الخزف الصيني نوع من السيراميك له قيمة جمالية عالية، كما أنه قوي. ويُسمى في الغالب الصيني أو الأواني الصينية؛ لأنه صنع أولاً في الصين. ويتصف الخزف الصيني بالبياض، والمظهر الرقيق والشفافية. ولأنه أقوى منتج خزفي فإنه يستخدم في العوازل الكهربائية وأجهزة المختبر. ورغم هذا عُرف الخزف الصيني في المقام الأول، على أنه مادة المزهريات ذات الجودة العالية وآنية المائدة، بالإضافة إلى التماثيل الصغيرة وأشياء الزينة الأخرى. ويُصدِر نوع الخزف الصيني المستخدم في مثل هذه الأغراض صوتًا يُشبه الجرس عندما يرتطم. ويختلف الخزف الصيني عن الأنواع الأخرى للخزف في مكوناته، والعملية التي يُنتج بوساطتها. وهناك نوعان عامان للخزف، هما الخزف الطيني والخزف الحجري، وكلاهما مصنوع من طينة طبيعية واحدة تُحرق (تُحمص). وفي حالات كثيرة يكسى الجسم بمادة زجاجية تعرف باسم التزجيج (الطلاء الزجاجي). وينتج عند الاحتراق في درجة حرارة منخفضة آنية فخارية وهي مادة مسامية.

ويمكن أن يصنع الخزف الطيني بحيث لا ترشح الماء، وذلك بتزجيجها. وينتج الاحتراق في درجات حرارة مرتفعة آنية حجرية قاسية وثقيلة. ويكون الخزف الطيني غير مسامي بدون تزجيجه.

وبخلاف الخزف الطيني والخزف الحجري يُصنَع الخزف الصيني أساسًا من خليط من مقوّمين كاولين و بيتونتيس. والكاولين هو الطينة البيضاء النقية التي تتشكل عندما تحلل سليكات الألومنيوم (الفلسبار).

أما البيتونتيس فهو نوع من الفلسبار موجود في الصين فقط يُطحن إلى مسحوق ناعم ويُخلط مع الكاولين. ويُحرق هذا الخليط في درجة حرارة تتراوح بين 1250°م و1450°م، وعند درجة الحرارة القصوى يتزجج البيتونتيس أي أنه ينصهر معًا، ويكون زجاجًا طبيعيًا غير مسامي.

أما الكاولين وهو شديد المقاومة للحرارة، فلا ينصهر؛ ولهذا يسمح للجسم أن يحتفظ بشكله وتصبح العملية كاملة عندما ينصهر البيتونتيس في الكاولين.


أنواع الخزف الصيني
توجد ثلاثة أنواع رئيسية للخزف الصيني 1- الخزف الصيني قوي العجينة 2- الخزف الصيني الناعم العجينـة 3- الخزف العَظْمِي.

وتعتمد الاختلافات بين هذه الأنواع على المادة التي تكوّن كلاً منها، وتُسمى هذه المادة البدن أو العجينة.


الخزف الصيني الصلب العجينة. في بعض الأحيان يسمى الخزف الصيني الحقيقي أو الطبيعي. ويُعد دائمًا نموذجيًا مثاليًا لصُنّاع الخزف الصيني. وهو نوع من الخزف طوره أولاً الصينيون من الكاولين والبيتونتيس. ويقاوم الخزف الصيني القوي العجينة الانصهار أفضل كثيرًا من أنواع الخزف الأخرى ولهذا يمكن أن يُحرق في درجات حرارة أعلى.

ودرجات الحرارة العالية هذه تجعل قطعة الفخار والتزجيج تصبحان قطعة واحدة. وعندما يُكسر الخزف الصيني الصلب العجينة يكون من المستحيل تمييز العجينة عن التزجيج.

ويمكن أن تختلف نسب الكاولين والبيتونتيس في الخزف الصيني الصلب العجينة. ويُسمى الخزف الصيني سيفر إذا كانت النسبة المئوية لمادة الكاولين عالية، ويُقال إنه معتدل إذا كانت النسبة المئوية للكاولين منخفضة. ويفضّل غالبية جامعي الخزف الصيني النوع المعتدل منه؛ بسبب مظهره الأملس والرقيق، وعند المقارنة يمكن أن يبدو الخزف القوي خشنًا وباردًا.


