففي صحبته خطر سراية البدعة و تعدي شؤمها إليه
    ، فالمبتدع مستحق للهجر و المقاطعة ، فكيف تؤثر صحبته

    5) أما الحريص على الدنيا :فصحبته سمّ قاتل ، لأنّ الطّباع مجبولة على
    التشبّه و الاقتداء ، بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري صاحبه ،
    فمجالسة الحريص على الدنيا تحرّك الحرص ، و مجالسة الزاهد تزهدّ في الدّنيا
    ، فلذلك تكره صحبة طلاب الدنيا ، و يستحب صحبة الراغبين في الآخرة

    الناس شتىّ إذا ما أنت ذقتهم *** لا يستوون كما لا يستوي الشّجر
    هذا له ثمر حلو مذاقته *** و ذاك ليس له طعم و لا ثمر

    :: صور مشرقة للمحبة الصادقة ::


    1) النبي صلى الله عليه و سلم والصدّيق أبو بكر رضي الله عنه :

    محبة صادقة في الله عز و جل ، و لله عز و جل ،
    و من المواقف التي تدل على صدق المودة و المحبة ،
    واختصاص المحب لما يدور في قلب أخيه الذي أحبه في الله عز و جل :

    أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال :
    ( إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء ، وبين ما عنده ، فاختار ما عنده ) .
    فبكى أبو بكر وقال : فديناك بآبائنا وأمهاتنا . فعجبنا له ،
    وقال الناس : انظروا إلى هذا الشيخ ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده ،
    وهو يقول : فديناك بآبائنا وأمهاتنا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ،
    وكان أبو بكر هو أعلمنا به ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ،
    ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لتخذت أبا بكر ، إلا خلة الإسلام ،
    لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر ) .

    الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري


    2) المهاجرون و الأنصار :

    ما حدث بين المهاجرين و الأنصار أخوة صادقة ،
    و مدح الله عزّ و جلّ الأنصار بقوله :"
    والذين تبوّؤا الدّار و الإيمان من قبلهم يُحبون من هاجر إليهم
    و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم
    و لو كان بهم خصاصة و من يوق شُحّ نفسه فأولئك هم المفلحون " (الحشر ٩

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قالت الأنصار اقسم بيننا
    و بين إخواننا النخيل ، قال : لا ، فقالوا : أتكفونا المؤنة
    و نشرككم في الثمرة قالوا سمعنا و أطعنا " ( البخاري)

    قال القرطبي : الإيثار هو تقديم الغير على النفس و حظوظها الدنيوية ،
    و رغبة في الحظوظ الدينية ، و ذلك ينشأ عن قوة اليقين و توكيد المحبة
    و الصبر على المشقة ، أي يؤثرون على أنفسهم بأموالهم و منازلهم لا عن غنى
    بل مع احتياجهم إليها و قال رحمه الله : و الإيثار بالنفس فوق الإيثار بالمال


    3) و من هذه الصور المشرقة للمحبة الصادقة :



    ما رواه القرطبي في "تفسيره" عن حذيفة العدوي قال :
    انطلقت يوم اليرموك أطلب ابن عم لي – و معي شيء من الماء –
    و أنا أقول إن كان به رمق سقيته ، فإذا أنا به ، فقلت له :
    أسقيك ، فأشار برأسه أن نعم ، فإذا أنا برجل يقول : آه ، آه ،
    فأشار إليّ ابن عمي أن أنطلق إليه ، فإذا هو هشام بن العاص ، فقلت :
    أسقيك ؟ فأشار أن نعم ، فسمع أخر يقول آه ، آه ، فأشار هشام أن انطلق إليه ،
    فجئته فإذا هو قد مات ، فرجعت إلى هشام فإذا هو قد مات ،
    فرجعت إلى ابن عمي فإذا هو قد مات

    4:: صورة معاصرة ::



    المحبة في الله ـ من أغرب قصص المحبة في الله :


    شاب في الثلاثينات من العمر أحضروه إلى المغسلة وكان
    برفقته بعض معارفه وإخوانه فوجدت من أحد الإخوة يقوموا بإخراج
    جميع من كانوا موجودين في المغسلة من ضمن الذين
    أخرجهم والد الميت فافتكرت أنه هو الولي أو الأخ الأكبر لهذا المتوفي ..
    فعندما بدأت في تجريد ملابسه فوجدت الأخ هذا يبكي بحرقة شديدة
    ليبكي بصوت فاستغربت في ذلك فحاولت أن أركز في عملي
    إنما من شدة بكاء الشاب هذا دعاني إلى سؤاله فقلت له الله يجزاك خير
    أدعو لأخوك بالرحمة والشفقة فهو الآن في وضع الرحمة
    والشفقة فقال لي وهو يبكي : إنه ليس أخي إنه ليس أخي !
    فاستغربت كيف ليس أخوه ويقوم بإخراج والد الميت
    وإخوانه من مكان الغسل ويبقى هو لوحده !

