موسى عليه السلام .. قصص الانبياء - كتب التاريخ والتراث - الصفحة 2
أهلا وسهلا بك إلى معهد توب ماكس تكنولوجي.
  1. ما شاء الله تبارك الله ( يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك )
  2. معهد توب ماكس تكنولوجي | أعلى قمة للتكنولوجيا الحديثة في الشرق الأوسط - صرح علمي متميز
  3. طريقة تسجيل عضوية في معهد توب ماكس تكنولوجي بشكل سريع
    مع ملاحظة أن التسجيل مجاني ومفتوح طيلة أيام الأسبوع عند تسجيل العضوية تأكد من البريد الالكتروني أن يكون صحيحا لتفعيل عضويتك وأيضا أن تكتبه بحروف صغيره small و ليست كبيرة تستطيع أيضا استخدام الروابط التالي : استرجاع كلمة المرور | طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية
  4. اشترك ألان في خدمة رسائل المعهد اليومية لتعرف كل جديد اضغط هنا للاشتراك
التفاصيل : الردود : 17 المرفقات : 0 المشاهدات: 5715 مشاهدة
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
أرسل هذا الموضوع إلى صديق…

المواضيع المتشابهه

  1. أيوب عليه السلام .. قصص الانبياء ..
    بواسطة مصمم راقي في المنتدى كتب التاريخ والتراث
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-30-2009, 11:06 PM
  2. يو سف عليه السلام .. قصص الانبياء ..
    بواسطة مصمم راقي في المنتدى كتب التاريخ والتراث
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 02-20-2009, 01:39 PM
  3. قصة صالح عليه السلام .. قصص الانبياء
    بواسطة مصمم راقي في المنتدى كتب التاريخ والتراث
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-20-2009, 11:59 AM
  4. قصة هود عليه السلام .. قصص الانبياء
    بواسطة مصمم راقي في المنتدى كتب التاريخ والتراث
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-20-2009, 11:56 AM
  5. قصة نوح عليه السلام .. قصص الانبياء
    بواسطة مصمم راقي في المنتدى كتب التاريخ والتراث
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-20-2009, 11:53 AM

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 18 من 18
  1. #11
    عضو متميز الصورة الرمزية مصمم راقي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    العمر
    42
    المشاركات
    5,113
    معدل تقييم المستوى
    100

    افتراضي

    قال الله تعالى : { واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين * ولما سقط في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين * ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين * قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين * إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين * والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم * ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون }
    وقال تعالى : { وما أعجلك عن قومك يا موسى * قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى * قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري * فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي * قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري * فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي * أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا * ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به * وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري * قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى * قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * ألا تتبعن أفعصيت أمري * قال يا ابن آدم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي * قال فما خطبك يا سامري * قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي * قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا * إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما }
    يذكر تعالى ما كان من أمر بني إسرائيل حين ذهب موسى عليه السلام إلى ميقات ربه فمكث على الطور يناجيه ربه ويسأله موسى عليه السلام عن أشياء كثيرة وهو تعالى يجيبه عنها
    فعمد رجل منهم يقال له هارون السامري فأخذ ما كانوا استعاروه من الحلي فصاغ منه عجلا وألقي فيه قبضة من التراب كان أخذها من أثر فرس جبريل حين رآه يوم أغرق الله فرعون على يديه فلما ألقاها في فيه خار كما يخوار العجل الحقيقي ويقال إنه استحال عجلا جسدا أي لحما يخور ودما حيا يخور قاله قتادة وغيره وقيل بل كانت الريح إذا دخلت من دبره خرجت من فمه فيخور كما تخور البقرة فيرقصون حوله ويفرحون
    { فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي } أي فنسى موسى ربه عندنا وذهب يتطلبه وهو هاهنا ! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا وتقدست أسماؤه وصفاته وتضاعفت آلاؤه وهباته
    قال الله تعالى مبينا بطلان ما ذهبوا إليه وما عولوا عليه من إلهية هذا الذي قصاراه أن يكون حيوانا بهيما أو شيطانا رجيما : { أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا } وقال : { ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين }
    فذكر أن هذا الحيوان لا يتكلم ولا يرد جوابا ولا يملك ضرا ولا نفعا ولا يهدى إلى رشد اتخذوه وهم ظالمون لأنفسهم عالمون في أنفسم بطلان ما هم عليه من الجهل والضلال
    { ولما سقط في أيديهم } أي ندموا على ما صنعوا { ورأوا أنهم قد ضلوا قالوا لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين }
    ولما رجع موسى عليه السلام إليهم ورأى ما هم عليهم من عبادة العجل ومعه الألواح المتضمنة التوراة ألقاها فيقال إنه كسرها وهكذا هو عند أهل الكتاب وإن الله أبدله غيرها وليس في اللفظ القرآني ما يدل على ذلك إلا أنه ألقاها حين عاين ما عاين
    وعند أهل الكتاب : أنهما كانا لوحين وظاهر القرآن أنها ألواح متعددة ولم يتأثر بمجرد الخبر من الله تعالى عن عبادة العجل فأمره بمعاينة ذلك
    ولهذا جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد و ابن حبان عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ليس الخبر كالمعاينة ]
    ثم أقبل عليهم فعنفهم ووبخهم وهجنهم في صنيعهم هذا القبيح فاعتذوا إليه بما ليس بصحيح قالوا : إنا { حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقي السامري } تحرجوا من تملك حلى آل فرعون وهم أهل حرب وقد أمرهم الله بأخذه وأباحه لهم ولم يتحرجوا بجهلهم وقلة علمهم وعقلهم من عبادة العجل الذي له خوار مع الواحد الأحد الفرد الصمد القهار !
    ثم أقبل على أخيه هارون عليهما السلام قائلا له : { يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * ألا تتبعن } أي هلا لما أرأيت ما صنعوا اتبعتني فأعلمتني بما فعلوا فقال : { إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل } أي تركتهم وجئتني وأنت قد استخلفتني فيهم
    { قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين } وقد كان هارون عليه السلام نهاهم عن هذا الصنيع الفظيع أشد النهي وزجرهم عنه أتم الزجر
    قال الله تعالى : { ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به } أي إنما قدر الله أمر هذا العجل وجعله يخور فتنة واختبارا لكم { وإن ربكم الرحمن } أي لا هذا { فاتبعوني } أي فيما أقول لكم { وأطيعوا أمري * قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى } يشهد الله لهارون عليه السلام { وكفى بالله شهيدا } أنه نهاهم وزجرهم عن ذلك فلم يطيعوه ولم يتبعوه
    ثم أقبل موسى على السامري { قال فما خطبك يا سامري } أي ما حملك على ما صنعت ؟ { قال بصرت بما لم يبصروا به } أي رأيت جبريل وهو راكب فرسا : { فقبضت قبضة من أثر الرسول } أي من أثر فرس جبريل وقد ذكر بعضهم أنه رآه وكلما وطئت بحوافرها على موضع أخضر وأعشب فأخذ من أثر حافرها فلما ألقاه في هذا العجل المصنوع من الذهب كان من أمر ما كان ولهذا قال : { فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي * قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس } وهذا دعاء عليه بألا يمس أحدا معاقبة له على مسه ما لم يكن له مسه هذا معاقبة له في الدنيا ثم توعده في الأخرى فقال : { وإن لك موعدا لن تخلفه } وقرئ : { لن نخلفه } { وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا } قال : فعمد موسى عليه السلام إلى هذا العجل فحرقه : قيل : بالنار كما قاله قتادة وغيره وقيل بالمبادر كما قاله علي وابن عباس وغيرهما وهو نص أهل الكتاب ثم ذراه في البحر وأمر بني إسرائيل فشربوا فمن كان من عابديه علق في شفاههم من ذلك الرماد ما يدل عليه وقيل بل اصفرت ألوانهم
    ثم قال تعالى إخبارا عن موسى أنه قال لهم : { إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما }
    وقال تعالى : { إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين } وهكذا وقع وقد قال بعض السلف : { وكذلك نجزي المفترين } مسجلة لكل صاحب بدعة إلى يوم القيامة
    ثم أخبر تعالى عن حلمه ورحمته بخلقه وإحسانه على عبيده في قبوله توبة من تاب إليه بتوبته عليه فقال : { والذين عملوا السيئات ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم }
    لكن لم يقبل الله توبة عابدي العجل إلا بالقتل كما قال تعالى : { وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم } فيقال إنهم أصبحوا يوما وقد أخذ من لم يعبد العجل في أيديهم السيوف وألقى الله عليهم ضبابا حتى لا يعرف القريب قريبه ولا النسيب نسيبه ثم مالوا على عابديه فقتلوهم وحصدوهم فيقال إنهم قتلوا في صبيحة واحدة سبعين ألفا
    ثم قال تعالى : { ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون } استدل بعضهم بقوله : { وفي نسختها } على أنها تكسرت وفي هذا الإستدلال نظر وليس في اللفظ ما يدل على أنها تكسرت والله أعلم
    وقد ذكر ابن عباس في حديث الفتون كما سيأتي : أن عبادتهم العجل كانت على أثر خروجهم من البحر وما هو ببعيد لأنهم حين خرجوا : { قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة } وهكذا عند أهل الكتاب فإن عبادتهم العجل كانت قبل مجيئهم بلاد بيت المقدس وذلك أنهم لما أمروا بقتل من عبد العجل قتلوا في أول يوم ثلاثة آلاف ثم ذهب موسى يستغفر فغفر لهم بشرط أن يدخلوا الأرض المقدسة
    { واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين * واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون * الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون }
    ذكر السدي وابن عباس وغيرهما أن هؤلاء السبعين كانوا علماء بني إسرإئيل ومعهم موسى وهارون ويوشع وناذاب وأبيهو ذهبوا مع موسى عليه السلام ليعتذروا عن بني إسرائيل في عبادة من عبد منهم العجل وكانوا قد أمروا أن يتطيبوا ويتطهروا ويغتسلوا فلما ذهبوا معه واقتربوا من الجبل وعليه الغمام وعود النور ساطع صعد موسى الجبل
    فذكر بنو إسرائيل أنهم سمعوا كلام الله وهذا قد وافقهم عليه طائفة من المفسرين وحملوا عليه قوله تعالى : { وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون }
    وليس هذا بلازم لقوله تعالى : { فأجره حتى يسمع كلام الله } أي مبلغا وهكذا هؤلاء سمعوه مبلغا من موسى عليه السلام
    وزعموا أيضا أن السبعين رأوا الله وهذا غلط منهم لأنهم لما سألوا الرؤية أخذتهم الرجفة كما قال تعالى : { وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون * ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون } وقال هاهنا : { فلما أخذتهم الرجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي }
    قال محمد بن إسحاق : اختار موسى من بني إسرائيل سبعين رجلا الخير فالخير وقال انطلقوا إلى الله فتوبوا إليه بما صنعتم وسلوه التوبة على من تركتم وراءكم من قومكم صوموا وتطهروا وطهروا ثيابكم
    فخرج بهم إلى طور سيناء لميقات وقته له ربه وكان لا يأتيه إلا بإذن منه وعلم فطلب منه السبعون أن يسمعوا كلام الله فقال : أفعل
    فلما دنا موسى من الجبل وقع عليه عمود الغمام حتى تغشي الجبل كله ودنا موسى فدخل في الغمام وقال للقوم : ادنوا وكان موسى إذا كلمه الله وقع على جبهته نور ساطع لا يستطيع أحد من بني آدم أن ينظر إليه فضرب دونه الحجاب ودنا القوم حتى إذا دخلوا في الغمام وقعوا سجودا فسمعوه وهو يكلم موسى يأمره وينهاه : افعل ولا تفعل فلما فرغ الله من أمره وانكشف عن موسى الغمام أقبل إليه فقالوا : { يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة } فأخذتهم الرجفة وهي الصاعقة فأتلفت أرواحهم فماتوا جميعا فقام موسى يناشد ربه ويدعوه ويرغب إليه ويقول : { رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا } أي لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء الذين عبدوا العجل منا فإنا براء مما عملوا
    وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة وابن جريج : إنما أخذتهم الرجفة لأنهم لم ينهوا قومهم عن عبادة العجل وقوله : { إن هي إلا فتنتك } أي اختبارك وابتلاؤك وامتحانك قاله ابن عباس وسعيد بن جبير وأبو العالية والربيع بن أنس وغير واحد من علماء السلف والخلف يعني أنت الذي قدرت هذا وخلقت ما كان من أمر العجل اختبارا تختبرهم به كما : { قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به } أي اختبرتم
    ولهذا قال : { تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء } أي من شئت أضللته باختبارك إياه ومن شئت هديته لك الحكم والمشيئة ولا مانع ولا راد لما حكمت وقضيت
    { أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين * واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك } أي تبنا إليك ورجعنا وأنبنا قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وأبو العالية وإبراهيم التيمي والضحاك والسدي وقتادة وغير واحد وهو كذلك في اللغة
    { قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء } أي أنا أعذب من شئت بما أشاء من الأمور التي أخلقها وأقدرها
    { ورحمتي وسعت كل شيء } كما ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ إن الله لما فرغ من خلق السموات والأرض كتب كتابا فهو موضوع عنده فوق العرش : إن رحمتي تغلب غضبي ] { فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون } أي فسأوجبها حتما لمن يتصف بهذه الصفات : { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي } الآية
    وهذا فيه تنويه بذكر محمد صلى الله عليه وسلم وأمته من الله لموسى عليه السلام في جملة ما ناجاه به وأعلمه وأطلعه عليه وقد تكلمنا على هذه الآية وما بعدها في التفسير بما فيه كفاية ومقنع ولله الحمد والمنة
    وقال قتادة : قال موسى : يارب إني أجد في الألواح أمة هي خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر رب اجعلهم أمتي قال : تلك أمة أحمد
    قال : رب إني أجد في الألواح أمة هم الآخرون في الخلق السابقون في دخول الجنة رب اجعلهم أمتي قال : تلك أمة أحمد
    قال : رب إني أجد في الألواح أمة أناجيلهم في صدورهم يقرءونها وكان من قبلهم يقرءون كتابهم نظرا حتى إذا رفعوها لم يحفظوا شيئا ولم يعرفوه وإن الله أعطاهم من الحفظ شيئا لم يعطه أحدا من الأمم قال : رب اجعلهم أمتي قال : تلك أمة أحمد
    قال : رب إني أجد في الألواح أمة يؤمنون بالكتاب الأول وبالكتاب الآخر ويقاتلون فضول الضلالة حق يقاتلوا الأعور الكذاب فاجعلهم أمتي قال : تلك أمة أحمد
    قال : رب إني أجد في الألواح أمة صدقاتهم يأكلونها في بطونهم ويؤجرون عليها وكان من قبلهم من الأمم إذا تصدق بصدقة فقبلت منه بعث الله عليها نارا فأكلتها وإن ردت عليه تركت فتأكلها السباع والطير وإن الله أخذ صدقاتهم من غنيهم لفقيرهم قال : رب فاجعلهم أمتي قال : تلك أمة أحمد
    قال : رب فإني أجد في الألواح أمة إذا هم أحدهم بحسنة ثم لم يعملها كتبت له عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال : رب اجعلهم أمتي قال : تلك أمة أحمد
    قال : رب إني أجد في الألواح أمة هم المشفعون المشفوع لهم فاجعلهم أمتي قال : تلك أمة أحمد
    قال قتادة : فذكر لنا أن موسى عليه السلام نبذ الألواح وقال : اللهم اجعلني من أمة أحمد
    وقد ذكر كثير من الناس ما كان من مناجاة موسى عليه السلام وأوردوا أشياء كثيرة لا أصل لها ونحن نذكر ما تيسر ذكره من الأحاديث والآثار بعون الله وتوفيقه وحسن هدايته ومعونته وتأييده
    قال الحافط أبو حاتم محمد بن حاتم بن حبان في صحيحه : " ذكر سؤال كليم الله ربه عز وجل عن أدني أهل الجنة وأرفعهم منزلة " أخبرنا عمر بن سعيد الطائي ببلخ حدثنا حامد ابن يحيى البلخي حدثنا سفيان حدثنا مطرف بن طريف وعبد الله بن أبجر شيخان صالحان قالا : سمعنا الشعبي يقول : سمعت المغيرة بن شعبة يقول على المنبر عن النبي صلى الله عليه وسلم : [ إن موسى عليه السلام سأل ربه عز وجل : أي أهل الجنة أدنى منزلة ؟ فقال : رجل يجيء بعدما يدخل أهل الجنة الجنة فيقال له : ادخل الجنة فيقول : كيف أدخل الجنة وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخاذاتهم ؟ فيقال له : أترضي أن يكون لك من الجنة مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا ؟ فيقول : نعم أي رب فيقال : لك هذا ومثله معه فيقول : أي رب رضيت فيقال له : لك مع هذا ما اشتهت نفسك ولذت عينك وسأل ربه : أي أهل الجنة أرفع منزلة ؟ قال : سأحدثك عنهم غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ]
    ومصداق ذلك في كتاب الله عز وجل : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }
    وهكذا رواه مسلم و الترمذي كلاهما عن ابن عمر عن سفيان - وهو ابن عيينة - به ولفظ مسلم : [ فيقال له : أترضي أن يكون لك مثل ملك ملوك من ملوك الدنيا ؟ فيقول : رضيت رب فيقال له : لك ذلك ومثله ومثله ومثله فيقول في الخامسة : رضيت رب فيقال : هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك فيقول : رضيت رب قال : رب فأعلاهم منزلة ؟ قال : أولئك الذين أردت غرس كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر ]
    قال : ومصداقه من كتاب الله : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }
    وقال الترمذي : حسن صحيح : قال : ورواه بعضهم عن الشعبي عن المغيرة فلم يرفعه والمرفوع أصح
    وقال ابن حبان : " ذكر سؤال الكليم ربه عن خصال سبع " : حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم ببيت المقدس حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا السمح حدثه عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ سأل موسى ربه عز وجل عن ست خصال كان يظن أنها له خالصة والسابعة لم يكن موسى يحبها
    قال : يارب أي عبادك أتقي ؟ قال : الذي يذكر ولا ينسى قال : فأي عبادك أهدى ؟ قال : الذي يتبع الهدى قال : فأي عبادك أحكم ؟ قال : الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه قال : فأي عبادك أعلم قال : عالم لا يشبع من العلم يجمع علم الناس إلى علمه قال : فأي عبادك أعز ؟ قال : الذي إذا قدر غفر قال : فأي عبادك أغني ؟ قال : الذي يرضي بما يؤتي قال : فأي عبادك أفقر ؟ قال : صاحب منقوص ]
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ليس الغني عن ظهر إنما الغني غني النفس وإذا أراد الله بعبد خيرا جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه وإذا أراد بعبد شرا جعل فقره بين عينيه ]
    قال ابن حبان : قوله : " صاحب منقوص " يريد به منقوص حالته يستقل ما أوتي ويطلب الفضل
    وقد رواه ابن جرير في تاريخه عن ابن حميد عن يعقوب التميمي عن هارون بن هبيرة عن أبيه عن ابن عباس قال : سأل موسى ربه عز وجل فذكر نحوه وفيه : " قال : أي رب فأي عبادك أعلم ؟ قال : الذي يبتغي علم الناس إلى علمه عسى أن يجد كلمة تهديه إلى الهدى أو ترده عن ردي قال : أي رب فهل في الأرض أحد أعلم مني ؟ قال : نعم الخضر فسأل السبيل إلى لقياه فكان ما سنذكره بعد إن شاء الله وبه الثقة
    * * *
    ذكر حديث آخر بمعنى ما ذكره ابن حبان
    قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن إسحاق حدثنا ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ إن موسى قال : أي رب عبدك المؤمن مقتر عليه في الدنيا ؟ قال : ففتح له باب من الجنة فنظر إليها قال : يا موسى هذا ما أعددت له فقال موسى : يارب وعزتك وجلالك لو كان مقطع اليدين والرجلين يسحب على وجهه منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير بؤسا قط قال : ثم قال : أي رب عبدك الكافر موسع عليه في الدنيا قال : ففتح له باب إلى النار فقال : يا موسى : هذا ما أعددته له فقال موسى : أي رب وعزتك وجلالك لو كانت له الدنيا منذ يوم خلقته إلى يوم القيامة وكان هذا مصيره لم ير خيرا قط ]
    تفرد به أحمد من هذا الوجه وفي صحته نظر والله أعلم
    وقال ابن حبان : " ذكر سؤال كليم الله ربه جل وعلا أن يعلمه شيئا يذكره به " حدثنا ابن سلمة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ قال موسى : يارب علمني شيئا أذكرك به وأدعوك به قال : قل يا موسى : لا إله إلا الله قال : يارب كل عبادك يقول هذا قال : قل لا إله إلا الله قال : إنما أريد شيئا تخصني به قال : يا موسى لو أن أهل السموات السبع والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهم لا إله إلا الله ]
    ويشهد لهذا الحديث حديث البطاقة وأقرب شيء إلى معناه الحديث المروي في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ أفضل الدعاء دعاء عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ]
    وقال ابن أبي حاتم عند تفسير آية الكرسي : حدثنا أحمد بن القاسم بن عطية حدثنا أحمد ابن عبد الرحمن الدسكي حدثني أبي عن أبيه حدثنا أشعث بن إسحاق عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : أن بني إسرائيل قالوا لموسى هل ينام ربك ؟ قال : اتقوا الله ! فناداه ربه عز وجل : يا موسى سألوك هل ينام ربك ؟ فخذ زجاجتين في يديك فقم الليل ففعل موسى فلما ذهب من الليل ثلثه نعس فوقع لركبتيه ثم انتعش فضبطهما حتى إذا كان آخر الليل نعس فسقطت الزجاجتان فانكسرتا فقال : يا موسى لو كنت أنام لسقطت السموات والأرض فهلكن كما هلكت الزجاجتان في يديك ! قال : وأنزل الله على رسوله آية الكرسي
    وقال ابن جرير : حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا هشام بن يوسف عن أمية بن شبل عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكى عن موسى عليه السلام على المنبر قال : [ وقع في نفس موسى عليه السلام هل ينام الله عز وجل ؟ فأرسل الله ملكا فأرقه ثلاثة ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما
    قال : فجعل ينام وكادت يداه تلتقيان فيستيقظ فيحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومة فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان قال : ضرب الله له مثلا : أن لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض ]
    وهذا حديث غريب رفعه والأشبه أن يكون موقوفا وأن يكون أصله إسرائيليا
    * * *
    وقال الله تعالى : { وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون * ثم توليتم من بعد ذلك فولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين } وقال تعالى : { وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون }
    قال ابن عباس وغير واحد من السلف : لما جاءهم موسى بالألواح فيها التوراة أمرهم بقبولها والأخذ بها بقوة وعزم فقالوا : أنشرها علينا فإن كانت أوامرها ونواهيها سهلة قبلناها
    فقال : بل اقبلوها بما فيها فراجعوه مرارا فأمر الله الملائكة فرفعوا الجبل على رءوسهم حتى صار كأنه ظلة - أي غمامة - على رءوسهم وقيل لهم إن لهم تقبلوها بما فيها وإلا سقط هذا الجبل عليكم فقبلوا ذلك وأمروا بالسجود فسجدوا فجعلوا ينظرون إلى الجبل بشق وجوههم فصارت سنة لليهود إلى اليوم يقولون : لا سجدة أعظم من سجدة رفعت عنا العذاب
    وقال سنيد بن داود عن حجاج بن محمد عن أبي بكر بن عبد الله قال : فلما نشرها لم يبق على وجه الأرض جبل ولا شجر ولا حجر إلا اهتز فليس على وجه الأرض يهودي صغير ولا كبير تقرأ عليه التوراة إلا اهتز ونفض لها رأسه
    قال الله تعالى : { ثم توليتم من بعد ذلك } أي ثم بعد مشاهدة هذا الميثاق العظيم والأمر الجسيم نكثتهم عهودكم ومواثيقكم { فلولا فضل الله عليكم ورحمته } بأن تدارككم بالإرسال إليكم وإنزال الكتب عليكم { لكنتم من الخاسرين }
    قصص الأنبياء [ جزء 1 - صفحة 370 ]
    شبكة توب ماكس تكنولوجي
    فقط لطالبي الاعلانات وخدمات الشبكة المدفوعة
    التواصل مع الدعم الفني مباشر من الرابط التالي
    http://www.topmaxtech.net/