الخزف الصيني الناعم العجينة. في بعض الأحيان يُسمى الخزف الصيني الصناعي. وكان قد تم تطويره في أوروبا في محاولة لتقليد الخزف الصيني القوي العجينة. وكان الخبراء قد استخدموا نوعية واسعة من المواد خلال مجهوداتهم لإنتاج مادة قاسية، وبيضاء وشفافة. وفي آخر الأمر قاموا بتطوير خزف صيني ناعم العجينة، باستخدام خليط مكون من طينات ناعمة ومتعددة، ومواد تشبه الزجاج. وكانت هذه المواد تنصهر عند درجات الحرارة العالية المستخدمة في صنع الخزف الصيني القوي العجينة. ولهذا السبب فإن الخزف الصيني الناعم العجينة يُحرق في درجات حرارة أقل ولا يتزجج بالكامل، أي أنه يظل مساميًا لحد ما. وعند كسر قطعة من الخزف الصيني الناعم العجينة، تكشف عن بدن مُحبَّب (ذو حبيبات) مُغطى بطبقة زجاجية من مادة التزجيج. وعلى الرغم من أن الخزف الصيني الناعم العجينة اخُترع لتقليد الخزف الصيني الحقيقي إلا أن له جدارة في ذاته. ومعظمه قشدي اللون. ويفضل بعض الناس هذا اللون على الأبيض النقي، بالإضافة إلى هذا فإن الألوان المستخدمة في زخرفته، تندمج مع طبقة الطلاء الزجاجي لإنتاج تأثير حريري ناعم يجتذب كثيرًا من جامعي الخزف.


الخزف العَظْمِي. يصنع بشكل أساسي من إضافة رماد العظم (عظام الحيوانات المحترقة) إلى الكاولين والبيتونتيس. وقد اكتشف صانعو الخزف الصيني الإنجليز هذا المركّب منذ نحو عام 1750م.

ومازالت إنجلترا تنتج تقريبًا كل الخزف العَظْمِي في العالم. ورغم أنه ليس قويًا مثل الخزف الصيني الحقيقي، إلا أنه أكثر متانة من الخزف الصيني الناعم العجينة، كما أن رماد العظم يزيد من شفافيته.


زخرفة الخزف الصيني

تُشكّل قطعة الخزف الصيني إما على عجلة صانع الفخار وإما في قالب. وبعد هذه المرحلة يمكن لصانع الخزف الصيني أن يزخرفه بواحدة من هذه الطرق:1- إجراء تغييرات في السطح. 2- الرسم (التصوير التشكيلي). 3- الطبع بالنقل.


إجراء تغييرات في السطح. تتم بوساطة الحز (الحفر) أو الثقب (فتحات مثقوبة)، أو نقش بارز باستعمال تصميمات بارزة.

وهناك طريقة معروفة لزخرفة الخزف الصيني بنقوش بارزة، تتمثل في إضافة خليط من الماء والطين يُسمى الطينة السائلة إلى المادة بوساطة فرشاة. وتُصنع عادة تصميمات النحت البارزة ذات التأثيرات ثلاثية الأبعاد في قوالب منفصلة. ثم تُلصق بالخزف.


الرسم (التصوير التشكيلي). يمكن أن يُرسَم سطح الخزف الصيني بطرق عديدة: أول طريقة تكون باستخدام مادة التزجيج الملون مثل السيلادون الصيني الشهير، وهذا التزجيج له لون رمادي مُخضَر ناعم.

أما الطريقة الأخرى للزخرفة فهي التزجيج التحتي وهي تصميمات مرسومة على القطعة قبل تزجيجها، ويُعد اللون الأزرق الداكن المصنوع من الكوبالت المعدني أكثر لون يُعتَمد عليه في طريقة التزجيج التحتي. وقد استخدم الكوبالت الأزرق على نطاق واسع في كل من الصين وأوروبا.

وتُسمى الرسوم المستخدمة فوق التزجيج بوجه عام مينا. وقد أنجزت نوعية كبيرة من ألوان المينا في فترة مبكرة وصُنعت معظم الألوان من عدة أكاسيد معدنية مثل الحديد، والنحاس، والمنجنيز وتتطلب ألوان المينا احتراقًا ثانيًا لجعلها مستديمة.