    حاولت أن أستدرجه في الكلام من أجل أن أخفف بكاءه فقال لي يا شيخ
    هذا أكثر من أخي هذا أكثر من أخي وأبي ,, فقلت له كيف الله يجزيك خير ..
    قال لي يا شيخ درسنا الابتدائية سوياً ودرسنا المتوسطة
    سوياً ودرسنا الثانوية سوياً وتخرجنا سوياً وعُينّا الاثنين سوياً
    في دائرة حكومية سوياً وتزوجوا أختين سوياً وربنا رزق كل واحد
    ولد وبنت وساكنين في عمارة سوياً كل واحد آخذ شقة قبال الثاني
    كل يوم يروح للشغل عملهم بسيارة واليوم الثاني يروح بسيارة الأخ الثاني
    إذا فطر مع صديقه هذا فالعشاء في البيت الثاني والغداء في بيت صديقه الآخر .


    فيقول لي أسألك بالله يا شيخ هل مر لك إخوان شغفا بالطريقة هذه ؟!!
    فقلت لا والله .. وأنا أسأكم بالله هل مر عليكم هذا الأمر ؟! ..
    قلت له أخي شقيقي أنا يعمل لا أشاهده إلا في المناسبات فقلت
    له ادع له الله يتغمده برحمته وقمنا بالصلاة عليه ودفنه بعد صلاة الظهر ..
    العبرة ليست هنا يا إخوان .. العبرة أنه في المقبرة يوجد في الصف
    الواحد بما يساوي ثلاثين قبر ومن النادر جداً إذا صليت
    على جنازة الصبح في المقبرة كمثال رقم 17 وحضرت لصلاة العشاء
    تجد أن القبر وصل لرقم 22 أو 23 فمن النادر جداً إنه ما ندفن
    في هذه المقبرة في أوقات الصلاة الحكمة هنا يا إخوان،،
    ثاني يوم العصر جابوا لي صاحبه ميت ! ثاني يوم جابوا لي صاحبه
    الذي كان يغسل صديقه ويناولني المقص والشاش أحضروه ل
    ي وهو ميت ! فعندما كشفت عن وجهه تذكرت فقلت لوالده :
    إن هذا الوجه ليس بغريب علي !

    فقال لي : كيف يا شيخ هذا كان أمس معك يغسل صديقه
    فقلت له ما سبب وفاته ؟ قال أرادت زوجته أن توقظه لطعام الغداء
    فقال لا سبيني أنام شوي حتى صلاة العصر وأقوم لتجهيز العزاء لصاحبه
    لليوم الثاني فعندما جاءت لتوقظه للصلاة وجدته ميتاً .

    أحضروه وقمت بتغسيله ودموعي على خدي لم أكن أتصور
    وأتخيل هذا الرجل كان بالأمس يقف معي يساعدني في غسل زميله
    والآن نقوم بغسله والعبرة في أكثر من ذلك يا إخوان سبحان الله
    أنني قمت بدفنه في القبر المجاور لصديقه ما ليس بينه وبين صديقه
    غير الحاجز الجدار وهذه نادراً ما تحدث ! وسبحان الله كانوا في الدنيا
    سوياً وفي الآخرة سوياً .. أسأل الله لي ولكم الثبات في الدنيا والآخرة
    وأسأل للأخوين الصديقين أن يتغدمهم الله برحمته ..
    ذكرها هذه القصة الشيخ عباس بتاوى في شريط وقفات مع مغسل الأموات





    :: فتــاوى حول الحب في الله ::



    هل يجوز أن يقول الرجل أو المرأة للطرف الآخر " أحبك في الله "

    منعها العلماء درءا للمفسدة، ومعلوم لديكم أن درء المفاسد
    مقدم على جلب المصالح،وقد استفتيت الشيخ العلامة الاستاذ الدكتور أحمد الحجي الكردي
    الخبير في الموسوعة الفقهية،
    وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت


    واليكم سؤالي وإجابته:

    " هل يجوز أن يقول الرجل للمرأة الأجنبية أحبك في الله؟


    سواء مشافهة، أو عن طريق المنتديات والماسنجر وغيرها؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم،
    على سيدنا محمد خاتم الأنبياء
    والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين،
    ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين،
    وبعد:

    فعليه في هذه الحال أن يضمره في قلبه ولا يبوح به بلسانه، وإلا أثم.