    حكم تبعث في نفسي الطاقة
    « عندما نعطي، نحن نلهم الآخرين على العطاء، إما (عطاء) المال أو الوقت أو العلم » .
    عطاؤك بعلمك صدقة جارية بعد موتك
    "حديث شريف " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منها ( أو علم ينتفع به )
    ان للحسنه نور في القلب وسعه في الرزق ومحبه في قلوب الناس

    قل لمن يحمل هماً :: إن همك لن يدوم مثلما تُفنى السعادة هكذا تُفنى الهموم
    من لا يأكل من فأسه .. لا يتكلم من رأسه
    معا من أجل دعم وأثراء المحتوى العربي


  2. #12
    عضو متميز الصورة الرمزية مصمم راقي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    العمر
    42
    المشاركات
    5,113
    معدل تقييم المستوى
    100

    افتراضي

    قال الله تعالى : { وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين * قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لاشية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون * وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون }
    قال ابن عباس وعبيدة السلماني وأبو العالية ومجاهد والسدي وغير واحد من السلف : كان رجل في بني إسرائيل كثير المال وكان شيخا كبيرا وله بنو أخ وكانوا يتمنون موته ليرثوه فعمد أحدهم فقتله في الليل وطرحه في مجمع الطرق ويقال على باب رجل منهم
    فلما أصبح الناس اختصموا فيه وجاء ابن أخيه فجعل يصرخ ويتظلم فقالوا : ما لكم تختصمون ولا تأتون نبي الله ؟ فجاء ابن أخيه فشكا أمر عمه إلى رسول الله موسى صلى الله عليه وسلم فقال موسى عليه السلام : " أنشد الله رجلا عنده علم من أمر هذا القتيل إلا أعلمنا به " فلم يكن عند أحد منهم علم منه وسألوه أن يسأل في هذه القضية ربه عز وجل
    فسأل ربه عز وجل في ذلك فأمره الله أن يأمرهم بذبح بقرة فقال : { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا } يعنون نحن نسألك عن أمر هذا القتيل وأنت تقول لنا هذا ؟ { قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } أي أعوذ بالله أن أقول عنه غير ما أوحى إلي وهذا هو الذي أجابني حين سألته عما سألتموني أن أسأله فيه قال ابن عباس وعبيدة ومجاهد وعكرمة والسدي وأبو العالية وغير واحد : فلو أنهم عمدوا إلى أي بقرة فذبحوها لحصل المقصود منها ولكن شددوا فشدد عليهم وقد ورد فيه حديث مرفوع وفي إسناده ضعف
    فسألوا عن صفتها ثم عن لونها ثم عن سنها فأجيبوا بما عز وجوده عليهم وقد ذكرنا تفسير ذلك كله في التفسير
    والمقصود أنهم أمروا بذبح بقرة عوان وهي الوسط النصف بين الفارض وهي الكبيرة والبكر وهي الصغيرة قاله ابن عباس ومجاهد وأبو العالية وعكرمة والحسن وقتادة وجماعة ثم شددوا وضيقوا على أنفسهم فسألوا عن لونها فأمروا بصفراء فاقع لونها أي مشرب بحمرة تسر الناظرين وهذا اللون عزيز ثم شددوا أيضا { قالوا ادغ لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون }
    ففي الحديث المرفوع الذي رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه : [ لولا أن بني إسرائيل استثنوا لما أعطوا ] وفي صحته نظر والله أعلم
    { قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لاشية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون } وهذه الصفات أضيق مما تقدم حيث أمروا بذبح بقرة ليست بالذلول وهي المذللة بالحراثة وسقي الأرض بالساقية مسلمة وهي الصحيحة التي لا عيب فيها قاله أبو العالية وقتادة وقوله { لاشية فيها } أي ليس فيها لون يخالف لونها بل هي مسلمة من العيوب ومن مخالطة سائر الألوان غير لونها فلما حددها بهذه الصفات وخصرها بهذه النعوت والأوصاف { قالوا الآن جئت بالحق }
    ويقال إنهم لم يجدوا هذه البقرة بهذه الصفة إلا عند رجل منهم كان بارا بأبيه فطلبوها منه فأبي عليهم فأرغبوه في ثمنها حتى أعطوه فيما ذكر السدي بوزنها ذهبا فأبي عليهم حتى أعطوه بوزنها عشر مرات فباعها لهم
    فأمرهم نبي الله بذبحها { فذبحوها وما كادوا يفعلون } أي وهم يترددون في أمرها ثم أمرهم عن الله أن يضربوا ذلك القتيل ببعضها قيل بلحم فخذها وقيل بالعظم الذي يلي الغضروف وقيل بالبضعة التي بين الكتفين فلما ضربوه ببعضها أحياه الله تعالى فقام وهو يشخب أوداجه فسأله نبي الله موسى : من قتلك ؟ قال : قتلني ابن أخي ثم عاد ميتا كما كان
    قال الله تعالى : { كذلك يحي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون } أي كما شاهدتم إحياء هذا القتيل عن أمر الله له كذلك أمره في سائر الموتى إذا شاء إحياءهم أحياهم في ساعة واحدة كما قال : { ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة }
    قصص الأنبياء [ جزء 1 - صفحة 372 ]
    قال الله تعالى : { وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا * فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا * فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا * قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا * قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا * فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا * قال إنك لن تستطيع معي صبرا * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا * قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا * قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا * فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا * قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا * قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا * فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا * قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا * فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا * قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا * أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا * وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا * فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما * وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا }
    قال بعض أهل الكتاب : إن موسى هذا الذي رحل إلى الخضر هو موسى بن منسا بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل وتابعهم على ذلك بعض من يأخذ من صحفهم وينقل عن كتبهم منهم نوف بن فضالة الحميري الشامي البكالي ويقال إنه دمشقي وكانت أمه زوجة كعب الأحبار
    والصحيح الذي دل عليه سياق القرآن ونص الحديث الصحيح الصريح المتفق عليه : أنه موسى بن عمران صاحب بني إسرائيل
    قال البخاري : حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال : أخبرني سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس : إن نوفا البكالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس هو صاحب بني إسرائيل فقال ابن عباس : كذب عدو الله حدثنا أبي بن كعب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ إن موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل : أي الناس أعلم ؟ فقال : أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه فأوحى الله إليه إن لي عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك قال موسى : يارب فكيف لي به ؟ قال : تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل فحيثما فقدت الحوت فهو ثم فأخذ حوتا فجعله في مكتل ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع ابن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رءوسهما فناما واضطرب الحوت في المكتب فخرج منه فسقط في البحر واتخذ سبيله في البحر سربا وأمسك الله عن الحوت جرية الماء فصار عليه مثل الطاق فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبره بالحوت فانطلقا بقية يومهما وليلتهما
    حتى إذا كان من الغد قال موسى لفتاه : { آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } قال ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمره الله به فقال له فتاه : { أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا } قال : فكان للحوت سربا ولموسى ولفتاه عجبا فقال له موسى : { ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا }
    قال : فرجعا يقصان آثارهما حتى انتهيا إلى الصخرة فإذا رجل مسجى بثوب فسلم عليه موسى فقال الخضر وأنى بأرضك السلام ؟ قال : أنا موسى قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم أتيتك لتعلمني مما علمت رشدا : { قال إنك لن تستطيع معي صبرا } يا موسى إني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلمه أنت وأنت على علم من علم الله علمكه الله لا أعلمه
    فقال موسى : { ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا }
    فقال له الخضر : { فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا * فانطلقا } يمشيان على ساحل البحر فمرت بهما سفينة فكلموهم أن يحملوهم فعرفوا الخضر فحملوههم بغير نول فلما ركبا في السفينة لم يفجأ إلا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم فقال له موسى : قوم حملونا بغير نول عمدت إلى سفينتهم فخرقتها { لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا * قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا * قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا }
    قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فكانت الأولى من موسى نسيانا قال : وجاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة فقال له الخضر : ما علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من هذا البحر !
    ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله فقال له موسى : { أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا } قال : وهذه أشد من الأولى { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا }
    { فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض } قال : مائل فقام الخضر { فأقامه } بيده فقال موسى : قوم أتيناهم فلم يطعمونا ولم يضيفونا { لو شئت لاتخذت عليه أجرا * قال هذا فراق بيني وبينك سأنبك } إلى قوله : { ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما ]
    قال سعيد بن جبير : فكان ابن عباس يقرأ : " وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا " وكان يقرأ : " وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين "
    ثم رواه البخاري أيضا عن قتيبة عن سفيان بن عيينة بإسناده نحوه وفيه : " فخرج موسى ومعه فتاه يوشع بن نون ومعهما الحوت حتى انتهيا إلى الصخرة فنزلا عندها قال ؟ فوضع موسى رأسه فنام "
    قال سفيان : وفي حديث غير عمرو قال : وفي أصل الصخرة عين يقال لها الحياة لا يصيب من مائها شيء إلا حيى فأصاب الحوت من ماء تلك العين قال : فتحرك وانسل من المكتل فدخل البحر فلما استيقظ قال موسى لفتاه : { آتنا غداءنا لقد لقينا 00 } الآية وساق الحديث
    وقال : ووقع عصفور على حرف السفينة فغمس منقاره في البحر فقال الخضر لموسى : ما علمي وعلمك وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره وذكر تمام الحديث
    * * *
    وقال البخاري : حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشام بن يوسف : أن ابن جريج أخبرهم قال : أخبرني يعلى بن مسلم وعمرو بن دينار عن سعيد بن جبير يزيد أحدهما على صاحبه وغيرهما قد سمعته يحدثه عن سعيد بن جبير قال : إنا لعند ابن عباس في بيته إذ قال : سلوني فقلت : أي أبا عباس - جعلني الله فداك - بالكوفة رجل قاص يقال له نوف يزعم أنه ليس بموسى بني إسرائيل أما عمرو فقال لي فقال : قد كذب عدو الله وأما يعلى فقال لي : قال ابن عباس : حدثني أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : موسى رسول الله قال : ذكر الناس يوما حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولى فأدركه رجل فقال : أي رسول الله ! هل في الأرض أحد أعلم منك ؟ قال : لا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إلى الله وقيل : بلى قال : أي رب فأين ؟ قال : بمجمع البحرين قال : أي رب اجعل لي علما أعلم ذلك به قال لي عمرو : قال : حيث يفارقك الحوت وقال لي يعلى : قال : خذ نونا ميتا حيت ينفخ فيه الروح
    فأخد حوتا فجعله في مكتل فقال لفتاه : لا أكلفك إلا أن تخبني بحيث يفارقك الحوت قال : ما كلفت كثيرا فذلك قوله جل ذكره : { وإذ قال موسى لفتاه } يوشع بن نون ليست عن سعيد بن جبير قال بينما هو في ظل صخرة في مكان ثريان إذ تضرب الحوت وموسى نائم فقال فتاه لا أوقظه حتى إذا استيقظ نسى أن يخبره وتضرب الحوت حتى دخل البحر فأمسك الله عنه جرية البحر حتى كان أثره في حجر قال لي عمرو : هكذا كان أثره في حجر وحلق بين إبهاميه واللتين تليانهما
    { لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا } قال : قد قطع الله عنك النصب ليست هذه عن سعيد أخبره فرجعا فوجدا خضرا - قال لي عثمان بن أبي سلمان - عن طنفسة خضراء على كبد البحر قال سعيد بن جبير مسجى بثوبه قد جعل طرفه تحت رجليه وطرفه تحت رأسه فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه وقال : هل بأرضي من سلام ؟ من أنت ؟ فقال : أنا موسى قال : موسى بني إسرائيل ؟ قال : نعم قال : فما شأنك ؟ قال : جئتك لتعلمني مما علمت رشدا قال : أما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتيك ؟ يا موسى إن لي علما لا ينبغي لك أن تعلمه وإن لك علما لا ينبغي لي أن أعلمه فأخذ طائر بمنقاره من البحر فقال : والله ماعلمي وعلمك في جنب علم الله كما أخذ هذا الطائر بمنقاره من البحر
    { حتى إذا ركبا في السفينة } وجد معابر صغارا تحمل أهل هذا الساحر إلي أهل هذا الساحل الآخر عرفوه فقالوا : عبد الله الصالح قال : فقلنا لسعيد : خضر ؟ قال : نعم لا نحمله بأجر فخرقها ووتد فيها وتدا { قال } موسى : { أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا } قال مجاهد : منكرا ؟ { قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا } كانت الأولى نسيانا والوسطى شرطا والثالثة عمدا { قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا * فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله } قال يعلى قال سعيد : وجد غلمانا يلعبون فأخذ غلاما كافرا ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين { قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس } لم تعلم
    بالخبيث وكان ابن عباس قرأها : زكية زاكية مسلمة كقولك : غلاما زكيا
    فانطلقا { فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه } قال سعيد بيده هكذا ورفع يده فاستقام قال يعلى : حسبت أن سعيدا قال : فمسح بيده فاستقام : { قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا } قال سعيد أجرا نأكله
    { وكان وراءهم } كان أمامهم قرأها ابن عباس : أمامهم ملك يزعمون عن غير سعيد أنه " هدد بن بدد " والغلام المقتول اسمه يزعمون " جيسور " { ملك يأخذ كل سفينة غصبا } فأردت إذا هي مرت به أن يدعها لعيبها فإذا جاوزوا أصلحوها فانتفعوا بها ومنهم من يقول : سدوها بقارورة ومنهم من يقول بالقار
    { وكان أبواه مؤمنين } وكان كافرا { فخشينا أن يرهقهما ظغيانا وكفرا } أي يحملهما حبه على أن يتابعاه على دينه { فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة } لقوله : { أقتلت نفسا زكية } { وأقرب رحما } هما به أرحم منهما بالأول الذي قتل الخضر
    وزعم غير سعيد بن جبير أنهم أبدلا جارية وأما داود ابن أبي عاصم فقال غير واحد : إنها جارية
    وقد رواه عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : خطب موسى بني إسرائيل فقال : ما أحد أعلم بالله وبأمره مني فأمر أن يلقى هذا الرجل فذكر نحو ما تقدم
    وهكذا رواه محمد بن إسحاق عن الحسن بن عمارة عن الحكم ابن عيينة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كنحو ما تقدم أيضا
    ورواه العوفي عنه موقوفا وقال الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس : أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى فقال ابن عباس : هو خضر فمر بهم أبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال : إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقياه فهل سمعت من رسول الله فيه شيئا ؟ قال : نعم وذكر الحديث
    وقد تقصينا طرق هذا الحديث وألفاظه في تفسير سورة الكهف ولله الحمد
    وقوله : { وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة } قال السهيلى : وهما أصرم وصريم ابنا كاشح { وكان تحته كنز لهما } قيل كان ذهبا قاله عكرمة وقيل علما قاله ابن عباس والأشبه أنه كان لوحا من ذهب مكتوبا في علم قال البزار : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا بشر بن المنذر حدثنا الحارث بن عبد الله اليحصبي عن عياش بن عباس الغساني عن ابن حجيرة عن أبي ذر رفعه قال : [ إن الكنز الذي ذكره الله في كتابه لوح من الذهب مصمت مكتوب فيه : عجبت لمن أيقن بالقدر كيف نصب ؟ وعجبت لمن ذكر النار لم ضحك ؟ وعجبت لمن ذكر الموت كيف غفل ؟ لا إله إلا الله محمد رسول الله ]
    وهكذا روى عن الحسن البصري وعمر مولى غفرة وجعفر الصادق نحو هذا
    وقوله : { وكان أبوهما صالحا } قيل إنه كان الأب السابع وقيل العاشر وعلى كل تقدير : فيه دلالة على أن الرجل الصالح يحفظ في ذريته والله المستعان
    وقوله : { رحمة من ربك } دليل على أنه كان نبيا وأنه ما فعل شيئا من تلقاء نفسه بل بأمر ربه فهو نبي وقيل رسول وقيل ولي وأغرب من هذا من قال إنه كان ملكا قلت وقد أغرب جدا من قال هو ابن فرعون وقيل إنه ابن ضحاك الذي ملك الدنيا ألف سنة
    قال ابن جرير : والذي عليه جمهور أهل الكتاب أنه كان في زمن " أفريدون " ويقال إنه كان على مقدمة ذي القرنين الذي قيل إنه كان أفريدون وذو الفرس هو الذي كان في زمن الخليل وزعموا أنه شرب من ماء الحياة فخلد وهو باق إلى الآن
    وقيل إنه من ولد بعض من آمن بإبراهيم وهاجر معه من أرض بابل وقيل اسمه " ملكان " وقيل " أرميا بن حلقيا " وقيل كان نبيا في زمن سباسب بن بهراسب
    قال ابن جرير : وقد كان بين أفريدون وبين سباسب دهور طويلة لا يجهلها أحد من أهل العلم بالأنساب قال ابن جرير والصحيح أنه كان في زمن أفريدون واستمر حيا إلى أن أدركه موسى عليه السلام وكانت نبوة موسى في زمن " منو شهر " الذي هو من ولد أبرج بن أفريدون أحد ملوك الفرس وكان إليه الملك بعد جده أفريدون لعهده وكان عدلا وهو أول من خندق الخنادق وأول من جعل في كل قرية دهقانا وكانت مدة ملكه قريبا من مائة وخمسين سنة ويقال إنه كان من سلالة إسحاق بن إبراهيم
    وقد ذكر عنه من الخطب الحسان والكلم البليغ النافع الفصيح ما يبهر العقل ويحير السامع وهذا يدل على أنه من سلالة الخليل والله أعلم
    وقد قال الله تعالى : { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين }
    فأخذ الله ميثاق كل نبي على أن يؤمن بمن يجيء بعده من الأنبياء وينصره واستلزم ذلك الإيمان وأخذ الميثاق لمحمد صلى الله عليه وسلم لأنه خاتم الأنبياء فحق على كل نبي أدركه أن يؤمن به وينصره فلو كان الخضر حيا في زمانه لما وسعه إلا اتباعه والإجتماع به والقيام بنصره ولكان من جملة من تحت لوائه يوم بدر كما كان تحتها جبريل وسادات من الملائكة
    وقصارى الخضر عليه السلام أن يكون نبيا وهو الحق أو رسولا كما قيل أو ملكا فيها ذكر وأيا ما كان فجبريل رئيس الملائكة وموسى أشرف من الخضر ولو كان حيا لوجب عليه الإيمان بمحمد ونصرته فكيف إن كان الخضر وليا كما يقوله طوائف كثيرون ؟ فأولى أن يدخل في عموم البعثة وأحرى ولم ينقل في حديث حسن بل ولا ضعيف يعتمد أنه جاء يوما واحدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اجتمع به وما ذكر من حديث التعزية فيه وإن كان الحاكم قد رواه فإسناده ضعيف والله أعلم وسنفرد لخضر ترجمة على حدة بعد هذا
    قصص الأنبياء [ جزء 1 - صفحة 380 ]
    شبكة توب ماكس تكنولوجي
    فقط لطالبي الاعلانات وخدمات الشبكة المدفوعة
    التواصل مع الدعم الفني مباشر من الرابط التالي
    http://www.topmaxtech.net/


    حكم تبعث في نفسي الطاقة
    « عندما نعطي، نحن نلهم الآخرين على العطاء، إما (عطاء) المال أو الوقت أو العلم » .
    عطاؤك بعلمك صدقة جارية بعد موتك
    "حديث شريف " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منها ( أو علم ينتفع به )
    ان للحسنه نور في القلب وسعه في الرزق ومحبه في قلوب الناس

    قل لمن يحمل هماً :: إن همك لن يدوم مثلما تُفنى السعادة هكذا تُفنى الهموم
    من لا يأكل من فأسه .. لا يتكلم من رأسه
    معا من أجل دعم وأثراء المحتوى العربي


  3. #13
    عضو متميز الصورة الرمزية مصمم راقي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    العمر
    42
    المشاركات
    5,113
    معدل تقييم المستوى
    100