يختلف الرسم على الخزف الصيني في أوروبا بشكل كبير عن مثيله في الصين. فالمزخرفون الصينيون يفصلون كل لون عن اللون التالي بوساطة حدود داكنة، ولكن الفنانين الأوروبيين يمزجون الألوان معًا دون خط فاصل. وبالإضافة إلى هذا يستخدم الأوروبيون زخارف مجردة حسب القيمة الفنية، لكن الزخارف الصينية كانت رمزية. وعلى سبيل المثال فإن تصميم واحدة من ثمار الرُّمان ترمز لرغبة في عدد كبير من النسل لأن ثمرة الرُّمان بها بذور كثيرة.


الطبع بالنقل. أحدث الطبع بالنقل ثورة في صناعة الخزف الصيني عام 1756م، وذلك بتمكين العمال من زخرفة الآنية أسرع كثيرًا مما كانوا يستطيعونه باليد. وفي هذه العملية يُحفَر التصميم على لوح نحاسي يتم تحبيره بوساطة لون خزفي. ثم ينقل إلى ورق شبه شفاف. وعندما يظل اللون مبللاً يُضغط الورق شبه الشفاف على المادة المصنوعة من الخزف الصيني تاركًا التصميم على سطحها.


نبذة تاريخية

الخزف الشرقي. من المحتمل أن يكون الصينيون قد صنعوا أول خزف حقيقي خلال عهد أسرة تانغ الحاكمة (618 -907م). وقد تطوّرت طرق تجميع المكونات الصحيحة، وحرق الخليط في درجة حرارة قصوى، تدريجيًا عن الآنية الحجرية. وخلال عهد أسرة سونج الحاكمة (960- 1279م) أنشأ الأباطرة الصينيون مصانع ملكية لإنتاج الخزف لقصورهم. ومنذ القرن الرابع عشر الميلادي صُنع معظم الخزف في جنديزهين.

وظل الصينيون لقرون عديدة يصنعون أجمل خزف في العالم. وينظر جامعوه لكثيٍر من الزبديات والمزهريات الخزفية المُنتَجة خلال عهد أسرة مينج (1368-1644م) وأسرة كينج (1644-1912م) على أنها كنوز فنية. وقد أنجز الخزافون الصينيون خزفًا مطليًا بالتزجيج التحتي الشهير، المكوّن من اللونين الأزرق والأبيض، خلال فترة أسرة مينج. وفي هذه الفترة أيضًا أصبح الرسم فوق التزجيج بألوان المينا طريقة شائعة للزخرفة. وخلال فترة كينج طوّر الصينيون نوعية كبيرة من الأشكال والألوان، وقاموا بتصدير المواد المصنوعة من الخزف إلى أوروبا بأعداد متزايدة.

انتشرت أسرار صُنع الخزف الصيني في كوريا بحلول القرن الثاني عشر الميلادي، وبدورها نشرتها في اليابان خلال القرن السادس عشر الميلادي. وفي هذين البلدين أبدع الصانعون مواد جميلة من الخزف. وقد أُنتج الخزف الياباني المسمى كاليمون لأول مرة خلال القرن السابع عشر الميلادي. وهو يحمل تصميمات بسيطة على خلفية بيضاء. وهناك خزف ياباني مشهور يُسمى آنية إيماري أو آريتا ويشتهر بالزخارف المكثفة في الأزرق الغامق والأحمر.


الخزف الأوروبي. وفي وقت مبكر من القرن الثاني عشر الميلادي،جلب التجار خزفًا صينيًا إلى أوروبا؛ حيث أصبح موضع إعجاب كبير، ولكنه كان نادرًا وغالي الثمن جدًا؛ لدرجة أن الأثرياء فقط هم الذين كان بإماكانهم شراؤه؛ ولأن التجارة مع الشرق ازدادت خلال القرن السابع عشر الميلادي، أصبح الخزف الصيني شائعًا بين جمهور العامة. ولما أصبحت عادة شرب الشاي والقهوة والكاكاو منتشرة على نطاق واسع؛ أوجدت طلبًا متزايدًا على أكواب وأطباق الصيني واستجاب صُنّاع الخزف الأوروبيون فحاولوا صنع خزف قوي العجينة بأنفسهم، ولمدة طويلة فشلوا في اكتشاف السر، ومع ذلك أسفرت بعض تجاربهم عن خزف جميل ناعم العجينة. وبالفعل أنُتج أول خزف أوروبي ناعم العجينة في فلورنسا، بإيطاليا نحو عام 1575م.