    والله تعالى أعلم. "

    السؤال:



    ما حكم قولالمرأة للرجل الأجنبي " إني أحبك في الله "؟؟؟؟.

    الجواب:

    الشيخ : خالد بن عبد الله المصلح


    أرى أنه لا يجوز للمرأة مخاطبة الرجل الأجنبي بذلك ولا مكاتبته
    به مهما كان علماً و نفعاً وديناً.

    وذلك أن المؤمنة منهية عن الخضوع في القول
    عند مخاطبة الرجال الأجانب
    فقد قال الله تعالى لأكمل نساء المؤمنين وأبعدهن عن الريب:
    (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ
    إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً)
    (الأحزاب: 32).

    قال ابن العربي في تفسيره أحكام القرآن (3/56:
    "فأمرهن الله تعالى أن يكون قولهن جزلاً, وكلامهن
    فصلاً, ولا يكون على وجه يحدث في القلب علاقة بما يظهر عليه من
    اللين المطمع للسامع , وأخذعليهن أن يكون قولهن معروفاً".

    فنهى الله تعالى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهن أمهات المؤمنين

    عن اللين في القول، وهذا يشمل اللين في جنس القول واللين في صفة أدائه.

    وسائر المؤمنات يدخلن في هذا التوجيه من باب أولى فإن الطمع في غيرهن أقرب.
    فالمرأة ينبغي لها إذا خاطبت الأجانب أن لا تلين كلامها وتكسره فان ذلك

    أبعد من الريبة والطمع فيها.

    أما ما رواه أحمد وأبوداود من ثابت قال: حدثنا أنس بن مالك أن رجلاً ك
    ان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل. فقال:
    يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
    أعلمته؟ قال: لا. قال: أعلمه. قال: فلحقه، فقال:
    إني أحبك في الله. فقال: أحبك الذي أحببتني له.

    فرواه أحمد من طريق الحسين بن واقد به
    ورواه أبوداود من طريق المبارك بن فضالة به.

    ورواه الطبراني في المعجم الأوسط من طريق إسحاق بن إبراهيم قال أنا عبد الرزاق قال:
    أنا معمر عن الأشعث بن عبد الله عن أنس بن مالك وفيه قال:
    " ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله، فأخبره بما قال
    . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت ولك ما احتسبت".

    وقد صحح الحديث ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي كما في المستدرك 4/189.

    فإنه لا يدل على مشروعية أن تخبر المرأة الرجل الأجنبي بذلك، وكذلك العكس.

    فإن هذا الخبر وارد في محبة الموافق في الجنس الذي تؤمن فيه الفتنة وليس فيه ريبة.

    وقد أشار إلى هذا المعنى المناوي في فيض القدير (1/247) فقال:

    "إذا أحبت المرأة أخرى لله ندب إعلامها".
    وأنه إنما يقول ذلك للمرأة فيما إذا كانت زوجة ونحوها.

    كما أنه لا يعلم أن إحدى الصحابيات قالته للنبي صلى الله عليه وسلم

    الذي جعل الله محبته فرضاً
    على أهل الإيمان ذكوراً وإناثاً ولم ينقل أنه قاله لإحداهن.

    والله المسؤول أن يحفظ علينا ديننا وأن يلهمنا رشدنا آمين.





    خطأ اخر تقع فيه النساء والفتيات,,,,

    اعتادت النساء عند الاتصال بالشيوخ في برامج البث المباشر أن تقول له

    "إني أحبك في الله يا شيخ"

    ومن طرائف ما رايت أن أحد المتصلات قالت للشيخ محمد حسان
    "إني أحبك في الله"
    حيث أنها ألقت السلام فرد عليها ثم قالت "إني أحبك في الله"
    فصمت الشيخ ولم يرد

    ثم قال معلقاً أريد ان ألفت نظر الأخوات الفضليات
    أن الحب في الله من اسمى أنواع الحب
    ولكن ينبغي أن لا تقول المرأة للرجل

    "إني أحبك في الله"حتى لو كان شيخاً لأنه بشر ..