    افتراضي

    قال الإمام أبو عبد الرحمن النسائي في كتاب التفسير من سننه عند قوله تعالى في سورة طه : { وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا } : " حديث الفتون "
    حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا يزيد بن هارون حدثنا أصبغ بن زيد حدثنا القاسم ابن أبي أيوب أخبرني سعيد بن جبير قال : سألت عبد الله بن عباس عن قول الله تعالى لموسى : { وفتناك فتونا } فسألته عن الفتون ما هي ؟ فقال : استأنف النهار يا ابن جبير فإن لها حديثا طويلا
    فلما أصبحت غدوت إلى ابن عباس لأتنجز منه ما وعدني من حديث الفتون فقال : تذكر فرعون وجلساؤه ما كان الله وعد إبراهيم عليه السلام أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكا فقال بعضهم : إن بني إسرائيل ينتظرون ذلك ما يشكون فيه وكانوا يظنون أنه يوسف بن يعقوب فلما هلك قالوا : ليس هكذا كان وعد إبراهيم فقال فرعون : فكيف ترون ؟ فأتمروا وأجمعوا أمرهم على أن يبعث رجالا معهم الشفار يطوفون في بني إسرائيل فلا يجدون مولودا ذكرا إلا ذبحوه ففعلوا ذلك
    فلما رأوا أن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم والصغار يذبحون قالوا : توشكون أن تفنوا بني إسرائيل فتصيروا إلى أن تباشروا من الأعمال والخدمة التي كانوا يكفونهم فاقتلوا عاما كل مولود ذكر واتركوا بناتهم ودعوا عاما فلا تقتلوا منهم أحدا فيشب الصغار مكان من يموت من الكبار فإنهم لن يكثروا بمن تستحيون منهم فتخافوا مكاثركم إياكم ولن يفنوا بمن تقتلون وتحتاجون إليهم
    فأجمعوا أمرهم على ذلك فحملت أم موسى بهارون في العام الذي لا يقتل فيه الغلمان فولدته علانية آمنة
    فلما كان من قابل حملت بموسى عليه السلام فوقع قي قلبها الهم والحزن وذلك من الفتون يا ابن جبير ما دخل عليه في بطن أمه مما يراد به فأوحى الله إليها : { لا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين } فأمرها إذا ولدت أن تجعله في تابوت وتلقيه في اليم
    فلما ولدت فعلت ذلك فلما توارى عنها ابنها أتاها الشيطان فقالت في نفسها : ما فعلت بابني ؟ لو ذبح عندي فواريته وكفنته كان أحب إلي من أن ألقيه إلى دواب البحر وحيتانه
    فانتهى الماء به حتى أوفي عند فرضة تستقي منها جواري امرأة فرعون فلما رأينه أخذنه فهممن أن يفتحن التابوت فقال بعضهن : إن في هذا مالا وإنا إن فتحناه لم تصدقنا امرأة الملك بما وجدنا فيه فحملنه كهيئته لم يخرجن منه شيئا حتى دفعنه إليها فلما فتحته رأت فيه غلاما فألقي الله عليه منها محبة لم يلق منها على أحد قط { وأصبح فؤاد أم موسى فارغا } من ذكر كل شيء إلا من ذكر موسى فلما سمع الذباحون بأمره أقبلوا بشفارهم إلى امرأة فرعون ليذبحوه وذلك من الفتون يا ابن جبير !
    فقالت لهم : أقروه فإنه هذا الواحد لا يزيد في بني إسرائيل حتى آتى فرعون فأستوهبه منه فإن وهبه منى كنتم قد أحسنتم وأجملتم وإن أمر بذبحه لم ألمكم فأتت فرعون فقالت : { قرة عين لي ولك } فقال فرعون : يكون لك فأما لي فلا حاجة لي فيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ والذي يحلف به لو أقر فرعون لأن يكون قرة عين له كما أقرت امرأته لهداه الله كما هداها ولكن حرمه ذلك ]
    فأرسلت إلى من حولها إلى كل امرأة لها لأن تختار له ظئرا فجعل كلما أخذته امرأة منهن لترضعه لم يقبل على ثديها حتى أشفقت امرأة فرعون أن يمتنع من اللبن فيموت فأحزنها ذلك فأمرت به فأخرج إلى السوق وجمع الناس ترجو أن تجد له ظئرا تأخذه منها فلم يقبل وأصبحت أم موسى ولها فقالت لأخته : قص أثره واطلبيه هل تسمعين له ذكرا ؟ أحي ابني أم قد أكلته الدواب ؟ ونسيت ما كان الله وعدها فيه
    { فبصرت به } أخته { عن جنب وهم لا يشعرون } والجنب : أن يسمو بصر الإنسان إلى شيء بعيد وهو إلى جنبه لا يشعر به فقالت من الفرح حين أعياهم الظئرات : أنا { أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون } فأخذوها فقالوا : ما يدريك ما نصحهم له ؟ هل تعرفينه ؟ حتى شكوا في ذلك وذلك من الفتون يا ابن جبير ! فقالت : نصحهم له وشفقتهم عليه رغبتهم في صهر الملك ورجاء منفعة الملك فأرسلوها فانطلقت إلى أمها فأخبرتها الخبر فجاءت أمه فلما وضعته في حجرها نزا إلى ثديها فمصه حتى امتلأ جنباه ريا وانطلق البشير إلى امرأة فرعون يبشرها أن قد وجدنا لابنك ظئرا فأرسلت إليها فأتت بها وبه
    فلما رأت ما يصنع بها قالت : امكثي ترضعي ابني هذا فإني لم أحب شيئا حبه قط قالت أم موسى : لا أستطيع أن أترك بيتى وولدي فيضيع فإن طابت نفسك أن تعطينيه فأذهب به إلى بيتي فيكون معى لا آلوه خيرا فعلت فإني غير تاركة بيتي وولدي وذكرت أم موسى ما كان الله وعدها فتعاسرت على امرأة فرعون وأيقنت أن الله منجز موعوده فرجعت إلى بيتها من يومها وأنبته الله نباتا حسنا وحفظه لما قد قضي فيه فلم يزل بنو إسرائيل وهم في ناحية القرية ممتنعين من السخرة والظلم ما كان فيهم
    * * *
    فلما ترعرع قالت امرأة فرعون لأم موسى : أزيريني ابني فوعدتها يوما تزيرها إياه فيه وقالت امرأة فرعون لخزانها وظئورها وقهارمتها : لا يبقين أحد منكم إلا استقبل ابني اليوم بهدية وكرامة لأرى ذلك فيه وأنا باعثة أمينا يحصى كل ما يصنع كل إنسان منكم فلم تزل الهدايا والكرامة والنحل تستقبله من حين خرج من بيت أمه إلى أن دخل على امرأة فرعون فلما دخل عليها نحلته وأكرمته وفرحت به وأنحلت أمه لحسن أثرها عليها ثم قالت : لآتين به فرعون فلينحلنه وليكرمنه
    فلما دخلت به عليه جعله في حجره فتناول موسى لحية فرعون فمدها إلى الأرض فقال الغواة من أعداء الله لفرعون : ألا ترى ما وعد الله إبراهيم نبيه ؟ إنه زعم أنه يرثك ويعلوك ويصرعك ! فأرسل إلى الذباحين ليذبحوه وذلك من الفتون يا ابن جبير بعد كل بلاء أبتلي به وأريد به
    فجاءت امرأة فرعون تسعى إلى فرعون فقالت : ما بدا لك في هذا الغلام الذي وهبته لي ؟ فقال : ألا ترينه يزعم أن يصرعني ويعلوني ؟ فقالت : اجعل بيني وبينك أمرا تعرف فيه الحق ائت بجمرتين ولؤلؤتين فقربهن إليه ! فإن بطش بالؤلؤتين واجتنب الجمرتين عرفت أنه يعقل وإن تناول الجمرتين ولم يرد اللؤلؤتين علمت أن أحدا لا يؤثر الجمرتين على اللؤلؤتين وهو عاقل فقرب إليه الجمرتين واللؤلؤتين فتناول الجمرتين فانتزعهما منه مخافة أن تحرقا يده فقالت المرأة : ألا ترى ؟ فصرفه الله عنه بعد ما كان هم به وكان الله بالغا فيه أمره
    فلما بلغ أشده وكان من الرجال لم يكن أحد من آل فرعون يخلص إلى أحد من بني إسرائيل معه بظلم ولا سخرة حتى امتنعوا كل الإمتناع فبينما موسى عليه السلام يمشي في ناحية المدينة إذا هو برجلين يقتتلان أحدهما فرعوني والآخر إسرائيلي فاستغاثه الإسرائيلي على الفرعوني فغضب موسى غضبا شديدا لأنه تناوله وهو يعلم منزلته من بني إسرائيل وحفظه لهم لا يعلم الناس إلا أنه من الرضاع إلا أم موسى إلا أن يكون الله أطلع موسى من ذلك على ما لم يطلع عليه غيره فوكز موسى الفرعوني فقتله وليس يراهما أحد إلا الله عز وجل والإسرائيلي فقال موسى حين قتل الرجل : { هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين } ثم قال : { رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم * قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين * فأصبح في المدينة خائفا يترقب } الأخبار
    فأيما فرعون فقيل له : إن بني إسرائيل قتلوا رجلا من آل فرعون فخذ لنا بحقنا ولا ترخص لهم فقال : ابغوني قاتله ومن يشهد عليه فإن الملك وإن كان صفوة من قومه لا ينبغي له أن يقتل بغير بينة ولا ثبت فاطلبوا لي علم ذلك آخذ لكم بحقكم
    فبينما هم يطوفون لا يجدون بينة إذا بموسى من الغد قد رأى ذلك الإسرائيلي يقاتل رجل من آل فرعون آخر فإستغاثه الإسرائيلي على الفرعوني فصادف موسى وقد ندم على ما كان منه وكره الذي رأى فغضب الإسرائيلي وهو يريد أن يبطش بالفرعوني فقال للإسرائيلي لما فعل بالأمس واليوم : { إنك لغوي مبين } فنظر الإسرائيلي إلى موسى بعد ما قال له ما قال فإذا هو غضبان كغضبه بالأمس الذي قتل فيه الفرعوني فخاف أن يكون بعد ما قاله له : { إنك لغوي مبين } أن يكون إياه أراد ولم يكن أراده إنما أردا الفرعوني فخاف الإسرائيلي وقال : { يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس } ؟ وإنما قال له مخافة أن يكون إياه أراد موسى ليقتله فتتاركا
    وانطلق الفرعوني فأخبرهم بما سمع من الإسرائيلي من الخبر حين يقول : { أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس } فأرسل فرعون الذباحين ليقتلوا موسى فأخذ رسل فرعون في الطريق الأعظم يمشون على هينتهم يطلبون موسى وهم لا يخافون أن يفوتهم فجاء رجل من شيعة موسى من أقصا المدينة فاختصر طريقا حتى سبقهم إلى موسى فأخبره وذلك من الفتون يا ابن جبير !
    فخرج موسى متوجها نحو مدين لم يلق بلاء قبل ذلك وليس له بالطريق علم إلا حسن ظنه بربه عز وجل فإنه قال : { عسى ربي أن يهديني سواء السبيل * ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان } يعني بذلك حابستين غنمهما فقال لهما : { ما خطبكما } معتزلين الناس قالتا : ليس لنا قوة تزاحم القوم وإنما ننتظر فضول حياضهم فسقى لهما فجعل يغترف من الدلو ماء كثيرا حتى كان أول الرعاء وانصرفتا بغنمهما إلى أبيهما وانصرف موسى فاستظل بشجرة وقال : { رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير }
    واستنكر أبوهما سرعة صدورهما بغنمهما حفلا بطانا فقال : إن لكما اليوم لشأنا فأخبرتاه بما صنع موسى فأمر إحداهما أن تدعوه فأتت موسى فدعته فلما كلمه : { قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين } ليس لفرعون ولا لقومه علينا من سلطان ولسنا في مملكته فقالت إحداهما : { يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين } فاحتملته الغيرة على أن قال لها : ما يدريك ما قوته وما أمانته ؟ فقالت : أما قوته فما رأيت منه في الدلو حين سقى لنا لم أر رجلا قط أقوى في ذلك السقي منه وأما الأمانة فإنه نظر إلى حين أقبلت إليه وشخصت له فلما علم أني امرأة صوب رأسه فلم يرفعه حتى بلغته رسالته ثم قال لي : امشي خلفي وانعتى لي الطريق فلم يفعل هذا إلا وهو أمين فسرى عن أبيها وصدقها وظن به الذي قالت
    فقال له : هل لك { أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشرا فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين } ففعل فكانت على نبي الله مسوى ثماني سنين واجبة وكانت السنتان عدة منه فقضي الله عنه عدته فأتمها عشرا
    قال سعيد - وهو ابن جبير - لقيني رجل من أهل النصرانية من علمائهم فقال : هل تدرى أي الأجلين قضي موسى ؟ قلت : لا وأنا يومئذ لا أدري فلقيت ابن عباس فذكرت ذلك له فقال : أما علمت أن ثمانية كانت على نبي الله واجبة لم يكن نبي الله لينقص منها شيئا ؟ وتعلم أن الله كان قاضيا عن موسى عدته التي وعده فإنه قضى عشر سنين فلقيت النصراني فأخبرته ذلك فقال : الذي سألته فأخبرك أعلم منك بذلك قلت : أجل وأولي
    فلما سار موسى بأهله كان من أمر الناس والعصا ويده ما قص الله عليك في القرآن
    فشكا إلى الله تعالى مايتخوف من آل فرعون في القتيل وعقدة لسانه فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون يكون له ردءا يتكلم عنه بكثير مما لا يفصح به لسانه فأتاه الله عز وجل سؤله وحل عقدة من لسانه وأوحى الله إلى هارون فأمره أن يلقاه
    فاندفع موسى بعصاه حتى لقى هارون فانطلقا جميعا إلى فرعون فأقاما على بابه حينا لا يؤذن لهما ثم أذن لهما بعد حجاب شديد فقالا : { إنا رسولا ربك } قال : { فمن ربكما } فأخبره بالذي قص الله عليك في القرآن قال : فما تريدان ؟ وذكره القتيل فاعتذر بما قد سمعت قال أريد أن تؤمن بالله وترسل معى بني إسرائيل فأبي عليه وقال : { ائت بآية إن كنت من الصادقين * فألقى عصاه فإذا هي } حية عظيمة فاغرة فاها مسرعة إلى فرعون فلما رآها فرعون قاصدة إليه خافها فاقتحم عن سريره وإستغاث بموسى أن يكفها عنه ففعل
    ثم أحرج يده من جيبه فرآها بيضاء من غير سوء يعنى من غير برص ثم ردها فعادت إلى لونها الأول
    فاستشار الملأ من حوله فيما رأى فقالوا له : { إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى } يعني ملكهم الذي هم فيه والعيش وأبوا على موسى أن يعطوه شيئا مما طلب وقالوا له : اجمع السحرة فإنهم بأرضك كثير حتى تغلب بسحرك سحرهما
    فأرسل إلى المدائن فحشر له كل ساحر متعلم فلما أتوا فرعون قالوا : بم يعمل هذا الساحر ؟ قالوا : يعمل بالحيات قالوا : فلا والله ما أحد في الأرض يعمل السحر بالحيات والحبال والعصي الذي نعمل فما أجرنا إن نحن غلبنا ؟ قال لم : أنتم أقاربي وخاصتي وأنا صانع إليكم كل شيء أحببتم فتواعدوا : { يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى }
    قال سعيد : فحدثني ابن عباس أن يوم الزينة اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون والسحرة هو يوم عاشوراء
    فلما اجتمعوا في صعيد قال الناس بعضهم لبعض : انطلقوا فلنحضر هذا الأمر { لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين } يعنون موسى وهارون استهزاء بهما فقالوا يا موسى بعد تريثهم بسحرهم : { إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين } قال بل ألقوا { فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون } فرأى موسى من سحرهم ما أوجس في نفسه خيفة فأوحي الله إليه : { أن ألق عصاك } فلما ألقاها صارت ثعبانا عظيمة فأغرة فاها فجعلت العصا تلتبس بالحبال حتى صارت حرزا للثعابين تدخل فيه حتى ما أبقت عصا ولا حبا إلا ابتلعته
    فلما عرف السحرة ذلك قالوا لو كان هذا سحرا لم يبلغ من سحرنا كل هذا ولكنه أمر من الله تعالى آمنا بالله وبما جاء به موسى ونتوب إلى الله مما كنا عليه
    فكسر الله ظهر فرعون في ذلك الموطن وأشياعه وظهر الحق { وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين }
    وامرأة فرعون بارزة مبتذلة تدعو الله بالنصر لموسى على فرعون وأشياعه فمن رآها من آل فرعون ظن أنها ابتذلت للشفقة على فرعون وأشياعه وإنما كان حزنها وهمها لموسى
    * * *
    فلما طال مكث موسى بمواعيد فرعون الكاذبة كلما جاء بآية وعده عندها أن يرسل معه بني إسرائيل فإذا مضت أخلف موعده وقال هل يستطيع ربك أن يصنع غير هذا ؟ أرسل الله على قومه الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات كل كذلك يشكو إلى موسى ويطلب إليه أن يكفها عنه ليوافقه علي أن يرسل معه بني إسرائيل فإذا كف ذلك عنه أخلف بوعده ونكث عهده حتى أمر الله موسى بالخروج بقومه فخرج بهم ليلا
    فلما أصبح فرعون ورأى أنهم قد مضوا أرسل في المدائن حاشرين فتتبعه بجنود عظيمة كثيرة وأوحى الله إلى البحر : إذا ضربك موسى عبدي بعصاه فانفلق اثنتي عشرة فرقة حتى يجوز موسى ومن معه ثم التق على من بقى بعد من فرعون وأشياعه
    فنسى موسى أن يضرب البحر بالعصا وانتهى إلى البحر وله قصيف مخافة أن يضربه موسى بعصاه وهو غافل فيصير عاصيا لله عز وجل !
    فلما تراءى الجمعان وتقاربا { قال أصحاب موسى إنا لمدركون } افعل ما أمرك به ربك فإنه لم يكذب ولم تكذب قال : وعدني ربي إذا أتيت البحر انفرق اثنتي عشرة فرقة حتى أجاوزه ثم ذكر بعد ذلك العصا فضرب البحر بعصاه حين دنا أوائل جند فرعون من أواخر جند موسى فانفرق البحر كما أمره ربه وكما وعد موسى فلما أن جاوز موسى وأصحابه كهم البحر ودخل فرعون وأصحابه التقي عليهم البحر كما أمر فلما جاوز موسى البحر قال أصحابه : إنا نخاف ألا يكون فرعون غرق ولا نؤمن بهلاكه فدعا ربه فأخرجه له ببدنه حتى استيقنوا بهلاكه
    * * *
    ثم مروا بعد ذلك على قوم يعكفون على أصنام لهم : { قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون * إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون } قد رأيتم من العبر وسمعتم ما يكفيكم
    ومضى فأنزلهم موسى منزلا وقال : أطيعوا هارون فإن الله قد استخلفه عليكم فإني ذاهب إلى ربي وأجلهم ثلاثين يوما أن يرجع إليهم فيها
    فلما أتي ربه عز وجل وأراد أن يكلمه في ثلاثين يوما وقد صامهن ليلهن ونهارهن كره أن يكلم ربه وريح فيه ريح فم الصائم فتناول موسى شيئا من نبات الأرض فمضغه فقال له ربه حين أتاه لم أفطرت ؟ - وهو أعلم بالذي كان - قال : يارب إني كرهت أن أكلمك إلا وفمي طيب الريح قال : أوما علمت يا موسى أن ريح فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك ! ارجع فصم عشرا ثم ائتني ففعل موسى ما أمره به ربه
    فلما رأى قوم موسى أنه لم يرجع إليهم في الأجل ساءهم ذلك وكان هارون قد خطبهم فقال : إنكم خرجتم من مصر ولقوم فرعون عندكم عواري وودائع ولكم فيها مثل ذلك وأنا أرى أن تحتسبوا ما لكم عندهم ولا أحل لكم وديعة استودعتموها ولا عارية ولسنا برادين إليهم شيئا من ذلك ولا ممسكيه لأنفسنا فحفر حفيرا وأمر كل قوم عندهم من ذلك متاع أو حلية أن يقذفوه في ذلك الحفير ثم أوعد عليه النار فأحرقه فقال : لا يكون لنا ولا لهم
    وكان السامري من قوم يعبدون البقر جيران لبني إسرائيل ولم يكن من بني إسرائيل فاحتمل مع موسى وبني إسرائيل حين احتملوا فقضي له أن رأى أثرا فقبض منه قبضة فمر بهارون فقال له هارون : يا سامري ألا تلقي ما في يديك ؟ وهو قابض عليه لا يراه أحد طوال ذلك فقال : هذه قبضة من أثر الرسول الذي جاوز بكم البحر ولا ألقيها لشيء إلا أن تدعو الله إذا ألقيتها أن يكون ما أريد فألقاها ودعا له هارون فقال : أريد أن تكون عجلا فاجتمع ما كان في الحفرة من متاع أو حلية أو نحاس أو حديد فصار عجلا أجوف ليس فيه روح وله خوار
    قال ابن عباس : لا والله ما كان فيه صوت قط إنما كانت الريح تدخل من دبره وتخرج من فيه فكان ذلك الصوت من ذلك
    فتفرق بنو إسرائيل فرقا فقالت فرقة : يا سامري ما هذا وأنت أعلم له ؟ قال : هذا ربكم ولكن موسى أضل الطريق !
    وقالت فرقة : لا نكذب بهذا حتى يرجع إلينا موسى فإن كان ربنا لم نكن ضيعناه وعكفنا عليه حين رأيناه وإن لم يكن ربنا فإنا نتبع قول موسى
    وقالت فرقة : هذا من عمل الشيطان وليس بربنا ولا نؤمن به ولا نصدق وأشرب فرقة في قلوبهم الصدق بما قال السامري في العجل وأعلنوا عدم التكذيب به
    فقال لهم هارون عليه السلام : { يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن } ليس هذا
    قالوا : فما بال موسى وعدنا ثلاثين يوما ثم أخلفنا ؟ هذه أربعون يوما قد مضت وقال سفهاؤهم : أخطأ ربه فهو يطلبه ويبتغيه
    فلما كلم الله موسى وقال له ما قال أخبره بما لقي قومه من بعده : { فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا } فقال لهم ما سمعتم مما في القرآن { وأخذ برأس أخيه يجزه إليه } وألقى الألواح من الغضب ثم إنه عذر أخاه بعذره واستغفر له وانصرف إلى السامري فقال له : ما حملك على ما صنعت ؟ قال : قبضت قبضة من أثر الرسول وفطنت لها وعميت عليكم { فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي * قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا } ولو كان إلها لم يخلص إلى ذلك منه
    فاستيقن بنو إسرائيل بالفتنة واغتبط الذين كان رأيهم فيه مثل رأى هارون فقالوا لجماعتهم : يا موسى سل لنا ربك أن يفتح لنا باب توبة نصنعها فتكفر عنا ما عملنا فاختار موسى من قومه سبعين رجلا لذلك لا يألوا الخير من خيار بني إسرائيل ومن لم يشرك في الحق فانطلق بهم يسأل لهم التوبة فرجفت بهم الأرض
    فاستحيا نبي الله عليه السلام من قومه ومن وفده حين فعل بهم ما فعل فقال : { رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا } وفيهم من كان الله اطلع منه على ما أشرب قلبه من حب العجل وإيمانه به لذلك رجفت بهم الأرض فقال : { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون * والذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل }
    فقال : يارب سألتك التوبة لقومي فقلت : إن رحمتي كتبتها لقوم غير قومي فليتك أخرتني حتى تخرجني في أمة ذلك الرجل المرحوم فقال له : إن توبتهم أن يقتل كل رجل منهم من لقي من والد وولد فيقتله السيف ولا يبالي من قتل في ذلك الموطن
    وتاب أولئك الذين كان خفي على موسى وهارون أمرهم واطلع الله من ذنوبهم فاعترفوا بها وفعلوا ما أمروا وغفر الله للقاتل والمقتول
    ثم سار بهم موسى عليه السلام متوجها نحو الأرض المقدسة وأخذ الألواح بعد ما سكت عنه الغضب فأمرهم بالذي أمر به من الوظائف فثقل ذلك عليهم وأبوا أن يقروا بها فنتق الله عليهم الجبل كأنه ظلة ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم فأخذوا الكتاب بأيمانهم وهم مصغون ينظرون إلى الجبل والكتاب بأيديهم وهم من وراء الجبل مخافة أن يقع عليهم ثم مضوا حتى أتوا الأرض المقدسة فوجدوا مدينة فيها قوم جبارون خلقهم خلق منكر وذكروا من ثمارهم أمرا عجبا من عظمها فقالوا : { يا موسى إن فيها قوما جبارين } لا طاقة لنا بهم ولا ندخلها ما داموا فيها { فإن يخرجوا منها فإنا داخلون }
    { قال رجلان من الذين يخافون } قيل ليزيد : هكذا قرأه ؟ قال : نعم من الجبارين آمنا بموسى وخرجا إليه فقالوا : نحن أعلم بقومنا إن كنتم إنما تخافون ما رأيتم من أجسامهم وعددهم فإنهم لا قلوب لهم ولا منعة عندهم فادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ويقول أناس : إنهم من قوم موسى
    فقال الذين يخافون من بني إسرائيل : { يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } فأغضبوا موسى فدعا عليهم وسماهم فاسقين ولم يدع عليهم قبل ذلك لما رأى منهم من المعصية وإساءتهم حتى كان يومئذ فاستجاب الله له وسماهم كما سماهم موسى فاسقين فحرمها عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض يصبحون كل يوم فيسيرون ليس لهم قرار ثم ظلل عليهم الغمام في التيه وأنزل عليهم المن والسلوى وجعل لهم ثيابا لا تبلى ولا تتسخ وجعل بين ظهرانيهم حجرا مربعا وأمر موسى فضربه بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا في كل ناحية ثلاثة أعين وأعلم كل سبط عينهم التي يشربون منها فلا يرتحلون من محلة إلا وجدوا ذلك الحجر بينهم بالمكان الذي كان فيه بالمنزل الأول بالأمس
    رفع ابن عباس هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصدق ذلك عندي أن معاوية سمع ابن عباس يحدث هذا الحديث فأنكر عليه أن يكون الفرعوني الذي أفشى على موسى أمر القتيل الذي قتل فقال : كيف يفشي عليه ولم يكن علم به ولا ظهر عليه إلا الإسرائيلي الذي حضر ذلك ؟ فغضب ابن عباس فأخذ بيت معاوية وانطلق به إلى سعد بن مالك الزهري فقال له : يا أبا إسحاق هل تذكر يوم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتيل موسى الذي قتل من آل فرعون ؟ الإسرائيلي الذي أفضي عليه أم الفرعوني ؟ قال : إنما أفشى عليه الفرعوني بما سمع من الإسرائيلي الذي شهد ذلك وحضره
    وهكذا ساق هذا الحديث الإمام النسائي وأخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم في تفسيرهما من حديث يزيد بن هارون
    والأشبه - والله أعلم - أنه موقوف وكونه مرفوعا فيه نظر
    وغالبة متلقى من الإسرائيليات وفيه شيء يسير مصرح برفعه في أثناء الكلام
    وفي بعض ما فيه نظر ونكارة والأغلب أنه من كلام كعب الأحبار وقد سمعت شيخنا الحافظ أبا الحجاح المزي يقول ذلك والله أعلم
    قصص الأنبياء [ جزء 1 - صفحة 392 ]
    شبكة توب ماكس تكنولوجي
    فقط لطالبي الاعلانات وخدمات الشبكة المدفوعة
    التواصل مع الدعم الفني مباشر من الرابط التالي
    http://www.topmaxtech.net/