وفي القرن الثامن عشر الميلادي بدأ الخزف المُصنَّع في أجزاء عديدة من أوروبا في التنافس مع الخزف الصيني وقد أصبحت كل من فرنسا وألمانيا، وإيطاليا وإنجلترا مراكز رئيسية لإنتاج الخزف الأوروبي.


الخزف الفرنسي. اشتهرت فرنسا خلال القرن الثامن عشر الميلادي بوصفها منتجًا رئيسياً للخزف الناعم العجينة. وأنُشئت المصانع الأولى في روان، وسان كلود، وليل، وشانتلي. وقد أنتج أكثر أنواع الخزف الناعم العجينة شهرة أولاً في فانسان عام 1738م. وفي عام 1756م انتقل المصنع إلى بلدة سيفر ومن ثم أصبح الخزف الناعم العجينة المنتج فيها معروفًا باسم سيفر. وكانت للسيفر المبكر أشكال جميلة وألوان ناعمة كما كانت قطع السيفر المنتجة عام 1750م إلى عام 1770م مزخرفة بألوان لامعة ومذهبة تذهيبًا ثقيلاً، وكان للكثير من هذه القطع خلفيات ملونة بكثافة ولوحات مطوّقة بأُطرٍّ مرسومة تصور الطيور والزهور والمناظر الطبيعة أو الأشخاص. وقد اشتهر السيفر أيضًا بتماثيله الصغيرة الفخارية الجميلة.

وابتداءً من عام 1771م تطورّت صناعة الخزف القوي العجينة بالقرب من ليموج؛ حيث اكتشفت رواسب من الكاولين. وبحلول القرن التاسع عشر الميلادي أصبحت ليموج واحدة من أكبر مراكز الخزف في أوروبا. ثم افتتح أمريكي يُدعى دافيد هافيلاند مصنعًا للخزف في ليموج عام 1842م لصنع آنية المائدة للسوق الأمريكي. وكان خزف هافيلاند يتصف بالألوان الناعمة التي تنسجم مع أشكال الزهور والنباتات الصغيرة.


الخزف الالماني. اكتشف كيميائي ألماني يدعى فريدريك بُوتجَر، سر صناعة الخزف القوي العجينة بين 1708م و 1709م، وقد أدّى هذا الاكتشاف إلى إنشاء مصنع للخزف في مايسن عام 1710م. وفي بعض الأحيان يُطلق على خزف مايسن اسم خزف درزدن؛ لأن بوتجر عمل أولاً بالقرب من هذه المدينة. فاق هذا الخزف في الجودة ـ ولمدة قرن تقريبًا ـ كل الخزف القوي العجينة المُصَّنع في أوروبا.

ويمكن أن يعزى النجاح الكبير لخزف مايسن جزئيًا إلى الفنانين الممتازين الذين قاموا بزخرفته؛ إذ أنهم رسموا الآنية بتنوع مذهل في الألوان و التصميمات. وكان يوهان هارولد الذي أصبح الفنان الأول في عام 1720م، قد أنتج تصميمات صينية ويابانية جميلة بالإضافة إلى تصميمات أوروبية. كذلك اشتهر يوهان كاندلر الذي عمل من نحو سنة 1730م إلى 1770م، برسومه المتأنقة للحيوانات والأشخاص. غير أن الاضطراب السياسي في ألمانيا والمنافسة مع خزف سيفر أديا إلى تدهور مصنع مايسن في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي. ورغم أنه استمر يعمل ولكنه لم يصنع آنية بنفس الجودة الفنية.


الخزف الإنجليزي. تشتهر إنجلترا بوصفها مركزًا لإنتاج الخزف العَظْمِي. وقبل اختراع الخزف العظمي كان الإنجليز يصنعون خزفًا ناعم العجينة في تشلسي وبو وديربي. وكانت غالبية الخزف الإنجليزي تتخذ أشكال التصميمات الأوروبية والشرقية.