    أما الموقف الطريف بالفعل حدث مع الشيخ محمد حسين يعقوب
    عندما قامت أحد
    الأخوات بالاتصال ببرنامجه على قناة الناس

    المتصلة :
    السلام عليكم يا شيخ

    الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    المتصلة: إني أحبك في الله يا شيخ
    الشيخ: ماينفعش

    لم أتمالك نفسي من الضحك من الرد التلقائي والجميل جداً
    من الشيخ محمد حسين يعقوب وياليت كل الشيوخ يفعلوا مثل هذين الشيخين الفاضلين
    وأن لا يتحرجوا من الرد على
    النساء الآتي يقلن هذه العبارة



    السؤال :

    ما هو رأي الإسلام بالصداقة والحب في الله بين شاب وامرأة
    العلاقة بالعملوالدعوة في الله والذكر وتعليم القران
    وهي إن شاء الله علاقة أخوة كما تعهد بها الاثنان؟

    المفتي: حامد بن عبد الله العلي



    الإجابة:
    المؤمنون والمؤمنات أخوة في الله تعالى، لكن لا يجوز للرجل
    أن يقيم علاقة صداقة خاصة بامرأة ليست محرما له ولا هي زوجته.
    وهذا لا يمنع أن يحب الرجل المرأة الصالحة في الله تعالى،
    وتحب المرأة الرجل الصالح في الله تعالى، فهذا من الإيمان
    ولكن لا يجوز أن يقام على أساس هذا علاقة ارتباط خاصة كما يكون
    بين الرجل والرجل والمرأة والمرأة، يتصادقان ويفضي بعضهما
    إلى بعض بمكنون النفوس والأســرار والخصوصيات،
    لأن ذلك من مداخل الشيطان ولهذا قال صلى الله عليه وسلم موجها
    كلامه للصحابة الذين هم أبعد الناس عن الريبة "
    إياكم والدخول على النساء" قالوا يا رسول الله فالحمو، قال
    "الحمو الموت" ـ والحمو قريب الزوج، وهو تحذير نبوي
    من خطر العلاقات غير المنضبطة بين الجنسين،
    لا سيما وأن الحب في الله قد يختلط بشعور الأنس الغريزي والميل
    الفطري بين الجنسين، ويجعل الشيطان الحب الإيماني مدخلا
    إلى العشق الشيطاني. وقد قال بعض العلماء
    إن الشيطان يقيم تسعة وتسعين حيلة من الحق ليوقع فريسته بعدها في شرك الباطل،
    ومازالت أمة الإسلام لا تعرف التآخي الخاص بين رجل وامرأة،
    وإنما وقع في هذه الخدعة الشيطانية المتصوفة فأوردهم
    ذلك دكادك من النار والعياذ بالله تعالى. فعلى المسلم أ
    ن يحذر كل الحذر من مداخل الشيطان، لاسيما ومن المعلوم
    أن أشد مداخله خطرًا ما يكون من جهة الشهوة بين الجنسين،
    ولهذا فقد حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من غيرها.


    والله أعلم
    منقووووووووووول للامانه
    عبد الله الوردي

  2. #2
    عضو مجلس الادارة الصورة الرمزية عبدالله الكهالي
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    1,040
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: (الحـــب فـــي الـــلـــــه ,,, )


    اللّهمَّ إنِّي أَسأَلُكَ خَيرَ الـمَسألَة، وَخَيرَ الدُّعَاء، وَخَيرَ النَّجَاح، وَخَيرَ العَمَل، وَخَيرَ الثَّوابِ، وَخَيرَ الحـيَاة، وَخَيرَ الممات، وثبِّتني، وثقِّل موازيني، وحَقِّقْ إِيـمَانِي، وارفَعْ دَرَجَاتِي، وَتَقَبَّل صَلاَتِي، واغفِرْ خَطيئَتِي، وَأَسأَلُكَ الدَّرَجَاتِ العُلَى مِنَ الـجَنَّةِ

 

 

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
لتوفير الجهد والوقت عليك ابحث عن ما تريد في جوجل من هنا

جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة توب ماكس تكنولوجي

Copyright © 2007 - 2010, topmaxtech.net . Trans by topmaxtech.

المعهد غير مسئول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه اتجاه ما يقوم به من بيع وشراء و اتفاق مع أي شخص أو جهة