    حكم تبعث في نفسي الطاقة
    « عندما نعطي، نحن نلهم الآخرين على العطاء، إما (عطاء) المال أو الوقت أو العلم » .
    عطاؤك بعلمك صدقة جارية بعد موتك
    "حديث شريف " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منها ( أو علم ينتفع به )
    ان للحسنه نور في القلب وسعه في الرزق ومحبه في قلوب الناس

    قل لمن يحمل هماً :: إن همك لن يدوم مثلما تُفنى السعادة هكذا تُفنى الهموم
    من لا يأكل من فأسه .. لا يتكلم من رأسه
    معا من أجل دعم وأثراء المحتوى العربي


  4. #14
    عضو متميز الصورة الرمزية مصمم راقي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    العمر
    42
    المشاركات
    5,113
    معدل تقييم المستوى
    100

    افتراضي

    قال أهل الكتاب : وقد أمر الله موسى عليه السلام بعمل قبة من خشب الشمشاز وجلود الأنعام وشعر الأنعام وأمر بزينتها بالحرير المصبغ والذهب والفضة على كيفيات مفصلة عند أهل الكتاب ولها عشر سرادقات طول كل واحد ثمانية وعشرون ذراعا وعرضه أربعة أذرع ولها أربعة أبواب وأطناب من حرير ودمقس مصبغ وفيها رفوف وصفائح من ذهب وفضة ولكل زواية بابان وأبواب أخر كبيرة وستور من حرير مصبغ وغير دلك مما يطول ذكره وبعمل تابوت من خشب الشمشاز يكون بطوله ذراعين ونصفا وعرضه ذراعين وارتفاعه ذراعا ونصفا ويكن مضببا بذهب خالص من داخله وخارجه وله أربع حلق في أربع زواياه ويكون على حافتيه كروبيان من ذهب - يعنون صفة ملكين بأجنحة - وهما متقابلان صنعة رجل اسمه : " بصليال "
    وأمره أن يعمل مائدة من خشب الشمشاز طولها ذراعان وعرضها ذراعان ونصف لها ضباب ذهب وإكليل ذهب بشفة مرتفعة بإكليل من ذهب وأربع حلق من نواحيها من ذهب مغرزة في مثل الرمان من خشب ملبس ذهبا وأن يعمل صحافا ومصافي وقصاعا على المائدة ويصنع منارة من الذهب دلي فيها ست قصبات من ذهب من كل جانب ثلاثة على كل قصبة ثلاثة سرج وليكن في المنارة أربع قناديل ولتكن هي وجميع هذه الآنية من ذهب صنع ذلك " بصليال " أيضا وهو الذي عمل المذبح أيضا
    ونصبت هذه القبة أول يوم من سنتهم وهو أول يوم من الربيع ونصب تابوت الشهادة وهو - والله أعلم - المذكور في قوله تعالى : { إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين }
    وقد بسط هذا الفصل في كتابهم مطولا جدا وفيه شرائع لهم وأحكام وصفة قربانهم وكيفيته وفيه أن قبة الزمان كانت موجودة قبل عبادتهم العجل الذي هو متقدم على مجيئهم بيت المقدس وأنها كانت لهم كالكعبة يصلون فيها وإليها ويتقربون عندها وأن موسى عليه السلام كان إذا دخلها يقفون عندها وينزل عمود الغمام على بابها فيخرون عند ذلك سجدا لله عز وجل
    ويكلم الله موسى عليه السلام من ذلك العمود الغمام الذي هو نور ويخاطبه ويناجيه ويأمره وينهاه وهو واقف عند التابوت صامد إلى ما بين الكروبيين فإذا فصل الخطاب يخبر بني إسرائيل بما أوحاه الله عز وجل إليه من الأوامر والنواهي
    وإذا تحاكموا إليه في شيء ليس عنده من الله فيه شيء يجيء إلى قبة الزمان ويقف عند التابوت ويصمد لما بين ذينك الكروبيين فيأتيه الخطاب بما فيه فصل تلك الحكومة
    وقد كان هذا مشروعا لهم في زمانهم أعنى استعمال الذهب والحرير المصبغ واللآلئ في معبدهم وعند مصلاهم فأما في شريعتنا فلا بل قد نهينا عن زخرفة المساجد وتزيينها لئلا تشغل المصلين كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما وسع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم للذي وكله على عمارته : ابن للناس ما يكنهم وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس وقال ابن عباس : لا تزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى كنائسها
    وهذا من باب التشريف والتكريم والتنزيه فهذه الأمة غير مشابهة من كل قبلهم من الأمم إذ جمع الله هممهم في صلاتهم على التوجه إليه والإقبال عليه وصان أبصارهم وخواطرهم عن الإشتغال والتفكير في غير ما هم بصدده من العبادة العظيمة فلله الحمد والمنة
    وقد كانت قبة الزمان هذه مع بني إسرائيل في التيه يصلون إليه وهي قبلتهم وكعبتهم وإمامهم كليم الله موسى عليه السلام ومقدم القربان أخوه هارون عليه السلام
    فلما مات هارون ثم موسى عليهما السلام استمر بنو هارون في الذي كان يليه أبوهم من أمر القربان وهو فيهم إلى الآن
    وقام بأعباء النبوة بعد موسى وتدبير الأمر بعده فتاه يوشع بن نون عليه السلام وهو الذي دخل بهم بيت المقدس كما سيأتي بيانه
    والمقصود هنا أنه لما استقرت يده على البيت المقدس نصب هذه القبة على صخرة بيت المقدس فكانوا يصلون إليها فلما بادت صلوا إلى محلتها وهي الصخرة فلهذا كانت قبلة الأنبياء بعده إلى زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صلى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة وكان يجعل الكعبة بين يديه فلما هاجر أمر بالصلاة إلى بيت المقدس فصلي إليه ستة عشر - وقيل سبعة عشر - شهرا
    ثم حولت القبلة إلى الكعبة وهي قبلة إبراهبم الخليل في شعبان سنة ثنتين في وقت صلاة العصر وقبل الظهر كما بسطنا ذلك في التفسير عند قوله تعالى : { سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها } إلى قوله : { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام } الآيات
    قصص الأنبياء [ جزء 1 - صفحة 395 ]
    قال الله تعالى : { إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولى القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين * وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين * قال إنما أوتيته على علم عندي أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون * فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا ياليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون * فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين * وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون * تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين }
    قال الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان قارون ابن عم موسى وكذا قال إبراهيم النخعي وعبد الله بن الحارث بن نوفل وسماك بن حرب وقتادة ومالك بن دينار وابن جريج وزاد فقال : هو قارون بن يصهب بن قاهث وموسى ابن عمران بن قاهث قال ابن جرير : وهذا قول أكثر أهل العلم أنه كان ابن عم موسى ورد قول ابن إسحاق أنه كان عم موسى قال قتادة : وكان يسمى المنور لحسن صوته بالتوراة ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري فأهلكه البغي لكثرة ماله وقال شهر بن حوشب : زاد في ثيابه شبرا طولا ترفعا على قومه
    وقد ذكر الله تعالى كثر كنوزه حتى إن مفاتحه كان يثقل حملها على الفئام من الرجال الشداد وقد قيل إنها كانت من الجلود وإنها كانت تحمل على ستين بغلا فالله أعلم
    وقد وعظه النصحاء من قومه قائلين : { لا تفرح } أي لا تبطر بما أعطيت وتفخر على غيرك { إن الله لا يحب الفرحين * وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة } يقولون : لتكن همتك مصروفة لتحصيل ثواب الله في الدار الآخرة فإنه خير وأبقى ومع هذا : { لا تنس نصيبك من الدنيا } أي وتناول منها بمالك ما أحل الله لك فتمتع لنفسك بالملاذ الطيبة الحلال { وأحسن كما أحسن الله إليك } أي وأحسن إلى خلق الله كما أحسن الله خالقهم وبارئهم إليك { ولا تبغ الفساد في الأرض } أي ولا تسئ إليهم ولا تفسهم فيهم فتقابلهم ضد ما أمرت فيهم فيعاقبك ويسلبك ما وهبك : { إن الله لا يحب المفسدين }
    فما كان جواب قومه لهذه النصيحة الصحيحة الفصيحة إلا أن { قال إنما أوتيته على علم عندي } يعنى أنا لا أحتاج إلى استماع ما ذكرتم ولا إلى ما إليه أشرتم فإن الله إنما أعطاني هذا لعلمه أني أستحقه وأني أهل له ولولا أني حبيب إليه وحظي عنده لما أعطاني ما أعطاني
    قال الله تعالى ردا عليه فيما ذهب إليه : { أو لم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد مئه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون } أي قد أهلكنا من الأمم الماضين بذنوبهم وخطياهم من هو أشد من قارون قوة وأكثر أموالا وأولادا فلو كان ما قال صحيحا لم نعاقب أحدا ممن كان أكثر مالا منه ولم يكن ماله دليلا على محبتنا له واعتنائنا به كما قال تعالى : { وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا } وقال تعالى : { أيحسبون أنما نمدهم به مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون } وهذا الرد عليه يدل على صحة ما ذهبنا إليه من معنى قوله : { إنما أوتيته على علم عندي }
    وأما من زعم أن المراد من ذلك أنه كان يعرف صنعة الكيمياء لو أنه كان يحفظ الإسم الأعظم فاستعمله في جمع الأموال فليس بصحيح لأن الكيمياء تخييل وصنعة ولا تحيل الحقائق ولا تشابه صنعة الخالق والإسم الأعظم لا يصعد الدعاء به من كافر به وقارون كان كافرا في الباطن منافقا في الظاهر ثم لا يصح جوابه لهم بهذا على التقدير ولا يبقى بين الكلامين تلازم وقد وضحنا هذا في كتابنا التفسير ولله الحمد
    قال الله تعالى : { فخرج على قومه في زينته } ذكر كثير من المفسرين أنه خرج في تجمل عظيم من ملابس ومراكب وخدم وحشم فلما رآه من يعظم زهرة الحياة الدنيا تمنوا أن لو كانوا مثله وغبطوا بما عليه وله فلما سمع مقالتهم العلماء ذوو الفهم الصحيح الزهاد الأنباء قالوا لهم : { ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا } أي ثواب الله في الدار الآخرة خير وأبقى وأجل وأعلى قال الله تعالى : { ولا يلقاها إلا الصابرون } أي وما يلقى هذه النصيحة وهذه المقالة وهذه الهمة السامية إلى الدار الآخرة العلية عند النظر إلى زهرة هذه الدنيا الدنية إلا من هدى الله قلبه وثبت فؤاده وأيد لبه وحقق مراده
    وما أحسن ما قال بعض السلف : إن الله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات والعقل الكامل عند حلول الشهوات
    قال الله تعالى : { فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين }
    لما ذكر تعالى خروجه في زينته واختياله فيها وفخره على قومه بها قال : { فخسفنا به وبداره الأرض } كما روى البخاري من حديث الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ بينا رجل يجر إزاره إذ خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلي يوم القيامة ]
    ثم رواه البخاري من حديث جرير بن زيد عن سالم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وقد ذكر عن ابن عباس والسدي : أن قارون أعطى امرأة بغيا ما لا على أن تقول لموسى عليه السلام وهو في ملأ من الناس : إنك فعلت بي كذا وكذا فيقال إنها قالت له ذلك فأرعد من الفرق وصلى ركعتين ثم أقبل عليها فاستحلفها من ذلك على ذلك وما حملك عليه فذكرت أن قارون هو الذي حملها على ذلك واستغفرت الله وتابت إليه فعند ذلك خر موسى لله ساجدا ودعا الله على قارون فأوحى الله إليه : إني قد أمرت الأرض أن تطيعك فيه فأمر موسى الأرض أن تبتلعه وداره فكان ذلك والله أعلم
    وقد قيل إن قارون لما خرج على قومه في زينته مر بجحفله وبغاله وملابسه على مجلس موسى عليه السلام وهو يذكر قومه بأيام الله فلما رآه الناس انصرفت وجوه كثير منهم ينظرون إليه فدعاه موسى عليه السلام فقال له : ما حملك على هذا ؟ ققال : يا موسى أما لئن كنت فضلت علي بالنبوة فقد فضلت عليك بالمال ولئن شئت لتخرجن فلتدعون على ولأدعون عليك
    فخرج موسى وخرج قارون في قومه فقال له موسى : تدعو أو أدعو أنا ؟ قال : أدعو أنا فدعا قارون فلم يجب له في موسى فقال موسى : أدعو ؟ قال : نعم فقال موسى : اللهم مر الأرض فلتطعني اليوم فأوحى الله إليه : إني قد فعلت فقال موسى : يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى أقدامهم ثم قال : خذيهم فأخذتهم إلى ركبهم ثم إلى مناكبهم ثم قال : أقبلي بكنهوزهم وأموالهم فأقبلت بها حتى نظروا إليها ثم أشار موسى بيده فقال : اذهبوا بني لاوي فاستوت بهم الأرض
    وقد روى عن قتادة أنه قال : يخسف بهم كل يوم قامة إلى يوم القيامة وعن ابن عباس أنه قال : خسف بهم إلى الأرض السابعة وقد ذكر كثير من المفسرين هاهنا إسرائيليات كثيرة أضربنا عنها صفحا وتركناها قصدا
    وقوله تعالى : { فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين } لم يكن ناصر له من نفسه ولا من غيره كما قال : { فما له من قوة ولا ناصر }
    ولما حل به ما حل من الخسف وذهاب الأموال وخراب الدار وإهلاك النفس والأهل والعقار ندم من كان يتمني مثل ما أوتي وشكروا الله تعالى الذي يدبر عباده بما يشاء من حسن التدبير المخزون ولهذا قالوا : { لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون } وقد تكلمنا على لفظ : { ويكأن } في التفسير وقد قال قتادة ويكأن بمعنى ألم ترأن وهذا قول حسن من حيث المعنى والله أعلم
    ثم أخبر تعالى : أن { الدار الآخرة } وهي دار القرار وهي الدار التي يغبط من أعطيها ويعزى من حرمها إنما هي معدة { للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا } فالعلو هو التكبر والفخر والأشر والبطر
    والفساد هو عمل المعاصي اللازمة والمتعدية من أخذ أموال الناس وإفساد معايشهم والإساءة إليهم وعدم النصح لهم
    ثم قال تعالى : { والعاقبة للمتقين }
    وقصة قارون هذه قد تكون قبل خروجهم من مصر لقوله : { فخسفنا به وبداره الأرض } فإن الدار ظاهرة في البنيان وقد تكون بعد ذلك في التيه وتكون الدار عبارة على المحلة التي تضرب فيها الخيام كما قال عنترة :
    ( يا دار عبلة بالجواء تكلمي ... وعمى صباحا دار عبلة واسلمي )
    والله أعلم
    وقد ذكر الله تعالى مذمة قارون في غير ما آية من القرآن قال الله : { ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين * إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب }
    وقال تعالى في سورة العنكبوت بعد ذكر عاد وثمود : { وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين * فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون }
    فالذي خسف به الأرض قارون كما تقدم والذي أغرق فرعون وهامان وجنودهما أنهم كانوا خاطئين
    وقد قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد حدثنا كعب بن علقمة عن عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوما فقال : [ من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف ] انفرد به أحمد رحمه الله
    قصص الأنبياء [ جزء 1 - صفحة 400 ]
    شبكة توب ماكس تكنولوجي
    فقط لطالبي الاعلانات وخدمات الشبكة المدفوعة
    التواصل مع الدعم الفني مباشر من الرابط التالي
    http://www.topmaxtech.net/