ويُعد خزف ووستر، الذي أنتج لأول مرة عام 1751م، أقدم وأفضل خزف إنجليزي. وخلال سنواته المبكرة أنتج مصنع ووستر خزفًا ناعم العجينة. وكان أغلبه مزخرفًا بتصميمات صينية على طريقة الطلاء التحتي. منذ الستينيات من القرن الثامن عشر الميلادي قام تصنيع الخزف العَظْمِي في تشكيلة كبيرة من الألوان والأنواع. ثم قام جوسايا سبود بتطوير عجينة الخزف العَظْمِي الصينية التي أصبحت مقيا سًا للعجينة الإنجليزية عام 1800م. ويحمل صيني السبود عددًا كبيرًا من التصميمات ولكنه اشتهر خاصة بطيوره الغريبة.

إن أغلب الخزف الأبيض الإنجليزي الشهير بخزف الوجوود ليس خزفًا أبيض على الإطلاق، ولكنه خزف مسامي أو حجري، ومع ذلك أصبحت رسوماته التقليدية ونقوشه البارزة شائعة بشكل كبير وأصبح له تأثير عظيم على تصميمات الخزف في أوروبا.


الخزف الحديث. مكَّنت التحسينات التقنية الحديثة صناعة الخزف من إنتاجه بكميات كبيرة، وتنفّذ حاليًا خطط لصنع الخزف بشكل واسع في أوروبا واليابان والولايات المتحدة. ولعل خزف روزنثال الألماني ونوريتك الياباني ولينوكس الأمريكي، أمثلة شهيرة للخزف المعاصر



كريستال . خزف . صيني أو فخار
التحف المنزلية روعة الأناقة والفخامة

الإكسسوارات المنزلية من الكماليات المهمة لروعة ديكور منزلك واكتمال أناقته ، وقد تختلف أشكال وأنواع هذه الإكسسوارات حسب مساحة المكان والزاوية التي توضع فيها ، فعند تقابل حائط بآخر فى المنزل تتكون زاوية حادة في معظم الغرف التقليدية ، وتشعرين أن هذا المكان ينقصه شيئ لتكوين صورة جمالية و يمكن تلطيف حدة هذه الزوايا باستخدام الإكسسوارات والتحف التي تناسب ذوقك.

لذا ينصحك خبراء الديكور بوضع التماثيل أو التحف والفازات الكبيرة الغنية بنقوشها و زخارفها التي تعطي الزوايا فخامة و ثباتاً و طولاً أكبر .



















ويذكر الخبراء أن التحف والمقتنيات الموضوعة لغرض الديكور والزينة تعتمد دائماً على تفاعلك مع البيئة المحيطة بكِ ، فقد تختارين مناظر طبيعية وألواناً تعكس مدى تأثرك بالطبيعة حولك، فتجمع بعض عناصر الطبيعة لديكِ في المنزل من زهور طبيعية على الفازات وغيرها تضفي على الديكور بعداً جمالياً .




























ومن جهة أخرى قد يميل البعض إلى اختيار أشياء جديدة، فيكون الطابع عصرياً يستلهم الجمال من عناصر الحياة اليومية العادية، بينما هنالك آخرون لديهم ميول للديكور الكلاسيكي ينسجم مع الأثاث وقطع الديكور الأخرى ، وإليكِ هذه المجموعة :

































ويشير الخبراء إلى أن الأسلوب الذي تنتهجينه في ديكور بيتك يعكس بشكل كبير مدى ما تتمتعين به من لمحات جمالية، وبالتالي يعكس الكثير عن شخصيتك وذوقك، فقد تكون قطع الأثاث هي الغالبة في الذوق، إلا أن الكماليات والإكسسوارات هي التي تظهر ذلك الذوق وتؤكده ، لذا فالإكسسوارات الكريستالية رغم ارتفاع أسعارها ، إلا أن بعض السيدات يحرصن على إقتنائها ، لمنظرها الجميل والمميز .




























لتنظيف التحف

يذكر خبراء الديكور أن التحف وأدوات الزينة تصنع من الفخار المطلي المزخرف أو الزجاج أو الكريستال أو المعادن كالنحاس والفضة ومنها الشمعدانات والمزهريات وأطباق الخزف والأواني الكريستال والأواني النحاسية المزخرفة بالنقوش وهي تستعمل لتجميل المنزل، وللعناية بها والحفاظ عليها يقدم لكِ الخبراء طريقة تنظيفها.

