متى يأْكُلُ في العيدَيْنِ؟
عن أنس رضي اللُه عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات" (1) .
قال الإمام المُهَلَّب:
الحكمة في الأكل قبل الصلاة: أن لا يَظُنَّ ظانٌّ لزومَ الصومِ حتى يُصَلِّي العيد، فكأنه أراد سدَّ هذه الذريعةِ (2) .
وعن بُريدة رضي الله عنه قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يَطْعَم، ويوم النحر: لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته " (3) .
قال العلامة ابن القيم:
.. وأما في عيد الأضحى، فكان لا يَطْعَمُ حتى يرجعَ من المُصلّى، فيأكل من أضحيته (4) .
قال العلاّمةُ الشوكاني (5) :
والحكمة في تأخير الفطر يوم الأضحى أنّه يومٌ تُشرع فيه الأضحية والأكل منها، فشرع له أن يكون فطره على شيء منها، قاله ابن قدامة (6) .
وقال الزينُ ابن المُنَيِّر (7) : وقع أكله صلى الله عليه وسلم في كلٍّ من العيدين في الوقت المشروع لِإخراج صدقتهما الخاصة بهما، بإخراج صدقة الفطر قبل القدوم إلى المُصلى، وإخراج صدقة الأضحية بعد ذبحها.
____________
(1) رواه البخاري (953) والترمذي (543) وابن ماجه
(1754) وأحمد (3/126 و 164 و 232) .
(2) "فتح الباري " (2/447) ، وانظر فيه كلام مؤلفه عن الحكمة في استحباب التمر، فإنه طريف.
(3) رواه الترمذي (542) وابن ماجه (1756) والدارمي (1/ 375) وأحمد (5/ 352) وإسناده حسن.
(4) "زاد المعاد" (1/ 441) .
(5) في "نيل الأوطار" (3/357) .
(6) وانظر "المغني" (2/ 371) .
(7) وانظر "فتح الباري" (2/448) .