    حكم تبعث في نفسي الطاقة
    « عندما نعطي، نحن نلهم الآخرين على العطاء، إما (عطاء) المال أو الوقت أو العلم » .
    عطاؤك بعلمك صدقة جارية بعد موتك
    "حديث شريف " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منها ( أو علم ينتفع به )
    ان للحسنه نور في القلب وسعه في الرزق ومحبه في قلوب الناس

    قل لمن يحمل هماً :: إن همك لن يدوم مثلما تُفنى السعادة هكذا تُفنى الهموم
    من لا يأكل من فأسه .. لا يتكلم من رأسه
    معا من أجل دعم وأثراء المحتوى العربي


  5. #15
    عضو متميز الصورة الرمزية مصمم راقي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    العمر
    42
    المشاركات
    5,113
    معدل تقييم المستوى
    100

    افتراضي

    قال الله تعالى : { واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا * وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا * ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا }
    وقال تعالى : { قال يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين }
    وتقدم في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ لا تفضلوني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فأجد موسى باطشا بقائمة العرش فلا أدري أصعق فأفاق قبلي ؟ أم جوزي بصعقة الطور ؟ ]
    وقد قدمنا أنه من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من باب الهضم والتواضع وإلا فهو - صلوات الله وسلامه عليه - خاتم الأنبياء وسيد ولد آدم في الدنيا والآخرة قطعا جزما لا يحتمل النقيض
    وقال تعالى : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط } إلى أن قال : { ورسلا قد قصصناهم عليك ورسلا لم نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما }
    وقال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها }
    قال الإمام أبو عبد الله البخاري : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ابن روح بن عبادة عن عوف عن الحسن ومحمد وخلاس عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن موسى كان رجلا حييا ستيرا لا يرى من جلده شيء استحياء منه ] فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا : ما يستتر هذا التستر إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدرة وإما آفة وإن الله عز وجل أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يوما وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل على ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه وطلب ألحجر فجعل يقول : ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرأئيل فرأوه عريانا أحسن ما خلق الله وبرأه الله مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا فذلك قوله عز وجل : { يا أيها اللذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها }
    وقد رواه الإمام أحمد من حديث عبد الله بن شقيق وهمام بن منبه عن أبي هريرة به وهو في الصحيحين من حديث عبد الرزاق عن معمر عن ثمام عنه به ورواه مسلم من حديث عبد الله بن شقيق العقيلي عنه
    قال بعض السلف : كان من وجاهته أنه شفع في أخيه عند الله وطلب منه أن يكون معه وزيرا فأجابه الله إلى سؤاله وأعطاه طلبته وجعله نبيا ؟ قال { ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا }
    ثم قال البخاري : حدثنا أبو الوليد : حدثنا شعبة عن الأعمش قال : سمعت أبا وائل قال : سمعت عبد الله قال : قسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قسما فقال رجل : إن هذه القسكة ما أريد بها وجه الله فأتيت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فأخبرته فغضب حتى رأيت الغضب في وجهه ثم قال : [ يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر ]
    وكذا رواه مسلم من غير وجه عن سليمان بن مهران الأعمش به
    وقال الإمام أحمد : حدثنا أحمد بن حجاج سمعت إسرائيل بن يونس عن الوليد بن أبي هاشم مولى لهمدان عن زيد بن أبي زائد عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : [ لا يبلغني أحد من أحد شيئا فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر ] قال : وأتي رسول الله مال فقسمه قال : فمررت برجلين وأحدهما يقول لصاحبه : والله ما أراد محمد بقسمته وجه الله ولا الدار الآخرة فثبت حتى سمعت ما قالا ثم أتيت رسول الله فقلت : يا رسول الله إنك قلت لنا لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا وإني مررت بفلان وفلان
    وهما يقولان كذا وكذا فاحمر وجه رسول الله وشق عليه ثم قال : [ دعنا منك فقد أوذي موسى أكثر من ذلك فصبر ]
    وهكذا رواه أبو داود و الترمذي من حديث إسرائيل عن الوليد بن أبي هاشم به وفي رواية للترمذي و لأبي داود من طريق ابن عبد عن إسرائيل عن السدي عن الوليد به وقال الترمذي : غريب من هذا الوجه
    وقد ثبت في الصحيحين في أحاديث الإسراء : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بموسى وهو قائم يصلى في قبره ورواه مسلم عن أنس
    وفي الصحيحين من رواية قتادة عن أنس عن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر ليلة أسرى به بموسى في السماء السادسة فقال له جبريل : هذا موس فسلم عليه قال : [ فسلمت عليه فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح فلما تجاوزت بكى قيل له ما يبكيك ؟ قال : أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخله من أمتي ]
    وذكر إبراهيم في السماء السابعة وهذا هو المحفوظ
    وما وقع في حديث شريك بن أبي نمر عن أنس من أن إبراهيم في السادسة وموسى في السابعة بتفضيل كلام الله - فقد ذكر غير واحد من الحفاظ : أن الذي عليه الجادة : أن موسى في السادسة وإبراهيم في السابعة وأنه مسند ظهره إلى البيت المعمور الذي يدخله كل يوم سبعون ألفا من الملائكة ثم لا يعودون إليه أخر ما عليهم
    واتفقت الروايات كلها على أن الله تعالى لما فرض على محمد صلى الله عليه وسلم وأمته خمسين صلاة في اليوم والليلة - مر بموسى فقال : ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فإني قد عالجت بني إسرائيل قبلك أشد المعالجة وإن أمتك أضعف أسماعا وأبصارا وأفئدة فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل ويخفف عنه في كل مرة حتى صارت إلى خمس صلوات في اليوم والليلة وقال الله تعالى : هي خمس وهي خمسون أي بالمضاعفة فجزي الله عنا محمدا صلى الله عليه وسلم خيرا وجزي الله عنا موسى عليه السلام خيرا
    وقال البخاري : حدثنا مسدد حدثنا حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن عن سعيد بن جبيرعن ابن عباس قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : [ عرضت علي الأمم ورأيت سوادا كثيرا سد الأفق فقيل هذا مومى في قومه ]
    هكذا روى البخاري هذا الحديث هاهنا مختصرا
    وقد رواه الإمام أحمد مطولا فقال : حدثنا شريح حدثنا هشام حدثنا حصين بن عبد الرحمن قال : كنت عند سعيد بن جبير فقال : أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة ؟ قلت ؟ إني ثم قلت : إني لم أكن في صلاة ولكن لدغت قال وكيف فعلت ؟ قلت : استرقيت قال : وما حمللث على ذلك ؟ قال قلت : حديث حدثناه الشعبي عن بريدة الأسلمي أنه قال : " لا رقية إلا من عين أو حمة " فقال سعيد - يعني ابن جبير - قد أحسن من أنهي إلى ماسع
    ثم قال : حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : عرضت علي الأمم فرأيت الني ومعه الرهط والنبي معه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فقلت : هذه أمتي ؟ فقيل : هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم ثم قيل انظر إلى هذا الجانب فإذا سواد عظيم فقيل : هذه أمتك ومعهم سبعون ألفأ يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب
    ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل فخاض القوم في ذلك فقالوا : من هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ؟ فقال بعضهم : لعلهم الذين صحبوا النبي ( صلى الله عليه وسلم ) وقال بعضهم : لعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله شيئا قط وذكروا أشياء
    فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ما هذا الذي كنتم تخوضون فيه ؟ فأخبروه بمقالتهم فقال : هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن الأسدي فقال : أنا منهم يا رسول الله ؟ قال : أنت منهم " ثم قام آخر فقال : أنا منهم يا رسول الله ؟ فقال : " سبقك بها عكاشة " !
    وهذا الحديث له طرق كثيرة جدا وهو في الصحاح والحسان وغيرها وقد أوردناها في باب صفة الجنة عند ذكر أحوال القيامة وأهوالها
    وقد ذكر الله تعالى موسى عليه السلام في القرآن كثيرا وأثني عليه وأورد قصته في كتابه العزيز مرارا وكررها كثيرا مطولة ومبسوطة ومختصرة وأثني عليه ثناء بليغا
    وكثيرا ما يقرنه الله ويذكره ويذكر كتابه مع محمد صلى الله عليه وسلم وكتابه كما قال في سورة البقرة : { ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون }
    وقال تعالى : { الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم * نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل * من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان إن الذين كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام }
    وقال تعالى في سورة الأنعام : { وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شي قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم مالم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون * وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون }
    فأثني الله تعالى على التوراة ثم مدح القرآن العظيم مدحا عظيما
    وقال تعالى في آخرها : { ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون * وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون }
    وقال تعالى في سورة المائدة : { إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } إلى أن قال : { وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون * وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه } الآية
    فجعل القرآن حاكما على سائر الكتب غيره وجعله مصدقا لها ومبينا ما وقع فيها من التحريف والتبديل فإن أهل الكتاب استحفظوا على ما بأيديهم من الكتب فلم يقدروا على حفظها ولا على ضبطها وصونها فلهذا دخلها ما دخلها من تغييرهم وتبديلهم ولسوء فهمهم وقصورهم في علومهم ورداءة قصودهم وخيانتهم لمعبودهم عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة ولهذا يوجد في كتبهم من الخطأ البين على الله وعلى رسوله - مالا يحد ولا يوصف - ومالا يوجد مثلة ولا يعرف
    وقال تعالى في سورة الأنبياء : { ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرى للمتقين * الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون * وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون }
    وقال الله تعالى في سورة القصص : { فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون * قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين }
    فأثني الله على الكتابين وعلى الرسولين عليهما السلام
    وقالت الجن لقومهم : { إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى }
    وقال ورقة بن نوفل لما قص عليه رسول الله خبر ما رأى من أول الوحي وتلا عليه : { اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم } قال : سبوح سبوح هذا الناموس الذي أنزل على موسى ابن عمران
    وبالجملة فشريعة موسى عليه السلام كانت شريعة عظيمة وأمته كانت أمة كثيرة ووجد فيها أنبياء وعلماء وعباد وزهاد وألباء وملوك وأمراء وسادات وكبراء لكهنم كانوا فبادوا وتبدلوا كما بدلت شريعتهم ومسخوا قردة وخنازير ثم نسخت بعد كل حساب ملتهم وجرت عليهم خطوب وأمور يطول ذكرها ولكن سنورد ما فيه مقنع لمن أراد أن يبلغه خبرها إن شاء الله وبه الثقة وعليه التكلان
    قصص الأنبياء [ جزء 1 - صفحة 406 ]
    قال الإمام أحمد : حدثنا هشام حدثنا داود بن أبي هند عن أبي العالية عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بوادي الأزرق فقال : [ أي واد هذا قالوا : وادي الأزرق قال : " كأني أنظر إلى موسى وهو هابط من الثنية وله جؤار إلى الله عز وجل بالتلبية " حتى أتي على ثنية هرشاء فقال " أي ثنية هذه " ؟ قالوا : هذه ثنية هرشاء قال : " كأني أنظر إلى يونس بن متى على ناقة حمراء عليه جبة من صوف خطام ناقته خلبة " - قال هشيم : يعني ليفا - وهو يلبي ] أخرجه مسلم من حديث داود بن أبي هند به
    وروى الطبراني عن ابن عباس مرفوعا : " أن موسى حج على ثور أحمر " وهذا غريب جدا
    وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن أبي عدى عن ابن عون عن مجاهد قال : كنا عند
    ابن عباس فذكروا الدجال فقال : إنه مكتوب بين عينيه " ك ف ر " فقال : ما يقولون ؟ قال : يقولون مكتوب بين عينيه " ك ف رضي الله عنه " فقال ابن عباس لم أسمعه قال ذلك ولكن قال " أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم وأما موسى فرجل آدم جعد الشعر على جمل أحمر مخطوم بخلبة كأني أنظر إئجه وقد انحدر من الوادي يلبي " قال هشيم : الخلبة : الليف
    ثم روه الإمام أحمد عن أسود عن إسرائيل عن عثمان بن المغيرة عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " رأيت عيسى ابن مريم وموسى وإبراهيم : فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر وأما موسى فآدم جسيم سبط " قالوا : فإبراهيم ؟ قال : " انظروا إلى صاحبكم "
    وقال الإمام أحمد : حدثنا يونس حدثغا شيبان قال : حدث قتادة عن أبي العالية حدثنا ابن عم نبيكم ابن عباس قال : قال نبي الله : " [ رأيت ليلة أسرى بي موسى بن عمران رجلا طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى ابن مريم مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض سبط الرأس ] "
    وأخرجاه من حديث قتادة به وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر قال الزهري : وأخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسري به : " [ لقد لقيت موسى قال فنعته فإذأ رجل - حسبته قال - مضطرب رجل الرأس كأنه من رجال الشنوءة ولقيمت عيسى فنعته رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس - يعني الحمام - قال : ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به ] " الحديث وقد تقدم غالب هذه الأحاديث في ترجمة الخليل
    قصص الأنبياء [ جزء 1 - صفحة 407 ]
    شبكة توب ماكس تكنولوجي
    فقط لطالبي الاعلانات وخدمات الشبكة المدفوعة
    التواصل مع الدعم الفني مباشر من الرابط التالي
    http://www.topmaxtech.net/