التحف المصنوعة من الكريستال والزجاج
لأنها رقيقة سهلة الكسر تحتاج إلى عناية خاصة في تنظيفها :
- تغسل في ماء دافئ مضاف إليه قليل من أحد سوائل التنظيف.
- تشطف في ماء بارد مضاف إليه قليل من الخل بنسبة ملعقة كبيرة لكل 4 كأس ماء.
- توضع على فوطة نظيفة سميكة على طاولة ولا ترص على لوحة الحوض.
- جففي في الحال بفوطة ناعمة من التيل لتجنب البقع التي يتركها الماء عند جفافه.

الشمعدان الكريستال
- ينقع الشمعدان في ماء دافئ لتليين الشمع.
- يدلك بعد ذلك بفوطة ناعمة لإزالة الشمع.
- يغسل كما في غسل التحف المصنوعة من الكريستال.

وإليكِ طريقة أخري لتنظيف قطع الكريستال:
ـ الطريقة التقليدية: وهي تنظيفها بمسحوق يحتوي على الخل، ثم فركها بقطعة قماش قطنية.
ـ الطريقة الحديثة: وهي باستعمال سبراي خاص لتنظيف الكريستال، يعمل على إزالة الغبار خلال ثوان معدودات، ثم تقومين بتلميعها بقطعة قماش.
ـ وينصح بفرش بعض الجرائد القديمة تحت الثريا لتجنب انتشار البقع على السجاد أو الموكيت .

المزهريات المصنوعة من الخزف والفخار
تحتاج إلى عناية أيضاً عند تنظيفها لأنها تنكسر بسهولة :

- تغسل في ماء دافئ مضاف إليه قليل من أحد سوائل التنظيف.
- تشطف المزهرية كلها بالماء البارد وتجفف جيداً.

أدوات الزينة المصنوعة من الصيني
تحفظ في مكان أمين لأنها لا تغسل إلا نادراً وهي معرضة للكسر بسهولة وتحتاج إلى عناية خاصة :

- تنفض يومياً من الغبار بواسطة قطعة قماش ناعمة.
- تغسل في ماء دافئ وقليل من رغوة الصابون.
- تشطف بالماء الدافئ ثم البارد وتجفف جيداً.

التحف النحاسية
منها الشمعدانات والمزهريات وأدوات زخرفية للزينة متعددة الأشكال
- تغسل بالماء الدافئ والصابون.
- تشطف بالماء الدافئ ثم تجفف جيداً.
- تلمع بإحدى المستحضرات الجاهزة بالأسواق الخاصة بالتلميع إذا احتاج الأمر.
- وعند تنظيف الأدوات التي تستخدم في تقديم القهوة كالدلة النحاس فيستعمل الملح والليمون في تنظيفها.

تنظيف التحف الزجاجية
- يغسل الزجاج بالماء الدافئ ورغوة الصابون .
- يشطف بماء دافئ ثم بارد ( قد يضاف قليل من الخل لماء الشطف ليساعد على زيادة لمعان الزجاج ).
- يجفف ويلمع بقطعة من القماش.


صناعة الخزف الصيني

١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٤
كانت أواني الخزف الصيني تعد نوعا ثانيا من الصادرات الصينية بكميات هائلة بعد الحرير. وبما أن النقل البحري أكثر سلامة من النقل البري بالنسبة إلى أواني الخزف الصيني القابلة للكسر، كانت تنقل إلى الغرب بحرا في غالب الأحيان، وهذا ما جعل بعض الناس يسمي طريق الحرير البحري "طريق الخزف الصيني".