    حكم تبعث في نفسي الطاقة
    « عندما نعطي، نحن نلهم الآخرين على العطاء، إما (عطاء) المال أو الوقت أو العلم » .
    عطاؤك بعلمك صدقة جارية بعد موتك
    "حديث شريف " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منها ( أو علم ينتفع به )
    ان للحسنه نور في القلب وسعه في الرزق ومحبه في قلوب الناس

    قل لمن يحمل هماً :: إن همك لن يدوم مثلما تُفنى السعادة هكذا تُفنى الهموم
    من لا يأكل من فأسه .. لا يتكلم من رأسه
    معا من أجل دعم وأثراء المحتوى العربي


  6. #16
    عضو متميز الصورة الرمزية مصمم راقي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    العمر
    42
    المشاركات
    5,113
    معدل تقييم المستوى
    100

    افتراضي

    قال البخاري في صحيحه : " وفاة موسى عليه السلام " حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن أبي هريرة قال : أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه عز وجل فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال : أرجع إليه فقل له يضع يده على متن تور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة قال : أي رب ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت قال : فالآن
    قال : فسأل الله عز وجل أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر قال أبو هريرة : فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر "
    قال : وأنبأنا معمر عن همام عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نحوه
    وقد روى مسلم الطريق الأول من حديث عبد الرزاق به ورواه الإمام أحمد من حديث حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة مرفوعا وسيأتي
    وقال الإمام أحمد : حدثنا الحسن حدثنا لهيعة حدثنا أبو يونس - يعنى ساليم بن جبير - عن أبي هريرة ؟ قال : الإمام أحمد لم يرفعه قال : ( جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال : أجب ربك فلطم موس عين ملك الموت ففقأها فرجع الملك إلى الله فقال : إنك بعثتني إلى عبد لك لا يريد الموت قال : وقد فقأ عيني قال : فرد الله عينه وقال : ارجع إلى عبدي فقل له : الحياة تريد ؟ فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما وارت يدك من شعره فإنك تعيش بها سنة قال : ثم مه ؟ قال : ثم الموت قال : فالآن يا رب من قريب "
    تفرد به أحمد وهو موقوف بهذا اللفظ
    وقد رواه ابن حبان في صحيحه من طريق معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن أبي هريرة قال معمر : وأخبرني من سمع الحسن عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فذكره
    ثم أستشكله ابن حبان وأجاب عنه بما حاصله : أن ملك الموت لما قال له هذا لم يعرفه لمجيئه له على غير صورة يعرفها موسى عليه السلام كما جاء جبريل في صورة أعرابي وكما وردت الملائكة على إبراهيم ولوط في صورة شباب فلم يعرفهم إبراهيم ولا لوط أولا وكذلك موسى لعله لم يعرفه لذلك لطمه ففقأ عينه لأنه دخل داره بغير إذن وهذا موافق لشريعتنا في جواز فقء عين من نظر إليك في دارك بغير إذن
    ثم أورد الحديث من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " [ جاء ملك الموت إلى موسى ليقبض روحه قال له : أجب ربك فلطهم موسى عين ملك الموت ففقأ عينه ] " وذكر تمام الحديث كما أشار إليه البخاري
    ثم تأوله على أنه لما رفع يده ليلطمه قالى له : أجب ربك وهذا التأويل لا يتمشى على ما ورد به اللفظ من تعقيب قوله : أجب ربك بلطمه ولو استمر على الجواب الأول لتمشي له وكأنه لم يعرفه في تلك الصورة ولم يحمل قوله هذا على أنه مطابق إذ لم يتحقق في تلك الساعة الراهنة أنه ملك كريم لأنه كان يرجو أمورا كثيرة كان يحب وقوعها في حياته من خروجهم من التيه ودخولهم الأرض المقدسة وكان قد سبق في قدر الله أنه عليه السلام يموت في التيه بعد هارون أخيه سنبينه إن شاء الله تعالى
    وقد زعم بعضهم : أن موسى عليه السلام هو الذي خرج بهم من التيه ودخل بهم الأرض المقدسة وهذا خلاف ما عليه أهل ألكتاب وجمهور المسلمين
    ومما يدلى على ذلك قوله لما اختار الموت : " رب أدنني إلى الأرض المقدسة رمية حجر " ولو كان قد دخلها لم يسأل ذلك ولكن لما كان مع قومه بالتيه وفاته عليه السلام أحب أن يتقرب إلى الأرض التي هاجر إليها وحث قومه عليها ولكن حال بينهم وبينها القدر رمية بحجر
    ولهذا قال سيد البشر ورسول الله إلى أهل الوبر والمدر : " فلو كنت ثم لأريتكم قبره عند الكثيب الأحمر "
    وقال الإمام أحمد : حدثنا عفان : حدثنا حماد حدثنا ثابت وسليمان التيمي عن أنس بن مالك أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " [ لما أسري بي مررت بموسى وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر ] " ورواه مسلم من حديث حماد بن سلمة به
    وقال السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس وعن مرة وعن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة قالوا : ثم إن الله تعالى أوحى إلى موسى إني متوف هارون فائت به جبل كذا وكذا
    فانطلق موسى وهارون نحو ذلك الجبل فإذا هم بشجرة لم تر شجرة مثلها وإذا هم ببيت مبني وإذا هم بسرير عليه فرش وإذا فيه ريح طيبة فلما نظر هارون إلى ذلك الجبل والبيت وما فيه أعجبه قال : يا موسى إني أحب أن أنام على هذا السرير قال له موسى : فنم عليه قال : إني أخاف أن يأتي ربي هذا البيت فيغضب علي قال له : لا ترهب أنا أكفيك رب هذا البيت فنم قال : يا موسى بل نم معي فإن جاء رب هذا البيت غضب علي وعليك جميعا فلما ناما أخذ هارون الموت فلما وجد حسه قال : يا موسى خدعتني فلما قبض رفع ذلك البيت وذهبت تلك الشجرة ورفع السرير به إلى السماء
    فلما رجع موسى إلى قومه وليس معه هارون قالوا : إن موسى قتل هارون وحسده على حب بني إسرائيل له وكان هارون أكف عنهم وألين لهم من موسى وكان في موسى بعض الغلظة عليهم فلما بلغه ذلك قال لهم ويحكم ! كان أخي أتروني أقتله ؟ فلما أكثروا عليه قام فصلى ركعتين ثم دعا الله فنزل السرير حتى نظروا إليه بين السماء والأرض
    ثم إن موسى عليه السلام بينما هو يمشي ويوشع فتاه إذا أقبلت ريح سوداء فلما نظر إليها يوشع ظن أنها الساعة فالتزم موسى وقال : تقوم الساعة وأنا ملتزم موسى نبي الله فاستل موسى عليه السلام من تحت القميص وترك القميص في يدي يوشع فلما جاء يوشع بالقميص أخذته بنو إسرائيل وقالوا : قتلت نبي الله فقال : لا والله ما قتلته ولكنه استل منى فلم يصدقوه وأرادوا قتله قال : فإذا لم تصدقوني فأخروني ثلاثة أيام فدعا الله فأتي كل رجل ممن كان يحرسه في المنام فأخبر أن يوشع لم يقتل موسى وإنا قد رفعناه إلينا فتركوه
    ولم يبق أحد ممن أبى أن يدخل قرية الجبارين مع موسى إلا مات ولم يشهد الفتح وفي بعض هذا السياق نكارة وغرابة والله أعلم
    وقد قدمنا أنه لم يخرج أحد من التيه ممن كان مع موسى سوى يوشع بن نون وكالب ابن يوفنا وهو زوج مريم أخت موسى وهارون وهما الرجلان المذكوران فيما تقدم اللذان أشارا على ملأ بني إسرائيل بالدخول عليهم
    وذكر وهب بن منبه : أن موسى عليه السلام مر بملأ من الملائكة يحفرون قبرأ فلم ير أحسن منه ولا أنضر ولا أبهج فقال : يا ملائكة الله لمن تحفرون هذا القبر ؟ فقالوا : لعبد من عباد الله كريم فإن كنت تحب أن تكون هذا العبد فادخل هذا القبر وتمدد فيه وتوجه إلى ربك وتنفس أسهل تنفس ففعل ذلك فمات صلوات الله وسلامه عليه فصلت عليه الملائكة ودفنوه
    وذكر أهل الكتاب وغيرهم أنه مات وعمره مائة وعشرون سنة
    وقد قال الإمام أحمد : حدثنا أمية بن خالد ويونس قالا : حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال يونس : رفع هذا الحديث إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " [ كان ملك الموت يأتي الناس عيانا قال : فأتي موسى عليه السلام فلطمه ففقأ عينه فأتى ربه فقال : يا رب عبدك موسى فقأ عيني ولولا كرامته عليك لعتبت عليه وقال يونس : أشفقت عليه قال له : اذهب إلى عبدي وقل له فليضع يده على جلد - أو مسك ثور - فله بكل شعرة وارت يده سنة فأتاه فقال له فقال : ما بعد هذا ؟ قال : الموت قال : فالآن قال : فشمه شمة فقبط روحه ] "
    قال يونس : فرد الله عليه عينه وكان يأتي الناس خفية وكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب عن مصعب بن المقدام عن حماد بن سلمة به فرفعه أيضا
    قصص الأنبياء [ جزء 1 - صفحة 411 ]
    هو الخليل يوشع بن نون بن إفرائيم بن يونس بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام وأهل الكتاب يقولون : يوشع ابن عم هود
    وقد ذكره الله في القرآن غير مصرح باسمه في قصة الخضر كما تقدم من قوله : { وإذ قال موسى لفتاه } ( الكهف ) { فلما جاوزا قال لفتاه } وقدمنا ما ثبت في الصحيح من رواية أبي كعب رضي الله عنه عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من أنه يوشع بن نون
    وهو متفق على نبوته عند أهل الكتاب فإن طائفة منهم وهم السامرة لا يقمرون بنبوة أحمد بعد موسى إلا يوشع بن نون لأنه مصرح به في التوراة ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم من ربهم فعليهم لعائن الله المتابعة إلى يوم القيامة !
    وأما ما حكاه ابن جرير وغيره من المفسرين عن محمد بن إسحاق : من أن النبوة حولت من موسى إلى يوشع في آخر عمر موسى فكان موسى يلقي يوشع فيسأله ما أحدث الله إليه من الأوامر والنواهي حتى قال له : يا كليم الله إني كنت لا أسألك عما يوحي الله إليك حتى تخبرني أنت ابتداء من تلقاء نفسك فعند ذلك كره موسى الحياة وأحب الموت ففي هذا نظر لأن موسى عليه السلام لم يزل الأمر والوحي والتشريع والكلام من الله إليه من جميع أحواله حتى توفاه الله عز وجل ولم يزل معززا مكرما مدللا وجيها عند الله كما قدمنا في الصحيح من قصة فقئه عين مالك الموت ثم بعثه الله إليه إن كان يريد الحياة فليضع يده على جلد ثور فله بكل شعرة وارت يده سنة يعيشها قال ثم ماذا ؟ قال : الموت قال : فالآن يا رب وسأل الله أن يدنيه إلى البيت المقدس رمية بحجر وقد أجيب إلى ذلك صلوات الله وسلامه عليه
    فهذا الذي ذكر محمد بن إسحاق إن كان إنما يقوله من كتب أهل الكتاب ففي كتابهم الذي يسمونه التوراة : أن الوحي لم ينزل على موسى في كل حين يحتاجون إليه إلى آخر مدة موسى كما هو المعلوم من سياق كتابهم عند تابوت الشهادة في قبة الزمان
    ولقد ذكروا في السفر الثالث : أن الله أمر موسى وهارون أن يعدا بني إسرائيل على أسباطهم وأن يجعلا على كل سبط من الاثني عشر أميرا وهو النقيب وماذاك إلا ليتأهبوا للقتال قتال الجبارين عند الخروج من التيه وكان هذا عند اقتراب انقضاء الأربعين سنة ولهذا قال بعضهم : إنما فقأ موسى عليه السلام عين ملك الموت لأنه لم يعرفه في صورته تلك ولأنه كان قد أمر بأمر كان يرتجى وقوعه في زمانه ولم يكن في قدر الله أن يقع ذلك في زمان فتاه يوشع بن نون عليه السلام
    ولما جهز رسوا الله جيش أسامة توفي عليه الصلاة والسلام وأسامة مخيم بالجرف فنفذه صديقه وخليفته أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثم لما لم شعث جزيرة العرب وما كان دهي من أمر أهلها وعاد الحق إلى نصابه جهز الجيوش يمنة ويسرة إلى العراق أصحاب كسرى ملك الفيرس وإلى الشام أصحاب قيصر ملك الروم ففتح الله لهم ومكن لهم وبهم وملكهم نواصي أعدائهم
    وهذكا موسى عليه السلام : كان الله دق أمره أن يجند بني إسرائيل وأن يجعل عليهم نقباء كما قال تعالى : { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك فقد ضل سواء السبيل } يقول لهم : لئن قمتم بما أوجبت عليكم ولم تنكلوا عن القتال كما نكلتم أول مرة لأجعلن ثواب هذه مكفرا لما وقع عليكم من عقاب عليكم ولم تنكلوا عن القتال كما نكلتم أول مرة لأجعلن ثواب هذه مكفرا لما وقع بما أوجبت عليكم ولم تنكلوا عن القتال كما نكلتم أول مرة لأجعلن ثواب هذه مكفرا لما وقع عليكم من عقاب تلك كما قال تعالى لمن تخلف من الأعراب عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عن غزوة الحديبية : { قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجرا حسنا وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما }
    وهكذا قال تعالى لبني إسرائيل : { فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل } ثم ذمهم تعالى على سوء صنيعهم ونقضهم مواثيقهم كما ذم من بعدهم من النصارى على اختلافهم في دينهم وأديانها وقد ذكرنا ذلك في التفسير مستقصى ولله الحمد
    والمقصود أن الله تعالى أمر موسى عليه السلام أن يكتب أسماء المقاتلة من بني إسرائيل ممن يحمل السلاح ويقاتل ممن بلغ عشرين سنة فصاعدا وأن يجعل على كل سبط نقيبا منهم السبط الأول : سبط روبيل لأنه بكر يعقوب وكان عدة المقاتلة منهم ستة وأربعين ألفا وخمسمائة ونقيبهم منهم وهو اليصور بن شديئور السبط الثاني : سبط شمعون : وكانوا تسعة وخمسين ألفا وثلاثمائة ونقيبهم شلوميئيل ابن هوريشداي السبط الثالث : سبط يهوذا وكانوا أربعة وسبعين ألفا وستمائة ونقيبهم نحشون بن عمينا ذاب السبط الرابع : سبط أيساخر وكانوا أربعة وخمسين ألفا وأربعمائة ونقيبهم نشائيل بن صوعر السبط الخامس : سبط يوسف عليه السلام وكانوا أربعين ألفا وخمسمائة ونقيبهم يوشع بن نون السبط السادس : سبط ميشا وكانوا أحدا وثلاثين ألفا ومائتين ونقيبهم جمليئيل بني فدهصور السبط السابع : سبط بنيامين وكانوا خمسة وثلاثين ألفا وأربعمائة ونقيبهم أبيدن بن جدعون السبط الثامن : سبط حاد وكانوا خمسة وأربعين ألفا وستمائة وخمسين رجلا ونقيبهم الياساف بن رعوئيل والسبط التاسع : سبط أشير وكانوا أحدا وأربعين ألفا وخمسمائة ونقيبهم فجعيئيل بن عكران السبط العاشر : سبط دان وكانوا اثنين وستين ألفا وسبعمائة ونقيبهم أخيعزر ابن عمشداي السبط الحادي عشر : سبط نفتالي وكانوا ثلاثة وخمسين ألفا وأربعمائة ونقيبهم الباب بن حيلون هذا نص كتابهم الذي بأيديهم والله أعلم