لقد اخترعت الصين الفخار قبل عشرة آلاف سنة، واستطاعت قبل ستة آلاف سنة أن تصنع أواني فخارية اتصفت بأنها عملية وذات مظهر جمالي؛ أما أواني الخزف الصيني فقد ظهرت في عهد شانغ وتشو (ما بين أوائل القرن السابع عشر قبل الميلاد وعام 256 ق.م)، واجتازت المرحلة الانتقالية من الخزف الصيني البدائي إلى الخزف الصيني العادي التي عاصرت فترة هان الشرقية (25 ق.م – 220م)؛ واستطاعت في عهد الممالك الثلاث وأسرتي جين الغربية والشرقية (220 – 420) أن تصنع أواني الخزف الصيني الأخضر أو الأسود البديعة في جيانغسو وتشجيانغ. وخلال الفترة التاريخية الطويلة الممتدة بين أسرتي تانغ ومينغ لم تكف صناعة الخزف الصيني عن التقدم، حتى إنها انتزعت إعجاب مختلف الأمم وذاع صيتها في أرجاء الدنيا. وكانت ألسنة العرب تلهج بالثناء عليها، فقد ورد في ((أخبار الصين والهند)) قول بأن أقداح الخزف الصيني الناعم صافية نقية كالزجاج بحيث يستطيع المرء أن يرى من خارجها ما في داخلها من الماء ، لذلك وصفه ابن بطوطة بأنه "أبدع أنواع الفخار" ؛ وقال لي تشاو في ((تكملة تاريخ تانغ)) أيضا إن "الخزف الصيني لازوردي كلون السماء، ورقيق كأنه الورق، و له رنين كرنين الجرس". وذلك كله يدل على أن العرب لم يكونوا مبالغين في إطرائهم للخزف الصيني. وكانوا لشدة إعجابهم به، يدعونه "الصيني" نسبة إلى الصين، ثم أصبحت هذه اللفظة فيما بعد تطلق على كل نوع من الأواني الخزفية. لقد كانت أواني الخزف المصنوعة في الصين تعتبر في نظر العرب من النفائس؛ فوالي مصر اختار منها أربعين قطعة، وأرسلها هدية إلى دمشق عام 1171، وقيل في بعض الأماكن إن طبق الخزف الصيني الأخضر يكشف ما إذا كان الطعام يحتوي سما.
كانت أواني الخزف الصيني في عهد أسرة تانغ تنقل إلى بلاد العرب وتباع في أسواقها. وكان من بين الهدايا التي قدمها حاكم خراسان إلى هارون الرشيد أوان بديعة من الخزف الصيني. وبعد عهد تانغ صارت أواني الخزف الصيني تصدر إلى بلاد العرب بكميات هائلة، وقد اكتشفت بين حفريات الكثير من الأقطار العربية كسارات من أواني الخزف الصيني من عهود مختلفة .
ففي العراق اكتشفت في حفريات سامراء شمالي بغداد كسارات من الخزف الصيني الأبيض والخزف الصيني الأخضر، منها ما يعود إلى خزف لونغتشيوان الأخضر من عهدي سونغ الجنوبية ويوان المنغولية. وقد سبق لسامراء أن كانت عاصمة الدولة العباسية في الفترة الممتدة من عام 836 إلى عام 892. وفي إطلال طيشفون على بعد خمسة وثلاثين كيلومترا جنوبي بغداد عثر بين حفرياتها على كثير من كسارات خزف لونغتشيوان الأخضر الذي يعود زمنه إلى ما بين القرن الثاني عشر والقرن الثالث عشر. وفي عبرتا على بعد ستين كيلومترا جنوب شرقي بغداد وما يجاورها من منطقة ديالى اكتشفت بالحفر كسارات من الخزف الصيني البني اللون الذي تم إحراقه في أتون يويتشو الشهير ما بين القرن التاسع والعاشر، وكسارات من الخزف الصيني الأبيض المصنوع في جنوبي الصين. وفي البصرة وأطلال الحيرة والأبلة اكتشفت كسارات من خزف لونغتشيوان الأخضر.
وفي سوريا اكتشفت في حفريات حماة كسرات آنية من الخزف الصيني الأبيض وقصعة من الخزف الصيني الأخضر عليها نقوش نافرة من عود الصليب، وهما مما صنع في عهد أسرة سونغ الجنوبية، وكذلك كسرات أوان من الخزف الصيني مما صنع في عهد أسرة يوان بما فيه النوع الأبيض والنوع الأخضر والنوع الأزرق والأبيض.
وفي لبنان اكتشفت بالحفر في بعلبك كسرات من خزف لونغتشيوان الأخضر المزخرف بتصاميم اللوتس والذي تم إحراقه في عهد أسرة سونغ، وكسرات طاسات من الخزف الصيني الأخضر والأبيض المزخرف بتصاميم الأزهار والأعشاب والذي تم إحراقه في عهد أسرة يوان. عفت عليها الأيام،
وفي عمان اكتشفت في الموقع القديم لمدينة صحار كسرات من الخزف الصيني، وخاصة الخزف الصيني الأزرق والأبيض من عهد أسرة مينغ.
وفي البحرين اكتشفت قطع من خزف لونغتشيوان الأخضر من أوائل عهد أسرة مينغ. عفت عليها الأيام،
وفي اليمن اكتشفت في عدن وبعض الأماكن القريبة منها كسرات من الخزف الصيني. وفي (Zahlan) اكتشفت كسرات من خزف لونغتشيوان الأخضر من عهد أسرة سونغ، وكسرات من الخزف الصيني الأبيض والأزرق من عهد أسرة يوان.
وفي السودان اكتشفت في موقع عيذاب الأثري كسرات من الخزف الصيني الأخضر يعود تاريخه إلى ما قبل أواسط عهد أسرة مينغ، وفيها قطعة عليها نقوش باغسبوية .
وفي الصومال اكتشفت بين حفرياتها كسرات من خزف جينغدتشن في الصين.
وفي مصر بدأت أواني الخزف الصيني تدخلها منذ القرن التاسع عن طريق ميناء عيذاب السوداني، حيث كانت تنقل إلى المناطق الداخلية في السودان، وإلى الفسطاط المحطة الهامة لتجميع ونقل أواني الخزف الصيني في العصور الوسطى، ومن ثم تنقل مرة أخرى إلى إيطاليا وصقلية وأسبانيا وبلاد المغرب. وبين الآلاف المؤلفة من كسرات الخزف الصيني التي عثر عليها في حفريات موقع الفسطاط الأثري ما يعود إلى عهد أسرة تانغ من الخزف الصيني الأخضر والخزف الصيني الأبيض؛ وما يعود إلى عهد أسرة سونغ من الخزف الصيني اللازوردي، وخزف لونغتشيوان الأخضر – وهو في الغالب سلطانيات مزخرفة بتصاميم اللتوس أو بتصاميم عروق السحب، وأطباق مزخرفة بتصاميم العنقاء، ومغاسل كل منها مزخرفة بتصميم سمكتين ؛ وما يعود إلى عهد أسرة يوان من سلطانيات مزخرفة بتصاميم اللوتس وأطباق أو صحون مزخرفة بتصاميم عود الصليب، وأطباق مزخرفة بتصاميم التنينين المتنافسين على الدرة، وأطباق مؤبلكة بتصاميم السمكتين، بالاضافة إلى الأوعية والأفران والكؤوس..ال! خ. وأخيرا منها ما يعود إلى عهد أسرة مينغ من الخزف الصيني الأزرق والأبيض.
ومن أواني الخزف الصيني القديم التي اكتشفت في حفريات الأقطار العربية ما هو محفوظ في المتاحف بالبلدان الغربية، ومنها ما هو محفوظ في المتاحف بالأقطار العربية. ففي قصر العظم بدمشق أوان من الخزف الصيني القديم، وفي متحف بغداد مزهريات صينية من الخزف الصيني الأخضر، وفي المتحف المصري بعض أواني الخزف الصيني أيضا. وهذه المعروضات تحظي ببالغ الاهتمام لدى العرب باعتبارها دلائل أثرية على الاتصالات الودية التي قامت بين الصين وبلادهم في العصور القديمة.
انتقلت صناعة الخزف الصيني إلى بلاد العرب في القرن الحادي عشر، وعلى يد العرب انتقلت إلى البندقية عام 1470، ومنذ تلك الفترة بالذات بدأت أوربا إنتاج الخزف الصيني. وأخذت مصر في أيام الفاطميين تصنع أواني الخزف على غرار الخزف الصيني ابتداء من الخزف الصيني الأخضر، ثم الأزرق والأبيض، وقد فعلت ذلك من حيث الأشكال والتصاميم أولا، ثم شكلت المميزات الخاصة بها تدريجيا. وبلغت مستوى عاليا جدا في صناعة الخزف في غضون النصف الأول من القرن الحادي عشر، حيث كانت خزفياتها "تبدو في غاية الجمال والشفافية حتى إن المرء يستطيع أن يرى يده من ورائها".