    وليس منهم " بنو لاوي " فقد أمر الله موسى ألا يعدهم معهم لأنهم موكلون بحمل قبة الشهادة وضربها وخزنها ونصبها وحملها إذا ارتحلوا وهم سبط موس وهارون عليهما السلام وكانوا اثنين وعشرين ألفا من ابن شهر فما فوق ذلك وهم في أنفسهم قبائل من كل قبيلة طائفة من قبة الزمان يحرسونها ويحفظونها ويقومون بمصالحها ونصبها وحملها وهم كلهم حولها ينزلون ويرتحلون أمامها ويمنتها وشمالها ووراءها
    وجملة ما ذكر من المقاتلة غير بني لاوي خمسمائة ألف واحد وسبعون ألفا وستمائة وستة وخمسون لكن قالوا : فكان عدد بني إسرائيل ممن عمره عشرون فما فوق ذلك ممن حمل السلاح ستمائة ألف وثلاثة آلاف وخمسمائة وخمسة وخمسين رجلا سوى بني لاوي
    وفي هذا نظر فإن جميع الجمل المتقدمة إن كانت كما وجدنا في كتابهم لا تطابق الجملة التي ذكروها والله أعلم
    فكان بنو لاوي الموكلون بحفظ قبة الزمان يسيرون في وسط بني إسرائيل وهم القلب ورأس الميمنة بنو روبيل ورأس الميسرة بنو دان وبنو نفتالي يكونون ساقة وقرر موسى عليه السلام - بأمر الله تعالى له - الكهانة في بني هارون كما كانت لأبيهم من قبلهم وهم : ذناداب وهو بكره وأبيهو وألعازر ويثمر والمقصود أن بني إسرائيل لم يبق منهم أحد ممن كان نكل عن دخول مدينة الجبارين الذين قالوا : { فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } قاله الثوري عن أبي سعيد عن عكرمة عن ابن عباس وقاله قتادة وعكرمة ورواه السدي عن ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة حتى قال ابن عباس وغيره من علماء السلف والخلف : ومات موسى وهارون قبله كلاهما في التيه جميعا
    وقد زعم ابن إسحاق أن الذي فتح بيت المقدس هو موسى وإنما كان يوشع على مقدمته وذكر في مروره إليها قصة بلعام بن باعورا الذي قال تعالى فيه : { واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون * ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون }
    وقد ذكرنا قصته في التفسير وأنه كان - فيما قاله ابن عباس وغيره - يعلم الاسم الأعظم وأن قومه سألوه أن يدعو على موسى وقومه - فامتنع عليهم ولما ألحوا عليه ركب حمارة له ثم سار نحو معسكر بني إسرائيل فلما أشرف عليهم رضت به حمارته فضربها حتى قامت فسارت غير بعيد وربضت فضربها ضربا أشد من الأول فقامت ثم ربضت فضربها فقالت له : يا بلعام أين تذهب ؟ أما ترى الملائكة أمامي تردني عن وجهي هذا ؟ أتذهب إلى نبي الله والمؤمنين تدعو عليهم ؟ فلم ينزل عنها فضربها حتى سارت به حتى أشرف عليهم من رأس جبل " حسبان " ونظر إلى معسكر موسى وبني إسرائيل فأخذ يدعو عليهم فجعل لسانه لا يطيعه إلا أن يدعو لموسى وقومه ويدعو على قوم نفسه فلاموه على ذلك فاعتذر إليهم بأنه لا يجري على لسانه إلا هذا واندلع لسانه حق وقع على صدره فقال لقومه : قد ذهبت الآن مني الدنيا والآخرة ولم يبق إلا المكر والحيلة
    ثم أمر قومه أن يزينوا النساء ويبعثوهن بالأمتعة يبعن عليهم ويتعرضن لهم لعلهم يقعون في الزنى فإنه متى زنى رجل منهم كفيتوهم ففعلوا وزينوا نسائهم وبعثوهم إلى المعسكر فمرت امرأة منهم اسمها " كسبتى " برجل من عظماء بني إسرائيل : وهو " زمرى بن شلوم " يقال إنه كان رأس سبط بني شمعون بن يعقوب فدخل بها قبته فلما خلا بها أرسل الله الطاعون على بني إسرائيل فجعل يجوس فيهم فلما بلغ الخبر إلى " فنحاص " بن العيزار بن هارون أخذ حربته وكانت من حديد فدخل عليهما القبة فانتظمهما جميعا فيها ثم خرج بهما على الناس والحربة في يده وقد اعتمد على خاصرته وأسندها إلى لحيته ورفعهما نحو السماء وجعل يقول : اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك ورفع الطاعون فكان جملة من مات في تلك الساعة سبعين ألفا والمقلل يقول عشرين ألفا وكان فنحاص بكر أبيه العيزار بن هارون فلهذا يجعل بنو إسرائيل لولد فنحاص من الذبيحة اللبة والذراع واللحى ولهم البكر من كل أموالهم وأنفسهم
    وهذا الذي ذكره ابن إسحاق من قصة بلعام صحيح وقد ذكره غير واحد من علماء السلف لكن لعله لما أراد موسى دخول بيت المقدس أول مقدمه من الديار المصرية ولعله مراد ابن إسحاق ولكنه غير ما فهمه بعض الناقلين عنه وقد قدمنا عن نص التوراة ما يشهد لبعض هذا والله أعلم
    ولعل هذه قصة أخرى كانت في خلال سيرهم في التيه فإن في هذا السياق ذكر " حسبان " وهي بعيدة عن أرض بيت المقدس أو لعله كان قاصدا بين المقدس كما صرح به السدى والله أعلم
    وعلى كل تقدير فالذي عليه الجمهور : أن هارون توفى بالتيه قبل موسى أخيه بنحو من سنتين وبعده موسى في التيه أيضا كما قدمنا وأنه سأل ربه أن يقربه إلى بيت المقدس فأجيب إلى ذلك
    فكأن الذي خرج بهم في التيه وقصد بهم بيت المقدس هو يوشع بن نون عليه السلام فذكر أهل الكتاب وغيرهم من أهل التاريخ أنه قطع ببني إسرائيل نهر الأردن وانتهى إلى أريحا وكانت من أحصن المدائن أسوارا وأعلاها قصورا وأكثرها أهلا فحاصرها ستة أشهر ثم إنهم أحاطوا بها يوما وضربوا بالقرون - يعني الأبواق - وكبروا تكبيرة رجل واحد فتفسخ سورها وسقط وجبة واحدة فدخلوا وأخذوا ما وجدوا فيها من الغنائم وقتلوا اثنى عشر ألفا من الرجال والنساء وحاربوا ملوكا كثيرة ويقال إن يوشع ظهر على أحد وثلاثين ملكا من ملوك الشام
    وذكروا أنه انتهى محاصرته إلى يوم الجمعة بعد العصر فلما غربت الشمس أو كادت تغرب ويدخل عليهم السبت الذي جعل عليهم وشرع لهم ذلك الزمان قال ها : إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي فحبسها الله عليه حتى تمكن من فتح البلد وأمر القمر فوقف عند الطلوع وهذا يقتضي أن هذه الليلة كان الرابعة عشرة من الشهر الأول وهو قصة الشمس المذكورة في الحديث الذي سأذكره وأما قصة القمر فمن عند أهل الكتاب ولا ينافي الحديث بل فيه زيادة تستفاد فلا تصدق ولا تكذب ولكن ذكرهم أن هذا في فتح أريحا فيه نظر والأشبه - والله أعلم - أن هذا كان في فتح بيت المقدس الذي هو المقصود الأعظم وفتح أريحا كان وسيلة إليه والله أعلم
    قال الإمام أحمد : حدثنا أسود بن عامر حدثنا أبو بكر عن هشام وعن ابن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " [ إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس ] " انفرد به أحمد من هذا الوجه وهو على شرط البخاري
    وفيه دلالة على أن الذي فيه بيت المقدس هو يوشع بن نون عليه السلام لا موسى وأن حبس الشمس كان في فتح بيت المقدس لا أريحا كما قلنا وفيه أن هذا كان من خصائص يوشع عليه السلام فيدل على ضعف الحديث الذي رويناه : أن الشمس رجعت حتى صلى على بن أبي طالب صلاة العصر بعد ما فاتته بسبب نوم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على ركبته فسأله رسول الله أن يردها الله عليه حتى يصلي العصر فرجعت وقد صححه أحمد بن أبي صالح المصري ولكنه ليس في شيء من الصحاح ولا الحسان وهو مما تتوافر الدواعي على نقله وتفردت بنقله امرأة من أهل البيت مجهولة لا يعرف حالها والله أعلم
    وقال الإمام أحمد : حدثنا بعد الرزاق حدثنا عمر عن همام عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " [ غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه : لا يتبعني رجل قد ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن ولا آخر قد بنى بنيانا ولم يرفع سقفها ولا آخر قد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر أولادها
    قال : فغزا فدنا من القرية حين صلى العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس : أنت مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي شيئا فحبست عليه حتى فتح الله عليه قال : فجمعوا ما غنموا فأتت النار لتأكله فأبت أن تطعمه فقال : فيكم غلول فليبايعني من كل قبيلة رجل فبايعوه فلصقت يد رجل بيده فقال : فيكم الغلول فليبايعني قبيلتك فبايعته قبيلته قال : فلصقت بيد رجلين - أو ثلاثة - فقال : فيكم الغلول أنتم غللتم
    قال : فأخرجوا له مثل رأس بقرة من ذهب قال : فوضعوه بالمال وهو بالصعيد فأقبلت النار فأكلته فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا ذلك بأن الله رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا ] "
    انفرد به مسلم من هذا الوجه وقد روى البزار من طريق مبارك بن فضالة بن عبيد الله ابن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) نحوه قال : ورواه محمد بن عجلان عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم )
    والمقصود أنه لما دخل بهم باب المدينة أمروا أن يدخلوها سجدا أي ركعا متواضعين شاكرين الله عز وجل على ما من به عليهم من الفتح العظيم الذي كان الله وعدهم إياه وأن يقولوا حال دخولهم : ( حطة ) أي حط عنا خطايانا التي سلفت من نكولنا الذي تقدم منا
    ولهذا دخل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مكة يوم فتحها دخلها وهو راكب ناقته وهو متواضع حامد شاكر حتى إن عثنونه - طرف لحيته - ليمس مورك رحله مما يطأطئ رأسه خضعانا لله عز وجل ومعه الجنود والجيوش ممن لا يرى منه إلا الحدق ولا سيما الكتيبة الخضراء التي فيها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ثم لما دخلها اغتسل وصلى ثماني ركعات وهي صلاة الشكر على النصر على المشهور من قول العلماء وقيل إنها صلاة الضحى وما حمل هذا القائل على قوله هذا إلا لأنها وقعت وقت الضحى
    وأما بنو إسرائيل فإنهم خالفوا ما أمروا به قولا وفعلا فدخلوا الباب يزحفون على أستاهم وهم يقولون : حبة في شعرة وفي رواية : حنطة في شعرة
    وحاصله أنهم بدلوا ما أمروا به واستهزءوا به كما قال تعالى حاكيا عنهم في سورة الأعراف وهي مكية : { وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين * فبدل الذين ظلوا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون }
    وقال في سورة البقرة وهي مدنية : { وإذ قلنا ادخلو هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنريد الشاكرين * فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون }
    وقال الثوري عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : { وادخلوا الباب سجدا } قال : ركعا من باب صغير رواه الحاكم و ابن جرير و وابن أبي حاتم وكذا روى العوفي عن ابن عباس وكذا روى الثوري عن ابن إسحاق عن البراء
    قال مجاهد و السدي و الضحاك : والباب هو باب حطة من بيت إيلياء بيت المقدس
    قال ابن مسعود : فدخلوا مقنعى رءوسهم ضد ما أمروا به وهذا لا ينافي قول ابن عباس أنهم دخلوا يزحفون على أستاهم وهكذا في الحديث الذي سنورده بعد فإنهم دخلوا يزحفون وهم مقنعوا رءوسهم
    وقوله : " { وقولوا حطة } الواو هنا حالية لا عاطفة أي ادخلوا سجدا في حال قولكم حطة قال ابن عباس وعطاء والحسن وقتادة والربيع : أمروا أن يستغفروا
    قال البخاري : حدثنا محمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن ابن المبارك عن عمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : [ قيل لبني إسرائيل : { ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم } فبدلوا فدلخوا يزحفون على أستاهم وقالوا حبة في شعرة ] وكذا رواه النسائي من حديث ابن المبارك ببعضه ورواه عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن ابن مهدي به موقوفا
    وقد قال عبد الرزاق : أنبأنا معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : [ قال الله لبني إسرائيل : { ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم } فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم فقالوا : حبة في شعرة ]
    ورواه البخاري و مسلم و الترمذي من حديث عبد الرزاق وقال الترمذي : حسن صحيح
    وقال محمد بن إسحاق : كان تبديلهم كما حدثني صالح بن كيسان عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة وعمن لا أتهم عن ابن عباس أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : [ دخلوا الباب الذي أمروا أن يدخلوا فيه سجدا يزحفون على أستاههم وهم يقولون : حنطة في شعيرة ]
    وقال أسباط عن السدى عن مرة عن ابن مسعود قال في قوله : { فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم } قالوا : " هطى سقانا أزمة مزيا " فهي في العربية : " حبة حنطة مثقوبة فيها شعرة سوداء "
    وقد ذكر الله تعالى أنه عاقبهم على هذه المخالفة بإرسال الرجز الذي أنزله عليهم وهو الطاعون كما ثبت في الصحيحين من حديث الزهري عن عامر بن سعد ومن حديث مالك عن محمد بن المنكدر وسالم أبي النضر عن عامر بن سعد عن أسامة بن زيد عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : أنه قال : [ إن هذا الوجع - أو السقم - رجز عذب به بعض الأمم قبلكم ]
    وروى النسائي و ابن أبي حاتم وهذا لفظه من حديث الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن إبراهيم بن سعيد بن أبي وقاص عن أبيه وأسامة بن زيد وخزيمة بن ثابت قالوا : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : [ الطاعون رجز عذب به من كان قبلكم ] وقال الضحاك عن ابن عباس : الرجز العذاب وكذا قال مجاهد وأبو مالك والسدي والحسن وقتادة وقال أبو العالية : هو الغضب وقال الشعبي : الرجز إما الطاعون وإما البرد وقال سعيد بن جبير : هو الطاعون
    ولما استقرت يد بني إسرائيل على بيت المقدس استمروا فيه وبين أظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم بكتاب الله التوراة حتى قبضه الله إليه وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة فكانت مدة حياته بعد موسى سبعا وعشرين سنة
    شبكة توب ماكس تكنولوجي
    فقط لطالبي الاعلانات وخدمات الشبكة المدفوعة
    التواصل مع الدعم الفني مباشر من الرابط التالي
    http://www.topmaxtech.net/


    حكم تبعث في نفسي الطاقة
    « عندما نعطي، نحن نلهم الآخرين على العطاء، إما (عطاء) المال أو الوقت أو العلم » .
    عطاؤك بعلمك صدقة جارية بعد موتك
    "حديث شريف " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منها ( أو علم ينتفع به )
    ان للحسنه نور في القلب وسعه في الرزق ومحبه في قلوب الناس

    قل لمن يحمل هماً :: إن همك لن يدوم مثلما تُفنى السعادة هكذا تُفنى الهموم
    من لا يأكل من فأسه .. لا يتكلم من رأسه
    معا من أجل دعم وأثراء المحتوى العربي


  7. #17
    تكنولوجي جديد الصورة الرمزية جود
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    8
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: موسى عليه السلام .. قصص الانبياء


    مشكور اخوي على القصة

    جزاك الله كل خير وجعلها في ميزان حسناتك ولا حرمك الله الاجر

    دمت بود

  8. #18
    عضو متميز الصورة الرمزية مصمم راقي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    اليمن السعيد
    العمر
    42
    المشاركات
    5,113
    معدل تقييم المستوى
    100

    افتراضي رد: موسى عليه السلام .. قصص الانبياء

    تسلمي على المرور

    وانتظري المزيد من قصص الانبياء لأنني عازم على ترك الكتاب كاملا هنا ليكون إن شاء الله مرجعا للجميع
    شبكة توب ماكس تكنولوجي
    فقط لطالبي الاعلانات وخدمات الشبكة المدفوعة
    التواصل مع الدعم الفني مباشر من الرابط التالي
    http://www.topmaxtech.net/


    حكم تبعث في نفسي الطاقة
    « عندما نعطي، نحن نلهم الآخرين على العطاء، إما (عطاء) المال أو الوقت أو العلم » .
    عطاؤك بعلمك صدقة جارية بعد موتك
    "حديث شريف " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منها ( أو علم ينتفع به )
    ان للحسنه نور في القلب وسعه في الرزق ومحبه في قلوب الناس

    قل لمن يحمل هماً :: إن همك لن يدوم مثلما تُفنى السعادة هكذا تُفنى الهموم
    من لا يأكل من فأسه .. لا يتكلم من رأسه
    معا من أجل دعم وأثراء المحتوى العربي


 

 
صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
لتوفير الجهد والوقت عليك ابحث عن ما تريد في جوجل من هنا

جميع الحقوق محفوظة لـ شبكة توب ماكس تكنولوجي

Copyright © 2007 - 2010, topmaxtech.net . Trans by topmaxtech.

المعهد غير مسئول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
فعلى كل شخص تحمل مسئولية نفسه اتجاه ما يقوم به من بيع وشراء و اتفاق مع أي شخص أو جهة